آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

ماذا تعرف عن العبد المخصي؟

الخصاء هي عملية (بتر العضو الذكري للعبد)

وكانت تحدث للعبيد اللذي يفترض إنهم كانوا حُرّاس للملك أو الأعيان ونسائهم

وحكمته في الحراسة أن الإنسان المخصي محروم من إرضاء نزعته الجنسية الكامنة في داخله

فالجنس ليس مجرد عملية ضخ دماء في العضو الذكري لينتصب

ولكن هو مشاعر وهوية جندرية (genre) وميل جنسي كامن في الوعي

لذا فأهم صفات المخصي هي (الشراسة والطاعة) المطلوبة لمهام حراسة المالك

وفي ذات الوقت (الوداعة) ناحية النساء لعدم حدوث الانتصاب..

الفقهاء فرّقوا

- بين الخَصي بإزالة الخصيتين..

وبين الجبب ويعني إزالة القضيب

فيقال

لمن لا خصي له (مخصي)

ومن لا قضيب له (مجبوب)

 الخصاء عند الشيوخ هو حرام شرعا..

لكن سلوك المسلمين في العصور الأموية إلى غاية الفترة العثمانية كان يخصي العبيد

وفي كلا الحالتين هو نزع الشهوة الجنسية من العبيد بالقوة

لضمان عدم انتهاك حرمات نسائهم ولزوم الطاعة المطلقة..

لكن مع هذه الصفات كانت للخصيان – جمع مخصي – نفوذ بمرور الزمن

فحراس الأضرحة والأعيان والملوك اكتسبوا (نفوذ مُلّاكهم)

يعني حارس الملك أصبحت كلمته مسموعة عند الملك حتى وصل لمرتبة قائد الجيوش

(كمؤنس الخصي قائد جيش المقتدر بالله العباسي ومؤتمن الخلافة

الّذي قتله صلاح الدين الأيوبي وهو قائد جند الخليفة العاضد الفاطمي)

لكن من أشهر خصيان القادة والسياسيين هو

الصدر الأعظم "علي باشا الخادم" قائد الجيش العثماني في القرن 15 م

ومن الصحابة "سندر مولى زنباع الجذامي"

وروى الخطيب البغدادي في كتابه "تاريخ بغداد 1/ 417"

أن الخليفة العباسي "المقتدر بالله" كان له جيش كامل من الخصيان يقدر ب 11 ألف مخصي من العبيد (السود والبيض)

 

 

أما المؤرخ "جون لويس بركهارت" المتوفي عام 1813

فيروي أن محمد علي باشا أخصى 200 عبد أسود من دارفور بالسودان وأرسلهم هدية للسلطان العثماني

ويقول نفس المؤرخ أن ثمن العبد المخصي كان 1000 قرش، وغيره 300 قرش

لذلك كان تجار الرقيق والأعيان يلجأون لخصي عبيدهم (سود وبيض) لبيعهم بثمن مرتفع..

ومعلومة على الهامش

في عصر بركهارت لم يكن الجنيه عملة مصرية، بل القرش العثماني

فكان كل 20 قرش (ريال) وكل قرش يساوي 40 بارة عثمانية وهي أرخص عملة عرفها المصريون

ولاحقا حين تم اعتماد الجنيه تم حسابه 100 قرش

فكان ثمن العبد المخصي 10 جنيه بأسعار وقتها

علما بأن مرتب عمال حفر قناة السويس في عهد الخديوي إسماعيل (لاحقا) سنة 1860 م كان 3 قروش في اليوم كحد أقصى

يعني مرتب العامل في سنة كاملة كان يساوي ثمن عبد مخصي من الذين أرسلهم محمد علي للباشا العثماني.

 

أختم بأشهر قصة للخصيان في التراث الإسلامي وهي قصة العبد "مأبور الخصي"

وهو شخص مصري كان خادم لمارية القبطية حين تزوجت الرسول

فظهرت روايات أن قصة الإفك التي وردت في سورة النور بالقرآن

نزلت في مأبور ومارية 

وحين عرف الإمام عليّ بخصي مأبور ظهرت براءة مارية

وهذه القصة يتداولها الشيعة ==> (حسب تفاسيرهم بالطّبع)

لكن السنة يقولون أنها لعائشة وصفوان بن المعطل ==> (حسب تفاسيرهم بالطّبع)

وبعيدا عن الجدل في حقيقة هاتين القصتين لكن الدرس المستفاد منها

أن الرواه كانوا يعتقدون بعدم معارضة النبي لخصي العبيد..

رغم ذكرهم روايات عنه تُحرّم ذلك لاحقا حُكِمَ على أغلبها بالوضع..

 

منقول عن سامح عسكر بتصرّف بسيط