آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

منهجية الدكتور شحرور في دراسة التنزيل الحكيم

منهجية تحتوي على بعض الأخطاء البسيطة

يتوجّب دراستها - إحترامها - و ليس تقديسها

 

مقال للباحث كمال الغازي

تقوم منهجية الدكتور شحرور على خمسة أسس

أختصرُها كالآتي من كتابه

دليل القراءة المعاصرة للتنزيل الحكيم النهج والمصطلحات…

 

أولا: الإيمانيات

١- آيات التنزيل الحكيم هي نص إيماني وليست دليلا علمياً وعلى المؤمنين بها إقامة الدليل على مصداقيتها.

٢- التاريخ الإنساني هو الذي يكشف عن مصداقية التنزيل الحكيم وليس الأمر حكراً على فئة معينة من الناس.

٣- الوجود المادي وقوانينه هما كلمات الله ووسيلة قراءة هذه الكلمات وفهمها هي العلوم بأنواعها.

٤- مفاتيح فهم التنزيل الحكيم ليست من خارجه بل هي بالضرورة من داخله.

٥- الأساس في التشريع الإباحة والله هو وحده صاحب الحق في التحريم

أما الامر والنهي فهو في استطاعة الجميع.

٦- السنة نوعان، رسولية لا اجتهاد فيها وهي تشمل كل ما بلغه الرسول إلى الناس عن طريق الوحي وتشمل المحرمات، وسنة نبوية وهي محل اجتهاده كقائد لمجتمعه وتشتمل على الأوامر والنواهي الظرفية فقط.

٧- الإسلام يتكون من شقين، شق إيماني إيمانا تسليميا بالله واليوم الآخر وشق سلوكي هو العمل الصالح، وعليه فإن كل شخص توفرت فيه هذه الشروط الثلاثة فهو مسلم، يهوديا كان أو مسيحيا أو بوذيا…أما أتباع محمد الأكرم فهم المسلمون المؤمنون.

 

ثانيا: الأوليات

التنزيل الحكيم نص لغوي

الله تعالى هو مؤلف هذا النص

ونحن البشر القارؤون له…وعليه فإن فهم هذا النص الإلهي لا يمكن أن يتحقق مائة بالمائة لشخص واحد أو لجيل واحد أو لأمة واحدة، لأنه لو حصل ذلك لأصبح الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا والفاهم للنص، جدلاً، مائة بالمائة في نفس مستوى العلم، وهذا مستحيل. وعليه فإن فهم النص الإلهي يختلف باختلاف الحدود المعرفية للقارئ.

وبما أن رسالة محمد رسالة خاتمة فقد جعل الله التشريع نوعين:

تشريع ثابت وهو المحرمات التي تضمنتها آيات محكمات لا مرونة فيها وهو ما يعرف بالمحكم.

وتشريع مرِن تضمن الحدود ضمن أحكام حنيفية، أي أحكام مرنة التطبيق بين الحد الأعلى والحد الأدنى بحسب ظروف المجتمع وأرضيته المعرفية وأتاح فيه باب الاجتهاد ضمن هذه الحدود.

هذا التشريع المرِن هو المعنى لمبدأ ثبات النص وحركية المحتوى وهو ما يعرف بالمتشابه.

 

ثالثا: اللغويات

١- المعنى سابق على اللفظ والألفاظ خدم المعاني

٢- حين يخاطب المتكلم السامع فهو يقصد إفهامه معنى النظم وليس معنى المفردات

٣- اللغة وظيفة للتفكير وحاملة للفكر وتتطور معه

٤- جاء التنزيل على أعلى مستوى من البلاغة التي لايمكن الإتيان بمثلها أو تجاوزها

٥- جاء التنزيل الحكيم ليطور اللغة العربية بحيث ألغى الترادف ونقلها إلى مستوى التجريد الكامل

٦- التنزيل الحكيم كتاب دقيق في معانيه وتراكيبه دقة مثالية

٧- عند تأويل التنزيل الحكيم يجب الحفاظ على الخيط اللغوي الذي يربط الشكل بالمضمون لأنه إذا انقطع أصبحت المعاني المُحتملة لا نهائية

٨- التنزيل الحكيم سابق على قواعد النحو وله السلطة عليها

٩- النظم هو الذي يحدد معنى الكلمة لأن التنزيل الحكيم ألغى الترادف لكنه أقر تعدد المعاني للكلمة الواحدة، وهذا يعطي النظم دقة مثالية لأنه يستعمل الكلمة الأقرب للمعنى مادام ألغى الترادف وفِي نفس الوقت يعطي للسياق أو النظم سلطة على المفردة لأن تشابه الكلمات في الرسم وارد ولو اختلفت جذورها.

١٠- ضرورة الاستفادة من تطور علوم اللسانيات المعاصرة عند دراسة التنزيل الحكيم

 

رابعا: المنهج الفكري

١- لا يمكن فهم أي نص لغوي إلا على نحو يقتضيه العقل

٢- إعجاز التنزيل الحكيم لا يكمن فقط في الأسلوب واللغة-الشكل- ولكن في صدق المحتوى على أرض الواقع-المضمون-

٣- التنزيل الحكيم خالٍ تماماً من الحشو ولذلك فكل كلماته ذات أهمية قصوى، سواء كانت الأهمية إخبارية أو تعليمية أو وعظية…

٤- المجتمع يشارك في صنع معنى الآيات من خلال تطوره المعرفي، لكن هذه التطورات مهما اتسعت فستبقى منسجمة مع النص الالهي ولن تخرج عن إطاره

٥- قوانين العقل تخضع للمستوى المعرفي، ولذلك فإن فهم النص اللغوي التابث للتنزيل الحكيم يخضع للصيرورة والسيرورة وهذا هو معنى ثبات النص وحركية المحتوى…الفهم النهائي للتنزيل الحكيم سيكون عند قيام الساعة…

٦- كلام الله الذي هو التنزيل الحكيم يفهم من خلال دراسة كلمات الله التي هي الوجود وقوانينه، وهذا الفهم خاضع للصيرورة والسيرورة ولذلك ففهمنا لكلام الله متطور غير ثابت، أما كلامه سبحانه فثابت نصّاً

٧- التنزيل الحكيم يحوي خاصيتين:

الوحي لا يناقض العقل

الوحي لا يناقض الواقع

٨- تقوم المعرفة الانسانية على مبدأ ان العلم يتبع المعلوم وأن المعلوم يأتي من خارج الانسان -العلم الالهي سابق على المعلوم ولا يدخل في نطاق المعرفة الإنسانية-…والتجريد الفكري هو أحد أسس المعرفة الإنسانية كاللغة والرياضيات

٩- تقوم المعرفة الإنسانية على مبدأ التقليم أي التمييز identification ثم التسطير أي التصنيف classification

١٠- مبدأ الكم والكيف هو النافذة التي يطل بها الإنسان على العالم الخارجي

١١- عناصر المعرفة الإنسانية بالعالم الموضوعي هي المادة والبعد والموقع والحركة

١٢- العالم الموضوعي في التنزيل الحكيم يقوم على جدلية الصراع بين البقاء والهلاك ومن هذه الجدلية نستنتج جدلية التناقضات وجدلية التأثير والتأثر وجدلية الأضداد

١٣- الحرية هي أساس الحياة الانسانية وهي القيمة العليا وفيها تكمن عبادية الناس لله، إذ لم يطلب منا تعالى العبودية له.

 

خامسا: أسس التشريع المعاصر

١- يضم التنزيل الحكيم بين دفتيه نبوة محمد كنبي ورسالته كرسول…بحيث نجد آيات النبوة التي تشرح نواميس الكون وأحداث التاريخ والرسالات السابقة… وفيها أجوبة على أسئلة فلسفية خاصة بالوجود والمعرفة…وهي تحتمل التصديق والتكذيب…أما آيات الرسالة التي تشرح الأحكام والأوامر والنواهي فهي تحتمل الطاعة والمعصية…بناء على ذلك فإن آيات النبوة هي الآيات المتشابهات التي تخضع لثبات النص وحركية المحتوى…أما آيات الرسالة فهي قسمان: قسم ثابت النص والمحتوى وهي الآيات المحكمات وقسم ثابت النص متحرك المحتوى هو تفصيل المحكم

٢- لا ناسخ أو منسوخ في التنزيل الحكيم

٣- التنزيل الحكيم يحوي نصوصا تاريخية وهي ليست نصوصا تشريعية كالقصص المحمدي وهي غير آيات الرسالة

٤- الإجتهاد لايكون إلا في تفصيل المحكم،. وهو صحيح بمقدار ما صدقه الواقع دون إيقاع الناس في الحرج

٥- الإجماع هو إجماع الناس الأحياء ولا علاقة له بالآيات المحكمات التي تحرم

٦- القياس هو مايقوم على البراهين المادية والادلة العلمية

٧- الله يحرم وينهى والمجتمع بواسطة السلطة يمنع وينهى ولا يحرم

٨- اجتهادات النبي هي اجتهادات إنسانية وليست وحياً…وهي من باب تنظيم الحلال لأن كل حرام مرفوض بالفطرة ولكن ليس كل حلال مقبول

٩- السنة سنتان: رسولية وهي ماتضمنته الرسالة الموحاة وتجب الطاعة فيها طاعة متصلة، وسنة نبوية هي بمثابة قوانين تنظيمية خاصة بمعاصريه

١٠- السنة النبوية هي أول اجتهاد بشري في عملية التفاعل مع الرسالة وقد اقتصرت على الأمر والنهي فقط، وهو ليس الإجتهاد الأخير في تنظيم الحلال

١١- الوحي الوحيد هو ماجاء في كتابه عز وجل وهو الوحيد المقدس باعتباره نصا إلهيا

١٢- الفقه هو اجتهاد انساني ظرفي تاريخي بحت

١٣- الأحكام تتغير بتغير النظام المعرفي

١٤- الرسالة الإلهية هي رسالة مجردة، وأي اجتهاد فيها يكون ضمن تفصيل المحكم كتشريع إنساني مدني، وبالتالي فإن الاختلاف في الرأي هو أمر يسمح بالتعددية ويؤسس لمبدأ الاختلاف…وهذا يجعل من مجالس الإفتاء مجالس خاصة بحقل الشعائر فقط دون أن تتعداه إلى التشريعات، بحيث تكون الأخيرة من مهام المجالس التشريعيه المنتخبة…