آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

موضوع 4

من كتاب الجمل

حقائق عن أمير المؤمنين يزيد بن معاوية

ما هي « حقائق أمير المؤمنين » هذا

الذي خرج منتصراً من كل معاركه مع معارضيه من المسلمين؟

يقول ابن كثير إن يزيداً هذا « كان فاسقاً »

فهو القائل:

لعبت هاشم بالملك فلا

ملك جاء ولا وحي نزل

« كان يزيد صاحب شراب، فأحب معاوية أن يعظه في رفق7

فقال: يا بنيّ ما أقدرك على أن تصل حاجتك

من غير تهتّك يذهب بمروءتك وقدرك ويشمّت بك عدوّك ويسيء بك صديقك

ثم قال: يا بني إني منشدك أبياتاً فتأدّب بها واحفظها؛ فأنشده:

انصب نهاراً في طلاب العلا

واصبر على هجر الحبيب القريب

حتى إذا الليل أتى بالدجى

واكتحلت بالغمض عين الرقيب

فباشر الليل بما تشتهي

فإنّما الليل نهار الأريب

كم فاسق تحسبه ناسكاً

قد باشر الليل بأمر عجيب

غطّى عليه الليل أستاره

فبات في أمن وعيش خصيب »

 

وقال ابن كثير عن يزيد أيضاً

« وكان فيه أيضاً إقبال على الشهوات وترك بعض الصلوات

في بعض الأوقات، وإماتتها في غالب الأوقات ».

 

ويذكر اليعقوبي أنه لما أراد معاوية

« أن يأخذ البيعة ليزيد من الناس

طلب من زياد [بن أبيه] أن يأخذ بيعة المسلمين في البصرة

فكان جواب زياد: ما يقول الناس إذا دعوناهم إلى بيعة يزيد

وهو يلعب بالكلاب والقرود

ويلبس المصبّغات، ويدمن الشراب، ويمشي على الدفوف ».

 

ويذكر ابن الأثير أن معاوية أرسل يزيد إلى الحج [أو أخذه معه]

فجلس يزيد بالمدينة على شراب

فاستأذن عليه عبد الله بن العباس والحسين بن علي

فأمر بشرابه فرفع

وقيل له: إن ابن عباس إن وجد ريح شرابك عرفه

، فحجبه وأذن للحسين

فلما دخل وجد رائحة الشراب مع الطيب

فقال: ما هذا يا ابن معاوية؟

فقال: يا أبا عبد الله هذا طيب يصنع لنا بالشام

ثم دعا بقدح آخر

فقال: اسق أبا عبد الله يا غلام.

فقال الحسين: عليك شرابك أيها المرء.

فقال يزيد:

ألا يا صاح للعجب

دعوتك ثم لم تجب

إلى القينات واللذات

والصهباء والطرب

وباطية مكللة

عليها سادة العرب

وفيهن التي تبلت

فؤادك ثم لم تتب

فوثب عليه الحسين

وقال: بل فؤادك يا ابن معاوية تبلت.

« وحجّ معاوية وحاول أن يأخذ البيعة [ليزيد] من أهل مكة والمدينة

فأبى عبد الله بن عمر

وقال: نبايع من يلعب بالقرود والكلاب ويشرب الخمر ويظهر الفسوق

ما حجّتنا عند الله؟.

وقال ابن الزبير

لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

وقد أفسد علينا ديننا ».

 

ويقول البلاذري

« كان يزيد بن معاوية أول من أظهر شرب الشراب

والاستهتار بالغناء، والصيد واتخاذ القيان والغلمان

والتفكّه بما يضحك منه المترفون من القرود والمعافرة بالكلاب والديكة ».

 

ويحكي البلاذري عن قرد ليزيد يدعى أبا قيس

فيقول: « كان ليزيد بن معاوية قرد يجعله بين يديه ويكنّيه أبا قيس

ويقول: هذا شيخ من بني إسرائيل أصاب خطيئة فمُسخ

وكان يسقيه النبيذ ويضحك مما يصنع

وكان يحمله على أتان وحشية ويرسلها مع الخيل فيسبقها

فحمله يوماً وجعل يقول:

تمسك أبا قيس بفضل عنانها

فليس عليها إن سقطت ضمان

ألا من رأى القرد الذي سبقت به

جياد أمير المؤمنين أتان »

 

وقد قال أحد الشعراء عن يزيد:

يزيد صديق القرد ملّ جوارنا

فحن إلى أرض القرود يزيد

فتبّاً لمن أمسى علينا خليفة

صحابته الأدنون منه قرود

 

وقال ابن كثير

« اشتهر يزيد بالمعازف وشرب الخمور، والغناء والصيد

واتخاذ القيان والكلاب، والنطاح بين الأكباش والدباب والقرود

وما من يوم إلا ويصبح فيه مخموراً.

وكان يشدّ القرد على فرس مسرجة بحبال ويسوق به

ويلبس القرد قلانس الذهب وكذلك الغلمان

وكان يسابق بين الخيل وكان إذا مات القرد حزن عليه

وقيل إن سبب موته أنه حمل قردة وجعل ينقزها فعضته ».

وقال البلاذري

إن سبب وفاة يزيد أنه حمل قردة على الأتان وهو سكران

ثم ركض خلفها فسقط

فاندقّت عنقه أو انقطع في جوفه شيء.

 

لكن أبا سمير هو القرد الذي احتل أرفع مكانة

في قلب « أمير المؤمنين » يزيد

إلى درجة أنه حين مات (القرد طبعاً)

أمر الخليفة « أمير المؤمنين »

بغسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين.