آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

أسوة حسنة

ليس كما تخيّلتم!"

"الأسوة… شيء آخر تمامًا!"

 

معنى الأسوة الحسنة

كما لم تسمعه من قبل!

 

من شوّه معنى الأسوة الحسنة

ولماذا؟

 

 

#الأسوة_الحسنة
#تدبر_القرآن
#رسول_الله
#القرآن_الكريم
#التوحيد
#القلب_السليم
#الاسلام_الاصيل
#تصحيح_المفاهيم
#ترتيل_القرآن
#معاني_غابت
#أهل_الذكر
#التدبر
#الوعي_الديني
#القرآن_هو_المرجع
#حلقات_فكرية

 

 

علمانية الرسول

 

 

أحيانًا

نقرأ آيةَََ مرّات ومرّات

لكن معناها الحقيقي

يظلّ واقفًا خلف الباب

ينتظر منّا أن نطرقه بصدق.
ومن بين أكثر الآيات التي رُدّدت بلا تدبّر عميق:
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾.

فهل تعني أن نُقلّد الرسول عليه السلام

في كل حركة؟
أم تدعونا إلى شيء أعمق

شيء يهُزّ جذور الفهم التقليدي؟
 

كيف يكون الرسول الحبيب عليه السلام قدوة؟

 

في هذه الحلقة

سنفتح هذا الباب بهدوء

ونضع أيدينا على المعنى الذي غاب لقرون.
 

استعدّوا

فَرحلتنا المقبلة

ليست بالعادية.

 

 

 

أهلاً بكم أحبّتي…
سعيدٌ بأن نكمل معًا هذا الطريق من التدبّر

طريقٌ نحاول فيه

الاقتراب من حقيقة القرآن دون ضجيج

وبكل احترام لمشاعر الجميع.

هذا المحتوى وليد جهد وسهر

لا تجعلوه يمرّ بصمت.

كلمة منكم أو إشارة بسيطة بـ 'اللايك'

تمنحني طاقة الاستمرار

وتؤكد أن الأثر قد وصل.

 

 

قبل أن نصل إلى الآية المشهورة:
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
لا بدّ أن نعود خطوة إلى الوراء

إلى الآيات التي سبقتها مباشرة.
لأن الصورة كما تعلمون

لا تكتمل إلا بالسياق

والسياق هنا مفاجئ.

الآيات تبدأ بوصف دقيق لفئة معيّنة:

قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ

1-

الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ

2-

وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا

3-

وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18)

4-

أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ

5-

أ- فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ

==> رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ

تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ

ب- فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ

==> سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ

==> أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا

فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ

وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19)

6-

يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا

وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ

يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ

7-

وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ ==> مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20)

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ

أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ

1- كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ

2- وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا

(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 18 - 21)  

ملاحظات

1-

نحن أمام سياق حرب

أمام فئة تضعُف عند الشدّة

وتشتدّ عند الأمان.

 

وبعد هذا الوصف القاسي والدقيق

للذين لم يؤمنوا

تأتي الآية التي تمّ استعمالها عبر القرون

لتبرير كل أشكال التقليد:

﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ

 

أدعوكم لمشاهدة حلقة
"الذين آمنوا… المؤمنون… الإيمان

كلمات حُرّف معناها"

 "الذين لم يؤمنوا"
لا تعني الكفر العقائدي كما اعتدنا،
بل تعني ببساطة:
غير الجديرين بالثقة.

 

لكن…
انتبهوا إلى أمرين مهمّين جدًا:

لم يقل لنا  الله

في رسول الله سُنّة حسنة

بل

 في رسول الله أسوة حسنة

والأسوة تختلف جذريًا عن السنّة.

 

لم يقل لنا  الله

في نبيّ الله أسوة حسنة

بل

 في رسول الله أسوة حسنة

وتغيير اللقب هنا… ليس صدفة.

 

كل كلمة هنا في مكانها

وكل لقب يحمل معنى.

وسنكشف هذا المعنى

خطوة بخطوة.

استمرّوا معي

لأن ما سيأتي بعد قليل

سيُغيّر طريقة فهمكم

لهذه الآية تمامًا.

 

محاولة تدبّر الآية

حين نعود إلى الآيات البينات الواضحات

التي سبقت آية الأسوة الحسنة

نجد أن الله تعالى قدّم لنا وصفًا تفصيليًا

لفئة لم تؤمن حقًّا!!!!!

فئة غير جديرة بالثقة

تتراجع عند الشدّة

وتتكلم كثيرًا عند الأمان.

وهذا الوصف الإلهي

جاء في سبع لقطات واضحة:

 

1-

الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ

يتسببون في المشاكل

 ولا يتحمّلون المسؤولية.

2-

وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا

دعوة للتفرقة و زرع البلبلة

3-

وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا

التهرّب من المسؤولية

مشاركة رمزية بلا روح ولا التزام.

4-

أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ

بخلٌ في العطاء، في الدعم

وفي الوقوف إلى جانب الجماعة.

5-

أ- فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ

==> رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ

تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ

إِذَا جَاءَ الْخَوْفُ

يظهر الهلع الشديد في أعينهم و تصرفاتهم

ب- فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ

==> سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ

وفي لحظة زوال الخوف:
جرأة كلامية

لا تُساوي شيئًا أمام الفعل.

6-

يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا

وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ

يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ

ينتظرون الورقة الرابحة

ليقفوا معها لاحقًا.

7-

وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ ==> مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا

جبناء

جسد حاضر وقلب غائب.

 

 

بعد هذا التشخيص العميق لنفسية

“الذين لم يؤمنوا”

أي

الغير الجديرين بالثقة

و الذين لا يُؤمِّنُون الأوضاع،

تأتي الموعظة الإلهية المباشرة

لهم:

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ

أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ

1- كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ

2- وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا

وكأن الله يقول لهم:
إذا أردتم مثالًا

للثبات، للشجاعة، للإخلاص

وللعمل الحقيقي عند الشدّة…
فانظروا إلى الرسول عليه السلام

في زمن الحرب.

لقد كان لكم في الرسول عليه السلام
أسوة حسنة في تصرّفاته

إبّان الحرب،
لا في تفاصيل حياته الشخصية،
بل في قِيَمِه

وقيادة الموقف عند الخطر.

إنها أسوة حرب

لا سنّة حياة.

إتخذوه قدوة لكم في الحرب.

 

حتى لو تغاضينا عن موضوع الحرب

الواضح جدا في السياق

سنصل إلى النتيجة نفسها

لاحظوا معي

1-

سؤال

هل تكون الأسوة الحسنة

في رسولنا الكريم 

بذكر سنّته أم بذكر الله كثيرا ؟

جواب

تكون الأسوة الحسنة

في رسولنا الكريم

بذكر الله كثيرا 

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ

أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ

لِمَنْ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا

2-

سؤال

كيف نذكر الله كثيرا؟

جواب

نذكر الله كثيرا

بإتباع كل أسمائه الحسنى

المتواجدة بالقرآن الكريم

3-

سؤال

كيف تتأتّى الأسوة الحسنة

في الرسول إذن؟

جواب

تكمن الأسوة الحسنة

 في رسولنا الكريم
ليس في تقليد تفاصيل حياته
بل في ذكر الله كثيرًا!!!!
وفي تدبّر القرآن!!!!

ثم إقامته

بتفعيل المواعظ الإلاهية على أرض الواقع

كما أقامها هو عليه السلام!!!!

فالأسوة ليست شكلاً

بل منهجًا!!!!

وهذه نماذج من أسوة الرسول الحبيب

كما يعرضها القرآن نفسه:

1- ﺇﻋﺪﻟﻮﺍ  

2- ﻭﻻ ﺗﻌﺘﺪﻭﺍ

3- ﻭﻻ ﺗﻌﺜﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻔﺴﺪﻳﻦ 

4- ﻭﻻ ﺗﻠﺒﺴﻮﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ

5- ﻭﻻ ﺗﻘﻒ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ  

6- ﻭﻻ ﺗﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺮﺣﺎ 

7- ﻭﻻ ﺗﺼﻐﺮ ﺧﺪﻙ ﻟﻠﻨﺎﺱ  

8- ﻭﺍﺧﻔﺾ ﺟﻨﺎﺣﻚ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ

9- ﻭﺍﻏﻀﺾ ﻣﻦ ﺻﻮﺗﻚ  

10- ﻭﺃﻗﺼﺪ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﻚ  

11- ﻭﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻦ 

 12- ﺧﺬ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ

13- ﺇﺩﻓﻊ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺣﺴﻦ  

14- ﺃﺩﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺭﺑﻚ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ 

15- ﻻ ﺗﺒﻄﻠﻮﺍ ﺻﺪﻗﺎﺗﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﻦ ﻭﺍﻷﺫﻯ

16- ﻭﻻ ﺗﺄﻛﻠﻮﺍ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ

17- ﻭﻻ ﺗﻨﺎﺑﺰﻭﺍ ﺑﺎﻻﻟﻘﺎﺏ 

18- ﻻ ﻳﺴﺨﺮ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ

19- ﻭﻻ ﻳﻐﺘﺐ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﻌﻀﺎ  

20- ﻭﻻ ﺗﺠﺴﺴﻮﺍ  

21- ﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻦ

22- ﺍﺩﺧﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻛﺎﻓﺔ

23- ﻭﺍﺫﺍ ﺣﻴﻴﺘﻢ ﺑﺘﺤﻴﺔ ﻓﺤﻴﻮﺍ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﻣﻨﻬﺎ

24- ﻭﺑﺎﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺣﺴﺎﻧﺎ 

25- ﻭﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻰ

26- ﻭﺍﻃﻌﻤﻮﺍ ﺍﻟﺒﺎﺋﺲ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ

27- ﻭﻻ ﺗﺘﺒﺪﻟﻮﺍ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ ﺑﺎﻟﻄﻴﺐ  

28- ﻭﺁﺗﻮﺍ ﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻰ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ 

29- ﺃﻧﻔﻘﻮﺍ ﻣﻤﺎ ﺭﺯﻗﻨﺎﻛﻢ 

30- ﻭﻗﻮﻟﻮﺍ ﻗﻮﻻ ﺳﺪﻳﺪﺍ

31- ﻭﻗﻮﻟﻮﺍ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﺴﻨﺎ  

32- ﻭﺗﻌﺎﻭﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ 

33- ﻭﻻ ﺗﻌﺎﻭﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺛﻢ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ

34- ﺍﺣﻔﻈﻮﺍ ﺃﻳﻤﺎﻧﻜﻢ  

35- ﻭﺃﻭﻓﻮﺍ ﺑﻌﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺫﺍ ﻋﺎﻫﺪﺗﻢ 

36- ﻭﺃﻭﻓﻮﺍ ﺍﻟﻜﻴﻞ ﺍﺫﺍ ﻛﻠﺘﻢ

37- ﻭﺯﻧﻮﺍ ﺑﺎﻟﻘﺴﻄﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ 

38- ﻛﻮﻧﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ

39- ﺍﻭﻓﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺩ

40- ﻛﻮﻧﻮﺍ ﻗﻮﺍﻣﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ

41- ‏ﻭﺃﻗﻴﻤﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺁﺗﻮﺍ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ‏

42- ‏ﻭﻻ ﺗﻘﺮﺑﻮﺍ ﺍﻟﺰﻧﺎ ‏ 

43-‏ ﻭﻻ ﺗﻘﺮﺑﻮﺍ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﻣﺎﻇﻬﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺑﻄﻦ

44- ‏ﻭﻻ ﺗﺄﻛﻠﻮﺍ ﺍﻟﺮﺑﺎ‏   

45- ﺗﺪﺑﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ‏( ﻟﻴﺪﺑﺮﻭﺍ ﺁﻳﺎﺗﻪ ‏)  

46- ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ‏( ﻭﻗﻞ ﺭﺏ ﺯﺩﻧﻲ ﻋﻠﻤﺎ)

هذه النقطة منقولة عن الباحث اخلاص توفيق بتصرّف كبير

 

 

القرآن يوسّع دائرة القدوة

ويذكّرنا أن الأسوة الحسنة

ليست حكرًا على رسولنا الحبيب محمّد وحده!!!!

فلنا أسوة حسنة

في رسول الله إبراهيم

والذين معه أيضًا!!!!

وهنا تظهر الحقيقة التي غابت طويلًا:
الأسوة الحسنة

ليست تقليدًا للحركات والسكنات
لا في طريقة الأكل، ولا الشرب

ولا النوم، ولا اللباس

ولا تفاصيل الحياة اليومية!!!!
بل هي أعظم وأعمق من ذلك بكثير.

الأسوة الحقيقية

هي في التبرّؤ من الشرك بالله
وفي الثبات على التوحيد

كما فعل النبيّ إبراهيم والذين معه!!!!

يقول الله تعالى:

 قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ

فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ

إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ

1- إِنَّا بُرَآءُ

a- مِنْكُمْ

b-  وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

2- كَفَرْنَا بِكُمْ

3- وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ

أَبَدًا

حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ

إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ

وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ

رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)

رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5)

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ

أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ

لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ

وَمَنْ يَتَوَلَّ

فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6)

(سورة : 60 - سورة الممتحنة, اية : 4 - 6)

الآيات واضحة:

الأسوة الحسنة

في نبينا إبراهيم

والذين معه أيضا!!!!!!!!

و ليس فقط في نبينا محمد

أسوة حسنة في المواقف

لا الطقوس.
أسوة حسنة 
في التوحيد

لا في التفاصيل الحياتية.
أسوة حسنة في الثبات على الحق

لا في تقليد الشكل.

وهذا هو المعنى الذي آن الأوان

ليعود إلى الواجهة.

 

 

نجد أسوة الرسول الحقيقية في القرآن
ذلك الكنز العظيم

الذي رفع من قدره وكرّم شخصه،
وقدم لنا نموذجًا نبيلًا

في العدل، والرحمة، والحكمة

والثبات على التوحيد.

 

وفي المقابل
نجد في بعض الروايات المنسوبة إليه
صورةً مشوّهة لا تليق به
ولا تنسجم مع قيم القرآن
ولا مع صورة الرسول الحبيب عليه السلام
الذي يصفه الله بأنه رؤوف رحيم.

والسؤال الذي يجب أن نطرحه بصدق:

هل يمكن أن تكون هذه الأفعال

المنسوبة إليه ظلمًا

هي الأسوة الحسنة؟
وهل يليق بنبيّ الله

أن تُنسب إليه أمور

تُخالف العقل والقرآن والمروءة؟

إن كثيرًا من الروايات المتداولة

  والتي شاع اعتمادها كأسوة

تتضمن:

1-

ترك جسد النبيّ

ثلاثة أيام حتى انتفخ

2-

تربية 4 أضافر في الشعر

3-

تغطية الشعر بالحجاب

حماية من الشّمس و الرّمل 

4-

أن تفلي إمرأة الرأس من القمل

5-

عدم تعلم القراءة و الكتابة

6-

العيش على الأسودين

التّمر و الماء لمدّة شهر 

7-

مباشرة الزوجة الحائض وراء إزار 

8-

تقبيل الزوجة و مصّ لسانها

و هي صائم 

9-

السبّ و اللعن عند الغضب 

10- 

لعق الأصابع الثلاث أثناء الأكل

11-

الاستنجاء و مسح الدبر بثلاثة أحجار

ثم الأكل دون لمس الماء

12-

عدم السلام على اليهود و النصارى

ودفعهم إلى أضيق الطرق

13-

ضرب الابن الأعسر

لأنه يستخدم يده اليسرى

لإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله

 

إلخ من الأكاذيب على نبيّنا

 

لنعد الآن إلى العبارة القرآنية نفسها
التي بُني عليها كلّ هذا المفهوم:

 

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ

لِمَنْ

1- كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ

2- وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا

(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 21)

لاحظوا الشرط القرآني:

الأسوة الحسنة ليست للجميع

بل

1- لمن يرجو الله واليوم الآخر
2- ولمن يذكر الله كثيرًا.

ثم نسأل سؤالًا بسيطًا وعميقًا:

كيف نرجو الله واليوم الآخر؟

الجواب يأتي من آية أخرى واضحة محكمة:

يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88)

إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ

بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)

(سورة : 26 - سورة الشعراء, اية : 88 - 89)  

إذن:

الرجاء الحقيقي لله واليوم الآخر

يساوي قلب سليم.

وبالتالي:

الأسوة الحسنة لا تكون في المظاهر
بل في القلب السليم.

الأسوة ليست في طول اللحية،
ولا في قِصَر الثوب،
ولا في شكل اللباس،
ولا في تقليد العادات اليومية

للرسول الحبيب عليه السلام.

علاقتنا بالله تبدأ من الداخل

لا من الخارج.

وهنا تكتمل الصورة:

الأسوة الحسنة = القلب السليم
لا الشكل السليم.

وهذا هو الفرق بين الرسالة والمظهر.
بين جوهر الدين وقشوره.

 

 

 

وهكذا

 نصل إلى نهاية هذا الطريق

في البحث عن المعنى الأقرب للأسوة الحسنة.
ليس في التفاصيل الصغيرة

بل في الوجهة الكبرى.
ليس في المظاهر

بل في القلب الّذي يعرف طريقه إلى الله.

لكن رحلتنا مع المفاهيم القرآنية لم تنتهِ بعد.
سؤال غاب معناه الحقيقي لقرون:

من هم أهل الذكر الحقيقيون؟

هذا هو موضوع حلقتنا المقبلة…
حلقة ستكشف لكم الكثير من القرآن

كما عودتكم دائما.

 

إلى الملتقى.

دمتم بخير

السلام عليكم