موضوع 34
إجتماع سقيفة بني ساعدة
يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ، موافق 6 يونيو 632م
في الوقت الذي كان فيه أهل الرسول يعملون على تجهيزه وتغسيله تمهيدًا لدفن جثمانه
اجتمع عدد كبير من الأنصار والمهاجرين في مكان يُعرف بـ«سقيفة بني ساعدة»
ليتفكروا ويتشاوروا في مسألة خلافة الرسول
لا توفر لنا الروايات التاريخية حصرًا بأسماء جميع الحضور في اجتماع السقيفة
وإن كانت قد حفظت لنا أسماء عدد من قادة الأنصار الموجودين في ذلك الاجتماع المهم
ومنهم سعد بن عبادة الخزرجي وبشير بن سعد والحباب بن المنذر.
سعد بن عبادة مخاطبا الأنصار
قبل مجيء أبي بكر و عمر
إن رسول الله لبث في قومه بضع عشرة سنة
يدعوهم فما آمن به من قومه إلا قليل
حتى أراد الله لكم الفضيلة، وساق إليكم الكرامة، وخصكم بالنعمة
ورزقكم الإيمان به وبرسوله، والإعزاز له ولدينه، والجهاد لأعدائه!
فكنتم أشد الناس على من تخلف عنه منكم، وأثقله على عدوكم من غيركم
حتى استقاموا لأمر الله طوعاً وكرهاً، ودانت بأسيافكم له العرب
وتوفاه الله وهو راضٍ عنكم، وبكم قرير العين
فشدوا أيديكم بهذا الأمر
فإنكم أحق الناس وأولاهم به.
(( يقصد الخلافه هو اولى بها ))
فأتى الخبر إلى أبي بكر
وقام معه عمر فخرجا مسرعين إلى سقيفة بني ساعدة
(تاركين جثة رسول الله)
فانطلقوا جميعاً
وذهبوا ليبحثوا عن حل.
ورد في صحيح البخاري
رواية طويلة يشرح فيها عمر بن الخطاب تفاصيل ما جرى بين المهاجرين والأنصار.
فقد جاء على لسان عمر أنه لما وصل مع أبي بكر إلى السقيفة
وجد رجلا مريضا هو سعد بن عبادة يخطب في الأنصار
وبدأوا في استعراض مناقبهم وفضائلهم
فلما أراد عمر أن يرد عليهم
أسكته أبو بكر، ثم قال
«ما ذكرتم فيكم من خير، فأنتم له أهل، ولن يُعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش.
هم أوسط العرب نسبًا ودارًا
وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين
(يقصد عمر بن الخطاب وأبا عبيدة بن الجراح)
فبايعوا أيهما شئتم
بعدما انتهى أبو بكر من كلامه كثر اللغط وعلت الأصوات
وطالب بعضهم بانتخاب أمير من المهاجرين وأمير من الأنصار.
فلما خاف عمر الخلاف قال لأبي بكر
ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده
فبايعته، وبايعه المهاجرون، ثم بايعه الأنصار
يروي الطبري(224 هـ - 310 هـ - 839 - 923م)
أن سعد رفض بيعة أبي بكر
وقال حين أرسلوا له ليبايع
"أما والله حتى أرميكم بما في كنانتي من نبل، وأخضب سنان رمحي
وأيم الله ما بايعتكم حتى أعرض على ربي وأعلم ما في حسابي"
فكان لا يصلّي بصلاتهم، ولا يجتمع معهم
ولا يحج ولا يفيض بإفاضتهم
وبقي كذلك حتى توفي أبو بكر ووُلّي عمر.
في خلافة عمر وُجِد سعد بن عبادة مقتولاً وقد قتل بسهم
فقالو قتلة الجن لأنّه كان يتبوّل واقفا.
الصحابة… والصراع على السلطة!
بعد مبايعة ابي بكر خليفة للمسلمين، لم يبايع علي بن ابي طالب
فذهب اليه عمر بن الخطاب بأمر من الخليفة ليجبره على المبايعة!
أمر عمر أناساً حوله بتحصيل الحطب وجعلوه حول منزل علي
ونادى باعلى صوته
لتخرجن يا علي ولتبايعن والا أضرمت عليك النار!
فدعا عمر بالنار فاضرمها في الباب ثم دفعه فدخل!
فاستقبلته فاطمة فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت يا أبتاه
فرفع السوط فضرب به ذراعها
فأقبل الناس حتى دخلوا الدار، وثار علي الى سيفه
فسبقوه اليه وكاثروه فألقوا في عنقه حبلاً ثم انطلقوا بعلي يُعتلُ عتلاً!
حتى انتهى به الى ابي بكر وعمر قائم بالسيف على رأسه ومعه بعض الرجال!
فقال علي: والله ما ألوم نفسي في جهادكم ولو كنت أستمكنت من الأربعين رجلاً لفرقت جماعتكم
ولكن لعن الله أقواماً بايعوني ثم خذلوني!
ويذكر ابن قتيبة
وكان علي يخرج حاملاً فاطمة على دابة ليلاً في مجالس الانصار تسألهم النصرة (أي تنصيب زوجها خليفة)
فكانوا يقولون: يا بنت رسول الله قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، ولو ان زوجك سبق الينا قبل ابي بكر ما عدلنا به!
هكذا كان الصحابة "رضي الله عنهم" يتصارعون على الحكم! ويتقاتلون على الخلافة
الامامة والسياسة (الجزء الاول) لابن قتيبة (العهد العباسي).
خاتمة
لم تعرف الأمة الإسلامية بعد وفاة النبي فكرة التعايش بين المختلفين
ويبدو أن هذا كان ينسجم مع طبيعة المجتمعات في ذلك الزمان
فقد تم التهديد بحرق بيت فاطمة
اذا أجتمع عندها المعارضون لخلافة أبي بكر رضى الله عنه
أي أنصار علي ابن أبي طالب
ثم كان ما كان بعد ذلك في تاريخنا الإسلامي حتى يومنا هذا
الصرفندي