آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

القرآن يُكذّب حديث البخاري عن الحكم بذبح اليهود و سبي نساءهم أمام أعين الرّسول

مقدّمة

 1- الحديث المكذوب على النبيّ و المخالف لأخلاقه و للقرآن

  2- تدبّر القرآن يجعلنا نكتشف العجب العجاب

A- الآية الّتي غيّروا معناها

B- الآيات الّتي تبرّؤ الرسول

C- معاملة الأسرى

D- أورثوهم أرضهم ديارهم وأموالهم

 

 حديث إبن حبان 7028

 

 

مقدّمة

يظنّ أغلبية الناس أنّ نبيّنا حكم بقتل يهود بني قريظة و سبْيِ نِسائِهم بعد خيانتهم له 

 بناء على حديث رواه البخاري و مسلم

فهل هذه هي الحقيقة فعلا؟

هل رسولنا يمكن أن يقوم بعمل شنيع كهذا؟

ونحن نعلم أنّه أرسل رحمة للعالمين

و أنّه يحكم بين الناس بما أنزل الله

و يحكم بينهم بالقسط

 

1- الحديث المكذوب على النبيّ و المخالف لأخلاقه و للقرآن
  أُصِيبَ سَعْدٌ يَومَ الخَنْدَقِ، رَمَاهُ رَجُلٌ مِن قُرَيْشٍ يُقَالُ له ابنُ العَرِقَةِ رَمَاهُ في الأكْحَلِ
فَضَرَبَ عليه رَسولُ اللهِ خَيْمَةً في المَسْجِدِ يَعُودُهُ مِن قَرِيبٍ، فَلَمَّا رَجَعَ رَسولُ اللهِ  مِنَ الخَنْدَقِ وَضَعَ السِّلَاحَ، فَاغْتَسَلَ،
فأتَاهُ جِبْرِيلُ وَهو يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ الغُبَارِ، فَقالَ: وَضَعْتَ السِّلَاحَ؟ وَاللَّهِ، ما وَضَعْنَاهُ اخْرُجْ إليهِم،
فَقالَ رَسولُ اللهِ : فأيْنَ؟
فأشَارَ إلى بَنِي قُرَيْظَةَ،
فَقَاتَلَهُمْ رَسولُ اللهِ فَنَزَلُوا علَى حُكْمِ رَسولِ اللهِ  فَرَدَّ رَسولُ اللهِ الحُكْمَ فيهم إلى سَعْدٍ،
قالَ: فإنِّي أَحْكُمُ فيهم أَنْ تُقْتَلَ المُقَاتِلَةُ، وَأَنْ تُسْبَى الذُّرِّيَّةُ وَالنِّسَاءُ، وَتُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ.
وفي رواية: لقَدْ حَكَمْتَ فيهم بحُكْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 1769 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : أخرجه البخاري (2813)، ومسلم (1769) واللفظ له.

 

 

 حديث إبن حبان 7028

خرجتُ يومَ الخندقِ أقفُو آثارَ الناسِ قالت : فسمعتُ وئيدَ الأرضِ ورائي يعني حسَّ الأرضِ قالت : فالتفتُّ فإذا أنا بسعدِ بنِ معاذٍ ومعه ابنُ أخيه الحارثُ بنُ أوسٍ يحمل مِجنَّه قالت : فجلستُ إلى الأرضِ فمرَّ سعدٌ وعليه دِرعٌ من حديدٍ قد خرجتْ منها أطرافُه فأنا أتخوَّفُ على أطرافِ سعدٍ قالت : فمرَّ وهو يرتجزُ ( ويقول : لَيْتَ قَلِيلًا يُدْرِكِ الْهَيْجَا حمَلْ ... مَا أَحْسَنَ الْمَوْتَ إِذَا حَانَ الْأَجَلْ) قالت : فقمت فاقتحمتُ حديقةً فإذا فيها نفرٌ من المسلمين وإذا فيهم عمرُ بنُ الخطابِ وفيهم رجلٌ عليه تسبِغةٌ له يعنى مِغفرًا فقال عمرُ : ما جاء بك لَعَمري والله إنكِ لجريئةٌ وما يؤمنِك أن يكون بلاءٌ أو يكون تحوَّزٌ قالت : فما زال يلومُني حتى تمنَّيتُ أنَّ الأرضَ انشقَّتْ لي ساعتَئذٍ فدخلتُ فيها قالت فرفع الرجلُ التَّسبِغةَ عن وجهِه فإذا طلحةُ بنُ عُبيدِ اللهِ فقال : يا عمرُ إنك قد أكثرتَ منذُ اليومَ وأين التحوُّزُ أو الفرارُ إلا إلى اللهِ عزَّ وجلَّ قالت ويرمي سعدًا رجلٌ من المشركين من قريشٍ يقال له ابنُ العَرقةِ بسهمٍ له فقال له خُذْها وأنا ابنُ العَرقةِ فأصاب أكحُلَه فقطعه فدعا اللهَ عزَّ وجلَّ سعدٌ فقال اللهمَّ لا تُمِتْني حتى تُقرَّ عيني من قُريظةَ قالت وكانوا حلفاءَ مواليه في الجاهليةِ قالت : فرقِيَ كَلْمُه أي جُرحَه وبعث اللهُ عزَّ وجلَّ الريحَ على المشركين ف(كَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) فلحِق أبو سفيانَ ومن معه بتِهامةَ ولحق عُيينةُ بنُ بدرٍ ومن معه بنجدٍ
ورجعتْ بنو قُريظةَ فتحصَّنوا في صياصِيهم
ورجع رسولُ اللهِ  إلى المدينةِ فوضع السلاحَ وأمر بقُبَّةٍ من أدَمٍ فضُربَتْ على سعدٍ في المسجدِ
قالت فجاء جبريلُ عليه السلامُ وإنَّ على ثناياه لَنقعُ الغُبارِ
فقال : أوقدْ وضعتَ السِّلاحَ ؟
واللهِ ما وضعتِ الملائكةُ بعدُ السِّلاحَ
اخرُجْ إلى بني قُريظةَ فقاتِلهم
قالت : فلبسَ رسولُ اللهِ لأْمتَه وأذَّن في الناسِ بالرَّحيلِ أن يخرُجوا
فخرج رسولُ اللهِ  فمرَّ على بني غنمٍ وهم جيرانُ المسجدِ حولَه
فقال : من مرَّ بكم ؟
فقالوا : مرَّ بنا دِحيةُ الكَلبيُّ وكان دِحيةُ الكلبيُّ تشبِه لحيتُه وسِنُّه ووجهُه جبريلَ عليه السلامُ
فقالت : فأتاهم رسولُ اللهِ فحاصرَهم خمسًا وعشرين ليلة ً
فلما اشتدَّ حصرُهم واشتدَّ البلاءُ قيل لهم انزِلوا على حكمِ رسولِ اللهِ
فاستشاروا أبا لُبابة بنَ عبدِ المنذرِ
فأشار إليهم أنه الذَّبحُ
قالوا : ننزلُ على حُكمِ سعدِ بنِ معاذٍ
فقال رسولُ اللهِ انزِلوا على حكمِ سعدِ بنِ معاذٍ
فنزلوا وبعث رسولُ اللهِ إلى سعدِ بن معاذٍ فأُتِيَ به على حمارٍ عليه إِكافٌ من ليفٍ قد حُمِل عليه وحَفَّ به قومُه فقالوا يا أبا عمرو :حلفاؤك ومواليك وأهلُ النكايةِ ومن قد علمتَ فلم يُرجِعْ إليهم شيئًا ولا يلتفتُ إليهم حتى إذا دنا من دورِهم التفتَ إلى قومِه فقال قد آنَ لي أن لا أُباليَ في اللهِ لومةَ لائمٍ قال قال أبو سعيدٍ فلما طلع على رسولِ اللهِ  قال قومُوا إلى سيِّدِكم . . .
قال رسولُ اللهِ : احكمْ فيهم
قال سعدٌ : فإني أحكمُ فيهم أن تُقتلَ مُقاتلتُهم وتُسبى ذراريهم وتُقسمَ أموالُهم
فقال رسولُ اللهِ : لقد حكمتَ بحكمِ اللهِ عزَّ وجلَّ وحكمِ رسولِه
قالت : ثم دعا سعدٌ قال اللهمَّ إن كنتَ أبقيتَ على نبيِّك من حربِ قريشٍ شيئًا فأبقِني لها وإن كنتَ قطعتَ الحربَ بينه وبينهم فاقبضْني إليك قالت فانفجَر كَلْمُه وكان قد برئَ حتى ما يُرى منه إلا مثلُ الخرصِ ورجع إلى قُبَّته التي ضرب عليه رسولُ اللهِ
قالت عائشةُ : فحضره رسولُ اللهِ وأبو بكرٍ وعمرُ قالت فوالذي نفسُ محمد بيدِه إني لأعرفُ بكاءَ عمرَ من بكاءِ أبِي بكرٍ وأنا في حُجرتي وكانوا كما قال اللهُ عزَّ وجلَّ : { رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } قال علقمةُ : قلتُ : أي أُمَّه فكيف كان رسولُ اللهِ  يصنعُ ؟ قالت : كانت عينُه لا تدمعُ على أحدٍ ولكنه كان إذا وجَد فإنما هو آخذٌ بلِحيتِه

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة

الصفحة أو الرقم: 1/143 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن

التخريج : أخرجه أحمد (25140)، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (37951)، وابن حبان (7028) باختلاف يسير مطولاً.

 التراث يقول

أنّ النبيّ قتل كلّ الأسرى 700 بإستشارة سعد ابن معاذ ,  وسبى نساءهم و أولادهم  

لو أنهم حاربوا وهزموا وأُسر بعضهم

لم يكن هذا أسوء من أن يقتل هكذا الرجال وتسبى كل النساء ...

فكيف يكون الحكم عليهم بهذا الشكل وقد استسلموا ؟! ...

فهل بعد الاستسلام يقتل كل الرجال وتسبى كل النساء والذراري؟!

 

2- تدبّر القرآن يجعلنا نكتشف العجب العجاب

A- الآية الّتي غيّروا معناها

وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ

وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ

فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26)

وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا

وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27) )

(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 26 - 27)

فريقا من يهود بني قريظة قُتل في الحرب و هو شيء طبيعي 

و فريق آخر أُسر

 اليهود نقظوا العهد مع الرسول  بإدخال القريشيين من خلف المدينة

لكن جرت الرياح بما لم تشتهي السفن وإنهزم الحلف ضدّ العزيمة القويّة للمسلمين  

أثناء الحرب من الطبيعي أن يكون قتلى في صفوف المنهزمين

ومن لم يُقتل فقد أُسِر!!!!!!

لا يوجد إختلاف بين رواية إبن حبّان عن عائشة   و القرآن

إلاّ في طريقة التعامل مع الأسرى

و لكنّه إختلاف ذو أهمية قصوى لفهم مدى التحريف الذي دخل على ديننا . 

 

 

B- الآيات الّتي تبرّؤ الرسول

1-

هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ

الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ

مِنْ دِيَارِهِمْ

لِأَوَّلِ الْحَشْرِ

مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا

وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ

فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا

وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ

يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ

فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ

(سورة : 59 - سورة الحشر, اية : 2)

يدّعون بأنّ أسباب نزول الآية متعلّقة بقبيلة بني النضير اليهودية

لكنّ وجود نفس عبارة وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ

في سورة الحشر و الأحزاب

تدفعنا إلى الإستنتاج بأنّهما متعلّقتين بقبيلة بني قريظة

تخبرنا الآية بصريح العبارة أنّ الله أخرجهم

و لم يقتلهم نبيّنا محمّد ذي الخلق العظيم

على عكس ما نجد في كتب التراث

 

2-

إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ

وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 105)

أمر الله النبيّ بأن لا يكون للخائنين (كقبيلة بني قريظ) خصيما

نبيّنا كان قرآنا يمشي على الأرض

و لا يمكن له أن يخالف أوامر الله بأيّ شكل من الأشكال

 

3-

فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ

لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ

وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ

وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ

إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ

فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 13)

حتّى ولو إطّلع النبّيّ على خيانة اليهود

فاللّه أمره بالعفو والصّفح

وإعتبره إحسانا !!!!!!

 

4-

وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ

وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ

وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ

أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ

(سورة : 13 - سورة الرعد, اية : 25)

من ينقض العهد له اللّعنة وليس القتل !!!!!!!

 

5-

وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ

وَدَعْ أَذَاهُمْ

وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا

(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 48)

يأمر الله نبيّه بعدم الإكتراث لأذى الكافرين (les ingrats) و المنافقين

نقض بني قريظة للعهد أذى نبيّنا كثيرا و كاد أن يقلب موازين القوى في المعركة 

أمر الله النبيّ بالتوكّل عليه 

 

C- معاملة الأسرى

1-

فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ

حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ

 فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء 

 حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ

(سورة : 47 - سورة محمد, اية : 4)

- فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ

 إطلاق سراح الأسير بدون مقابل 

- وَإِمَّا فِدَاء

 إطلاق سراح الأسير بمقابل مادّي أو معنوي

ليس هناك في القرآن كله شيء يسمّى قتل الأسرى

 

2-

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى

- إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ

وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70)

- وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ

وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71) )

(سورة : 8 - سورة الأنفال, اية : 70 - 71)

يأمر الله تعالى نبيّنا محمّد بمخاطبة الأسرى قائلا

- إن كنتم أناسا صالحين سوف يغفر الله لكم و يعوّضكم

- و إن كانوا خائنين فإعلم أنّ الخيانة في دمهم لأنّهم خانوا الله من قبل و الله أوقفهم عند حدّهم ولم يقتلهم !!!!!!!!!!!!

لا يوجد قتل للأسرى نهائيا 

 

3-

وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ

مِسْكِينًا وَيَتِيمًا

وَأَسِيرًا

(سورة : 76 - سورة الإنسان, اية : 8)

معاملة الأسير في الإسلام تدعو للإحترام حقّا

لأنّ الله يعظ الناس بإطعام الأسرى من الأكل الّي نحبّ و ليس بقايا الطّعام

فكيف يمكن أن نصدّق بأنّ الشخص الّذي يعطي للأسير من أكله الّذي يحبّ هو نفس الشّخص الّذي يقتل هذا الأسير و يقول بأنّه حكم الله 

 

لا يمكن لنبيّنا في أيّ حال من الأحوال أن يقول كلاما أوحي له من عند الله (القرآن) و يفعل ضدّه من هواه

(وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44)

لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46)

فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) )

(سورة : 69 - سورة الحاقة, اية : 44 - 47)

يظهر جليّا من هذه الآية أنّ نبيّنا لا يمكن أن يتقوّل على الله بكلام يناقض ما هو موجود في القرآن

 

D- أورثوهم أرضهم ديارهم وأموالهم

وهذا أيضا شيء طبيعي إبّان الحرب

أودّ أن أُشير إلى نقطة مهمّة

لم يقل الله أورثوهم نساءهم كما قيل لنا في البخاري و مسلم. 

في الإسلام لا يوجد سبي ولا إسترقاق 

 

 

 حديث إبن حبان 7028

خرجتُ يومَ الخندقِ أقفُو آثارَ الناسِ قالت : فسمعتُ وئيدَ الأرضِ ورائي يعني حسَّ الأرضِ قالت : فالتفتُّ فإذا أنا بسعدِ بنِ معاذٍ ومعه ابنُ أخيه الحارثُ بنُ أوسٍ يحمل مِجنَّه قالت : فجلستُ إلى الأرضِ فمرَّ سعدٌ وعليه دِرعٌ من حديدٍ قد خرجتْ منها أطرافُه فأنا أتخوَّفُ على أطرافِ سعدٍ قالت : فمرَّ وهو يرتجزُ ( ويقول : لَيْتَ قَلِيلًا يُدْرِكِ الْهَيْجَا حمَلْ ... مَا أَحْسَنَ الْمَوْتَ إِذَا حَانَ الْأَجَلْ) قالت : فقمت فاقتحمتُ حديقةً فإذا فيها نفرٌ من المسلمين وإذا فيهم عمرُ بنُ الخطابِ وفيهم رجلٌ عليه تسبِغةٌ له يعنى مِغفرًا فقال عمرُ : ما جاء بك لَعَمري والله إنكِ لجريئةٌ وما يؤمنِك أن يكون بلاءٌ أو يكون تحوَّزٌ قالت : فما زال يلومُني حتى تمنَّيتُ أنَّ الأرضَ انشقَّتْ لي ساعتَئذٍ فدخلتُ فيها قالت فرفع الرجلُ التَّسبِغةَ عن وجهِه فإذا طلحةُ بنُ عُبيدِ اللهِ فقال : يا عمرُ إنك قد أكثرتَ منذُ اليومَ وأين التحوُّزُ أو الفرارُ إلا إلى اللهِ عزَّ وجلَّ قالت ويرمي سعدًا رجلٌ من المشركين من قريشٍ يقال له ابنُ العَرقةِ بسهمٍ له فقال له خُذْها وأنا ابنُ العَرقةِ فأصاب أكحُلَه فقطعه فدعا اللهَ عزَّ وجلَّ سعدٌ فقال اللهمَّ لا تُمِتْني حتى تُقرَّ عيني من قُريظةَ قالت وكانوا حلفاءَ مواليه في الجاهليةِ قالت : فرقِيَ كَلْمُه أي جُرحَه وبعث اللهُ عزَّ وجلَّ الريحَ على المشركين ف(كَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) فلحِق أبو سفيانَ ومن معه بتِهامةَ ولحق عُيينةُ بنُ بدرٍ ومن معه بنجدٍ
ورجعتْ بنو قُريظةَ فتحصَّنوا في صياصِيهم
ورجع رسولُ اللهِ  إلى المدينةِ فوضع السلاحَ وأمر بقُبَّةٍ من أدَمٍ فضُربَتْ على سعدٍ في المسجدِ
قالت فجاء جبريلُ عليه السلامُ وإنَّ على ثناياه لَنقعُ الغُبارِ
فقال : أوقدْ وضعتَ السِّلاحَ ؟
واللهِ ما وضعتِ الملائكةُ بعدُ السِّلاحَ
اخرُجْ إلى بني قُريظةَ فقاتِلهم
قالت : فلبسَ رسولُ اللهِ لأْمتَه وأذَّن في الناسِ بالرَّحيلِ أن يخرُجوا
فخرج رسولُ اللهِ  فمرَّ على بني غنمٍ وهم جيرانُ المسجدِ حولَه
فقال : من مرَّ بكم ؟
فقالوا : مرَّ بنا دِحيةُ الكَلبيُّ وكان دِحيةُ الكلبيُّ تشبِه لحيتُه وسِنُّه ووجهُه جبريلَ عليه السلامُ
فقالت : فأتاهم رسولُ اللهِ فحاصرَهم خمسًا وعشرين ليلة ً
فلما اشتدَّ حصرُهم واشتدَّ البلاءُ قيل لهم انزِلوا على حكمِ رسولِ اللهِ
فاستشاروا أبا لُبابة بنَ عبدِ المنذرِ فأشار إليهم أنه الذَّبحُ
قالوا : ننزلُ على حُكمِ سعدِ بنِ معاذٍ
فقال رسولُ اللهِ انزِلوا على حكمِ سعدِ بنِ معاذٍ
فنزلوا وبعث رسولُ اللهِ إلى سعدِ بن معاذٍ فأُتِيَ به على حمارٍ عليه إِكافٌ من ليفٍ قد حُمِل عليه وحَفَّ به قومُه فقالوا يا أبا عمرو :حلفاؤك ومواليك وأهلُ النكايةِ ومن قد علمتَ فلم يُرجِعْ إليهم شيئًا ولا يلتفتُ إليهم حتى إذا دنا من دورِهم التفتَ إلى قومِه فقال قد آنَ لي أن لا أُباليَ في اللهِ لومةَ لائمٍ قال قال أبو سعيدٍ فلما طلع على رسولِ اللهِ  قال قومُوا إلى سيِّدِكم . . .
قال رسولُ اللهِ : احكمْ فيهم
قال سعدٌ : فإني أحكمُ فيهم أن تُقتلَ مُقاتلتُهم وتُسبى ذراريهم وتُقسمَ أموالُهم
فقال رسولُ اللهِ : لقد حكمتَ بحكمِ اللهِ عزَّ وجلَّ وحكمِ رسولِه
قالت : ثم دعا سعدٌ قال اللهمَّ إن كنتَ أبقيتَ على نبيِّك من حربِ قريشٍ شيئًا فأبقِني لها وإن كنتَ قطعتَ الحربَ بينه وبينهم فاقبضْني إليك قالت فانفجَر كَلْمُه وكان قد برئَ حتى ما يُرى منه إلا مثلُ الخرصِ ورجع إلى قُبَّته التي ضرب عليه رسولُ اللهِ
قالت عائشةُ : فحضره رسولُ اللهِ وأبو بكرٍ وعمرُ قالت فوالذي نفسُ محمد بيدِه إني لأعرفُ بكاءَ عمرَ من بكاءِ أبِي بكرٍ وأنا في حُجرتي وكانوا كما قال اللهُ عزَّ وجلَّ : { رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } قال علقمةُ : قلتُ : أي أُمَّه فكيف كان رسولُ اللهِ  يصنعُ ؟ قالت : كانت عينُه لا تدمعُ على أحدٍ ولكنه كان إذا وجَد فإنما هو آخذٌ بلِحيتِه

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة

الصفحة أو الرقم: 1/143 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن

التخريج : أخرجه أحمد (25140)، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (37951)، وابن حبان (7028) باختلاف يسير مطولاً.