مطمئنة
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿27﴾
ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ﴿28﴾
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿29﴾
وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴿30﴾
1- النفس المطمئنّة
هذه الآية كثيرا ما نجدها منحوتة على قبور "المتأسلمين الذيم لا يتدبّرون بكتابهم"
يزكّون بها موتاهم
والحال أنّها ذمّ لهم لو كانوا يفقهون القرآن
النّفس المطمئنة
هي التي اطمأنت بالحياة الدنيا
( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا
وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَاطْمَأَنُّوا بِهَا
وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ )
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً
كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً
يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ
فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ
فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ
بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)
هذه القرية مطمئنّة بالحياة الدنيا
وكفرت بأنعم الله فجاءها العقاب
الإسراء - الآية 95
(قُل لَّوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ
مُطْمَئِنِّينَ
لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَّسُولًا)
لماذا سينزل عليهم ملك رسول
إذا كانوا مطمئنين مرتاحي البال؟؟؟؟؟
يعني لو كان في الأرض ملائكة يعيشون فوقها
واطمأنوا بالحياة الدنيا
مثل ما أنتم عليه
لأرسلنا لهم ملكا منهم رسولا يهديهم سبيل الرّشد
ولا نبعث لهم بشرا يهديهم
فلكلّ جنس نبعث فيهم رسولا منهم
من ذلك الجنس .
فالنفس المطمئنة هي نفس مذمومة في القرآن
هي نفس ضالّة
وهي نفس تريد حرث الدّنيا
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿27﴾
ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ﴿28﴾
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿29﴾
وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴿30﴾
يدعو الله النفس المطمئنة
للرّجوع إليه عن رضاء منها
" لا إكراه في الدّين"
فتجد ما يرضيها في هذا الدّين من نعم ربّها
وتكون من عباده الصّالحين في الدنيا
ويكون جزاؤها دخول الجنة .
2- إطمأنان القلوب
جاء الإطمأنان محمودا للقلوب فقط
(الَّذِينَ آمَنُوا
وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ
أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
(قَالُوا نُرِيدُ أَن
نَّأْكُلَ مِنْهَا
وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا
وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا
وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ)
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ
رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ
قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن
قَالَ بَلَىٰ
وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)
فإطمأنان القلوب هو الإقتناع
فالذين تطمئّن قلوبهم بذكر الله
هم الّذين دخلوا هذا الدّين عن قناعة
وبعد تدبّر تحاليل يقبلها العقل السّليم
وتلك هي ملّة إبراهيم اللّتي حثّنا الخالق على اتّباعها.
Faouzi Chekir