آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

الفرق بينهم

1- تمثال

كلّ نحث لا يعبد من دون الله

 

يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ

وَتَمَاثِيلَ

وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ

(سورة : 34 - سورة سبأ, اية : 13)

يعملون للنبيّ سليمان تماثيل

 

إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ

مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ

الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ؟

(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 52)

قال النبيّ إبراهيم تماثيل

لأنّه يعتبرها حجارة لا تعبد

 

2- صنم - أصنام

كلّ شيء يُعبد من دون الله

للتقرّب إلى الله من تماثيل و أفكار و أشخاص

 فالناس يمكن أن يكونوا أصناما أيضا إذا قُدّسوا

وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ

أَصْنَامَكُمْ

بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ

(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 57)  

 

 

3- الوثن - أوثان

الإعتقاد الفاسد المخالف لكتاب الله

 

إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

أَوْثَانًا

وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا

إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا

فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

(سورة : 29 - سورة العنكبوت, اية : 17)  

يعتقدون إعتقادا فاسدا و خاطئا

أنّ الأصنام ستُقرّبهم إلى الله 

 

ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ

وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ

فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ

وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ

(سورة : 22 - سورة الحج, اية : 30)

إجتنبوا قذارة المعتقدات الفاسدة المخالفة لكتاب الله

وإجتنبوا قول الزّور على الله بتحريم ما أحلّه

 

مقال جميل للباحث حمزة أبو عمران

لم يحطم النبي إبراهيم تماثيل

وإنما حطم أصناما

وهذه نقطة مهمة جدا غابت عن افهام أكثر المسلمين

فالقرءان فرّق بين التماثيل والأصنام ...

التماثيل

منحوتات مجسمة على هيئة ما من المخلوقات أو غيرها

وسميت تماثيل لانها تماثل شكل الجسم الذي أخذت عنه ...

وهذه لم يحرمها القرءان أصلا

فهي من الفنون المباحة ما لم تعبد من دون الله

فالنبيّ سليمان كان عنده تماثيل في قصره يصنعها الجن

قال تعالى

يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ

وَتَمَاثِيلَ

وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ

(سورة : 34 - سورة سبأ, اية : 13)

يعملون للنبيّ سليمان تماثيل

فالله يقول أن هذه التماثيل كانت نعمة لسليمان.

ولو أن التماثيل محرمة لذاتها لما جازت لنبي من الأنبياء ...

أما الأصنام

فهي ما يُعبد من دون الله أو يُشرَك به مع الله

فهذه تصبح أصناما لا مجرد تماثيل ...

تأملوا دقة القرءان في توظيف الكلمات في هذه السياق

وَلَقَدۡ ءَاتَیۡنَاۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ رُشۡدَهُۥ مِن قَبۡلُ وَكُنَّا بِهِۦ عَـٰلِمِینَ

إِذۡ قَالَ لِأَبِیهِ وَقَوۡمِهِۦ

مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَاثِیلُ ٱلَّتِیۤ أَنتُمۡ لَهَا عَـٰكِفُونَ؟!!!

قَالُوا۟ وَجَدۡنَاۤ ءَابَاۤءَنَا لَهَا عَـٰبِدِینَ

قَالَ لَقَدۡ كُنتُمۡ أَنتُمۡ وَءَابَاۤؤُكُمۡ فِی ضَلَـٰل مُّبِین

قَالُوۤا۟ أَجِئۡتَنَا بِٱلۡحَقِّ أَمۡ أَنتَ مِنَ ٱللَّـٰعِبِینَ

قَالَ بَل رَّبُّكُمۡ رَبُّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلَّذِی فَطَرَهُنَّ وَأَنَا۠ عَلَىٰ ذَ ٰ⁠لِكُم مِّنَ ٱلشَّـٰهِدِینَ

وَتَٱللَّهِ لَأَكِیدَنَّ أَصۡنَـٰمَكُم بَعۡدَ أَن تُوَلُّوا۟ مُدۡبِرِینَ

[ الأنبياء 51 - 57]

نلاحظ بجلاء حين سألهم إبراهيم عن أصنامهم بادئ الأمر

لم تقل الآية (ما هذه الأصنام)

وانما قالت (مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَاثِیلُ ٱلَّتِیۤ أَنتُمۡ لَهَا عَـٰكِفُونَ) ..

والسبب أن سؤاله كان استفسارا عن شأنها

مما يوحي بعدم معرفة مكانتها وسبب اهتمامهم بها

 فجائت كلمة (تماثيل) تناسب صيغة السؤال المحايدة

التي تبحث عن ماهية هذه التماثيل ...

لكن بعد أن بينوا له شأنها بقولهم

( قَالُوا۟ وَجَدۡنَاۤ ءَابَاۤءَنَا لَهَا عَـٰبِدِینَ)

أصبح من الواضح أن عكوفهم عليها

هو من باب العبادة الدينية التي ورثوها من آبائهم

فتحولت الكلمة مباشرة على لسان إبراهيم الى (أصنامكم) في قوله

(وَتَٱللَّهِ لَأَكِیدَنَّ أَصۡنَـٰمَكُم بَعۡدَ أَن تُوَلُّوا۟ مُدۡبِرِینَ) ....

وينسجم معه ما جاء في سورة الشعراء من حوار ابراهيم مع قومه بنفس الصيغة

(وَٱتۡلُ عَلَیۡهِمۡ نَبَأَ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ إِذۡ قَالَ لِأَبِیهِ وَقَوۡمِهِۦ مَا تَعۡبُدُونَ

قَالُوا۟ نَعۡبُدُ أَصۡنَاما فَنَظَلُّ لَهَا عَـٰكِفِینَ)

[سورة الشعراء 69 - 71]

فلم تقل الآية (نعبد تماثيل)

مما يؤكد اختصاص كلمة (أصنام) بهذا المعنى ...

ويتكرر نفس الشيء في سورة الأنعام في حوار إبراهيم مع أبيه

(وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمُ لِأَبِیهِ ءَازَرَ

أَتَتَّخِذُ أَصۡنَامًا ءَالِهَةً

إِنِّیۤ أَرَىٰكَ وَقَوۡمَكَ فِی ضَلَـٰل مُّبِین)

[سورة الأنعام 74]

ولم يقل (أتتخذ تماثيل آلهة) ...

 

فأين ما وردت كلمة (آلهة ، او عبادة) في سياق الشرك

نجد كلمة اصنام

ولا نجد كلمة تماثيل

(وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَـٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنا

وَٱجۡنُبۡنِی وَبَنِیَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ)

[سورة إبراهيم 35]

ومثلها في حوار موسى مع قومه

(وَجَـٰوَزۡنَا بِبَنِیۤ إِسۡرَ ٰ⁠ۤءِیلَ ٱلۡبَحۡرَ

فَأَتَوۡا۟ عَلَىٰ قَوۡم یَعۡكُفُونَ عَلَىٰۤ أَصۡنَام لَّهُمۡۚ

قَالُوا۟ یَـٰمُوسَى ٱجۡعَل لَّنَاۤ إِلَـٰها كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَة 

قَالَ إِنَّكُمۡ قَوۡم تَجۡهَلُونَ)

[سورة الأعراف 138]

 

لم يُحطّم إبراهيم التماثيل وإنما حطم الأصنام

وليس لوجوب تحطيمها

وانما لإقامة حجته

بطريقة تناسب ذلك الظرف وذلكم القوم ...