النبيّ ليس معصوما
مقدّمة
الشرك يبدؤ بالقداسة و ينتهي بإتباع الأشخاص الّذين يروّجون لهذه القداسة
إستغلّ الكثيرون حبّ الناس لنبيّنا الكريم للتحكّم في عقولهم قصد الوصول للجاه و السلطة و النفوذ
ألّفوا من خيالهم الواسع صورة غير حقيقية عنه
جعلوا منه ملاكا حقّق معجزات كثيرة كالطيران في الفضاء والتنبّؤ بالغيب إلخ
لكنّ هذه الصورة تخالف القرآن جملة و تفصيلا
في هذا الترتيل سنبيّن أنّ نبيّنا الكريم ذو الخلق العظيم ما هو إلاّ بشر قد يخطأ و يذنب عكس ما يظنّ الأغلبية الساحقة
2- رسولنا أذنب إبان حياته
A- نبيّنا كان يعبد من دون الله قبل نزول الوحي
1-
قُلْ: إِنِّي نُهِيتُ
أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي
وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
(سورة : 40 - سورة غافر, اية : 66)
كان النبي يعبد من دون الله قبل نزول الوحي عليه
فنهاه الله عن ذلك
2-
وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى
(سورة : 93 - سورة الضحى, اية : 7)
B- نبيّنا أذنب قبل نزول الوحي و بعد نزوله
1-
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)
لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ
مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ
وَمَا تَأَخَّرَ
وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2)
(سورة : 48 - سورة الفتح, اية : 1 - 2)
غفر الله لنبيّنا كلّ الذّنوب الّتي إقترفها قبل الفتح المبين
و الذّنوب الّتي سيقترفها بعده
الآية دليل قاطع على أنّ نبيّنا ليس ملاكا إنّما هو بشر عادي كان يذنب كباقي البشر
لكنّ الله إصطفاه برسالة عظمى و مهمّة نبيلة ألا و هي إيصال القرآن للبشريّة جمعاء
2-
قُلْ
لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا
وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ
(سورة : 34 - سورة سبأ, اية : 25)
هذه الآية دليل واضح أيضا بأن النبيّ أجرم (إقترف ذنوبا) إبّان حياته
لأنّه ليس ملاكا وتاب عليه الله
وَإِنِّي لَغَفَّارٌ
لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى
(سورة : 20 - سورة طه, اية : 82)
3-
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ
وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ
(سورة : 47 - سورة محمد, اية : 19)
خاطب الله نبيّه عن طريق القرآن بالإستغفار لذنب إقترفه
و الإستغفار يكون بالتوبة و الإيمان و العمل الصالح ثمّ الهداية كما رأينا في الآية السابقة
4-
فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ
وَمَنْ تَابَ مَعَكَ
وَلَا تَطْغَوْا
إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
(سورة : 11 - سورة هود, اية : 112)
أمر الله سبحانه و تعالى من النبيّ بأن يستقيم
بعد أن تاب عليه من ذنب إقترفه
و أمره أيضا بعدم الطّغيان
5-
مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ
وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ
فَمِنْ نَفْسِكَ
وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا
(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 79)
إعلم يا محمّد أنّك مسؤول عن أيّ سيّئة تصيبك
6-
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9)
وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10)
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)
(سورة : 93 - سورة الضحى, اية : 9 - 11)
نبّه الله النّبيّ إلى المعاملة الجيّدة مع الناس
7-
وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ
فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ
(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 52)
8-
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)
وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4)
أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7)
وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)
كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13)
(سورة : 80 - سورة عبس, اية : 1 - 13)
آيات واضحة يتّجه فيها الله لنبيّه
منبّها إياه
- بعدم محاولة إقناع
من يظن نفسه ممتلكا الحقيقة المطلقة
- و مساعدة ذلك الشخص
الذي يبحث عن المعلومة و يبذل مجهودا للوصول إليها
9-
لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ
إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ
وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ
(سورة : 15 - سورة الحجر, اية : 88)
حسب التفسير التراثي
لا تنظر إلى نساء الغير
تدبّر هذه الآية مع الوقت سيظهر مخناها الحقيقي
10-
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ
وَاتَّقِ اللَّهَ!!!
وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ
وَتَخْشَى النَّاسَ
وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ
فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا
لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا
وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا
(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 37)
يخبر الله النبيّ بأن الله هو الوحيد الّذي يجب أن نخشاه
و ليس الناس
11-
إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ
وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105)
وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (106)
وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107)
(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 105 - 107)
أمر الله تعالى نبيّه بالإستغفار لأنّه ساعد الخائنين
ونبّهه كي لا يدافع ولا يجادل عن الّذين يخونو أنفسهم
C- نبيّنا ممنوع من التشريع و التحريم
1-
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ
لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ؟
تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(سورة : 66 - سورة التحريم, اية : 1)
يعاتب الله النبيّ على تحريم ما أحلّ الله
يعاتبه على التشريع بدل الله
خطأ إرتكبه نبيّنا و عفا الله عليه بعد ذلك
2-
عَفَا اللَّهُ عَنْكَ
لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ؟
حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ
(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 43)
عفا الله على نبيّه محمّد لإرتكابه غلطا
خاطبه قائلا لماذا أذنت لهم يا محمّد؟
إصبر حتّى يتبيّن لك الصّادق من الكاذب
3-
فَلِذَلِكَ فَادْعُ
وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ
وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ
وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ
وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ
اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ
لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ
اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
(سورة : 42 - سورة الشورى, اية : 15)
4-
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ
وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1)
وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2)
(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 1 - 2)
تأنيب للرسول بعدم طاعة الكافرين و المنافقين
و أمر واضح بإتباع التشريعات الموجودة في القرآن فقط لا غير
5-
وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ
فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86)
وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ
وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ
وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87)
(سورة : 28 - سورة القصص, اية : 86 - 87)
لقد وصلك القرآن يا محمّد رحمة من ربّك
فلا تتّبع الكافرين في كلامهم و قوانينهم
فتخرج عن التشريعات الموجودة به (القرآن)
فتكون من المشركين
6-
وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ
عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ
وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73)
وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ
لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74)
إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ
ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)
(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 73 - 75)
لقد كاد الكافرون أن يقنعوا النبيّ بإفتراء تشريعات غير تلك الموجودة بالوحي (القرآن)
لو لم يثبّته الله لشرّع القليل زيادة على ما هو موجود في القرآن
لو فعل ذلك لعاقبه بدون أن يجد مخلوقا لنصره
7-
فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ
وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ
أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ
أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ
إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ
وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
(سورة : 11 - سورة هود, اية : 12)
لن ينزل عليك كنز ولن يصاحبك ملاك
إنّما أنت بشر كباقي البشر أعطيت مهمّة إنذار الناس
و الوكيل الوحيد هو الله
D- نبيّنا بشر ككلّ البشر و ليس ملاكا معصوما من الخطأ
1-
قُلْ: لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ
وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ
إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ
(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 50)
2-
قُلْ
إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي
وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي
إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ
(سورة : 34 - سورة سبأ, اية : 50)
هداية نبيّنا الكريم كانت بالوحي حصريا (القرآن)
إذا ضلّ فإنّ هذا يعني أنّه لم يكن يتّبع القرآن
E- نبيّنا دخله الشكّ بخصوص الوحي
فأمره الله أن لا يُكذّب به فيكون من الخاسرين
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ
فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ
لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)
وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّه
فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95)
(سورة : 10 - سورة يونس, اية : 94 - 95)
لقد شكّ نبيّنا بالوحي الّذي أوحى إليه الله وهذه ردّة فعل عادية من بشر عادي
(المفاجأة ==> الشّكّ ==> اليقين)
حذّر الله نبيّنا من تكذيب الوحي
F- أمر الله النبيّ بأن يلتزم بمهمّته
و هي البلاغ المبين
حتّى لا يكون من الجاهلين
وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ
فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى
فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ
(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 35)
حذّر الله نبيّنا الكريم من بدل مجهود خارق لإقناع المجرمين الكافرين
لأنّ الله لو أراد أن يهتدوا لهداهم جميعا لكنّ هذا ليس هو هدف الإختبار في الأرض
الهدف هو إظهار حقيقة كلّ شخص بالدّليل القاطع (تسجيل صوت و صورة لا يمكن نكرانه)
أمر واضح للنبيّ بأن لا يكون جاهلا
G- قد يضعف الرسول أمام الأزمات و الفتن
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ
مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا
حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ
مَتَى نَصْرُ اللَّهِ؟
أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ
(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 214)
الإختبار صعب على الرسول و أصحابه أيضا
سيصل بهم الحدّ للتساؤل متى نصر الله
لأن الرّسول لا يعلم الغيب و قد يضعف في بعض اللّحظات كباقي البشر
H- يحذّر الله النبيّ من إتباع المظاهر
1-
وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ
وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ
يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ
هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ
(سورة : 63 - سورة المنافقون, اية : 4)
حذّر الله نبيّنا من إتباع المنافقين فهم أعداء يتقنون فنّ التمثيل
2-
فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ
(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 55)
وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ
(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 85)
لا تبالي بالمظاهر يا محمّد إنّه إختبار للكافرين
3- أخطاء الأنبياء
A- إبراهيم
وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ
(سورة : 26 - سورة الشعراء, اية : 82)
B- موسى
وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ
وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ
يَا مُوسَى لَا تَخَفْ
إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10)
إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11)
(سورة : 27 - سورة النمل, اية : 10 - 11)
لقد خاف نبيّنا موسى لأنّه بشر ككلّ البشر
C- داوود
فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ
وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (25)
يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ
وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)
(سورة : 38 - سورة ص, اية : 25 - 26)
غفر الله لنبيّنا داوود لذنب إقترفه
و أمره بعدم إتباع الهوى
خاتمة
كلّ الأنبياء بما فيهم نبيّنا محمّد بشر
يمكن أن يرتكبوا أخطاءا كسائر البشر
الأنبياء ليسوا ملائكة