آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 190 - 194

- ترعرع المسلمون

على تفسير وحيد للقرآن لمدّة 14 قرن

حتى ترسّخت ظاهرة الإنطباع المسبق

في أعماق أفئدتهم

هذه الظاهرة تمنع العقل

من البحث عن تأويل آخر للآيات

- قاعدة مهمّة في القرآن يجب تذكّرها دائما

1- عدم التسرّع في الحكم على آية من القراءة الأولى

2-  إذا كان المعنى مخالفا لأسماء الله الحسنى

فإعلم أنّك لم تتدبّر الآية جيّدا

أو أنّك لم تقرأ الآيات التي قبلها و بعدها 

هذا مثال مهمّ من القرآن

يظهر فيه مدى فعاليّة ونجاعة تأثير عامل الثقة

على عقل الإنسان

بنفضيل فيصل

 

وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ

وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِين

(190)

وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ

وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ

وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ

وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ

فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ

فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191)

فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192)  

وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى

1-  لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ

2- وَ يَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ

فَإِنِ انْتَهَوْا

فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193)

الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ

فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ

فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ

وَاتَّقُوا اللَّهَ

وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 190 - 194)

فعل قتل في القرآن

A- 

وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ

وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِين

فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ

فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ

فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

B- 

وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى

1-  لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ

2- وَ يَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ

فَإِنِ انْتَهَوْا

فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ

C- 

فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ

فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ

وَاتَّقُوا اللَّهَ

 ثَقَفَ ==> غَلَبَ فِي الخُدْعَةِ وَالْمَهَارَةِ

ثقِف الشَّيءَ ==> ظفِر به أو وجده وتمكّن منه 

عند قراءة العبارة "وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ"

يؤثر الانطباع المسبق

---المكتسب من خلال التراكمات التي أحدثها التراث في المفاهيم القرآنية---

على الرؤية

لتترسخ هذه العبارة في العقل الباطن

الذي يصور لنا الإسلام على أنّه دين وحشي

دين اعتداء وظلم

لكن عندما ندرس المعنى الحقيقي لفعل قتل

ونقرأ بتركيز الآيات 190 192 193 194

فإننا نستوعب بأنّ

الأساس هو الدّفاع وليس الهجوم.

 

ومن الإضافات الجميلة والبناءة للكاتب رشيد أيلال

في العبارة القرآنية

(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ)

هو أنّ القتال يكون لدرء الفتنة

وليكون الدين شأنا فرديا بين الإنسان وخالقه

ولا حقّ لأحد التدخّل في هذه العلاقة العمودية

(الدين لله) وليس لأحد غيره

ويمكننا القول ونحن جازمون

بأن هذا قتال من أجل إحقاق العلمانية.