آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

سورة : 48 - سورة الفتح, اية : 15 - 16

- ترعرع المسلمون

على تفسير وحيد للقرآن لمدّة 14 قرن

حتى ترسّخت ظاهرة الإنطباع المسبق

في أعماق أفئدتهم

هذه الظاهرة تمنع العقل

من البحث عن تأويل آخر للآيات

- قاعدة مهمّة في القرآن يجب تذكّرها دائما

1- عدم التسرّع في الحكم على آية من القراءة الأولى

2-  إذا كان المعنى مخالفا لأسماء الله الحسنى

فإعلم أنّك لم تتدبّر الآية جيّدا

أو أنّك لم تقرأ الآيات التي قبلها و بعدها 

هذا مثال مهمّ من القرآن

يظهر فيه مدى فعاليّة ونجاعة تأثير عامل الثقة

على عقل الإنسان

بنفضيل فيصل

 

إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ

إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ

يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ

فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ

وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)

سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ

شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا

يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ

قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا

إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا

بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11)

بَلْ ظَنَنْتُمْ

أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ

إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا

وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ

وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12)

وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ

فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا (13)

وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ

وَ كَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (14)

سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ

إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى

مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا

ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ

==> يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ

قُلْ

لَنْ تَتَّبِعُونَا

كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ

فَسَيَقُولُونَ

بَلْ تَحْسُدُونَنَا

بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا(15)

قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ

سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ

أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ

تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ

a- فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا

b- وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ

يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (16)

(سورة : 48 - سورة الفتح, اية : 15 - 16)

الإنطلاق بنيّة أخد المغانم

هو تبديل لكلام الله

فالغنيمة

تكون نتيجة للفوز على العدوّ المعتدي في الحرب

 و لا يجب أن تكون سببا لإندلاع الحرب

تحت غطاء ما يسمى فتوحات إسلامية

 

 

يستعدّ نبيّنا الحبيب محمّد

لقتال قوم ذو بأس شديد 

قبل الخوض في تدبّر الآية الكريمة

كان لابد من التطرق لكلمة

(ستُدعَوْن) التي تفيد الاختيار بين (تقاتلوهم أو يسلمون)

مما يستوجب الوقوف على معنى الإسلام الوارد هنا

حيث أن هذه الكلمة لا تحتمل إلا معنيين

الأول

يُسلمون حسب المفهوم الذي وجدنا عليه آباءنا

هو تبنّي أركان الإسلام الخمسة

وفي هذه الحالة سيكون نشر الدين بالقوة

الشيء الذي يخالف القرآن جملة وتفصيلا

كما رأينا في الآيات السالفة الذكر.

لا إكراه ولا عنف و لا عنصرية في الدين ولا تدخّل في شؤون الناس

 

الثاني

يُسلمون وتعني يستسلمون بتبني السلم مبدءا

فلا يحاربون ولا يعتدون

مسالمين (أنظر تعريف الإسلام) 

هذا الاحتمال هو المنسجم والمنطقي مع كلّ الآيات القرآنية

لأنّه قتال للدّفاع عن النّفس من العدوان

و من البأس الشّديد الّذي يسبّبه هذا القوم

 

 

و بالتالي يصبح مضمون الآية منسجما مع باقي القرآن

وجوب الحرب إذا استمروا في الاعتداء (البأس الشديد)

و لم يتبنّوا السلام في حياتهم

أو تبنّي السلم.

 الإسلام هو اختيار السلم و السلام كمبدأ في الحياة

والتي تسبب فهمها الخاطئ في تغيير مجريات التاريخ مع كامل الأسف