آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

الوجه الآخر الذي لا نعرفه

صلاح الدين نحو تصحيح تاريخ مزور ،،

لما قضى صلاح الدين على الدولة الفاطمية عام 567 هجرية

وجد في قصر الخلافة من الأمتعة والآلات والثياب والملابس والمفرش

شيئاً باهراً وأمراً هائلاً

والأعلاق النفيسة، والياقوت واللؤلؤ!

ومن ذلك سبعمئة من الجواهر

وقضيب زمرد، وحبل من ياقوت، وإبريق عظيم من الحجر المانع!

فأما القضيب الزمرد فإن صلاح الدين كسره ثلاث فلق، فقسمه بين نسائه!

و قسم بين الأمراء شيئاً كثيراً من قطع الياقوت والذهب والفضة والأثاث

ثم باع ما فضل عن ذلك!

وأرسل إلى الخليفة العباسي في بغداد من ذلك هدايا عظيمة نفيسة

وكذلك أرسل إلى الملك نور الدين في الشام من ذلك جانباً كبيراً

منه ثلاث قطع من الذهب، مع لآلئ كثيرة، وستون ألف دينارٍ!

وقسم صلاح الدين القصر الشمالي بين الأمراء فسكنوهُ

وأسكن أباه (نجم الدين) في قصر عظيم يقال له اللؤلؤة!

وقد استولى صلاح الدين على مكتبة القصر الفاطمي

فأحرقها وألقاها على جبل المقطم

ثم فرّق بعض الكتب التي صودرت من مكتبة القصر

على كبار علماء وأنصار دولته!

وأمر أن يُفرّق بين الرجال الفاطميين والنساء

ليكون ذلك أسرع إلى انقراضهم!

وفي عام 569 أرسل صلاح الدين أخاه الى اليمن

فالتقى بأهلها فقاتلهم وهزمهم وقتل ملكهم

وكانت المدينة ذات أموال جزيلة، وذخائر جليلة، فنهبها الجيش!

وأرسل صلاح الدين إلى الملك نور الدين في الشام بهدية وتحف هائلة

منها مئة عقد من الجواهر المثمنات

وقطع الياقوت، والفصوص والثياب الفاخرات

والأواني والأباريق والصحاف الفضيات

والخيول المسومات

والغلمان والجواري الحِسان

وعشرة صناديق مثقلات مختومات

فيها ألوف من الذهب المصري المعد للنفقات!

هؤلاء هم أبطالنا ورموزنا الذين نفتخر بهم

يعيشون في القصور ويرتدون الملابس الفاخرة

ويستحوذون على الذهب والفضة والياقوت واللؤلؤ

ويتبادلون الهدايا النفيسة والتحف والأواني والخيول والغلمان والجواري!

هؤلاء هم قدوتنا الذين نحتذي بهم

يغزون ويقتلون وينهبون ويسلبون ويسبون

ويحرقون الكُتب والمكتبات

ويفرّقون بين الرجال والنساء ليتم انقراض نسلهم!

وضياع ذريتهم، وبتر سلالتهم!

لقد خدعنا كهنة الدين ودلّسوا علينا

لقد احتالوا ودجّلوا وزوّروا وزيفوا.

أما حان الوقت لنصحوا من غفلتنا ونستيقظ من نومنا، ونخرج من غيبوبتنا؟

أما حان الوقت أن نقرأ ما سطّرته أسفار التاريخ

وما دونته الأقلام وحملته القراطيس وسجلته الصحف!

أما حان الوقت أن نتحدث عن جرحٍ عميق

أقضّ مضاجعنا، وأدمى قلوبنا

عسى أن يطلع عليه جراحٌ بارعٌ

ويجد له دواءً ناجعاً وعقاراً نافعاً وعلاجاً شافياً؟

أما حان الوقت أن نكتب لأجيالنا ما حدث فعلاً بلا تمويه وخديعة

وما فعله أسلافنا بلا غش وتلاعب

وما اقترفه أجدادنا بلا مُكر ومداهنة!

ليبنوا مستقبلهم بعيداً عن الغزو والقتل، والسلب والنهب، والسبي والإماء!

دمتم بألف خير

المصادر:

كتاب البداية والنهاية لابن كثير/ الجزء الرابع عشر/ دار ابن كثير/ دمشق - بيروت

كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير/ الجزء التاسع/ دار الكتاب العربي 2012/ بيروت – لبنان.

كتاب الروضتين لأبي شامة/ الطبعة الأولى 2002/ دار الكتب العلمية/ بيروت.

كتاب صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية لعلي محمد الصلابي/ دار المعرفة.

منقول عن اسلام