آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

الساعة - القيامة

ترتيل آيات الساعة

 

وإلى الذين يقومون بتعظيم فهم السلف للقرءان

أهديكم هذه الدراسة المختصرة عن الفرق بين الساعة والقيامة

ولتعلموا بأن الأقدمين من العلماء قد اختلط عليهم الأمر

فلم يقوموا بالتفرقة بينهما

بل قالوا بما أسموه الساعة الصغرى والساعة الكبرى

وقمنا نحن بترديد ما يقولونه لقرون

لتصورنا بعجز أنفسنا عن التفكير

وأنه لا يمكن لأحد أن يبدع إبداع وفهم الأقدمين.
لكن إليكم الفرق من تدبر العبد لله وهو من خلال كلمات الله في كتابه

لتعلموا الفرق بين جهدنا إن قمنا بالتفكير وجهد من سبقونا

مع كل الاحترام لجهدهم في زمانهم.
1ـ فالساعة هي آخر أيام الدنيا، بينما يوم القيامة هو يوم واحد بالآخرة.

 

2ـ والساعة تقوم على أحياء فتُميتهم ويُدفن الناس تحت ثرى الأرض.

بينما تكون القيامة على أموات فتحييهم

وتتشقق الأرض عن أجسادهم فيخرجون منها وينبتون كما ينبت البقل، فهو يوم يقوم الناس لرب العالمين.
 

3ـ والساعة تأتي بغتة،….

بينما لا تبغت القيامة أحدًا، لأنها تكون على أموات،

أما الساعة فلأنها تقوم على أحياء فهم يُبغتون

{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }

الحج2.


 

4ـ وقيام الساعة يعني زوال الدنيا وفناءها

لكن يوم القيامة يوم بناء وتشييد لصروح الآخرة.


 

5ـ والساعة تقوم على أرضنا وسمائنا التي نعرفها،
بينما القيامة تقوم على كل الأكوان والخلائق بالسماوات والأرضين، فيقول تعالى

 {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ} الزمر68؛

وهو الأمر الذي يؤكد وجود مخلوقات عاقلة بالسماء لورود تعبير (مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ)

فكلمة (من) تقال للعاقل

كما نرى أن الله تعالى يقول: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} التكوير5

فالكل سيمثل أمام المولى سبحانه وتعالى بالآخرة.
 


6ـ ومن أحداث الساعة أن تتزلزل الأرض، وتخرج براكين من جوفها، وتُنسف الجبال

وستختبئ فلول البشرية التي ما زالت على قيد الحياة، يهمس بعضهم لبعض من الذعر

ثم تزول الأرض وما عليها، وستكشط السماء وتفتح لتصير أبوابا، …ثم …ثم.

أما يوم القيامة فهو يوم استقرار على أرض جديدة

ليس فيه ذعر من جنس ذعر الدنيا

إنما يستمد قوة كيانه من رؤية الناس للملائكة، ووقوع الحساب فيه، ودخول الجنَّة والنَّار وما قبل ذلك من أحداث.
 

7ـ وبالقيامة مكونات وعناصر ليست من مكونات وعناصر ما تقوم عليه الساعة

فالجنَّة والنَّار والميزان والكتب، كلها ليست متيسرة بالدنيا التي تقوم عليها الساعة

بما يعني أن العناصر والمقومات مختلفة بكل منهما.
 

 

8ـ وبالساعة العامة يتفرق الناس حيث يقول تعالى

{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ}الروم14.
أما يوم القيامة فهم يُجمعون، وفي ذلك يقول تعالى

{يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً

يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التغابن9.
 

لذلك رأيت أن تتم دراسة كل ما ورد بكتاب الله عن الساعة وعن يوم القيامة تفصيلا

حتى يقف القارئ بتدبر لكتاب الله عن أحداث كل منهما.
منقول عن الباحث و المستشار أحمد ماهر