آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

أهل الكهف

أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ

كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا!!!!!! (9)

إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ

فَقَالُوا: رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)

فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)

ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)

نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)

وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا

فَقَالُوا: رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)

هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)

وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ

فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16)

وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ

ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)

وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ

لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)

وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ

قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ

قَالُوا: رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)

إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)

وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا

إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ

فَقَالُوا: ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ

قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ: لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)

سَيَقُولُونَ: ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ

وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ

وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ

قُلْ: رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ

فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22)

وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ

وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ

وَقُلْ: عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)

وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)

قُلِ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) )

(سورة : 18 - سورة الكهف, اية : 9 - 26)

أصحاب الكهف لم يناموا بدليل القرآن (منقول)

أولا

لم يرد لفظ (النوم ومشتقاته ) في قصة أصحاب الكهف .

ثانيا

لقد كانوا دعاة قاموا بثورة على التقاليد الوثنية

فهل جزائهم أن يناموا أم ليبلغوا البشرية (دعوتهم ) ؟

قال تعالى

وربطنا على قلوبهم

إذ قاموا

فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها

لقد قلنا إذا شططا

[الكهف : 14]

فالآية تقول (قاموا ) ولم تقل (ناموا )

والقيام هو نهضة فكرية

كانت ترفع شعارا واضحا هو قولهم (لن ندعو من دونه إلها) .

كانوا يحتجون على الناس وعلى قومهم بهذه الفكرة

هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه الهة

لولا يأتون عليهم بسلطان بين

فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا

[الكهف : 15]

أي أنهم كانوا يتهمون قومهم بالكذب

وأنهم كانوا ينشرون فكرهم

ويوضحون للناس الانحراف و الكذب .

ثالثا

 أنهم كانوا يدعون الله تعالى أن يهديهم (آتنا من لدنك رحمة)

لا أن يُنَيِّمهم

وأن يرشدهم الى طريقة يبلغون بها دعوتهم

(وهيئ لنا من أمرنا رشدا)

لا أن يظلوا نائمين 300 سنة ويزدادون تسعا

دون أن يقدموا للبشرية شيئا

أو أن تطوى دعوتهم وتختصر لتتحول الى قصة لتسلية الاطفال

قال تعالى

إذ أوى الفتية إلى الكهف

فقالوا ربنا اتنا من لدنك رحمة

وهيئ لنا من أمرنا رشدا

[الكهف : 10]

رابعا

إن اعتزالهم للناس الذين كانوا يعبدون الأوثان (أي الرومان )

الذين كانوا يحتلون فلسطين

وكان اليهود من أعوان السلطة أو من الساكتين خوفا من بطشهم

هذا الإعتزال كان نواة لتكوين أمة تسكن الكهوف

وتتعبد بعيدا عن حزب السلطة وحزب اليهود

قال تعالى

وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله

فأووا إلى الكهف

ينشر لكم ربكم من رحمته

ويهيئ لكم من أمركم مرفقا

[الكهف : 16]

أي أن الكهوف كانت هي المأوى

وهي المنطلق الذي ينشرون منه دعوتهم

الى عبادة الله الواحد .

خامسا

أنك تراهم رؤية العين أيقاظا يتحركون وينشرون دعوتهم

ولكنهم رقود لم يحن الوقت لتنتشر دعوتهم وتحقق الغلبة

(وتحسبهم أيقاظا وهم رقود)

وقد وردت كلمة (تحسبهم )

لتدل على الرؤية البصرية والمشاهدة الحية

كما ورد في الآية الكريمة

( وترى الجبال تحسبها جامدة )

أي أنك تراها رؤية العين (جامدة ) لا تتحرك

ولكنها ( تمر مر السحاب ) من زاوية نظر أخرى .

سادسا

كانوا يحتاطون في كهفهم

ويحذرون من الوشاية والغدر وعدم الاحتكاك بالناس بشكل مباشر

وكانوا يتلطفون في تعاملهم لكي لا يثيروا الشبهات

حيث كانوا يختارون من يرسلوه ليشتري لهم طعاما جيدا

ويوصونه عندئذ أن يأخذ جانب الحذر

فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة

فلينظر أيها أزكى طعاما

فليأتكم برزق منه

وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا

[الكهف : 19]

وذلك أنهم كانوا يحذرون الوقوع بأيدي السلطات الظالمة

وذلك ليتجنبوا العقوبات القاسية التي كانت تنفذ بالمؤمنين الموحدين

إنهم إن يظهروا عليكم

يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم

ولن تفلحوا إذا أبدا

[الكهف : 20]

أي أن هذه السلطات الوثنية

إذا اكتشفوا أمرهم وثقفوهم

فإنهم سيرجمونهم

(وهذا يدل على عقوبة الرجم المتبعة في ذلك الزمان على أيدي اليهود حيث أنها من سننهم )

أو يعيدوهم لعبادة الأوثان

وبذلك لن تنتشر دعوتهم ولن ينجحوا أبدا في انتشارها .

سابعا

لقد عبر القرآن عن عزلتهم بلفظ لطيف

لا يدل على النوم أبدا

وإنما يدل على إنقطاعهم في التعبد

فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدد

ا [الكهف : 11]

ثامنا

القرآن ينبه الى آية أصحاب الكهف باعتبارها

دعوة فتية بدأت بين فئة قليلة مضطهدة

ثم نمت وكبرت حتى صارت أمة عظيمة 

أم حسبت أن أصحاب الكهف

والرقيم كانوا من آياتنا عجبا

[الكهف : 9]

و تطلق كلمة آية على أمر فيه تدخل من الله غيبي

يدعم فيه الدعوة إليه .

أهل الكهف هم المسيحيون الأوائل

وقد كانوا يلجئون الى الكهوف المنتشرة على سواحل البحر الأبيض المتوسط

كلما أشتد عليهم الضغط والعنف

وكانوا مضطهدين مكفرين من قبل اليهود لمدة 309 سنة

ولم يرفع عنهم الاضطهاد والمطاردة

حتى دخل الملك الروماني (قسطنطين ) في المسيحية

, حين ذاك تنفس المسيحيون وبدؤوا ينشرون المسيحية في العالم

وقد وصف الله تعالى في سورة الكهف حال المسيحيين في بدايتهم

ثم انحرفوا في العصور المتقدمة

وافتروا على الله تعالى الكذب أيضا

كما يفتري الفقهاء الكذب بعد موت نبينا الخبيب

وأَنذرهم بقوله تعالى

(وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا) ,

خلاصة

لايوجد دليل واضح على أن اصحاب الكهف قد ناموا

ولعل المفسرين فهموا من كلمة

(فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا )

أنهم قد ناموا

ثم إستدلوا على أن كلمة ( لبثوا) تعني أنهم كانوا نائمين

والحقيقة أن أصحاب الكهف لم (يناموا ) مطلقا

وإنما قصة اصحاب الكهف تعبر عن معاناة المسيحيين

(الموحدين ) الأوائل مع حكام الرومان وحاشيتهم من اليهود

(إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى )

وقصتهم بإختصار وردت في القرآن

ليس للتسلية

وإنما هي نبوءة قرآنية لأحوال الأمة المسيحية

والتي كانت تسكن الكهوف

ثم إنطلقت لتعلم الناس العلوم الرقمية

ولذلك عبر عنهم بأنهم أصحاب (الكهف والرقيم )