آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

معركة النّهروان

البصرة و الكوفة بالعراق

الشام هي سوريا 

 

أحداث حقيقية ==> الصحابة ليسوا عدول

أحداث غير حقيقية ==> كتب التراث مزوّرة

مصيبة كبرى في كلتا الحالتين

 

 

ولما استقر أمر بيعة علي

دخل عليه طلحة والزبير ورؤوس الصحابة

 وطلبوا منه إقامة الحدود ، والأخذ بدم عثمان

فاعتذر إليهم  بأن هؤلاء لهم مدد وأعوان

وأنه لا يمكنه ذلك يومه هذا

" البداية والنهاية " (10 / 426).

 

معركة النّهروان بين عليّ و أتباعه مع الخوارج

معركة النهروان هي معركة 

وقعت في صفر سنة 38هـ الموافق 17 يوليو 658م

بين الخليفة علي بن أبي طالب وبين الخوارج

والنهروان موقع بين بغداد وحلوان

وكانت المعركة واحدة من نتائج معركة صفين

بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان

والتي انتهت بالإتفاق على التحكيم

بعد رفع المصاحف على أسنة الرماح 

إشارة إلى ضرورة التحاكم إلى كتاب الله

تحكيم رفضه جماعة الخوارج

وكان عددهم يبلغ إثنا عشر ألفًا بقيادة عبد الله بن وهب الراسبي.


 

بعد أن هدأت رياح الحرب بعد فشل التحكيم

ولم يكن الخليفة عليٍّ  سوى العودة إلى القتال

وبخاصَّةٍ أنَّ التحكيم لم يسر وفق أمانيه ولا وفق ما يعدُّه الطريق الصحيح

وبما أنَّه انتهى -فوق ذلك- إلى خلافٍ بين الحكمين

فإنَّه عدَّ نفسه متحلِّلًا من وثيقة صفين التي تضمَّنت إزالة الحرب نهائيًّا من قلب الأمة

ونزل بالنخيلة حيث اتَّخذها قاعدةً لتجمُّع قوَّاته

لكن اعترضته عدَّة صعاب

فإذا كان قرار السلم قد جاء نتيجة اختراق معاوية  لجيشه

وانحياز قسمٍ كبيرٍ من جيشه إلى التحكيم

فقد وجد نفسه الآن أمام انشقاقٍ آخر

تمثَّل بانسحاب بضعة آلافٍ من جيشه متذرِّعين بأنَّ الحكم لله

والواقع أنَّ الخليفة كان يُعاني إحباطًا بسبب خروج هؤلاء

وتعذَّر عليه تعويض النقص الذي تعرَّض له

وبالتالي إعادة تنظيم جيشه على نحوٍ يُؤهِّله لاستئناف الحرب ضدَّ معاوية .

 

لذلك حاول استرضاء الخوراج

فطلب منهم العودة إلى الكوفة للمشاركة معه في الحرب ضدَّ معاوية

وذكَّرهم بالانحياز بدايةً إلى التحكيم

وقال لهم بأنَّ الحكمين لم يحكما بمقتضى القرآن

وأنَّه يدين حكمهما، وبالتالي ليس هناك أيُّ سببٍ للخلاف.

 

لم يرفض الخوراج طلبه بشكلٍ مباشر

وإنَّما شرطوا شروطًا لعودتهم هي إلى الرفض أقرب

"إنَّك لم تغضب لربِّك وإنَّما غضبت لنفسك

فإن شهدت على نفسك بالكفر واستقبلت التوبة

نظرنا فيما بيننا وبينك

وإلَّا نابذناك على السواء، إنَّ الله لا يحب الخائنين".

وعندما قرأ عليٌّ  هذا الرد يئس منهم

ورأى أن يدعهم ويمضي بالناس إلى الشام

فقطع بذلك التحالف معهم بشكلٍ نهائي

وحتى يُعوِّض بعض النقص في صفوف قواته

طلب من عبد الله بن عباس استنفار أهل البصرة

لكنَّ البصريين أحجموا عن تلبية النداء على الرغم من أنَّ اثنين من أهمِّ أشرافهم

هما الأحنف بن قيس وجارية بن قدامة -وكلاهما من بني تميم-

قد لبَّيا الدعوة ونفر معهما ثلاثة آلاف ومائتا مقاتل

وهي أعدادٌ ضئيلةٌ إذا ما قُورنت بحجم المسجلين في ديوان أهل البصرة

الذين بلغ تعدادهم ستِّين ألفًا سوى الأبناء والعبيد والموالي

ممَّا يدلُّ على أنَّ عليًّا قد فقد سلطته على البصرة

على الأقل فيما يختص بالجهاد معه.

 

أثار إحجام أهل البصرة غضب عليٍّ  عنه

فكتب إلى أهل الكوفة يستنهضهم

فالكوفة قاعدته وأهلها شيعته

فوافاه "أربعون ألفًا، وسبعة عشر ألفًا من الأبناء ممَّن أدرك

وثمانية آلافٍ من مواليهم وعبيدهم..."

فحشد جيشًا بلغ تعداده ثمانية وستين ألفًا ومائتي مقاتل

ومع ذلك فإنَّ هناك شكًّا في تجمُّعٍ كبيرٍ كهذا في النخيلة

والمعروف أنَّ عدد الذين خاضوا معركة النهروان بلغ أربعة عشر ألف مقاتلٍ فقط.

 

كانت وجهة عليٍّ  بلاد الشام

غير أنَّ تحركات الخوارج والأعمال التي قاموا بها في العراق غيَّرت وجهة سيره نحو النهروان

ذلك أنَّهم لم يتردَّدوا في استعمال القوَّة ضدَّ كلِّ من اعترض سبيل خروجهم من الكوفة

كما قاتلوا عمَّال الولايات الذين اعترضوا اجتيازهم أراضي ولاياتهم.

 

لم يتخذ عليٌّ  قراره النهائيِّ بقتال الخوارج إلَّا بعد أن استنفد معهم كافَّة وسائل الاستقطاب

وأتاح لهم الفرصة للتراجع وتغيير ما بأنفسهم والتخلِّي عن موقفهم التمرُّديِّ

باستثناء أولئك الذين ارتكبوا أعمالًا جرمية

وفعلًا انسحبت عدَّة مجموعات منهم قبل بداية المعركة

فانسحب ألف ومائتان من أصل أربعة آلاف

وخرجت طائفةٌ أخرى متفرقين فنزلت الكوفة

وخرج إلى عليٍّ منهم نحوٌّ من مائة، وكانوا أربعة آلاف

فكان الذين بقوا مع عبد الله بن وهب منهم ألفين وثمانمائة.

 

تكتسب عمليات الانسحاب هذه أهميةٌ كبيرة

لأنَّها تُبيِّن أنَّ المجموعات المنسحبة التي تبدو -من خلال روايات المصادر- متماسكة وملتفَّة حول المبادئ التي نادى بها زعماؤها

لم تكن لأفرادها الدرجة نفسها من الاقتناع والالتزام

 

كانت المعركة التي جرت في 9 صفر 38هـ الموافق 17 يوليو 658م" خاطفة

لم تدم سوى ساعاتٍ بدأها الخوارج بالضغط على الجيش العراقي وبخاصَّةٍ الخيَّالة

وقاتلوا ببسالةٍ وبشكلٍ متواصل

لكنَّ الفارق العدديِّ أدَّى دورًا كبيرًا في تحديد مسار المعركة

الذي سرعان ما تحوَّل لصالح العراقيين

كانت الهزيمة ثقيلة على الخوارج الذين تكبَّدوا خسائر فادحة

وانتهت المعركة بانتصار جيش علي بن أبي طالب عليهم.

ولم ينج من منهم إلا أربعين شخصا فقط.

وقد أمر عليٌّ  بعد انتهاء المعركة بنقل الجرحى إلى الكوفة ومداواتهم

كما أمر عليٌّ  بتقسيم الدوابِّ والسلاح بين العراقيين

وردِّ الرقيق والإماء إلى أهلهم، وفي المقابل تكبَّد العراقيُّون ألفًا وثلاثمائة قتيل.

 

 

 

لائحة المراجع

تاريخ الرسل والملوك لمحمد بن جرير الطبري  

 الكامل في التاريخ لإبن الأثير  

 البداية والنهاية لإبن كثير 

 مصنف ابن أبي شيبة