آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

الإسلام من البداية إلى النهاية

فهرس الموضوع

 

مقدّمة

المشكلة عند المعتقدات السائدة

أنهم يظنّون بأن الإسلام بدأ خلال بعثة النبي الحبيب محمد

وأن الله يُنزل على كل نبي دينا جديدا !!!!

 

لا يعقل أن يرسل الله نبيّا برسالة

ثمّ يرسل نبيّا آخر بعدهُ برسالة أخرى

يصحّح فيها الأخطاء الّتي وقع فيها من قبل

لكن تدبّر و ترتيل القرآن

يخبرنا بأن الدّين كان دائما و سيكون دائما هو

الإسلام (تبني مبدأ السلم في الحياة)

 

الدين في أيامنا هذه

هو تماما ما جاء يحاربه

كل الرسل

سورين كيكجارد

 

وصلنا إلى هذه الحالة المزرية من التخلّف

على جميع المستويات لأننا

- وضعنا الثقة ببعض البشر

- أهملنا القرآن و لم نتدبّره

- تجاهلنا أبسط المعلومات المتواجدة به

و من بين هذه المعلومات البسيطة

خطاب واضح و صريح يذكّرنا الله فيه

بأنّ الرسالة كانت و ستكون دائما واحدة 

رسالة الإسلام - تبني مبدأ السلم في الحياة

 

1- كان أهل الكتاب مسلمين قبل نزول القرآن

A-

وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51)

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ

مِنْ قَبْلِهِ

هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52)

وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا: آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا

إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53)

أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54)

(سورة : 28 - سورة القصص, اية : 51 - 54)

أولائك الّذين آتى الله كُتُبَهُ من قبل القرآن

يؤمنون بها و يتّبعونها 

و يعرفون أنّ القرآن هو الحقّ لاّنّ ما قيل للنبيّ محمّد هو بالضبط ما قيل للرسل من قبله

و بما أنّها نفس الرّسالة منذ البداية

فمن السهل التعرّف عليها و تأكيدها

يستنتجون بأنّهم كانوا من قبل القرآن مسلمين (مسالمين)

لأنّهم كانوا يتّبعون المواعظ الإلاهية حصريا الموجودة في كتبه

1-

أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ

هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ

وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي

بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ

(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 24)

يخبر النبيّ قومه بأن القرآن

يحتوي على نفس الذّكر الّذي أوحي للرسل قبله

2-

مَا يُقَالُ لَكَ

إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ

لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ

إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ

(سورة : 41 - سورة فصلت, اية : 43)

 

B-

وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ

- هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ

مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ

- هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ

مِنْ قَبْلُ

وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ

وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ

فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ

فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ

(سورة : 22 - سورة الحج, اية : 78)

الله الذي إجتبانا و سمّانا بالمسلمين من قبل

و ليس نصرانيين أو يهوديين

 

C-

إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ

يَحْكُمُ بِهَا

النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا

لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ

بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ

وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ

فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا

وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 44)

النبيّون قبل نبيّنا محمّد

كانوا مسلمين و يحكمون بالثّوراة

 

D-

إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ

الْإِسْلَامُ

وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ

وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 19)

الدّين عند الله كان دائما و سيكون دائما هو الإسلام

 

2- أمثلة للمسلمين السابقين

1- الأنبياء

A- محمّد

حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ

إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ

الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي

وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا

فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 3)

 

  B- نوح

فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ

وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

(سورة : 10 - سورة يونس, اية : 72)

 

C- إبراهيم

مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا

وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا

وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 67)

 

D- أبناء إبراهيم و يعقوب 

وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ

يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ

الدِّينَ

فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 132)

 

E- يعقوب و بنيه - إسماعيل - إسحاق  

أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ

إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ: مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي

قَالُوا: نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا

وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 133)

 

F- يوسف 

رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ

تَوَفَّنِي مُسْلِمًا

وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

(سورة : 12 - سورة يوسف, اية : 101)

 

G- موسى 

وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا

رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا

وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ

(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 126)

 

H- سليمان

فَلَمَّا جَاءَتْ

قِيلَ: أَهَكَذَا عَرْشُكِ؟ 

قَالَتْ: كَأَنَّهُ هُوَ

وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا

وَكُنَّا مُسْلِمِينَ

(سورة : 27 - سورة النمل, اية : 42)

 

I- لوط 

فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ

بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

(سورة : 51 - سورة الذاريات, اية : 36)  

 

J- أنبياء بني إسرائيل 

إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ

يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا

لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ

فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ

وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا

وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 44)

 

2- آخرون

A- فرعون

وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ

قَالَ: آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ

وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ

(سورة : 10 - سورة يونس, اية : 90)

 

B- سحرة فرعون

قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125)

وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا

وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)

(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 125 - 126)

 

C- قوم موسى

(وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ

إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا

إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ

(سورة : 10 - سورة يونس, اية : 84) 

 

D- ملكة سبأ

قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الصَّرْحَ

فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا

قَالَ: إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ

قَالَتْ: رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي

وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

(سورة : 27 - سورة النمل, اية : 44)

 

E- أتباع عيسى : الحواريون

(فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ

قَالَ: مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ

قَا:لَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ

وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 52)

 

3- الرسالة واحدة بالنسبة لكلّ الرّسل

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا

وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ

(سورة : 41 - سورة فصلت, اية : 33)

 

 

خاتمة

التركيز على الحديث السهل و المفسّر للقرآن الصّعب

حسب إدعاءات أصحاب الإختصاص

أدّى إلى بسط سيطرتهم و نفوذهم

على العامّة المشغولة بهموم الحياة

الشيء الذي جعلنا نبتعد عن القرآن بسنوات ضوئية.

لقد سمح لنا تدبّر القرآن

 بمعرفة المعنى الحقيقي للإسلام

ذلك الدّين الواحد الأحد منذ البداية إلى النهاية

و سمح لنا ايضا بإثبات تلك الفكرة الخاطئة التي وجدنا عليها آباءنا

و التي جعلت من الله كيانا عنصريا يفرّق الديانات على الناس 

ثم يختار في آخر المطاف قوما واحدا من بين آلاف الأقوام.

لا يمكن للجنّة أن تدوم إلى الأبد

بدون ساكنة مقتنعة بالسلم كمبدإ في حياتها