لا أحد له الحقّ في الحكم على شخص آخر أو التّحكّم به أو هدايته
مقدّمة
كثيرا ما نسمع من الآخرين عبارة
الله يهديك
على أساس أنّ قائلها
متأكّد من هدايته
يملك الحقيقة المطلقة
و يُشفق على الآخرين الغير المهديين
بل هناك من يتّهم الآخرين بالضلال المبين
يمتلك السلطة الإلاهية
فيُميّز بين الضالّ و المهتدي
و بطبيعة الحال هو سيدخل الجنّة بكلّ تأكيد
غرور و إستكبار و شرك في حكم الله على البشر
الكلمة الأخيرة ترجع إلى الله
الّذي يعرف حقيقة كلّ شخص
لنرى ماذا يخبرنا القرآن في هذا الترتيل المدهش
1- من الأعلم؟ الله أم البشر المخلوقين؟
أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى
قُلْ: أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ؟
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ
وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 140)
سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ
كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا
قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا
إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148)
قُلْ: فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ
فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149)
(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 148-149)
الله هو الأعلم لأنّه يمتلك الحجّة البالغة
أمّا البشر المخلوق فلا حجّة له و لا علم يقيني
يتّبعون الظّنّ و الإفتراضات
وَقَالُوا: مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا
كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (62)
أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63)
إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64)
(سورة : 38 - سورة ص, اية : 62-64)
هناك أشخاصا يُعدّون من الأشرار
سيكونون من أصحاب الجنّة
لا أحد يمتلك مفاتيح النار و الجنّة
من أدراك أنت أنّك لست مشركا؟
أليس حكمك على الناس شركا مع الله تعالى في الحكم على الناس؟
هل الّذي لا يترحّم على بعض الناس متحجّجا بكفرهم و ضلالهم
أعلم من الله الوحيد العالم بالضالّ و المهتدي؟
2- الله هو الأعلم بمصير الناس يوم الحساب
وَقَالَ مُوسَى
رَبِّي أَعْلَمُ
بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ
وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ
إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
(سورة : 28 - سورة القصص, اية : 37)
3- الله هو الأعلم بما في أنفس الناس
وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ
وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ
وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ
وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ
لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا
اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ
إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ
(سورة : 11 - سورة هود, اية : 31)
الله هو الوحيد الأعلم بما في أنفس الناس
و لهذا السبب لا يجب أن تزدري أعيننا
أيّ شخص كيفما كان نوعه
متأكّدين من كونه سوف لن يؤتى خيرا من عند الله (في الدنيا و الآخرة)
حتى لا نكون من الظالمين
A- الله هو الأعلم بالمهتدين و بالضّالّين
لأنّه قال لنبينا
قُلْ
كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ
فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ
بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا
(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 84)
لكلّ شخص الحقّ في التصرّف كما شاء و حسب ما فهم
1- من القرآن
2- من القرآن و السّنة المدوّنة 200 سنة بعد موت نبيّنا
3- من السّنّة المدوّنة 200 سنة بعد موت نبيّنا
4- من الكتب السماوية الأخرى
5- من الفطرة
6- من العقل و المنطق ..... إلخ
الله هو الأعلم من الأهدى
من بين هؤلاء و ليس العباد
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ
مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ
وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 117)
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ
مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ
وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 125)
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ
بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ
وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
(سورة : 68 - سورة القلم, اية : 7)
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ
وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
(سورة : 28 - سورة القصص, اية : 56)
B- الله هو الأعلم بالظّالمين
قُلْ: لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ
لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ
(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 58)
C- الله هو الأعلم بالمعتدين
وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ
وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ
وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ
(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 119)
D- الله هو الأعلم بالمفسدين
وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ
وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ
(سورة : 10 - سورة يونس, اية : 40)
E- الله هو الأعلم بالمتّقين
الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ
إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ
هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ
فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ
هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى
(سورة : 53 - سورة النجم, اية : 32)
4- الله هو الوحيد المخوّل بتقييم ذنوب الناس
لا حقّ لأحد بأيّ وجه كان أن يقيّم ذنوب الآخرين
وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ
وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ
عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا
(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 17)
لا دخل لأيّ شخص بذنوب الآخرين
في الخبرة و في البصيرة
كلّ شخص يدخل سوق رأسه (بالدّارجة المغربية)
5- الحقّ في الحكم على الناس بخصوص