آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

مقام إبراهيم

وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا

واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى

 وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل

أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود

 125

وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا

وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر

قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير

126

 

وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل 

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم

 127

 البقرة.

 

فيه آيات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان آمنا

 آل عمران الاية 97

 

وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت

أن لا تشرك بي شيئا

وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود

الحج الاية26

 

(إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب

أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون 159

إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم 160

البقرة

أولا: تعريف مقام ابراهيم

1- منقول من صفحة الجزيرة عدد 6/9/2015

حَجَر رخو من نوع حجر الماء لونه بين البياض والسواد والصفرة

 وكان يقف عليه إبراهيم عليه السلام

حين ارتفع بناء الكعبة عن مستوى قامته.

وهو مربع الشكل وطوله حوالي نصف متر.

وكان مقام إبراهيم حجرا ملصقا بحائط الكعبة

إلى أيام عمر بن الخطاب

فأخره عن البيت توسعة على المصلين والطائفين

وكانت آثار قدميْ إبراهيم ظاهرة في الصخرة إلى أول الإسلام ثم انطمست بمرور الزمن.

ويشرع للطائف أن يصلي ركعتين خلف المقام بعد انتهاء الطواف

لقوله تعالى

"واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى".

 

 

2- هذا مقال أخذ من موقع الشيخ يوسف القرضاوي
قبل أن نُبدي الرأي في هذا الموضوع

نذكر كلمة تبين المراد بمقام إبراهيم:

أولاً

 روي أن إبراهيم عليه السلام قدم مكة فاستقبلته زوجة ابنه إسماعيل

وأرادت أن تصب له الماء ليغسل رأسه

فقدمت له حجرًا وضع عليه رجله اليمنى ومال إليها بشق رأسه فغسلته له

ثم حولت الحجر إلى الناحية الأخرى فوضع عليه رجله

ومال إليها بشق رأسه الآخر فغسلته له.

هذا الحجر هو الذي سمي فيما بعد

"مقام إبراهيم".

ثانيا

وروى آخرون أن إبراهيم عليه السلام

كان يبني الكعبة

وإسماعيل يناوله الحجارة

فلما ارتفع البناء عجز إبراهيم عن رفعها

فاتخذ حجرًا قام عليه ليتسنى له ذلك

واستمر في البناء...

وقالوا بعد تقرير هذه الرواية

إن هذا الحجر هو "مقام إبراهيم" وهو الذي اختاره أكثر العلماء...

ثالثا

قال ابن عباس

إن الحج كله مقام إبراهيم...

فالوقوف بعرفة مقام إبراهيم

ورمي الجمار مقام إبراهيم

والطواف والسعي وغير ذلك من المناسك

كلها مقامات إبراهيم..

وهو كلام طيب صادر عن ذهن مشرق، وفقه أصيل.

ومقامات إبراهيم عليه السلام

هي مواقفه التي أدى بها لله في وادي مكة حقه كاملا

إذ هاجر إليها بابنه

وإذ بني البيت لله بأمره

وإذ قدم ولده للذبح..

إلى آخر ما هو معروف من سيرته عليه السلام..

وهذا الحجر الذي وقف عليه إبراهيم عليه السلام

وهو يبني الكعبة أحد هذه المواقف

ويطلق عليه لذلك اسم "مقام إبراهيم".

وروى مسلم عن جابر أن رسول الله

لما رأى البيت استلم الركن

فرمل (رمل: هرول) ثلاثًا، ومشى أربعًا

ثم تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ

{وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}

فصلى ركعتين

(هما ركعتا الطواف).

قرأ فيهما

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون}.

وكان الحجر أول أمره ملتصقًا بجدار الكعبة

بحكم قيام إبراهيم عليه لبنائها

وظل كذلك أيام رسول الله  وأيام أبي بكر وطائفة من أيام عمر

فرأى عمر  أن الحجر يعوق الطواف بعض الشيء

وأنه لا يمكن الناس من جدار البيت

وأن الطائفين مع ذلك يشوشون أثناء طوافهم على الذين يصلون عنده ركعتي الطواف

فأمر عمر بنقله من مكانه إلى جهة الشرق حيث هو الآن.

(أي قبل نقله منذ سنوات)

(راجع الجزء الأول من تفسير ابن كثير). .

 

واليوم قد اتسع المطاف حول الكعبة

ودخل الحجر المذكور أو "مقام إبراهيم"

في المطاف مرة أخرى

وسيشوش الطائفون - بطبيعة الحال -

أثناء طوافهم على من يصلون عنده ركعتي الطواف

وكذلك سيعوق المقام طواف الطائفين بعض الشيء

وحينئذ نجد أنفسنا مضطرين إلى التفكير فيما فكر فيه عمر

هل ننقل المقام للضرورة كما نقله للضرورة؟

وهنا يذهب الورع بفريق منا فيقول

أين نحن من عمر؟

إن عمر فعل ما فعل

وصحابة رسول الله حوله يرون فعله

ويقرونه عليه

ولم يحفظ أن أحدًا منهم عارضه

فكان ذلك إجماعًا تلقته منهم الأمة بالرعاية

جيلا بعد جيل إلى اليوم

فلا يجوز لنا أن نغير وضعًا رضيه الصحابة لمقام إبراهيم وظل عليه

على رغم ما تعرض له البيت من أحداث جسام

فلم يمسسه أحد بتغيير إلى الآن..

 

 

الشكل الظاهري للحجر

على شكل مكعب طوله وعرضه 50 سنتيمتراً وارتفاعه 20 سنتيمتراً

ولونه بين الأبيض و االأسود ويميل إلى الأصفر والأحمر

ويوجد عليه أثر قدمين بعمق 10 سنتيمترات

ولم يتضح فيه أثر أصابع الأقدام. 

ويقع أمام باب الكعبة على بعد 10 11 مترا من ناحية شرق الكعبة

في الجزء المتجه إلى الصفا والمروة.

 

 

مدخل إلى الإشكالية

بعد هذا التعريف الموسع لمفهوم (مقام إبراهيم)

والذي لا دخل لي في صياغته أو كتابته

وهو المفهوم الذي يتفق عليه العرف والعامة من المسلمين.

بعد كل هذه الأقوال والمأثورات

سوف أدلي بدلوي وأتدخل بأسئلة واستفسارات علها تجلّي وجه الحقيقة

وتزيل الغشاوة عن العين المقدِّسة

فتحرك العقل الجامد الذي ألف السكون والاستكانة

 لتأويلات اجتهد فيها القدماء حسب فهمهم

 فأصابوا و أخطئوا

ثم من هذا الذي سيتجرأ ويخطّئهم

و نحن قد ألبسناهم ثوب القداسة لا لشيء

إلا أن الحظ جعلهم يعيشون في فترة النبوة

أو بعد تلك الفترة بقليل.

لقد أسن ماء الاجتهاد من كثرة ركوده

بل نضب معينه وجف نبعه من كثرة الاتكال

على اجتهاد موتى رشيت عظامهم وأصبحت رميما

رجال اجتهدوا لوقتهم ما شاء الله أن يكون ولم يدركوا أن آراءهم ستصبح مقدسة من بعدهم.

في الآية الأولى من سورة البقرة (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)

أمر الله المؤمنين باتخاذ مقام إبراهيم مصلى

والمؤمنون هم مجموعة من الناس

والمجموعة تبدأ من العدد ثلاثة إلى عدد لا محدود

فهل مقام إبراهيم (الحجر) سيسع كل هؤلاء الناس؟

 

في الآية

(فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا آل عمران 97)

وحسب التعريف السابق فإن المقام هو الحجر

فكيف سيدخل المؤمن الحجر ليأمن

بل كيف سيدخل الملايين تترى هناك؟

 

 

في تعريف ابن عباس ذكر

إن الحج كله مقام إبراهيم فالوقوف بعرفة مقام إبراهيم

ورمي الجمار مقام إبراهيم

والطواف والسعي وغير ذلك من المناسك كلها مقامات إبراهيم...

فحسب هذا التعريف هل أمرنا الله باتخاذ مقامات إبراهيم مصلى

أم أمرنا باتخاذ مقام إبراهيم مصلى؟

وهل قال (ومن دخله كان آمنا)

أم من دخلهم كان آمنا؟

إذا فاحتمال صحة تفسير ابن عباس هنا ضعيف جدا

ويخسر الرهان سريعا عند المحاججة.

تساءل الشيخ القرضاوي في آخر المقال أعلاه سؤالا منطقيا حين قال

هل ننقل المقام للضرورة كما نقله عمر للضرورة؟

طبعا هذا مستحيل فالإشكال الآن أصبح أكبر مما كان عليه أيام عمر

لأن عدد الحجاج أضعاف أضعافهم في فجر الإسلام

ونقل (المقام) من مكانه سيصبح لعبة مع مرور الزمان.

في الآية (أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)

يبدو من خلال الآية أن الله أمر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام

بتطهير البيت استعدادا لموسم الحج

أي أن هناك أصلا زوار يحجون المكان للطواف والعبادة

لكن البيت قد تدنس بشيء ما

والدنس هنا ليس بالوسخ ولا الأزبال ولا الغائط

لأن المكان هو أصلا مقدس بالنسبة لحجاجه

ولن يحتاجوا إلى غريب (إبراهيم) لتطهيره...

إذا فالقصد بالدنس هنا هو الأوثان

فهل هناك أوثان بالمكان؟

هنا سنذهب إلى الآية

(وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل)

والمعني بالعمل والفعل هنا شخصان هما إبراهيم وابنه وليس إبراهيم فقط.

هل القواعد هنا هي أسس البيت كما جاء في التفاسير؟

إذا كان كذلك فلماذا يخبرنا الله بكلمة ( القواعد من البيت)

ولم يقل (قواعد البيت)

أي أنه أزال شيئا من البيت ولم يضفه إلى البيت

وهل القواعد بمعنى الأسس ترفع أم توضع؟

فالعرف هو أن الأسوار تقام وتُرفع في البناء

والأسس (القواعد) توضع لتبنى عليها الأسوار.

....................