مصيبة قثه قتل تارك الصلاة
1- ماذا يقول القرآن في حكم تارك الصلاة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ
فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ
وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ
إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9)
فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ
1- فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ
2- وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ
3- وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
(10)
وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا
انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا
قُلْ
مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ
وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ
(سورة : 62 - سورة الجمعة, اية : 9 - 11)
لم يقل لهم إذا لم تعودوا للصلاة
سوف أقتلكم أو سوف أهجركم
بل نصحهم بأنّ ما عند الله أحسن من اللهو و التجارة
2- ماذا يقول الفقه في حكم تارك الصلاة
المالكية و الشافعية
لا يكَفَّر من لم يصلّي لكنّه فاسق و يستتاب فإن تاب و إلاّ قتلناه حدّا كالزّاني المحصن , و لكن يقتل بالسيف
الحنفية
لا يُكَفّر و لا يقتل بل يحبس حتّى يصلّي
الحنابلة
تارك الصلاة من غير عذر كافر و الحجو على قتله هي
(فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ
فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 5)
حكم تارك الصلاة
بالنسبة للمالكية
جمهور المالكية مجمعون على وجوب قتل تارك الصلاة.
اختلفوا هل تشترط استتابته أو لا.
وقال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع :
قال بعض العلماء: يكفرُ بترك فريضةٍ واحدة
ومنهم من قال: بفريضتين. ومنهم من قال: بترك فريضتين إن كانت الثَّانية تُجمع إلى الأولى..
والذي يظهر من الأدلَّة: أنَّه لا يكفر إلا بترك الصَّلاة دائماً؛
بمعنى أنَّه وطَّنَ نفسَه على ترك الصَّلاة
فلا يُصلِّي ظُهراً، ولا عَصراً، ولا مَغرباً، ولا عِشاء، ولا فَجراً، فهذا هو الذي يكفر.
فإن كان يُصلِّي فرضاً أو فرضين فإنَّه لا يكفر
لأنَّ هذا لا يَصْدُقُ عليه أنه ترك الصَّلاة
وقد قال النبيُّ : بين الرَّجُلِ وبين الشِّركِ والكفرِ تَرْكُ الصَّلاة
ولم يقل: تَرَكَ صلاةً. وقال بعض العلماء: لا يكفر تاركها كسلاً
المصدر
الشيخ ابن عثيمين
الشرح الممتع
من ترك الصلاة فعقوبته القتل يستتاب فإن تاب وإلا قتل
قال الله سبحانه
[التوبة:5]
لم يذكر القتل بتاتا في الآية لكن لا حياة لمن تنادي
فدل على أنه من لم يقم الصلاة لا يخلى سبيله يقتل، أي يستتاب فإن تاب وإلا قتل
وقال رسول الله: إني نهيت عن قتل المصلين فالمصلي لا يقتل إذا استقام.
المصدر
أخرجه أبو داود
في كتاب الأدب، باب في الحكم في المخنثين برقم 4928.
نقل ابن رشد في كتابه "المقدمات والممهدات" وفي "حاشية المدونة"
عن مالك كفر تارك الصلاة، وقيده بالإصرار
وكأنَّه يذهب إلى ما ذهب إليه الإمام أحمد من أن من ترك صلاة أو صلاتين أنَّه لا يكفر
بإخراجه لحديث نصر كما تقدم الإشارة إليه.
المصدر
"المقدمات والممهدات" - "حاشية المدونة"
ابن رشد
بالنسبة للشافعية
نقل بعض الأئمة عن الإمام الشافعي أنَّه يرى كفر تارك الصلاة
كما حكاه عنه الإمام الطحاوي في "مشكل الآثار" وكذلك في "مختصر اختلاف العلماء"
بل نقل عنه كفر من ترك صلاةًَ واحدة حتى يخرج وقتها.
المصدر
"مختصر اختلاف العلماء"
الإمام الطحاوي
وقد أشار الشافعي إلى عدم التكفير وفي قوله عموم، وهو ما جاء في كتابه "الأم" قال
(لو أن رجلاً ترك الصلاة حتى يخرج وقتها كان قد تعرض شراً إلا أن يعفو الله).
المصدر
"الأم"
الامام الشافعي
الحنابلة
من مذهب الإمام أحمد رحمه الله أنه يكفر ويقتل ردة تارك الصلاة،
وهذا هو المنقول عن أصحاب النبي ، وقد نقله المنذري في الترغيب والترهيب وغيره،
ومن الأدلة على ذلك ما راوه الجماعة إلا البخاري والنسائي عن جابر عنه قال قال رسول الله " بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة"
وما رواه أحمد من حديث أم أيمن مرفوعا" من ترك الصلاة متعمداً برئت منه ذمة الله ورسوله"
وما رواه أصحاب السنن من حديث بريدة بن الحصين قال قال رسول الله
" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر"
وروى الأئمة: أحمد والترمذي والحاكم عن عبد الله بن شقيق قال
كان أصحاب رسول الله لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة.
وقال الإمام محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: قَدْ صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ كَافِرٌ
وَكَذَلِكَ كَانَ رَأْيُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ لَدُنِ النَّبِيِّ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا
أَنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ عَمْدًا مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ حَتَّى يَذْهَبَ وَقْتُهَا كَافِرٌ
وَذَهَابُ الْوَقْتِ أَنْ يُؤَخِّرَ الظُّهْرَ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَالْمَغْرِبَ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ.
المصدر
كتاب الترغيب والترهيب
المنذري
الحنفية
أما الامام أبو حنيفة فالمشهور عنه عدم التكفير
ونقله عنه جماهير أصحابه، منهم الإمام الطحاوي في كتابه "المشكل"
وكذلك في كتابه "مختصر اختلاف العلماء"
وإلى هذا ذهب شيوخه كحماد بن أبي سليمان وغيره
كتاب "المشكل"
وكتاب "مختصر اختلاف العلماء"
الإمام الطحاوي