آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

حديث مكذوب

مقال للباحث سامح عسكر بتصرّف بسيط

يقولون أننا سنحارب اليهود آخر الزمان ثم يختبئ اليهودي وراء شجرة الغرقد

وزيادة في الإثارة قالوا أن اليهود يكثرون الآن من زراعة شجرة الغرقد

لكونهم يعلمون صدق الحديث في الصحاح..

أولا

اليهود لا يؤمنون لا بإسلام ولا بقرآن

حتى يؤمنوا بصحة ما جاء في البخاري ومسلم

ولو صحيح أنهم زرعوا الغرقد ما المشكلة في ذلك

وهي شجرة تزرع في مناطق كثيرة خصوصا في الجزيرة العربية..

ثانيا

ما أهمية شجرة كي يختبئ ورائها إنسان؟..

أليس من المنطق أن يختبئ في حصن مثلا أو غار أو وراء هضبة أو جبل؟..

ما وظيفة الشجرة وقتها وهل تصلح لحجب إنسان؟؟!!!..

إنت نفسك يمكنك رؤية المختبئ بالمنظار أو حتى الأشعة الحرارية..

ثالثا

لا توجد شجرة باسم الغرقد أصلا..

هذه تعريب لشجرة (العوسج) الشهيرة والمرزوعة في نجد والحجاز وفلسطين وسيناء..

وفي إسرائيل يُقال لها أتاد אטד والإسم العلمي لها Lycium واشتهرت بفوائدها الطبية..

وهي شجرة تتطلب أرض جافة وحرارة عالية..

حتى أن مقبرة البقيع كانت تسمى قديما.."ببقيع الغرقد"..

وكتب المؤرخين دائما تلحق البقيع بتلك الشجرة..

رابعا

شجرة العوسج لها أنواع كثيرة حوالي 75 نوع

وصنوف تزرع في مصر منها شجرة (العنب الديب) أو عنب ديبو كما يسميها الفلاحون

وكما قلنا هي شجرة لها فوائد طبية ومذكورة في الطب القديم..

أي أن زراعتها مفيدة للإنسان وليست دليل على حرب أو معركة كما يزعمون..

خامسا

الحديث يروّج لحرب طائفية واعتبارها من علامات الساعة

 

سادسا

الحديث لم يوضح بالضبط من الذي اختبأ..

هل طفل يهودي أم امرأة أم شيخ أم مقاتل شاب؟..

ولو كان مقاتلا شابا فهل اليهود كلهم جبناء؟..

ولو كانوا جبناء..كيف هزموا العرب في 3 حروب؟!..

أما لو كانوا نساء وأطفال وشيوخ..

فهل يصح أن نطاردهم ونقتلهم والدين يأمرنا بمنع التعرض لهم؟

سابعا

حديث الغرقد في صحيح مسلم عن أبي هريرة (منقطع) لأن به 3 عنعنات ..

"عن سُهيل عن أبيه عن أبي هريرة"..

المحدثون قالوا لو ثبت لقاء أحد الراويين ببعض يتصل المنقطع

إضافة لبراءته من التدليس

قلت: سهيل بن أبي صالح ضعيف عند ابن معين وأبي حاتم..

ثامنا

الحديث أصله في كتاب الفتن لنعيم بن حماد المتوفي عام 228 هـ،

أي لم يذكر هذا الحديث قبل نعيم في أي كتاب

حتى مالك وابن إسحاق لم يذكروه في القرن الثاني

مما يعني أنه ظهر فجأة في القرن الثالث غالباً متأثر بحكايات وأساطير آخر الزمان

فابن حماد ذكر الغرقد واختباء اليهودي ضمن حواديت المسيخ الدجال..

تاسعا

الحديث يقول.." لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى يختبئ اليهودي...إلخ"..

والسؤال: اليهود حاربوا المسلمين 9 حروب ولم يختبئوا أبدا..

(48-56-67-68-73-82) (2006-2008-2012)

رغم أن شجرة الغرقد ما شاء الله ..مالية فلسطين وسيناء..!..

فإذا قيل أن المقصود معركة أخرى

قلت: فلماذا قال الحديث (لا تقوم) أي هو تصريح بأول معركة

ثم إذا كانت معركة أخرى لماذا لم يذكرها الراوي بدلا من أن يتركنا بين القيل والقال..

عاشرا

الاعتقاد الساذج بأن اليهودي سيختبئ وراء شجرة الغرقد ليس حكراً على السلفية أو الجماعات

بل مفتي مصر الأسبق د. علي جمعة قال في ديسمبر 2014 أن اليهود سنحاربهم يختبأون وراء الشجر

وهو تخلف وانحطاط شديد أن يصل لدار الإفتاء المصرية هذا الاعتقاد الساذج..

 

الخلاصة

لا معركة ستحدث بين طائفتين كي تكون علامة للساعة

ولا اليهودي سيتخبئ وراء شجرة غرقد

هذه رمزيات دينية قديمة كانت تؤمن بالنباتات كرموز إما للحرب وإما للسلام

وغصن الزيتون وشجرة الكرز مشهور رمزيتهما الدينية للسلام عند الشعوب القديمة

أما الإيمان بأن شجرة معينة هي رمز للحرب وإعلان ذلك رسميا

ثم يتبناها الشيوخ وينشروها على المنابر لهو الانحطاط بعينه

ونشر كل قيم العدوان على أسس سطحية