سنة و احدة هي سنّة الله
السّنَنَ : الطَّرِيقَةُ والمِثَالُ
سِرْ عَلَى سَنَنِكَ : عَلَى طَرِيقِكِ، عَلَى نَهْجِكَ، عَلَى وُجْهَتكَ
السّنَنَ من الطَّريقِ: نَهْجُهُ وجهَتُهُ
==> Un système, une façon de faire, une méthode
A-
1- ما هو جمع سنّة؟
جواب: سنن
2- ما دمت متأكّدا بأنّ سنّة نبيّنا هي الصحيحة
فإنّ الله سيهدينا حتما لها!! أليس كذالك؟
أم سيهدينا لسنّة أو سنن أخرى؟
الجواب في الغالب سيكون ==> سنّة نبيّنا
لنتدبّر هذه الآية الرّائعة
يُرِيدُ اللَّهُ
1- لِيُبَيِّنَ لَكُمْ
2- وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
3- وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 26)
هل يريد الله هدايتنا لسنّة نبيّنا محمّد أم لسنّة أخرى؟
يريد الله أن يهدينا لسنن الّذين من قبل نبيّنا الكريم
هل يريد أن يهدينا الله إلى سنن مختلفة عن سنّة نبينا العظيم أم إلى نفس السنّة؟
لا يمكن أن يهدينا الله إلى سنّة مخالفة لسنّة نبيّنا
ماذا تستنتج؟
المنطق يقول بأنّ سنّة نبيّنا العظيم هي نفسها سنّة الرّسل من قبله
و هي سنّة الله
أنا لا أنكر السنّة بتاتا بل أؤمن بها
أؤمن بسنّة نبيّنا محمّد
و سنّة رسلنا و أنبياءنا عيسى و موسى و إبراهيم
و كلّ الرّسل و الأنبياء
الّتي يريد الله أن يهدينا إليها
و التي هي سنة الله
سؤال
هل أنت متأكّد
بأنك تتبع سنة نبينا محمد؟
B-
إذا كانت هناك بالفعل سنّة لنبيّنا الكريم
فبالطّبع سيفرض الله له هذه السّنّة النبوية أليس كذلك؟
أم سيفرض له سنّة أخرى من غير السّنّة النبوية؟
الجواب سيكون في أغلب الأحيان
لقد فرض الله للرّسول السنّة النبويّة
ماذا يقول قرآننا العظيم؟
مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ
فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ
سُنّة الله
فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ
وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا
(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 38)
لقد فرض الله على نبيّه
سُنّته هو (سُنّة إلاهية)
و لم يفرض عليه
سنّة نبويّة
هذه السّنّة الإلاهية مفصّلة في القرآن
و في كتب الأنبياء الّذين خلوا من قبل
C-
مَا يُقَالُ لَكَ
إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ
إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ
(سورة : 41 - سورة فصلت, اية : 43)
1- ماذا يُقال للرسول الكريم؟
يقال للرسول الكريم ما قيل للرسل من قبله
2- هل أضافه الله شيئا من القول أكثر من الرّسل الّتي جاءت قبله؟
لا لم يضفه شيئا من القول
3- هل سنّة الرسول هي سنّة الرّسل من قبله؟
نعم لديهم سنّة واحدة
D-
سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا
وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا
(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 77)
لم يُحوّل الله سُنّته
سنّة الرُّسُل من قبل نبيّنا محمّد
هي نفسها سنّة نبيّنا الكريم
E-
اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ
فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ؟
فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا
وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا
(سورة : 35 - سورة فاطر, اية : 43)
1- هل تنظرون إلاّ سنة الأوّلين؟
هل تنتظرون إلاّ سنّة السلف الصالح؟
قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 14)
لا نستطيع العيش بدون سنّة السّلف الصالح (الأوّلين)
2- هل يمكن أن نجد سنّة من غير سنّة الله تعالى؟
الحقيقة حسب القرآن
لا يمكن أن نجد بدلا لسنّة الله
و لا يمكن أن نغيّر و نحوّل منها شيئا
سنّة الله واحدة لا تتبدّل و لا تتحوّل
و هي سنّة الرّسول محمّد
سنّة الرسل الّذين سبقوه
F-
سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ
وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا
(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 62)
لا يُبدّل الله سنّته
من الّذين خلوا من قبل إلى غاية يوم القيامة
G-
سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ
وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا
(سورة : 48 - سورة الفتح, اية : 23)
لا يُبدّل الله سنّته
من الّذين خلوا من قبل إلى غاية يوم القيامة
H-
مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ
سُنَّةَ اللَّهِ
فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ
وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا
(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 38)
I-
فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84)
فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا
سُنَّتَ اللَّهِ
الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ
وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)
(سورة : 40 - سورة غافر, اية : 84 - 85)
J-
صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً
وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ
(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 138)
بصيغة أخرى
ما هو جمع سنّة؟
الجواب: سنن.
وهنا يأتي السؤال الحاسم:
إذا كنت متأكدًا أن سنة نبينا محمد هي الصحيحة،
فهل سيهدينا الله إليها؟
أم سيهدينا إلى سنن أخرى؟
الجواب الصادم نجده في هذه الآية:
الرّائعة
يُرِيدُ اللَّهُ
1- لِيُبَيِّنَ لَكُمْ
2- وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
3- وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 26)
يُرِيدُ اللَّهُ
أن يَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
إذن الله لا يريد أن يهدينا إلى "سنة محمد"
بل إلى سنن الذين من قبله.
لنمرّ لتساؤل آخر
إذا كانت هناك بالفعل "سنّة نبوية" خاصة بنبينا الكريم،
أفلا يكون من الطبيعي أن يفرضها الله له؟
أم أن الله سيفرض عليه سنة أخرى غير سنته؟
الغالبية سيجيبون:
"أكيد الله فرض للرسول سنته النبوية".
لكن ماذا يقول قرآننا العظيم؟
مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ
فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ
سُنّة الله
فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ
وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا
(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 38)
القرآن واضح:
الله لم يفرض على نبيه "سنّة نبوية"،
بل فرض عليه سنّته هو
السنّة الإلهية،
المفصّلة في القرآن،
والتي هي نفسها سنة الذين خلوا من قبل.
إذن
سنة النبي الحقيقية = سنة الله،
وليست روايات نُسجت بعده بقرون.
لكن
هل يمكن أن تكون هذه السنن مختلفة أو متناقضة؟
طبعًا لا.
فالمنطق يقول:
سنة محمد هي نفسها سنة عيسى وموسى وإبراهيم،
وهي نفسها سنة كل الرسل،
وهي في النهاية
سنة الله.
والقرآن يؤكّد
مَا يُقَالُ لَكَ
إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ
........................
(سورة : 41 - سورة فصلت, اية : 43)
نفس القول منذالبداية
و إلى غاية النهاية
و القرآن يكرر هذه الحقيقة مرارًا و تكرارا:
سنة الله واحدة، لا تتبدّل ولا تتحوّل.
"سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا
وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا"
(الإسراء 77)
سنة الرسل قبل محمد = سنة محمد = سنة الله.
"فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ؟
فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا
وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا"
(فاطر 43)
سنة الأوّلين
ليست "سنة السلف الصالح" كما يزعمون
بل هي نفسها سنة الله التي لا تتغيّر.
"سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ
وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا"
(الأحزاب 62، الفتح 23)
لا تبديل ولا تغيير في سنة الله
من الماضي إلى يوم القيامة.
"سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي
قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ"
(غافر 85)
سنّة عامة ماضية في كل العباد
لا استثناء فيها.
وأخيرًا يختزلها القرآن ببلاغة مدهشة:
"صِبْغَةَ اللَّهِ
وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً"
(البقرة 138).
أي أن سنّة الله هي الصبغة
التي تلوّن وجودنا
والتي لا يمكن أن يعلو فوقها
بشر ولا رواية.
عبد ربه لا ينكر السنّة بتاتا بل أؤمن بها
أؤمن بسنّة نبيّنا محمّد
و سنّة كلّ الرّسل و الأنبياء
الّتي يريد الله أن يهدينا إليها
و التي هي سنة الله سبحانه
سؤال
هل هم حقا متأكّدون
بأنهم يتبعون سنة نبينا محمد؟