هل العين حق فعلا؟

- لو كانت العين فعالة

لتأثّر بها المشاهير على منصّة أنستاغرام

حيت تتابعهم الملايين من الأعين 

و لما بقيت إسرائيل على قيد الوجود

من كثرة حسادها

 و لا الولايات المتحدة الأمريكية

و لأفلست كبريات الشركات العالمية

و أفلس معها أصحابها ذوي الملايير

 لما بقي رجل أعمال ناجح واحد

لتحطّمت السيارات ومحلات المجوهرات و القصور الجميلة

- العين عبارة عن ردّة فعل

a- الفاشلين و البؤساء

 للحفاظ على راحتهم النفسية من الإنهيار

بسبب ضعفهم و عدم تحمّل مسؤولياتهم كاملة

بعد أن أصابتهم مصيبة بأيديهم

(بطريقة مباشرة أو غير مباشرة) 

b- و الخائفين من فقدان الرزق

- بتأثّرهم و عدم إمتلاكهم الثّقة الكافية في النّفس

 للتغلّب على هذا الثقل التراثي (الموروث)

1-

إن كنت تظن  أن مشاكلك كلها

سببها أحد غيرك

فتأكد أن "غيرك" هذا لو مات واختفى من على وجه الأرض

ستزداد مشاكلك ولن تقل

وستبحث عن "شخص" آخر لتلومه. . .

2-

وإن كنت تظن أنك فشلت وأصابتك المصائب

بسبب حسد الناس لك

فتأكد أنك لو هاجرت إلى تركمانستان

حيث لا يعرفك أحد

فلن تفارقك المصائب أبداً..

وأيضا ستقول

أكيد جاري اسماعيل شكارتانوف وزوجته جليلة مازندانوف

"ضربوني" بالعين. . .

3-

وإن كنت تظن أن الله سينزل ملائكته من السماء

خصيصاً لحل مشاكلك وتدمير أعدائك

لكونك رجل طيب تقي نقي صالح تدعوه ليل نهار

فأنت تحتاج إلى بحث عميق داخلك

فربما يكون غرورك الشديد

ونرجسيتك هما سبب مشاكلك

وانتصار أعدائك عليك. . .

Hassan Hagrouf 

العين

ذلك الشعاع الغير المرئي 

الذي يخرج من العين

فلا تستطيع رصده

أعيننا

ولا

أحدث المعدات المصنوعة من طرف (الكفار).

تُعدّ العين

من أهمّ أسباب تخلّف مجتمعاتنا العربية

فكلّ من لم ينجح في تحقيق أهدافه

ينسب ذلك الإخفاق لها

أو للمؤامرة

ليحافظ على توازن نرجسيته

و ليريح ضميره من شقاء البحث و الفهم 

عن الاسباب الحقيقية

لفشله.

1- أحاديث العين

الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : العجلوني | المصدر : كشف الخفاء

الصفحة أو الرقم: 1/187 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات

التخريج

- أخرجه البزار كما في ((كشف الأستار)) (3/ 404)

- والطيالسي في ((مسنده)) (3/ 317)

- والطحاوي في ((مشكل الآثار)) (7/ 338). مع اختلاف يسير في اللفظ.

لم يذكره اهمّ المحدّثين الفارسيين

2- الآيات الّتي يتشبّثون بها لتبرير العين

A- يزلقونك بأبصارهم

وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا

لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ

لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ

وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ

(سورة : 68 - سورة القلم, اية : 51)

لم تُذكر العين في هذه الآية

لا من قريب و لا من بعيد

ينظر الكافرون إلى نبيّا الكريم

نظرة حادّة كلها إشمئزاز

نظرة المستكبر المتعال

عندما يسمعون الذّكر

و يتهمونه بالجنون

(نظر بالأبصار و ليس بالأعين)

B- يدّعون بدون دليل أنّ النبيّ يعقوب

أمر أبناءه بعدم الدّخول من باب واحدة خوفا من العين

وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ

وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ

وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ 

إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ

عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67)

وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ

مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ

مِنْ شَيْءٍ

إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا

وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ

وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68)

(سورة : 12 - سورة يوسف, اية : 67 - 68)

لاحظوا معي عدم قدرة أصحاب الاختصاص (المجتهدون في النقل)

على التساؤل أو التدبّر

في الآية 67

A- 

وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ

وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ

لم تكن المرّة الأولى الّتي ذهبوا فيها لمصر 

لماذا لم يأمرهم أبوهم في المرّة الّتي قبلها

بالتفرّق و عدم الدّخول من باب واحدة 

B-

وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ 

إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ

لم يقل لهم النبيّ يعقوب عليه السلام

وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ أعين الناس مِنْ شَيْءٍ 

فالحكم للّه و ليس للعين 

يجب أن يتوكّل الناس على الله

بدون خوف من العين

أو ما شابه ذلك

من الإفتراءات على نبيّنا و القرآن

في الآية 68

C-

مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ

مِنْ شَيْءٍ

لا يستطيع النبيّ يعقوب

أن يغني عنهم من الله من شيء

لأن الحكم لله وحده

دخولهم من أبواب متفرّقة

لا يغني عنهم من الله من شيء

و لو ضربتهم ألف عين

D-

لا شيء على الإطلاق

==>   (لا العين و لا السحر و لا الشعوذة)

يمكن أن يدفع قَدَر الله بقوانينه

الّتي كتبها لنا (و ليس علينا)

C- تصحيح معتقد خاطئ

كلّ من لا يقول: ما شاء الله لا قوّة إلا بالله

تصيبه العين

وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ

قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ

إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39)

فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ

وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40)

أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41)

وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ

فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ

عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا

وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا

وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42)

(سورة : 18 - سورة الكهف, اية : 39 - 42)  

حسب أصحاب الإختصاص

من لم يقل ما شاء الله و لا قوة الا بالله

فإنّه يُصيب نفسه بالعين

==> يَخرج شعاع غير مرئي من عينه

يُحطّم و يخرّب الخيرات التي يَنْعَم بها.

لكن الحقيقة هي أن صديق صاحب الجنّة

نصحه بالعبارة القرآنية التالية

لَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ

 قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ؟؟؟؟

==>

لِما لا تقول مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ

عندما تدخل حديقتك ؟؟؟؟

هذا يعني أنه أصيب بالغرور و التكبّر و النرجسية EGO

لقد أشرك هواه مع الله !!!!!!

لم يعتمد على الله و لم يثق به

و وثق بنفسه أكثر من الله

النرجسية تعمي الأعين

فيتوقف صاحبها عن التكوين المستمرّ لنفسه

بالعلم و العمل و المثابرة.

وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ

فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ

عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا

وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا

فَقَدَ محصوله

و تحسّر و تأسّف

على ما أنفق من مال و جهد

عليه

وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا

و ندم على الشرك الذي وقع به.

أكبر خطإ يمكن أن يقع فيه الإنسان

هو التوقّف عن التكوين المستمرّ للنفس !!!!!!

الإستمرارية في العلم في جميع الميادين 

تؤمّن و ترقّي النفس و الروح !!!!!!

نقول العبارة القرآنية

مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ

إقتناعا بقدرة الله

و ليس من أجل تفادي المصائب بفعل العين

في النقطة الموالية سنكتشف بأنّ

المصيبة التي أصابت صاحب الجنّة

وقعت بسبب ما قدّمت يده

و ليس بسبب العين

  3- ترتيل القرآن يفضح أكذوبة العين

A- يأمر الله النبيّ بالتحدّث بكلّ النعم الّتي أنعمها الله عليه

 وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ

(سورة : 93 - سورة الضحى, اية : 11)

يخاطب الله سبحانه و تعالى نبيّنا ذي الخلق العظيم قائلا

حدّث بنعم ربّك 

لم يقل له خبّأ نِعمة ربّك على الناس

كي لا تصيبك العين

B- يأتي الشرّ من الحسد و ليس من العين 

1-

وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ

(سورة : 113 - سورة الفلق, اية : 5)

من شر حاسد اذا حسد

وليس

من عين حاسد اذا حسد

قتل إبن آدم أخاه حسدا 

إخوة يوسف القوه فى الجب حسدا

عندما تتم ترجمة هذا الحسد إلى فعل

يصبح شرّا

ترجمة هذا الحسد إلى فعل هو ما نسهيه العين

ولذلك قال تعالى

2-

إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ

وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا

وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا

لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا

إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 120)

لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا

و ليس لا تضرّكم أعينهم شيئا

التقوى (الاحتماء بالمواعظ الإلاهية في القرآن)

مع الصبر

يحول دون الإصابة بكيد الأعداء

3-

 أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ

عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ

فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ

وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 54)

يَحْسُدُونَ النَّاسَ و لا يضربونهم بالعين

C- تصيب المصيبة الإنسان

بما كسب يديه

و ليس بالعين

وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ

فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ

وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ

(سورة : 42 - سورة الشورى, اية : 30)

الناس مسؤولون عن المصائب الّتي تصيبهم

لا علاقة للعين بالموضوع لا من قريب و لا من بعيد

مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ

وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ

فَمِنْ نَفْسِكَ

وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 79)

كلّ شخص مسؤول

عن أيّ شيء سيّء يقع له

فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ

وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا

وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ

بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ

فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ

(سورة : 42 - سورة الشورى, اية : 48)

وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا

وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ

بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ

إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ

(سورة : 30 - سورة الروم, اية : 36)

تصيب السيّئة الشّخص نتيجة أفعالة هو

و ليس نتيجة العيم أو القدر المحتّم عليه

وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ

بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ

فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا

فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

(سورة : 28 - سورة القصص, اية : 47)

فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ

بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ

ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 62)

المصيبة تصيب من يبحث عنها

و ليس من إختار الله أن تصيبه 

وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ

وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 195)

لا يمكن أن نلقي أنفسنا إلى التهلكة 

ثم نشتكي بعد ذلك من أعين الناس

خاتمة

 المجتمعات المقهورة و المتخلّفة و العاجزة

تنسب تخلّفها و عدم قدرتها على مواكبة التقدّم

في جميع المجالات

للعين و الحسد و السّحر ونظرية المؤامرة

بينما

المجتمعات المتقدّمة

تعترف بأخطائها

و تحاول إيجاد حلول لتجاوزها

تماما كما فعلت اليابان 

مبائرة بعد إنهزامها في الحرب العالمية الثانية