جواب 280
ولا بُدَّ مع ذلك أن يسمع الإنسان أقاويل المختلفين
في كلِّ شيء يفحص عنه
إن كان يجب أن يكون من أهل الحق
ابن رشد
تهافت التهافت ص: 93
يقدم سبينوزا في "رسالة في إصلاح العقل"
ثلاث قواعد لسلوك المثقف التنويري
أولا
يكون كلامه في مستوى عموم الناس.
ثانيا
يتمتع بملذات الحياة
في حدود تحفظ صحته الجسدية والنفسية.
ثالثا
لا يرغب في المال
إلّا بقدر ما يحتاجه لحفظ حياته وصحته.
هدفي من المناظرة
هو تفعيل العقل و إعادته إلى الواجهة
بعد سبات دام 15 قرنا
بفضل التنوير
1- تعريف التنوير
التّنوير هو الدّعوة إلى تشغيل العقل و المنطق و العلم
و الإبتعاد عن الخرافة و الأسطورة
دفع الناس إلى إستعمال عقولهم بطريقة منظّمة
لكي يهدوا بها إلى التمييز بين الحقّ و الباطل
فيما هو منسجم مع منطق الفكر و الواقع و التاريخ و مع العلم
2- أدوات التنوير
يعتمد على العقل في الأساس و المنطق و الأدوات العلمية و البحث و الإجتهاد
3- أهداف التّنوير
يهدف إلى إزالة الفكر الثقافي المقدّس من الطّريق عندما يكون عائقا للتقدّم
و إخراج الشّعوب من التّبعية و التّخلّف و الفقر و الفساد
- كما حصل في نهاية عصور الظّلام في أوروبا
- و حصل في القارة الأسيوية
- و يحصل الآن في دول شمال إفريقيا و الشرق الأوسط
لا يمكن لبلد ما أن يتقدّم و أن ينهظ و أن يخرج من التخلّف
إذا كانت الثقافة السائدة فيه
ثقافة تمنع من التساؤل و إستخدام العقل و تتعارض مع العلم و مع حقوق الإنسان
- تنبيه العقول - يوقظها من غفلتها و يجعلها تُفكّر بشكل سليم
إشعال شمعة وسط ظلمات الجهل
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ
ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17)
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)
(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 17 - 18)
4- تعريف المقدّس
المقدّسات هي رموز دينية يُوقّرها الناس يعتبرونها شيئا ممجّدا و مُبجّلا و من أعلى علّيين
تُعبد لأنّ لها علاقة وطيدة بمعتقداتهم الدّينية و طقوسهم و بالخرافة و الاسطورة
كالأضرحة و المزارات و المعابد
5- أسباب ظهورها
ظهرت كنتيجة لكسل الناس و حُبّهم للأشياء الجاهزة
زيادة على خوفهم من العذاب و من الله إذا طرحوا تساؤلا ما
بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ
أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً
(سورة : 74 - سورة المدثر, اية : 52)
6- هل يمثّل التنوير مسّا بالمقدّس؟
متى يحدث التصادم بين التنوير و المقدّس؟
يمثّل التنوير مسّا بالمقدّس
عندما يلتقيان في حلبة السياسة
عندما يُقحم المُقدّس في المجال السياسي , فلا يبقى مُقدّسا دينيا عقائديّا شخصيّا
بل يُصبح مقدّسا سياسيا يُفرض على الناس و يُعاقبون بموجبه إذا إنتقدوه
السياسة قائمة على التوافقات على الصراع على التصادم و الخصومة السياسية على الحيلة أو الماكيافيلية و أمور غير أخلاقية
في الدّول الّتي تستعمل الدّين كورقة سياسية إمّا من طرف الحكّام أو من طرف التيّارات الدّينية
==> سيُعاقب الناس بسبب إنتقادهم للمقدّسات الدّينية و ليس إنتقادهم للقوانين السياسية
بينما المطلوب أن تُسحب المقدّسات الدّينية من المجال السياسي لكي لا تُنتقد و لا يتمّ الهجوم عليها
عندما تفرض المجموعة أفكارها المقدّسة بالقوّة يحصل صدام
1- مع التنويريين في الدّول الّتي تطمح للخروج من التخلّف
2- و مع العلمانية في الدّول المتقدّمة
7- التعامل مع المقدّس
يجب أن يُحترم التّقديس مادام لم يُستعمل في المجال السياسي و لم يُفرض قوّة على الناس
كما يفعل اليهود بمقدّساتهم الّتي لا يفرضونها على الدّول الّتي يعيشون بها
لا توجد مقدّسات في السياسة
مقال مُقتبس من الندوة الثلاثية الّتي جمعت المفكّرين
أحمد عصيد - محمود المسيّح - رشيد أيلال
8- رؤية شخصية حول موضوع التنوير بالدّول الإسلامية
مع كامل الأسف
يهتمّ أغلب الناس
بمظهر الفكرة أكثر من مضمون الفكرة !!!
أحسن حلّ بالنسبة للمغرب و الدّول الإسلامية
هو عدم السباحة ضدّ التيار
و هذا يعني
التنوير
داخل المنظومة الدّينية (مهمّة صعبة جدّا)
و ليس خارجها (مهمّة مستحيلة)
دعوة الناس للتخلّص من التبعية
و الإبتعاد عن الخرافة و الأسطورة و التقديس
عن طريق تشغيل العقل و المنطق
و الإعتماد على العلوم الحقيقية حصريا!!!!
لن ينقذنا من هذا المستنقع إلا
فنّ التنوير الّذي يحتاج إلى
تجربة - موهبة - إرادة
و مساندة أيضا
بنفضيل فيصل
خاتمة
ينجح التنوير عندما يكون هناك مسلسل للدّمقرطة
الّذي يعرقل التّنوير هو الإستبداد
هناك من يعيش بالمقدّسات
جهات تقتات و تتغدّى على الجهل و تتحالف مع السلطات لقمع التنوير
تُخضع الناس لأهداف غير شريفة و غير نبيلة بإستغلال المقدّس
ولهذا السبب ليس من صالحها زوال الجهل بفضل التنوير
نقد المقدّس يصبح أمرا ضروريا لتحرير العقول و الناس من الأغلال