آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

أهل الذكر

هل خدعونا في معنى “أهل الذكر”؟

المعنى الذي غاب 14 قرنًا!

 

من هم أهل الذِّكر حقًا؟

القرآن يكشف الحقيقة!

#أهل_الذكر
#تدبر_القرآن
#ترتيل_القرآن
#معاني_غابت
#القرآن_هو_المرجع
#تفسير_قرآني
#التدبر
#التفكير_النقدي
#الاسلام_الاصيل
#كشف_الحقائق
#وعي_ديني
#بدون_وسطاء
#العقل_اولا
#من_هم_أهل_الذكر
#حلقات_فكرية

 

 

وصف الحلقة

في هذه الحلقة نفتح واحدًا من أكثر المفاهيم التي أسيء فهمها في تاريخنا الديني:
من هم أهل الذِّكر… كما يعرّفهم القرآن؟

لقد تحوّلت عبارة:
﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾
إلى أداة لبناء سلطة دينية،
وإلى مبرّر لاحتكار الفهم،
وكأن الله جعل بين الإنسان وربّه وسيطًا.

لكن…
ماذا يقول القرآن فعلًا؟
ماذا يعني الذِّكر؟
من هم أهله؟
وماذا يحدث حين نعيد قراءة الآية في سياقها؟

في هذه الحلقة ستكتشفون:

  • المعنى القرآني الحقيقي للذِّكر.

  • من هم أهل الذكر عبر آيات القرآن، وليس عبر الروايات.

  • لماذا نزلت الآية؟ وما موضوعها الأصلي؟

  • ما علاقة أهل الذكر بالبيّنات والزبر؟

  • ولماذا أمر الله نبيّه نفسه بسؤال "الذين يقرؤون الكتاب"؟

  • كيف أسّس الفهم الخاطئ لفكرة الوساطة بين الإنسان والله؟

  • وكيف يعيد القرآن بناء العلاقة المباشرة بين الفرد وربّه… بلا وكلاء؟

رحلة تدبّر هادئة…
وأسئلة كبيرة تحتاج إلى شجاعة وصدق.

تصفّحوا موقع ترتيل القرآن للحصول على مزيد من الأدوات والمراجع:

tartilalquran.com

 

كلمات مفتاحية (SEO)

أهل الذكر، تفسير أهل الذكر، معنى الذكر في القرآن، فاسألوا أهل الذكر، تدبر القرآن، ترتيل القرآن، القرآن هو المرجع، فهم القرآن بدون وسطاء، تفسير قرآني، تصحيح المفاهيم الدينية، إسلام بلا طقوس، القرآن والكتب السماوية، معاني غابت، الباحثون عن الحقيقة.

 

 

 

 

 

علمانية الرسول

 

أهل الذكر
عبارة بسيطة

 لكنّها تحوّلت عبر القرون

إلى مؤسسة ضخمة

تتحكّم في العقول

وتدّعي امتلاك الوكالة الحصرية على الدين.

عبارة قرآنية واحدة فقط

غيرت مجريات التاريخ:
﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
استغلّها تجار الدين
وأَوّلوها خدمة لمصالحهم
فتحوّلوا من بشرٍ مثلنا
إلى وسطاء بين الإنسان وربّه.

وهكذا

وباسم “أهل الذكر”،
تمكّنوا من فرض السيطرة،
والوصول إلى السلطة والجاه،
فغذوا رغباتهم و شهواتهم
وكلّ ذلك تحت غطاء “الدين”.

لكن السؤال الآن…
من هم أهل الذكر الحقيقيون؟
ولماذا أُخْفِي عنا المعنى القرآني؟

هذا ما سنكشفه اليوم

خطوةََََ بخطوة.

 

 

 

 

أهلاً بكم أحبّتي…
سعيدٌ بلقائكم من جديد

في رحلة جديدة من رحلات التدبّر.
رحلة نحاول فيها أن نسمع صوت القرآن
بقلوبنا نحن، بعقولنا نحن،
لا بعيون أممٍ خلت،
ولا بأقوال من استغلّوا الدين

لمصلحتهم الشخصية.

 

وأذكّركم دائمًا…
موقع ترتيل القرآن وُجد من أجلكم:
ليقدّم لكم الأدوات اللازمة

لتدبّر هذا الكتاب العظيم،
بلا وساطة، بلا وصاية،
بل بعلاقة مباشرة بينكم وبين كلام الله…
معتمدين على عقولكم،
ومستمدّين ثقتكم

من نور القرآن نفسه.

 

 

هذا المحتوى وليد جهد وسهر

لا تجعلوه يمرّ بصمت.

كلمة منكم أو إشارة بسيطة بـ 'اللايك'

تمنحني طاقة الاستمرار

وتؤكد أن الأثر قد وصل.

 

لنبدأ الآن على بركة الله

بنفتح أوّل باب في هذا الموضوع،
باب الآية التي بُني عليها كلّ مفهوم

“أهل الذكر”:

 

وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ

فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ

إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ

(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 7)

 

 

وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ

فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ

إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)

بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ

وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ

وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) 

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 43 - 44)

هاتين  الآيتين

رغم بساطتهما،
تمّ تحميلهما ما لا تحتملان
لدرجة أن العبارة

اسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ

إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ

أصبحت

أساسًا لِوِكَالةٍ دينية كاملة
لم يأذن بها الله.

وهنا أقدّم لكم ملاحظات بنّاءة

توضّح المعنى الحقيقي:

1-

أتساءل هل قال لنا الله

إسألوا أهل الحديث إن كنتم لا تعلمون!!!!!؟

أو

إسألوا أهل الإختصاص إن كنتم لا تعلمون!!!!!؟

بالطبع لا.

ومع ذلك…
تمّ تفسير:

فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ

إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ

على أنها

إسألوا أهل السّنة و الحديث و أهل الإختصاص

إن كنتم لا تعلمون

و الكلّ يعلم أنّ أصحاب الإختصاص

أهلُ حديثِِ و سنّة و ليسوا بأهلِ قرآن

 

2-

الآية لا تطلب منّا الرجوع لأهل الذكر
في كل صغيرة وكبيرة من حياتنا

بل

في مسألة واحدة فقط

في موضوع واحد لا غير !!!!

وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ

أي

التأكّد من أنّ الرسل الذين جاءوا

قبل محمد عليه السلام
كانوا رجالًا يوحى إليهم.

السياق واضح، والموضوع محدّد.
وليس فيه تأسيس

لمهنة “رجل الدين”
ولا لإدارة حياة الناس بتفاصيلها المرهقة (الأغلال).

 

 

 

3-

الآية نزلت في مكة
 
ولم يكن آنذاك

علماء
ولا فقهاء
ولا أهل ذكر

بالمعنى المتأخّر !!!!

 

4-

كلّ شخص مسؤول عن نفسه

في الحياة الدّنيا و يوم الحساب

الله سيحاسبنا نحن
بناءا على قدرتنا نحن
على فهم النصّ كما نستطيع
!!!!

وليس بناءا على فهم العلماء بالنيابة عنا!!!!

ولمن يخشى تعدّد المفاهيم
ما عليه إلاّ أن يقوم بجولة

ولينظر فقط إلى المذاهب اليوم:
عشرات المدارس

مئات الطوائف و الأحزاب
آلاف التفاسير المتناقضة

أليس هذا ما كانوا يخافونه؟
وقد حدث بالفعل رغم الاحتكار
!!!!

 

 

 

وبعد أن رأينا كيف حُمّلَت عبارة
﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ
ما لا تحتمل

وكيف استُعملت لتأسيس سلطةٍ

لم يأذن بها الله!!!!!

ننتقل الآن إلى السؤال الجوهري:
إذا كان الله قد أمرنا بسؤال أهل الذكر!!!!!
فمن هم إذن أهل الذكر الحقيقيون؟

ولكي نعرفهم
علينا أن نعود خطوة بسيطة إلى الوراء:

أصلا ما هو الذِّكر في القرآن؟

لقد شرحنا هذا المعنى في حلقات سابقة!!!!!
لكن لا بأس أن نذكّر به سريعًا
لأن فهم الذِّكر

هو مفتاح فهم أهل الذكر.

A-

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ص وَالْقُرْآنِ

ذِي الذِّكْرِ

(سورة : 38 - سورة ص, اية : 1)

هنا يصف الله القرآن بأنه ذو الذِّكر.
أي أن الذِّكر

صفةٌ ملازمة للقرآن نفسه.

 

B-

لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا

فِيهِ ذِكْرُكُمْ

أَفَلَا تَعْقِلُونَ ؟؟؟!!!!

(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 10)

الذكر في الكتاب أيضا

 

C-

وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ

إِنْ هُوَ

إِلَّا ذِكْرٌ

وَقُرْآنٌ مُبِينٌ

(سورة : 36 - سورة يس, اية : 69)

لاحظوا التعبير:
إن هو و ليس إن هما !!!!!! 

أي واحدٌ لا اثنان!!!!!! 
الذكر = القرآن المبين.

 

 

بما أنّ الذّكر يوجد ضمن أو ينتمي إلى القرآن

فإن أهل الذِّكر هم ببساطة:

أهل القرآن
أهل الكتب الإلهية الصحيحة

لا الكتب البشرية.

هم الذين يقرأون ويدرسون
واحدًا من الكتب الإلهية  حصريًا!!!!!
وليس من يغوصون في روايات قيل وقال!!!!!
وفي نصوص بشرية

لا تقوم على أسس علمية ولا قرآنية!!!!!

 


ننتقل الآن إلى خطوة أعمق
خطوة تكشف لنا المفهوم الحقيقي لأهل الذِّكر
و تُظهر مدى عظمة ترتيل القرآن.

1-

وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ

فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ

إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)

بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ

وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ

وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) 

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 43 - 44)

وسنتناول عبارة

وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ

بتفصيل

في حلقة الأسبوع المقبل

 

تدبّر أولي واضح و بسيط

الآية تقول:

لم نرسل من قبلك يا محمّد إلا رجالًا نوحي إليهم.

 لكن

إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ بالبينات و الزبر

أي

إن كنتم في شكّ من هذه المعلومة

==> فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ
الآية خاصة بموضوعها
ولا علاقة لها بإدارة حياة الناس اليومية
أو تأسيس سلطة دينية.

 

لنقارنها مع الاية : 94 من سورة يونس

فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ

فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ

مِنْ قَبْلِكَ

لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ

فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ

(سورة : 10 - سورة يونس, اية : 94)

أمرٌ إلهي مباشر للنبيّ الحبيب نفسه:

إِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ
إن دخل قلبَك شكُُّ ممّا يُتلى عليك،

فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ

مِنْ قَبْلِكَ

 

الآن لاحظوا التطابق المذهل بين الآيتين…

 

فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ==> إِنْ كُنْتُمْ في شكّ من معلومة إرسال رجال يوحى لهم من قبل الرسول

  مقابل

فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ==> فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ 

 

استنتاج واضح لا يحتاج جهدًا:

 أَهْلَ الذِّكْرِ  =  الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ

==> أهل الذّكر هم الّذين يقرؤون الكتاب من قبل النبيّ محمّد

==> أهل الذّكر هم الّذين يقرؤون الكتب السماوية الّتي جاءت قبل القرآن 

وليسوا:

أهل الحديث،

ولا أهل الاختصاص،

ولا أصحاب الروايات،

ولا من يدرسون كتبًا بشرية نُسجت عبر التاريخ.

الخلاصة الدقيقة

الله يأمر الناس بسؤال أهل الذِّكر
إذا دخلهم الشكّ

في أن الأنبياء السابقين كانوا رجالًا يوحى إليهم.

والله تعالى  بعظمته
أمر نبيّنا نفسه

أن يسأل الذين يقرؤون الكتب السماوية السابقة
إذا دخله الشكّ في ما يُنزَّل عليه من القرآن

أي في مسألة معيّنة و ليس كلّ شيء.

فكيف يُعقَل بعد كل هذا
أن يتحوّل “أهل الذكر” إلى
طبقة دينية تتدخّل في كل تفاصيل حياتنا؟!

أهل الذكر الحقيقيون هم:

الذين يقرؤون الذكر
الذي أنزله الله،
لا الروايات التي كتبها البشر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لكن لا تقلقوا…
خطة الله محكمة.
كل نفس ستُكشَف،
وكل باطل سيُفتضح،
والحقّ وحده… سيبقى.

لأن العدل الإلهي لا يُفرّق بين الناس.
ولا يمنح أحدًا امتيازات خاصة،
بل العقل وحده هو طريق الهداية،
وهو متاح للجميع… دون وسطاء.

 

 

 

تدبّروا…
اقرأوا…
وتأملوا…

ثم شاركونا ملاحظاتكم واقتراحاتكم،
لنبني معًا فهمًا للقرآن
أكثر صدقًا،
أكثر إنسجامًا مع المنطق…
ومع الفطرة الإنسانية.

 

 

ونلتقي في الحلقة المقبلة

مع موضوع بالغ الأهمية:
 المعنى الحقيقي لفعل “بَيَّنَ” في القرآن.

إلى أن نلتقي

دمتم في نور.