جواب 231
2- ملخّص لنظرية الوجود
هناك 4 أنواع من الخلق !!!!
1- خلقُُ غير عاقل و غير واع
ينقسم إلى قسمين
A- الجماد
B- المخلوقات الحيّة البسيطة
(النباتات - الفطريات - الميكروبات - الفيروسات)
2- خلقُُ عاقل لكنّه غير واع بنعمة العقل
==> الحيوان
3- خلقُُ عاقل و واع بنعمة العقل
ممتلك لحرية الاختيار
متحكّم في قراراته و مصيره بنفسه
==> هذا الخلق هو الإنسان
و هو أرقى هذه الأنواع الأربعة
لأنه يمتلك حرية الاختيار !!!!
معضلة حرية الاختيار
التي يتمتع بها
هذا الخلق الرابع (الإنسان)
هي الخير و الشر!!!!
الإختيار الحرّ
مرتبط ارتباطا وثيقا بالخير و الشرّ
فلا يمكن فصلهما عن بعض!!!!
تَمتُّع البشر
بحرية الاختيار بين الخير و الشر
مكَّن من تقسيمه
إلى أربعة أنواع
1-
مجموعة الأخيار
المقتنعون بعمل الخير
عمل صالح + إحسان + سلام (إسلام)
2-
مجموعة المتردّدين بين الخير و الشرّ
المذبذبين
لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء
3-
مجموعة الأشرار
تنقسم بدورها إلى ثلاثة أنواع
A-
أشرار و يفتخرون بشَرِّهم
أشرار مستكبرون و مفتخرون (كُفار - نرجسيين - Ego)
B-
أشرار
اختاروا الصلاح
رغما عن أنفهم
خوفا من العقاب (السجن)
أو من نظرة الناس .... إلخ
أشرار جبناء
أشرار منكرون (كُفار)
C-
أشرار يظنون أنفسهم أخيارا
و لا يستوعبون حقيقتهم.
بالدارجة المغربية نقول
راسهوم قاسح ==> لا يعترفون أبدا بشرهم
أشرار مستكبرون معاندون (كُفار - نرجسيين - Ego).
عاقبة إختلاط هذه المجموعات الخمسة
سواء كانوا متأكّدين من وجود الله أم لا
هي
المصائب - الخراب (في بعض الحالات)
مما استوجب فرز الأشرار
عن مجموعة الصالحين !!!!
لكن إذا قام الله
الذي يعلم حقيقتهم
بفصلهم منذ البداية
تفاديا للمصائب,
لاعترضت المجموعتين B و C
بحجة انعدام الدليل
فالمجموعة B ستُنكر حقيقتها
نظرا ليقينها بعدم وجود دليل يؤكّد شرها
و المجموعة C سترفض بكل استكبار
نظرا ليقينها بصلاحها !!!!
زيادة على أنّه لا يمكن تقرير مصير
مجموعة المتردّدين
بدون دليل واضح و عادل
ما الحلّ إذن؟؟؟؟؟
بقي حلّ وحيد
يسمح بعزلهم !!!!
هذه الوصفة السحرية
هي التدخّل الغير المباشر
بواسطة اختبار
يُظهر حقيقة المجموعات الثلاث
بالدليل و البرهان
و بدون أي إمكانية للإنكار في آخر المطاف!!!
إختبار سيمكن أيضا من حسم موقف
أولائك المتردّدين
لكن
أي الإختبارين
هو القابل للتطبيق
1- خلق بشر بلون واحد
و بصحّة جيّدة
و بذكاء واحد
في عالم لا يوجد به
فقير و لا مريض
في هذه الحالة لا يمكن أن أطلق إسم إختبار
على هذه الطّريقة من الخلق
لأنّها لا تشتمل على جميع أدوات الإختبار
a-
فعدم وجود الفقر دليل على وجود تدخّل خارجي
لأنّ هناك حتما أشخاص
أوصلتهم حرّيّة الإختيار إلى الفقر و المرض
و لو كانوا يعيشون في أرقى الدّول
زيادة على أنّ كثرة المال بالنسبة للجميع
تؤدّي إلى التضخّم و الفساد العامّ
وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ
لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ
وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدْرِ مَا يُُُُشَاءُ
إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ
(سورة : 42 - سورة الشورى, اية : 27)
لو أعطى الله الرّزق للجميع بدون أن يبذلوا مجهودا
لبغوا في الأرض
هذه الآية تصف بطريقة مثالية ما جرى في جزيرة NAURU
الّتي أصبح كلّ سكانها أغنياء بين ليلة و ضحاها
فبغت ساكنتها بالإستهلاك المفرط لكلّ المنتوجات
ممّا أدّى إلى إصابة أغلبيّتهم بالسّمنة و بأمراض مزمنة
مع تلوُّث خطير للجزيرة
مثال حيّ لعواقب إعطاء الجنّة لكلّ النّاس
بدون أن يعلموا قيمتها الحقيقيّة
b-
عدم وجود الأمراض
لن يسمح بوجود الحياة
في هذه الأرض السّعيدة
(التوازنات الطّبيعية تحتاج إلى
الميكروبات و الفيروسات و الفطريات و التغيّرات الجينية)
كلّ دليل قطعي على وجود الله
سيفسد الإختبار ( لن تبقي له معنى)
سيُحسّ المجرمون
بأنّ هناك تدخّلا خارجيا من الفضاء
يتحكّم في مجريات الإختبار.
من البلادة و الغباء
أن لا يؤمن هؤلاء بهذا المتدخّل الخارجي
و سيُصبحون من الأخيار
مجبرين مرغمين بدون إقتناع
إذا ظهر دليل يقيني 100%
على وجود الله
لانضبط الجميع بالرغم عن أنفهم
خوفا من العقاب
فلا يبقى داع للإختبار
سيضطرّ جميع الناس بدون إستثناء
إلى الالتزام بالقوانين الإلاهية
نفاقا - مُجْبَرين - مرغَمين
مثال لتوضيح الأمور
سؤال
لماذا يقوم المجرم بعملية السرقة أو القتل؟؟؟
جواب
يأمل المجرم دائما
أن يفلِت
من قبضة الأجهزة الأمنية !!!!
ذلك الأمل مع الطمع في الغنيمة
هما الدافعان الأساسيان للإجرام!!!!
قتْلُ هذا الأمل من الأساس
سيمنع المجرم من القيام بعملياته الإجرامية
ولو كان طامعا !!!!
لنفترض جدلا أن جميع البشر
يمتلكون في رؤوسهم
شريحة إلكترونية
تفضح أعمالهم السيئة.
النتيجة المباشرة لشريحةِِِِِ
بهذه الإمكانيات الخارقة
هي إمتناع السارق
عن السرقة
لأنّه سيكون متأكّدا 100%
من القبض عليه مباشرة بعد عملية السرقة
و من تطبيق عقوبة سجنية قاسية عليه.
سينعدم الأمل في الإفلات من العدالة
سيمتنع المجرمون
عن إجرامهم
إذا كانوا متأكّدين
من تطبيق عقوبة سجنية قاسية عليهم .
نفس الشيء ينطبق على الظالمين أنفسهم
(الكافرون - مشركون - مجرمون.....)
سيمتنعون عن ظلمهم لأنفسهم
إذا كانوا متأكّدين
من تطبيق عقوبة الدخول إلى جهنّم .
ظهور دليل يقيني على وجود الله
سيجبر المجرمين الفاسدين
على الصلاح نفاقا
إلى غاية الفوز بالجنة
التي وعدنا بها الله سبحانه و تعالى.
لكن سرعان ما
ستظهر حقيقتهم المؤسفة
مباشرة بعد استقرارهم بها
الشيء الذي سيؤدي إلى تدميرها
و تحويلها إلى جهنم
تماما كما تُدمّر الأرض حاليا
هذا سيناريو عقيم و لا جدوى منه
لأنه لا يسمح بفضح حقيقة الأشرار
يتبقى لنا السناريو الثاني
2- خلق العالم الّذي نعيش فيه بمحاسنه و مساوئه
في ظروف عشوائية
و غير مبرمجة سلفا
هذا النّوع من الخلق يسمح
في ظروف مثالية لحرّيّة الإختيار
لو أراد الله التدخّل لإيقاق
الظّلم و العنصرية و الفوارق الإجتماعية و الصّحّيّة
لفعل
لكنّه لم يفعل
لأنّ ذلك سيُمكّن الناس
من إدراك وجوده أو وجود قوّة عظمى خارجية
تتحكّم بمجريات الأمور
أعدل الحلول هو تأجيل حساب الناس إلى الآخرة
مع ما يحمل ذلك من أضرار جانبيّة (بمنظورنا الحالي)
قصد تكوين ملفّ شامل بالأدلّة الدّامغة
2- لا يمكن أن نحكم على شخص ما
بناء على حياة واحدة عاشها
لا يجب أن ننسى بأنّ هناك حيوات (جمع حياة) كثيرة
لا يمكن أن نحكم على شخص ما
بناء على حياة واحدة عاشها
تعدّد الحيوات (جمع حياة)
يسمح بالعدل في آخر المطاف
يجب أن ننظر إلى كلّ حيوات
هؤلاء الناس الّذين تظنّونهم غير محظوظين
في جميع العصور
قبل إتهام الله بعدم العدل
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ
صِدْقًا وَعَدْلًا
لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 115)
في آخر المطاف
ستتمّ خطّة الله بالعدل الشامل
لكلّ الناس بدون إستثناء
إن إستطعت أعطني سيناريو أفضل من هذا
يحقّق العدل الشامل في نهاية المطاف
فكلّي آذان صاغية