الصلاة على النبي
مقدّمة
تساؤلات بديهية لمن يعشق إستخدام العقل
السؤال المطروح هو
1- من أين أتت عبارة سلّم و ما هو معناها؟
2- متى سلّم الله عليه؟
3- لماذا يردّ الناس الأمر على الآمر؟
يأمرهم الله بالتسليم لمحمّد (سلّموا تسليما)
لكنّهم يقولون سلّم عليه الله (صلّى الله عليه و سلّم عليه)
4- تعظيم الشّخص يكون بشيء يميّزه عن باقي الناس
يُعظّم الناس نبيّنا الكريم بصلاة الله عليه
و هو شيء لا ينفرد به
لأنّ الله يصلّي على جميع الناس
5- لماذا لا تذكرون الله كذكركم الرسول؟
- ولماذا لا تذكرون الله قبل ذكركم الرسول؟
- ولماذا عندما تذكرون الرسول لا بد ان تصلوا عليه
وعند ذكركم الله ==> لاتقولون سبحانه وتعالى او جلّ جلاله
إلاّ القليل القليل
التساؤل الخامس هو موضوع النقطة الأولى
1- تكون الصلاة والعبادة و الحبّ لله أم لنبيّنا ذي الخلق العظيم؟
A-
البخيل هو الّذي يسمع إسم النبيّ محمّد
و لا يصلّي عليه
جملة يردّدها الجميع بدون عقل
لكن إذا سمع إسم اللّه
لا يقول أيّ شيء
هل ربّنا هو النّبيّ أم الله؟
حين نذكر الله تعالى
قليلا ما نضيف كلمة أخرى كسبحانه و تعالى ...
إلا من رحم ربّك
آيات كثيرة تحثّنا على التسبيح لله
لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ
بُكْرَةً وَأَصيلًا
(سورة : 48 - سورة الفتح, اية : 9)
هل التوقير و التّعزير و التسبيح
يكون لله أم للرّسول؟
مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا
(سورة : 71 - سورة نوح, اية : 13)
يرجون و يحلمون بالصلاة على النبيّ
فينسون وقار الله
آية وحيدة ذُكرت فيها الصّلاة على النّبيّ
و لكن مع كامل الاسف لم يتدبّروها فلم يعقلوها
بل إخترعوا أداة لتسبيح الله 100 مرّة
في وقت محدّد لكي ننساه بقيّة الوقت
لكن ما إن يذكر إسم النبيّ يصيح الكلّ (صلّى الله عليه و سلّم)
و يعاتبون بشدّة و يتّهمون بالكفر كلّ من رفض تقليدهم
هل الرّسول أهمّ شأنا من الله؟
هل الرّسول أقدس من الله؟
B-
تطمئنّ قلوبهم عند ذكر الرّسول
يفرحون و يبتهجون و يُغمضون أعينهم تخشّعا
قائلين
اللهم صلّي و سلّم على سيّدنا محمّد أشرف المرسلين
متناسين تماما بأنّ
القلوب الصّافية
تطمئنّ بذكر الله
و ليس بذكر الرّسول !!!!!!
الَّذِينَ آمَنُوا
وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ
أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
(سورة : 13 - سورة الرعد, اية : 28)
C-
حين تضيع الأفكار والأشياء من البعض يقولون
(اللهم صلي وسلّم على سيدنا و شفيعنا محمد)
متجاهلين قول الله سبحانه و تعالى
وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23)
إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ
وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ
وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي
لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا
(سورة : 18 - سورة الكهف, اية : 24)
D-
يصيح الإمام في كلّ خطبة جمعة
من يهدي الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له
و بعدها يصرخ في تناقض تامّ مع نفسه
وخير الهدى
هدى محمد ابن عبد الله
متجاهلا قول الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز
وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ
قُلْ
إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ
أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ
قُلْ: إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 73)
لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ
وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ
وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ
(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 272)
إنّ الله الّذي يهدي ذلك الشخص الّذي يريد و يشاء الهداية
و ليس أنت يا محمّد
فهذا ليس من إختصاصك
E-
قلتُ يا رسولَ اللهِ ! إني أُكثِرُ الصلاةَ عليك
فكم أجعلُ لك من صلاتي ؟
فقال : ما شئتَ
قلت : الربعَ ؟
قال : ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك
قلتُ : النصفَ ؟ !
قال : ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك
قلت : فالثُّلُثَيْنِ ؟
قال : ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك
قلتُ : أجعلُ لك صلاتي كلَّها ؟ !
قال
إذًا تُكْفَى همَّك
ويُكَفَّرُ لك ذنبَك
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج مشكاة المصابيح
الصفحة أو الرقم : 889 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا
وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161)
قُلْ إِنَّ صَلَاتِي
وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)
(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 161 - 162)
يدّعون أنّهم سنّيين
و لا يتّبعون النبيّ
الّذي كان يُخصّص صلاته لله وحده لا غير
يُخصّصون صلاتهم لله و على الرّسول أيضا
F-
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ
فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 31)
لا نجد في كل القرآن موعظة
بحبّ النبيّ
لكن بالمقابل
يؤكّد لنا الله
بأنّ حبّه يكمن في
G-
قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ
وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى
آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ؟
(سورة : 27 - سورة النمل, اية : 59)
الإتباع بدون مراجعة المعلومة المتلقاة
يؤدّي إلى شرك الله مع المخلوق
لندرس جيّدا ما وَصَلَنا من إرث الماضي
حتّى لا نسقط في فخّ الشّرك
الّذي نصبه لنا الشيطان بذكاء و مكر عظيمين
2- لا يجوز التفريق بين الرسل نهائيا
وَالَّذِينَ
آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ
وَ لَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ
أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ
وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا
(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 152)
إذا كنت تريد الأجر من عند الله يتوجّب عليك عدم التفريق بين الرّسل
a- إما بالصلاة عليهم كلّهم بدون إستثناء
b- أو عدم الصّلاة على أي واحد منهم
يطمع الناس بأجر غير مضمون لم يعدهم الله به
حيث أنّهم يصلون على نبينا محمدّ الكريم وحده دون الصلاة على باقي الرسل
فيؤدّي بهم هذا العمل إلى التفريق بينه وبين الرسل الآخرين
وبالتالي إلى فقدان أجر مضمون وعدنا الله به حسب الآية
فقدان أجر مضمون 100%
من أجل أجر مشكوك في أمره
3- آية الصلاة على النبيّ
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
a- صَلُّوا عَلَيْهِ
b- وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 56)
هل الله و الملائكة ركعوا و سجدوا على النبيّ؟
تفسير السلف الصالح يقول
لإيجاد مخرج لهذه الورطة ( حلّ يبدو منطقيا )
بأنّ الصلاة في هذه الآية هي الدّعاء
- هل يدعو الله لنبيّه الكريم؟
يكون في الدّعاء
الدّاعي - المدعو له - ملبّي الدّعوة إذا قبلها
إذا دعا الله للنبيّ , سيدعو لِمن بالضّبط؟
- سيكون الدّاعي هو الله
- و ملبّي الدّعوة إذا قبلها هو اللّه؟
مَنْ؟ مِنْ غير الله يحقّق الدّعاء؟
أين هو المنطق؟
4- محاولة لتدبّر معنى الصلاة بالترتيل
A- الصلاة ضدّ التولّي ==> تعني إقامة صلة
فَلَا
صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31)
وَلَكِنْ
كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32)
(سورة : 75 - سورة القيامة, اية : 31 - 32)
صدّق ==> كذّب
صلّى ==> تولّى
الصّلاة في هذه الآية مضادّة للتولّي
فتعني إقامة الصّلة
B- الله و ملائكته يصلّون على كلّ الناس و ليس نبيّنا الكريم فقط
لإخراجنا من الظّلمات إلى النّور
الآية 1
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ
لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا
(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 43)
ملاحظات
1-
الله و ملائكته
يُصلون على النبيّ
و يُصلّون على كلّ الناس
لو كان الله يُصلّي على النبيّ وحده
لكانت لعبارة صلّى الله عليه قيمة كبيرة
لكنّه في الحقيقة يُصلّي على كلّ الناس
و بالتالي تفقد العبارة قيمتها المرجوّة منها
للرّفع من قيمة النبيّ
يتوجّب علينا إستعمال لفظ ينفرد به وحده دون غيره
و ليس بشيء خصّصه الله للجميع كالصلاة
مثال
الرّسول محمّد ذي الخلق العظيم
2-
هل الله و الملائكة يصلّون الصّلاة الحركيّة بالرّكوع و السّجود علينا؟
هل يدعو الله لنا؟
وسيدعو لنا لِمَنْ بالضّبط؟
الله و الملائكة يربطون الصّلة بالناس
الّذين يريدون و يبحثون على الهداية
فيخرجونهم من الظّلمات إلى النّور
بأي طريقة يا ترى يخرج الله و ملائكته الناس من الظّلمات إلى النّور؟
سنجد الإجابة بالطّبع في القرآن
a-
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ
قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا
يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ
وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ
قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15)
1- يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ
2- وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ
3- وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)
(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 15 - 16)
b-
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الر
كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ
لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
(سورة : 14 - سورة إبراهيم, اية : 1)
c-
رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ
آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ
لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا
يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا
قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا
(سورة : 65 - سورة الطلاق, اية : 11)
حسب هذه الآيات الثلاث
يخرج الله الناس من الظّلمات إلى النّور بواسطة كتبه
يصلي الله وملائكته على كلّ البشر و ليس الرّسول فقط
ليخرج الكلّ من الظّلمات إلى النّور
بواسطة كتبه حصريا
3-
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
a- صَلُّوا عَلَيْهِ
b- وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 56)
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ
لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا
(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 43)
وضع الله آية صلاة الله على الجميع
قبل آية الصلاة على النبيّ ب 13 آية فقط
حتّى يتمكّن الناس من الإنتباه لها بسهولة تامّة
لكن لا حياة لمن تنادي
الآية 2
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ
قَالُوا: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 156 - 157)
هل يصلّي الله سبحانه و تعالى صلوات كثيرة
على كلّ من أصابته مصيبة و قال إنا لله و إنا إليه راجعون؟
كيف ستكون هذه الدّعوات من الله لهم و لمن سيوجّه هذه الدّعوات؟
يُبقي الله على صلته بالناس
الّذين يتذكّرونه و يعلمون أنّهم راجعين عنده في أوقات الشّدّة
لأنّهم هم المهتدون
الذين يتذكّرون الله في وقت الشّدّة
يساعدهم الله بالصلة التي يربطها بهم
C- النبيّ محمّد يصلّي على الناس أيضا حسب الآية التالية
معناها ربط الصّلة مع الناس قصد مؤازرتهم
خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا
وَصَلِّ عَلَيْهِمْ
إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ
وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 103)
هل نبيّنا الكريم يصلّ على الناس صلاة حركيّة لتكون سكنا لهم؟
إربط يا محمّد الصّلة معهم لأنّها تُهدّؤهم و تُسكنهم
يفسرونها بدعاء الرّسول لهم
D- ما يُنفق الناس صلوات الرسول و ليس صلوات على الرّسول
ربط صلة مع الرّسول للتقرّب إلى الله
وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ
قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ
وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ
أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ
سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 99)
هناك من ينفق في سبيل الله و لربط صلوات (جمع صلاة) مع الرّسول
صلوات من الصّلة و ليس صلوات شعائرية
يفسّرها السلف الصالح بدعاء الرّسول لهم
5- السلام على النبيّ
A- التسليم لا يعني السلام
يأمرنا الله بالتسليم للنبيّ فنردّ الأمر للآمر ونقول:
صلّى الله عليه وسلّم
و من هنا يتوجّب طرح الأسئلة التالية
a- متى سلّم الله على النّبيّ؟
b- هل يقول لنا الله سلّموا سلاما أو سلّموا تسليما ؟
لنرى ماذا يقصد الله ب: سلّموا تسليما دائما حسب القرآن؟
فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ
حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 65)
وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ
وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا
(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 22)
من الآيتين نفهم أن التسليم لا علاقة له بالسلام
و أنّه يعني القبول بحكم النّبيّ في الخلاف
b- الآيات الّتي ورد فيها السلام على الآخرين (من السّلم La paix)
و ليس التسليم بمعنى السلام
قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ
وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى
آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ
(سورة : 27 - سورة النمل, اية : 59)
وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا
فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ
كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 54)
وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ
وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ
لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ
(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 46)
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ
(سورة : 13 - سورة الرعد, اية : 24)
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ
يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ
ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 32)
قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ
سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا
(سورة : 19 - سورة مريم, اية : 47)
سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ
(سورة : 37 - سورة الصافات, اية : 79)
سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ
(سورة : 37 - سورة الصافات, اية : 109)
سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ
(سورة : 37 - سورة الصافات, اية : 120)
سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ
(سورة : 37 - سورة الصافات, اية : 130)
وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ
(سورة : 37 - سورة الصافات, اية : 181)
لقد ربط الله و ملائكته مع نبيّنا الكريم الصّلة لمساعدته
و يطلب من الناس بربط الصّلة معه لمؤازرته
و التسليم بقراراته بعد المشاورة معهم
لتخطّي العقبات و الشّدّة
وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ
وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 159)
لم يكن نبيّنا الكريم فظّا غليظ القلب متفرّدا بالقرار ديكتاتورا
بل كان رسولا يشاور قومه حتّى يعزم على الرّأي الصّائب
ثمّ يتوكّل على الله في الفعل
فيُسلّموا تسليما لقراره الّذي جاء بعد التشاور
(يُساندوه في قراره)
هناك من يقول أنّ نبينا رأى جبريل بعينيه و علّمه أشياء كثيرة وأبلغ له سلام الله
لكن بتدبّر جدّيّ متحرّر من المعتقدات السائدة لفعل رءى في القرآن
نستنتج أنّ الرؤية في آيتي سورة النّجم معنوية وليست مادّية
و بالتالي فإنّ النبيّ لم يرى جبريل مباشرة
وهذا رأيي الخاصّ طبعا
ولهاذا السبب يتوجّب علينا طرح السؤال
ما الفائدة من الصلاة على نبيّنا وهو ميّت؟
A-
وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ
إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ
وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ
(سورة : 35 - سورة فاطر, اية : 22)
كلّ من هم في القبور لا يسمعون بدون إستثناء
و بالتالي فلا فائدة من الصلاة على نبيّنا لأنّه مات
B-
مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ
أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ
وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ
فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي
كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ
وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 117)
نبيّنا عيسى يعترف بأنّه بعد موته
لم يبق له أيّ دور
C-
إِنَّكَ مَيِّتٌ
وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30)
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ
(سورة : 39 - سورة الزمر, اية : 31)
لا فائدة من الصلاة على نبيّنا ذي الخلق العظيم
لأنّ رسولنا مات و نحن سنموت
1- هل يحتاجنا النبيّ الكريم للدخول إلى الجنّة ؟
حتما لا
2- هل سنربح حسنات بالصلاة على النبيّ ؟
لا يوجد دليل واحد في القرآن يشير لذلك
بل ضياع أجر مؤكّد
نتيجة التفريق بين الرسل
بالصلاة على محمّد
و عدم الصلاة على باقي الرّسل
خلاصة
لنرى معا التفسير الوحيد المنطقي
للآية الّتي إستغلّها الشيطان
بغية تحقيق مصالحه
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
a- صَلُّوا عَلَيْهِ
b- وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 56)
بعد فهم معنى عبارة
سلّموا تسليما
نستنتج بأنّ أمر الله للمؤمنين
بالصلاة على النّبيّ
هو
هو أمر موجّه للناس
إبّان حياة نبيّنا
قصد
1- ربط الصلّة معه و الحفاظ على هذه الصلّة
2- و التسليم لقراراته الّتي جاءت بعد تشاوره معهم
وهذا يعني بكلّ بساطة
مساندته ومؤازرته
ضدّ أعدائه الكفار والمنافقين
7- ملاحظات مؤلمة
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
a- صَلُّوا عَلَيْهِ
b- وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 56)
1-
- يأمرنا الله بالصلاة على النبيّ
فنردّ الأمر للآمر
فنقول: اللهم صلِّ على سيدنا محمّد
- يأمرنا الله بالتسليم للنبيّ
فنردّ الأمر للآمر
فنقول: اللهم صلِّ و سلّم على سيدنا محمّد
2-
الله و ملائكته
يُصلون على النبيّ
و يُصلّون على كلّ الناس
للرّفع من قيمة النبيّ
يتوجّب علينا إستعمال لفظ ينفرد به وحده دون غيره
و ليس بشيء خصّصه الله للجميع كالصلاة
مثال
الرّسول محمّد ذي الخلق العظيم
3-
أكثروا الصلاة على النبيّ طيلة 14 قرنا
و يكثرون الصلاة على النبي
و سيصلون عليه قرونا أخرى
وفي آخر المطاف
سوف يشهد ضدّهم بأنّهم تركوا القرآن مهجورا
وَقَالَ الرَّسُولُ
يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي
اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا
(سورة : 25 - سورة الفرقان, اية : 30)
4-
كيف كان الناس ينادون النبيّ
a- سيّدي محمّد؟
b- يا رسول الله صلّى الله عليك و سلّم؟
c- يا محمّد؟
d- أم يا رسول الله؟
الأحاديث تخبرنا بأن قومه كانوا ينادونه محمّد بدون ألقاب
قُلتُ لعائشة: يا أُمَّتَاهْ هلْ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ؟
فَقالَتْ: لقَدْ قَفَّ شَعَرِي ممَّا قُلْتَ، أيْنَ أنْتَ مِن ثَلَاثٍ، مَن حَدَّثَكَهُنَّ فقَدْ كَذَبَ
مَن حَدَّثَكَ أنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فقَدْ كَذَبَ
ثُمَّ قَرَأَتْ: {لَا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وهو يُدْرِكُ الأبْصَارَ وهو اللَّطِيفُ الخَبِيرُ}، {وَما كانَ لِبَشَرٍ أنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إلَّا وحْيًا أوْ مِن ورَاءِ حِجَابٍ}
ومَن حَدَّثَكَ أنَّه يَعْلَمُ ما في غَدٍ فقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: {وَما تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا}
ومَن حَدَّثَكَ أنَّه كَتَمَ فقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: {يَا أيُّها الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إلَيْكَ مِن رَبِّكَ} الآيَةَ ولَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ عليه السَّلَامُ في صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4855 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بالجِعرانةِ وَهوَ يقسِمُ التِّبرَ والغَنائمَ وَهوَ في حِجرِ بلالٍ فقالَ رجلٌ اعدِل يا محمَّدُ فإنَّكَ لم تعدِلْ فقالَ ويلَكَ ومَن يعدلُ بعدي إذا لم أعدِلْ فقالَ عمرُ دعني يا رسولَ اللَّهِ حتَّى أضربَ عنُقَ هذا المُنافقِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ هذا في أصحابٍ أو أُصَيحابٍ لَه يقرءونَ القرآنَ لا يجاوزُ تراقيَهُم يمرُقونَ منَ الدِّينِ كما يمرُقُ السَّهمُ منَ الرَّميَّةِ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 142 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
أُتيِ رسولُ اللهِ بِقَليدٍ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ ، فَقَسَمَهُ بين أصحابِهِ
فقام رجلٌ من أهلِ الباديةِ فقال : يا محمدٌ
واللهِ لئنْ أمرك اللهُ أنْ تعدلَ فما أراكَ تعدلُ
فقال : ويحكَ من يعدلُ عليكَ بعدِي ؟
فلما ولَّى قال :رُدُّوهُ رُوَيْدًا
- الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن تيمية | المصدر : الصارم المسلول
الصفحة أو الرقم: 2/432 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه ابن أبي عاصم في ((السنة)) (935)
- الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم: 795 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
كانوا يخاطبونه يا محمّد أو يا رسول الله
....... فَصَعِدَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فَوْقَ البُيُوتِ، وَتَفَرَّقَ الغِلْمَانُ وَالْخَدَمُ في الطُّرُقِ
يُنَادُونَ: يا مُحَمَّدُ يا رَسولَ اللهِ، يا مُحَمَّدُ يا رَسولَ اللَّهِ.
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2009 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
كُنْتُ أمْشِي مع رَسولِ اللَّهِ وعليه بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ
فأدْرَكَهُ أعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ برِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً
حتَّى نَظَرْتُ إلى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسولِ اللَّهِ
قدْ أثَّرَتْ بهَا حَاشِيَةُ البُرْدِ مِن شِدَّةِ جَبْذَتِهِ
ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ مُرْ لي مِن مَالِ اللَّهِ الذي عِنْدَكَ
فَالْتَفَتَ إلَيْهِ رَسولُ اللَّهِ ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أمَرَ له بعَطَاءٍ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5809 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج : أخرجه البخاري (5809)، ومسلم (1057)