جواب 230
سؤال وجيه وجدت جزءا من إجابته
عند الفيلسوف Masson Alexis
إذا كانت نيّة الله هي إجبار الناس على العبادة
فيتوجّب علينا أن نعي
بأنّه قد أخفق في هذه المهمّة
لأنّ الكثيرين ملحدون و لا أدريون
و أكثريّة المؤمنين به يتّبعون المظاهر
و لا يتبعون اسماءه الحسنى
لقد أخفق الله في جعل عباده
يعبدونه
قوّة الله الّذي خلق هذا الكون
تتعارض مع هذه النظرية
و بالتالي فهناك حتما سببا آخر للخلق
سبب الخلق هو العطاء عن حبّ
1- مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ
عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ ==> (التشكيل الأصحّ هو: ما يَشاء)
لِمَنْ نُرِيدُ ==> (التشكيل الأصحّ هو: لمن يُريد)
ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18)
2- وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ
وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19)
كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ
مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ
وَمَا كَانَ
عَطَاءُ رَبِّكَ
مَحْظُورًا (20)
(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 18 - 20)
العطاء يكون بدون مقابل
و بالتالي فإنّه يستقيم مع الغنى عن العالمين
لقد خلقنا الله عطاءا خالصا عن حبّ
من أجل الجمال و الحياة الناعمة
و أيضا لكي نُحِبّ و نُحَبّ
في سلام تامّ مع أنفسنا و مع الآخرين
يَكْمُنُ عطاء الله أيضا
- في نعمة حرّية الإختيار
أعلى ما يُمكن أن يصل له العلم
- و في جميع النّعم الأخرى الكثيرة و المتنوّعة
يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
(سورة : 49 - سورة الحجرات, اية : 13)
لقد خلقنا الله للتعارف و الحبّ و السلم
و ليس للحرب و الإكراه
هذا العطاء لا يتعارض نهائيا
مع كونه غنيّا عن كلّ شيء
فالله لا يحتاجنا و لا يحتاج الكون بتاتا
لن يتمكّن كلّ أصحاب حرّيّة الإختيار
في حياة النعيم
من إدراك هذه الهديّة الإلاهيّة.
سيحتاج البعض منهم إلى إختبار (صدمة أو صعقة)
سيمكّننا هذا الإختبار الّذي نمرّ منه
من إدراك قيمة الحياة المثاليّة
إذا نجحنا في الوصول إليها
- الحياة في الأرض على شكل إختبار
خطوة و مرحلة ضروريّة
لإنجاح ذلك العالم المثالي
الّذي يحلم به الجميع
- يصعب الحفاظ
على حياة آمنة و سعيدة
في تلك الجنّة الّتي نحلم بها
مع إمتلاكنا لحرّيّة الإختيار
إذا لم نُدرك قيمتها الحقيقيّة
بنفضيل فيصل
الحياة جسر عبور إلى نوع أرقى
- كما يرى نيتشه
- و كما تراهن مشاريع تحسين النوع البشري اليوم
- و ربما كما تخطط الحياة!؟
سعيد ناشيد