آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

بحيرة - سائبة - وصيلة - حام

مقدّمة

1- الآية الّتي ستدقّ آخر مسمار في نعش مهنة رجل الدّين

2- الله هو الوكيل الوحيد

 

مقدّمة

الله كفيل بحماية دينه و كتبه و رسله و أنبيائه

و لم يوكّل أحدا

و لم يمنح تفويضا لأحد ليقتحم على الآخرين خصوصياتهم

تحت شعار أنّه يحمي الله

فالله لا يحتاج لحماة 

بل لعباد مصلحين منتجين لا يعيشون عالة على الآخرين

عبادا معمّرين في الأرض ناشرين البهجة و السرور و السعادة و الحبّ

الدّكتور خالد منتصر

 

 

1- الآية الّتي ستدقّ آخر مسمار في نعش مهنة رجل الدّين

مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ

1- بَحِيرَةٍ

2- وَلَا سَائِبَةٍ

3- وَلَا وَصِيلَةٍ

4- وَلَا حَامٍ

وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا

يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ

وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 103)

تفسير البخاري (نصّ الحديث باللون الأزرق)

عَنْ سَعِيدِ بنِ المُسَيِّبِ، قالَ

1- البَحِيرَةُ

الَّتي يُمْنَعُ دَرُّها لِلطَّواغِيتِ، فلا يَحْلُبُها أحَدٌ مِنَ النَّاسِ

 (مقطوعة الأذن) تقطع أذن الناقة أو الغنم فلا يستطيع صاحبها إستغلالها لأنّها مخصّصة للأصنام

2- والسَّائِبَةُ

كانُوا يُسَيِّبُونَها لِآلِهَتِهِمْ لا يُحْمَلُ عليها شيءٌ

قالَ: وقالَ أبو هُرَيْرَةَ: قالَ رَسولُ اللَّهِ

رَأَيْتُ عَمْرَو بنَ عامِرٍ الخُزاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ في النَّارِ، كانَ أوَّلَ مَن سَيَّبَ السَّوائِبَ

إذا حملت 10 أبطن فلا تُركب و لا تذبح و لا يُطعم منها أهل مالكها فتترك و لا يُتعرّض لها

 النَّاقةُ المتروكةُ والمنذورةُ للأصنام (الطّواغيث)

3- والوَصِيلَةُ

النَّاقَةُ البِكْرُ، تُبَكِّرُ في أوَّلِ نِتاجِ الإبِلِ، ثُمَّ تُثَنِّي بَعْدُ بأُنْثَى

وكانُوا يُسَيِّبُونَها لِطَواغِيتِهِمْ، إنْ وصَلَتْ إحْداهُما بالأُخْرَى ليسَ بيْنَهُما ذَكَرٌ

هي التي تتصل ولادتها بأنثى بعد أنثى فتترك للطّواغيت

4- والحامِ

فَحْلُ الإبِلِ يَضْرِبُ الضِّرابَ المَعْدُودَ، فإذا قَضَى ضِرابَهُ ودَعُوهُ لِلطَّواغِيتِ

وأَعْفَوْهُ مِنَ الحَمْلِ، فَلَمْ يُحْمَلْ عليه شيءٌ وسَمَّوْهُ الحامِيَ

الفحل الّذي تحمل منه الأنثى أبطن كثيرة

فيقولون حما الفحل ظهره من الذّبح و الرّكوب عليه 

و دعوه للطّواغيث

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 4623 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : أخرجه البخاري (4623)، ومسلم (2856)

حسب حديث البخاري و أبي هريرة

تصبح الآية كالتالي

 

مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ

1- بَحِيرَةٍ ==> بهيمة مقطوعة الأذن المخصّصة للأصنام

2- وَلَا سَائِبَةٍ ==> ولا ناقة متروكة ومنذورة للأصنام

3- وَلَا وَصِيلَةٍ ==> ولا ناقة تتصل ولاداتها بأنثى بعد أنثى فتترك للطّواغيت

4- وَلَا حَامٍ ==> ولا جمل فحل يحمي نفسه بتمكّنه من تخصيب الإبل عدّة مرّات (فيُترك للأصنام)

ولكن الكفار نسبوا ذلك إلى الله تعالى افتراء عليه

وأكثر الكافرين لا يميزون الحق من الباطل

 

هل أرسل الله القرآن للناس كافّة أم لقبيلة قريش فقط؟

لقد جعلوا هذه الآية مرهونة بظرف محدّد في الزّمان و المكان 

إنّه شيء مؤسف فعلا 

لكنّ الله يخبرنا بأنّ الكافر

هو من يفتري على الله الكذب

 

تدبّري المنسجم مع العقل و المنطق

بحيرة ==> من التوسّع و الغزارة 

(سُمّي البحر لأنّه واسع جدّا)

(نقول هذا الشخص تبحّر في العلم)

السائبَةُ ==> من الإهمال

وصيلة ==> صلة الوصل

حام ==> الشخص الّذي يحمي 

تصبح الآية أوضح بعد إستخدام المنجد  

لم يجعل الله 

1- أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه

2- لأنّه لم يهمل فيه شيئا ( كلّ الكتب الإلاهية ليسوا سائبة) 

3- و لم يجعل صلة وصل بينه (الوكلاء الحصريين - أصحاب الإختصاص) و بين الناس

4- ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين

 

وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا

يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ

بخلقهم مهنة رجل الدّين 

وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ

بعدم تدبّرهم للقرآن وبإتباعهم القيل و القال

يخبرنا الله بصريح العبارة أنّه

لا يوجد وسيط بينه و بين الناس

و لا توجد مهنة إسمها رجل دين

هؤلاء الّذين يفترون على الله الكذب كافرون

 

تفسير منطقيّ أكثر و مواكب لتقدّم البشرية

لأنّ القرآن نزل لكلّ الناس و ليس لقبيلة قريش فقط

 

 

2- الله هو الوكيل الوحيد

وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ

أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا

(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 2)

دين واحد و إسلام واحد

لا يوجد وكيل غير الله يمكن إتباعه و الإعتماد عليه

 

بنفضيل فيصل