آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

العلمانية

فهرس الموضوع

 

مقدّمة

كان نبينا الحبيب محمّد علمانيا

بمفهوم العلمانية المعترف به عالميا

 

 

يرون دائما في العلمانية دعارة و شرب الخمر

و لكنّهم لا يرون الحرّيات و تداول السّلطة

و إحترام حقوق الإنسان و المساواة و العدل

 و لا يرون أيضا في تاريخ الإسلام و دولة الخلافة

ملك اليمين و الجواري و السبي و الرّذيلة و الخمر و الغلمان

 

الإسلام لا يعطي قوانين دولة

بل مواعظ

تُمكّن الإنسان من إجتياز الإختبار

بنجاح و بأقلّ الأضرار

بنفضيل فيصل

 

300 سنة من تبني العلمانية من طرف المسيحيين

و لا تزال المسيحية هي الدّيانة رقم واحد في العالم

- الدين ينتعش في النطام العلماني

يُصبح دينا صادقا غير منافق مبني على الإكراه

أحمد عصيد

 

البرلماني السوداني محمّد إبراهيم

إذا حكمني مسلم فلن يدخلني إلى الجنّة 

و إذا حكمني ملحد فلن يدخلني إلى النّار 

و إذا حكمني من يُؤَمِّنُ لي

العلم و الصّحّة و العدل و العمل و الحرّيّة و الكرامة

سأقف له إحتراما و إجلالا

و يبقى دخول الجنّة رهينا بإيماني و عملي الصالح

وظيفة الحكومة ليست إدخال الناس الجنّة

بل توفير الجنّة في الأرض

تُعينهم على دخول جنّة السماء 

 

- كانت أوروبا تعيش حالة من التخلف و الجهل و الضعف و الظلم

عندما كان رجال الكنيسة يتحكمون بزمام الأمور

فلمّا تمكّن الثوار من التخلّص من هيمنة الكهنة بتحديد مهامهم في الطقوس الدينية

إنطلقت أوروبا نحو المجد دون رجعة 

 

- نحن نرى الغرب بعيوننا الّتي لا ترى سوى الأفخاد العارية

لأننا بين الأفخاد نركّز عيوننا

و يكون العيب في عيوننا لا في الأفخاد

سيد القمني

 

العلماني : يعيش و يَتْرُك الآخر يعيش
المتديّن : لا يعيش ولا يترك الآخر يعيش

Slimane Rebbouh بتصرّف بسيط

 

في المجتمعات العلمانية يُنظر إليك كإنسان !!!!!!

بينما في مجتمعاتنا العربية والإسلامية يُنظر إليك

كمسلم أو كافر أو يهودي أو مسيحي أو شيعي أو سني أو إبن حاكم أو غني أو فقير أو حرمة أو عاهرة ..

والقائمة تطول

حتى يغيب فيها النظرة إليك كإنسان...

بسام شرف الدين

 

إستعمل فرعون جميع الحيل

للتأثير على شعبية موسى بين قومه

إتهمه أنّه خارج النّظام ==> إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون

لعب على وتر الدين ==> إني أخاف أن يبدل دينكم

قاد حملة إعلامية لتشويهه ==> إنّ هذا لساحر مبين

 

إستعمل قريش حيلة أخرى

للتأثير على شعبية الرسول الحبيب بين قومه

الإتهام بالتخابر مع منظمات أجنبية ==> إنّ هذا إلا إفك إفتراه و أعانه عليه قوم آخرون

منقول بتصرّف كبير Badr Hajri

 

 

1- تعريف العلمانية

العلمانية لا تسلب منك معتقداتك

إنها تمنعك من فرض معتقداتك على غيرك !

العلمانية تحمي حق غيرك في معرفة حقيقتك

حتى يتمكّن من إتخاذ قرار راشد بالابتعاد عنك او بمصادقتك.

العلمانية تحيل سلوكياتك الشخصية التي تقوم على التراضي

ليوم الحساب ولا تسمح لبشر بتأليه انفسهم و الحكم عليك.

العلمانية تُحَمِّل كل إنسان مسؤولية أفعاله

 

a-

العلمانيّة هي النّظام الّذي يموت العرب كي لا يطبّق في بلادهم

وينتحرون من أجل الوصول إلى البلاد الّتي تطبّقه

 

b-

العلمانية باختصار هي

 فصل الدين عن الدولة

أو بصيغة أخرى

فصل الكهـنة وتجار الدّين عن كراسي السلطة

 

c-

الدّول الدّينية تحمي دينا  

الدّول العلمانية تحمي أديانا

 

d-

تقول له نريد دولة يتعايش فيها الكلّ متساوون أمام القانون و لكلّ حرّيته فيرحّب بالفكرة

لكن ما إن تذكر له إسمها الحقيقي (العلمانية) حتى يتغيّر لون و جهه و قد يكفّرك

 

e-

 العلمانية لا تنكر الأديان و لكنّها تنكر دور رجل الدّين (بصفته رجل دين)

في إدارة سياسة الدّولة أو توجيهها

مكان رجال الدّين هو المعابد و ليس مجالس القرار

 

 george holywod

فيلسوف بريطاني قال أن العلمانية ليست ضدّ المسيحية بل هي مستقلّة عن المسيحية

 

jhon lok

فيلسوف بريطاني قال أنّ على الدّولة أن تتسامح مع كلّ أشكال الإعتقاد الدّيني

 

2- الدّيموقراطية و العلمانية

الدّيموقراقطية آلية أفرزت حكم الإخوان المسلمين وحكم القاعدة و طالبان

أساس الدّيموقراطية هو النّقاش العمومي في مؤسسات تشريعية بالأساس

بواسطة حجج قابلة للتشكيك و الإختبار

فتأتي العلمانية لضبط قانون هذه الحجج

بمنع إقحام الدّين فيها لأنه غير قابل للإختبار ولا التشكيك 

القوانين تتطوّر مع الزّمن فلا يجوز حبسها في نصوص ثابتة

عبارة عن تشريعات وفقه بشري لا علاقة له بالله ولا الرسول و لا الصحابة

الدّيموقراطية بدون علمانية وهم كبير

العلمانية أداة تساعد الدّيموقراطية لحماية كلّ الأديان و المعتقدات و الأفكار

 

3- مزايا العلمانية

a- إن العلمانية تضمن عدم التمييز بين المواطنين

وتغليب مصالح طائفة عن أخرى.

فريق محكوم بعقيدة الآخرين

هو فريق خائف, ضعيف, مهتزّ

و ذو مصير مهدّد في أيّة لحظة

نلاحظ هذه الظاهرة في مصر (الأقباط) و لبنان(المسيحيون)

 

b- إن فصل الدين عن السياسة وأمور الحكم

إنما يُحقق صالح الدين وصالح السياسة معاً.

 

c- إنّ صلاة المسلمين في شوارع مدن الكفّار (حسب فهم المعتقدات السائدة)

لا تدلّ على إيمانهم

بقدر ما تدلّ على روعة العلمانية الّتي سمحت لهم بذلك

 

d- لولا العلمانية لما كان هناك مسجد واحد في أوروبا و أمريكا

بينما يرفض الفقهاء بناء الكنائس و المعابد بأراضينا 

 

 

e- لولا العلمانيّة لما تمكّن المسلمون في الدّول (الكافرة)

من إستيراد و بيع و قراءة القرآن

بعكس الدّول المسلمة الّتي تمنع بيع الإنجيل

 

f- لولا العلمانية لما دُرّست اللغة العربية في مدارس الكفّار

 

g- لولا العلمانية لما عامل الكفّار المسلمين معاملة الإسلام الحقيقية

 

h- لولا العلمانية لما إستطاع المسلمون الوصول إلى السلطة

في الدّول الكافرة (وزراء و أصحاب قرار)

 

i- العلمانية لا تجبرك على شرب الخمر أو ممارسة المثلية او العري

لكنها تحمي حقك في ممارستهم  دون أن توصم/ تؤذي/ او تقتل..

مادمت لا تؤثّر على الحرّيّة الشخصية للآخرين

 

j- كما تحمي حق غيرك في معرفة حقيقتك

(بدون نفاق ناتج عن القمع الدّيني)

حتى يتخذ قرارا راشدا بالابتعاد عنك او بمصادقتك.

 

k- العلمانية تحيل سلوكياتك الشخصية التي تقوم على التراضي

ليوم الحساب

ولا تسمح لبشر بتأليه انفسهم و الحكم عليك.

 

l- العلمانية تحترم التراضي ولا تجبر الزوجة على مضاجعة زوجها بالإجبار

 لكي لا تلعنها الملائكة طول الليل

 

m- العلمانية لا تسمح للمتشدّدين بوصف مواطن آخر بالديوث

لمجرد انه لا يتّبع تأويلك وفهمك للدّين

 

n- العلمانية لا تسمح بوصم مواطنة بالعهر

لعدم تبنيها شكلا ملبسيا لا يوافق رؤيتك

 و تثير شهوتك الّتي لا تستطيع التّحكّم بها

 

o- العلمانية تعتبر من تغلبه مشاعره المثارة

سواء كان

- من جراء انتقاد معتقده

- او لرؤيته ملابس تختلف عن مازورة قياس أمه..

بالإنسان الغير ناضج

 

p- العلمانية تحمل كل إنسان مسؤولية أفعاله

ولا تسمح للشخص أن يحمّل الآخرين مسؤولية ضعفه و عجزه.

 

q- العلمانية تحمي الناس من التكفيريين الإرهابيين

الذين يقومون بوصم/ ايذاء / قتل من لا يتبع ملتهم.

 

 

4- فرنسا كمثال لعظمة العلمانيّة

a- دولة لم يكن بها مسجدًا واحدًا حتى عام ١٩٥١  من غير مسجد باريس الكبير

ثم سمحت بأن يكون لديها ٢٢٦٠ مسجدًا

بينما بناء كنيسة في بعض الدول المسلمة يحتاج تدخل فضائي وكائنات من مجرات مجاورة.

 

b- دولة عشرة بالمائة من تعداد سكانها من المهاجرين منهم ما يقرب من ٦ مليون مسلم.

 

c- دولة بكل تسامح استقبلت من سنة ٢٠٠٠ حتى ٢٠١٧  مليوني مهاجر ٨٧٪؜ منهم من بلدان إسلامية

 

d- دولة تقوم أكبر جامعاتها بتدريس الإسلام وتاريخ الشرق الإسلامي

وتمنح درجات علمية على ذلك مثل جامعات بروفانس، أفينون، بوردو، باريس سود .. بخلاف باريس والسوربون.

 

e- دولة لديها على ضفاف نهر السين معهدا للعالم العربي والدراسات الشرقية

 

f- دولة استقبلت من القرن التاسع عشر بعثات الدراسة والتعليم من العالم العربي.

 

g- دولة قامت قوات الكوماندوز بها بتخليص الحرم المكي من مختطفيه عصابة الجهيمان في السبعينات.

 

 

5- دولة الخلافة و العلمانية

a- دولة الخلافة ترفض الرّأي و يمكن أن تقتل إذا إختلفت معها

العلماني يحترم و يؤمن بحرّية المعتقد و الرّأي

 

b- ترفضون حرّية الجنس في الدّولة العلمانية

و تحلمون  بحرّية الجنس مع السبايا و الجواري في دولة الخلافة

 

c- المعتقدات السائدة

- ترى دائما في العلمانية دعارة و شرب الخمر

و لكنّها لا ترى الحرّيات و تداول السّلطة و إحترام حقوق الإنسان و المساواة و العدل

- و لا ترى أيضا في تاريخ الإسلام و دولة الخلافة

ملك اليمين و الجواري و السبي و الرّذيلة و الخمر و الغلمان

 

6- الحالم بدولة الخلافة و العلماني

a- يتّهم الملحد و العلماني بإتباع الشهوات وشرب الخمر

و يؤمن أنّ الله أحلّ له 4 زوجات و جواري بالجملة و إغتصاب السبايا

زيادة على أنّه يطمع في الجنّة لتحقيق الشهوات مع 70 حورية مع شرب انهار من الخمر

 

b- لو كان العلماني و الملحد يريد حرّية الجنس والخمر

لطالب بدولة الخلافة لسبي النساء و فتح سوق النّخاسة

لكي نستمتع بما لا نهاية من ملكات اليمين مع أربع نساء 

 

7- أسباب إنكار العلمانية

a- أيّ فكر جديد يُقابَل بتهمة إختلاق دين جديد

 

 تدّعي المعتقدات السائدة بأنّ

الفلسفة تعتبر دينا جديدا

و الديموقراطية كذلك , حقوق الإنسان , الحداثة , العقل و العلمانية

إتّهمت المعتقدات السائدة العلمانية بإختلاق دين جديد

فكرهت إسمها و ذِكرها و أيّ شيء متعلّق بها

دون أن يعلموا عليها شيئا

 

الحقيقة أنّ  العلمانية لا تعتبر دينا جديدا أو قديما

العلمانية آلية لتدبير العلاقة بين الأديان لضمان السلم المدني

 

b- جون جاك روسو قال

من الصّعب التوفيق بين شخصين

كلّ واحد منهما يعتقد بأنّ الله صاخط على الآخر 

كلّ طرف يعتقد أنّه يمتلك الحقيقة المطلقة

 

c- إعتقاد الأغلبية بأنّ المجتمع الإسلامي لا يحتاج إلى علمانية

a- جوابي

عدم تدبّرهم القرآن بالقرآن و بالمنجد منعهم من إستيعاب أنّ الإسلام ديم علماني

b- جواب الأستاد سعيد ناشيد

(و هو على صواب لأنّه لا يعلم شيئا عن البحث الّذي قمت به: الإسلام ديم علماني)

تفسير القرآن بكلام نُسِب لنبيّنا و إسرائيليات دخيلة على الإسلام

جعل منه كتابا حمّالا للأوجه كلّ شخص يمكن أن يستخرج منه ما شاء من الأحكام حسب مصالحه

دون آلة علمانية لتدبير هذا الإختلاف في الدّين (حمّال أوجه)

سيعتقد كلّ شخص أنّ تأويله هو الصحيح الّذي يرضي الله

وتأويل الآخر هو الّذي يغضب الله

فتدور الدّولة في حلقة مفرغة من النّزاعات و الفتن و المشاكل

لا أول لها و لا آخر بين المسلمين أنفسهم و التاريخ مليء بالأمثلة و العبر

مما يدفعنا لتناول موضوع أضرار العلماني

 

8- أضرار إنكار العلمانية

- إنكار العلمانية جهل بالحضارة الحديثة

و إطلاق صفة الكفر على العلمانية جهل بالعلمانية

و الدّعوة لدولة دينية جهل بحقوق الإنسان

و المناداة بالخلافة الإسلامية جهل بالتاريخ!!!

فرج فودة

 

لا يعلمون أنهم لو لم يكونوا في ظل قوانين علمانية

a- لذبح الدواعش رقبتهم، أو جلدوا أظهرهم لمجرد أن تكاسلوا عن صلاة العصر

وفي حال تكاسلهم مرة أخرى يقتلون حدا أو تعزيرا

 

b- ما كان هناك قضاء ونيابة أوسلطة تشريعية

واستبدلوهم بقضاء شرعي يكون رؤساءه هم جماعة الحل والعقد الوصية على الخليفة

 

c-  لأغلقت مسارح وسينمات وصار التمثيل تهمة تستحق الملاحقة الأمنية ..

بالضبط كما يلاحقون الآن فتيات التيك توك في مفارقة صارخة مع الدستور..!

 

d- ما سمح لهم بشرب الخمر أو التدخين أو رؤية أي سائح سوى في التلفزيون

ولأغلقت المتاحف بتهمة عرض تماثيل الكفار

 

e- لحكمهم الإرهابيون وفرضوا النقاب ومنعوا زوجاتكم من التسوق والسفر إلا بمِحرم.

 

لا يعلمون ولا يعلمون لأنّهم لا يقرؤون ولا يقرؤون

ووضعوا ثقتهم في أشخاص ليسوا أهلا للثقة

لأنّهم بكلّ بساطة بشر لا يقرؤون ولا يقرؤون أيضا

لكن  يحفظون و يردّدون ببراعة !!!

 

- لو خيرت أي شيخ سلفي أو أزهري أن يعيش في دولة علمانية أو دولة تطبق الشريعة كأفغانستان سيختار العلمانية..

السر في أن حياة وكرامة هذا الشيخ في أفغانستان مرهونة (برأي شيخ آخر فيه) قد يكون على غير مذهبه الفكري

بينما العلمانية تقول أن هذه آراء لا تنبني عليها  قوانين الدولة..

 

 

بعض الأفكار منقولة

عن الأستاذين القديرين سعيد ناشيد و خالد منتصر

و الباحث سامح عسكر

 

9- منقول من mawdoo3.com بتصرّف مشكورا

A- العلمانيّة  (بالإنجليزيّة: Secularism)

عبارة عن مجموعةٍ من المُعتقدات التي تُشير إلى أنّه لا يجوز أن يُشارك الدين في المجالات السياسيّة والاجتماعيّة للدول، وتُعرَّف العلمانيّة بأنّها النظام الفلسفيّ الاجتماعيّ أو السياسيّ الذي يفصل المسائل السياسيّة عن عناصر الدين، ومن تعريفاتها أيضاً هي الآراء التي تسعى إلى استبعاد الأُسس الدينيّة عن كافة الشؤون المحليّة المدنيّة للدول.

 

B- نشأة العلمانيّة

ظهرت العلمانيّة في أوروبا وأثّرت على العَديد من المجالات السياسيّة، والدينيّة، والاجتماعيّة، والاقتصاديّة ممّا ساهم في تطوّرها بالتدريج، وتَعود بِدايات العلمانيّة إلى ظُهور الصّراع بين الكنيسة والعلوم؛ إذ تبنّت المُؤسّسة الكنسيّة مَجموعةَ من النظريّات العلميّة القديمة، ومن ثمّ ربطتها مع الدين، وعند تطوّر العلوم ظهر أنّ الكثير من أفكار الكنيسة غير صحيحة، ممّا أدى إلى اندلاع حرب بين العلماء والمُفكّرين من جهة، والكنيسة من جهة أخرى.

في القرن السابع عشر للميلاد تمّ تعزيز أفكار العلمانيّة بعد ظهور الحاجة إلى فصل الدولة عن الكنيسة في أوروبا؛ بسبب انتشار التأثير الكنسيّ على كلٍّ من السياسة والاقتصاد، إضافةً إلى ظهور العديد من التأثيرات السلبيّة الناتجة عن الحروب بين الطوائف المسيحيّة الأوروبيّة، والتحدّي الواضح بين العِلم والمَعارف الدينيّة، وفي نهايات القرن العشرين للميلاد أصبحت العلمانيّة من المُصطلحات والنُظم الفكريّة المُنتشرة على نطاقٍ واسع.

 

C- انتشار العلمانيّة

انتَشرت السياسة العلمانيّة في العَديد من دول العالم عبر التاريخ، فظهرت أوّل أفكارها في فرنسا في عام 1879م، وأصبح غالبيّة أعضاء البرلمان الفرنسيّ من العلمانيين، وتمّ الاعتماد على التشريعات المدنيّة بدلاً من التشريعات الكنسيّة للحدِّ من تدخّل الكَنيسة في شؤون الدولة، ومن ثمّ ظَهرت العِلمانيّة في إسبانيا في ظلِّ الحُكم الجُمهوريّ في الفترة الزمنيّة بين سنوات 1868م - 1876م، وفي منتصف القرن التاسع عشر للميلاد أصبحت المكسيك أوّل دولة في قارة أمريكا تُعلن عن تطبيقها لعلمانيّة الدولة، وأيضاً انتشرت السياسة العلمانيّة في تركيا مع حُكم أتاتورك لها، ولم تقتصر العلمانيّة على الدول الغربيّة فقط، بل وَصلت أفكارها إلى العالم العربيّ.

 

D- أنواع العلمانية

بما أن العلمانية أصبحت مصطلحاً واسع الانتشار أدى ذلك إلى بنائها وتوظيفها بطُرق مختلفة ومتباينة اعتماداً على أفكار وتوجهات مختلفة تابعة للعديد من الأشخاص، وبذلك تم تقسيم العلمانية إلى ثلاثة أنواع

1- العلمانية السياسة

تَدْعو العلمانية السياسية لفصل الدين عن الحياة المدنية وعن العمل الحكومي في الدولة بأي وسيلة ممكنة، ويقول العلمانيون السياسيون إن العلمانية غير مرتبطة بالإلحاد بل هي وضع الدين في مكان منفصل عن إدارة الدولة.

2- العلمانية الفلسفية

تُعادي العلمانية الفلسفية الدين وترفضه، حيث تقوم بنقده وتحدي سُلطاته والإساءة للمتدينين باعتباره ظاهرة غير صحيحة ويجب تجاهله.

3- العلمانية الاجتماعية الثقافية

يدعو هذا النوع من العلمانية الذي يُعد ظاهرة اجتماعية وتاريخية وديموغرافية إلى تهميش الدين في الحياة اليومية للأشخاص وعدم الاهتمام بأمور غيبية كالآخرة والجنة والنار، بحيث تقل مشاركتهم في الأنشطة الدينية وبالتالي ضعف الدين لديهم وربما فقدانه.

 

E- مراحل العلمانيّة

مرّت العلمانيّة بمرحلتين

1- مرحلة العلمانيّة المعتدلة

هي المرحلة التي ظَهرت في الفترة الزمنيّة بين القرنين السابع عشر والثامن عشر للميلاد، واعتبرت أنّ الدين من الأمور الخاصّة في الأشخاص، وأنّ سلطة الدولة تكون مُطبّقة ضمن حدودها، ولكن يجب أن توفّر حمايةً للكنيسة، وخصوصاً في إطار جباية الضرائب، واعتمد التفكير العلمانيّ في المرحلة المُعتدلة على تأكيدِ الفصل بين الكنيسة والدولة؛ إلّا إنّه لم يتجاوز كلّ القيم الدينيّة المسيحيّة، ولكن ظهرت مجموعة من المطالب سعت إلى إخضاع التعاليم المسيحيّة للعقل، والمبادئ الطبيعيّة، ومن أشهر دعاة هذه المرحلة العلمانيّة فولتير، وبيكون، وجان جاك روسو، وديكارت.

2- مرحلة العلمانيّة الماديّة

هي المرحلة الثانية من مراحل العلمانيّة، وأُطلق عليها أيضاً مسمى الثورة العلمانيّة، وظهرت في الفترة الزمنيّة من القرن التاسع عشر للميلاد وما بعده، واعتمدت هذه المرحلة من العلمانيّة على تطبيق إلغاء كليّ للدين، وليس فقط الفصل بين الدولة والدين كما في المرحلة العلمانيّة الأولى، وتمّ اعتبار أنّ الأشياء المحسوسة هي الموجودة بشكل حقيقيّ، والدافع من خلال هذه المرحلة هو السيطرة على سلطة الدولة، مع عدم وجود أيّ تساوٍ مع سلطة الكنيسة، ومن أشهر الدعاة لهذه المرحلة كارل ماركس، وهيجيل.

 

F- خصائص العلمانية

  1. خصائص عديدة، في ما يلي بعضاً منها:
  2. الفصل بين الدين والدولة.
  3. حماية كل من المتدينين وغير المتدينين والمساواة بينهم.
  4. الحرية الدينية للأشخاص سواء اختيار الالتزام بالدين أو التحرر منه.
  5. الاعتماد على الديمقراطية والإنصاف بين المواطنين بغض النظر عن انتمائهم الديني.
  6. المساواة في استخدام الخدمات العامة كالمدارس والمستشفيات.
  7. العلمانية لا تعني الإلحاد ولا تفرضه على المواطنين، بالرغم من اهتمام الملحدين فيها.
  8. حماية حرية التعبير عن الرأي.
  9. السعي إلى الاتفاق مع العلوم.
  10. الاهتمام في تَحقيق الانفصال بين شؤون الأديان والدول.
  11. قطع العلاقات بين المجتمعات والدين.
  12. تطبيق كافة الأفكار والمُكوّنات الصناعيّة المُعتمدة على صناعة الإنسان لها.