نجوى - النجوى
النجوى هو كل حديث
تسره في نفسك
ولا تخبر به أحداً
سوى الأشخاص المقربين منك
سواء كان القرب في المسافة أو في المنزله.
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ
إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ
وَإِذْ هُمْ نَجْوَى
إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا
(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 47)
فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ
وَأَسَرُّوا النَّجْوَى
(سورة : 20 - سورة طه, اية : 62)
لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ
وَأَسَرُّوا النَّجْوَى
الَّذِينَ ظَلَمُوا
هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ
أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ
(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 3)
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى
ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ
وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ
وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ
إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا
ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
(سورة : 58 - سورة المجادلة, اية : 7)
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى
ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ
وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ
وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ
وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ
حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ
(سورة : 58 - سورة المجادلة, اية : 8)
إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ
لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا
وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
(سورة : 58 - سورة المجادلة, اية : 10)
موضوع للباحث @sameer Al-silwi
يقول الله تعالى:
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإنس والجن
يُوحِي بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ زُخْرُفَ القول غُرُوراً)
ويقول أيضاً
(وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)
وعند ربط هذه الآيات ببعضها نجد
أن الذين أتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان
هم الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وكفروا بما أنزل الله
وعوضاً عن إتباع كتاب الله إتبعوا ما تتلوه الشياطين
فالشياطين يتلون ويوحون زخرف القول
لكل من يتولونهم وينصرون أفكارهم ويتبعون مبادئهم
وزخرف القول هو القول المحسن المنمق المموه المزين في ظاهره
لكنه في باطنه باطل وفاسد،
وبهذا القول المزخرف المحسن المنمق
يسحرون الناس ويخدعوهم ويجعلونهم يقتنعون بقولهم
وينصرون أفكارهم ومبادئهم.
فالشياطين يوحون لكل من يتولاهم زخرف القول من مبادئ وأفكار ومعتقدات باطلة مزخرفة
ويجعلوهم يصدقوها ويُسحروا بها
ليجادلوا الناس بهذه المعتقدات والمبادئ
ويزرعوها بداخلهم ليوقعوا بينهم العداوة والبغضاء
وهذه العداوة والبغضاء ستؤدي بدورها الى تفرقة الناس فيما بينهم
يقول الله تعالى
(إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء)
كذلك توحي الشياطين لكل إنسان لاهٍِِِِ قلبه عن ذكر الله
ونفسُه تميل للشهوات والمعاصي
وجعل الشياطين أولياء له
وبالتالي سيناجيهم الشيطان بالقول المزخرف والمنمق
والساحر
ليلبس عليهم دينهم
وليبعدهم عن الإيمان والتقوى،
إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ
لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا
وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
(سورة : 58 - سورة المجادلة, اية : 10)
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ
وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ
وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 102)
فكلٌ من السحر والنجوى من عمل الشياطين
والغاية منهما هو إيقاع الضرر بالناس والتفرقة بينهم
ومع ذلك أخبرنا الله أنهم لن يضروا بذلك أحداً إلا بإذن الله.
ونجد في كتاب الله آية قد ربطت بين النجوى والسحر
واللاهية قلوبهم عن ذكر الله
يقول الله تعالى:
لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ
وَأَسَرُّوا النَّجْوَى
الَّذِينَ ظَلَمُوا
هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ
أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ
(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 3)
وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ
وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 102)
ما هو الشيء الذي شروا به أنفسهم؟
يقول الله تعالى
(وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ
وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ
فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ
كَفَرُواْ بِهِ
فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ...
بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ
أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ
بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ
(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 90)
ويقول أيضاً
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ
فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ
وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا
فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ
(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 187)
ما شروا به أنفسهم هو نبذهم وكتمانهم وكفرهم بما أنزل الله
حيث أنهم إتبعوا وآمنوا بما تتلوه عليهم الشياطين من زخرف القول
وهو القول المزخرف المنمق الذي يسحر سامعه
وبذلك إشتروا الضلالة بالهدى
إشتروا بآيات الله وما أنزل الله ثمناً قليلاً
وهو القول المزخرف الذي زينته وزخرفته لهم الشياطين وسحرتهم به