آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

معنى الحلال و الحرام و المغزى منهما

 

فهرس الموضوع

 

مقدّمة

قانون فيصل

(إلى غاية أن يثبت العكس)

يفرض كيان

أوامر أو قوانين (تشريعات) بالقوة

على كيان آخر

A-

إذا كان محتاجا إليه مادّيّا أو معنويا

B-

أو تفاديا لضرره

 

بصيغة أخرى

عندما ينعدم الاحتياج

لا يبقى معنى

للأمر الواجب التنفيذ

 

لم أستطع إيجاد مثال واحد

لكيان مستغن تماما عن كيان آخر

(إنعدام وجود إرتباط مادّي أو معنوي بينهما)

ثمّ

يُجبره على شيء ما

إلاّ إذا كان مريضا نفسيا يلبي رغبته السادية

كمجرمي الحرب مثلا

==> وهو في آخر المطاف إحتياج معنوي

 

الغنى عن العالمين يتناقض مع

الفرض الواجب التنفيذ

المعنى الحقيقي لفعل فرض في القرآن

موقع ترتيل القرآن يُقدّم بحثا جديرا بالإهتمام

لحلّ هذه المعضلة الشّائكة

 

يتجلّى الغِنى عن العالمين

حينما نتحدّث عن المواعظ و النصائح

و ينتهي عندما نبدأ بالحديث

عن الأركان و الفروض الواجبة التنفيذ

 

الدين وسيلة و ليس غاية

و الصلاة وسيلة أيضا

و ليست أمرا واجب التنفيذ

بنفضيل فيصل

 

- العقل الّذي يبحث

عن الحلال و الحرام

أكثر من بحثه

عن الحقّ و الباطل

هو عقل متخلّف

يناسب الإستبداد

و يُنتج التخلّف

و يُبقي على الحيرة و العمى

حسن فرحان المالكي

 

 

حكم الأشياء والأفعال

هو الإباحة

إلا ما جاء الدليل على تحريمه
الصرفندي

 

الفقه الذي

حرّم القهوة عند ظهورها

وحرّم الطباعة لقرون حتى تخلفّ المسلمون

وحرّم الصنبور (الحنفية)

وحرّم التلفاز و الصور و السينما و الغناء

ثم تراجع بعد ذلك عن كلّ هذه التحريمات

لا يستحقّ أن نأخذ منه شيئا

 

1- معنى كلمة حرام

A-

وَحَرَامٌ

عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا

أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ

(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 95)

هذه الآية الرائعة

تخبرنا بأنّ معنى الحرام هو المنع

حرام - ممنوع - interdit

 

و الآية الكريمة التالية تخبرنا بأنّ

نقيض الحرام هو الحلال

مسموح - permis

B-

إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا

يُحِلُّونَهُ عَامًا

وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا

لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ

فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ

زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ

(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 37)

 

مسموح به عاما

و ممنوع عاما

 

2- الحرام في القرآن

وصيّة من عند الله و موعظة للمصلحة

و ليس إجباريا

قُلْ: تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ

1- أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا 

2- وَ بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا 

3- وَ لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ

نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ 

4- وَ لَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ 

5- وَ لَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ

ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) 

6- وَ لَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ 

7- وَ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ

لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا 

8- وَ إِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى 

9- وَ بِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا

ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)

وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ

ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 151 - 153)  

أخبرنا الله بعدة محرّمات 

و أكّد علينا 3 مرّات

بأنّ هذه المحرّمات وصيّة من عنده

ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ

ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 

ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

و الوصيّة نصيحة و موعظة للمصلحة

و ليست إجبارية

 

3- كلّ شخص يتجاوز حدود الله

فإنّه يظلم نفسه و لا يضرّ الله شيئا

 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ

لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ

وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ

وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ

فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ

لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا

(سورة : 65 - سورة الطلاق, اية : 1)

عدم الإمتثال

لحدود الله

لأوامره

لمواعظه في القرآن الكريم !!!!

الوقوع في الحرام

بتعدّي الحدود التي سطّرها الله لنا

يؤدّي إلى مضرّة النّفس و ظلمها !!!!

 

و هذا يعني أنّ التحريم الإلاهي

من أجل مصلحنا

و ليس من أجل مصلحة

الله سبحانه و تعالى

 

4- لا إكراه في الدّين

لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ

قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ

فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 256)

 

5- الأمر الإلاهي موعظة للمصلحة

 

6- في هذه النقطة التي قد لا تعجب البعض

سأشارك معكم مثالا ليتضح لكم الأمر

سنكتشف من خلاله

بأنّ الله ينهانا عن الحرام

و يعظنا بإجتنابه من أجل مصلحتنا

تفاديا للمصائب

A- الخمر إثم كبير في حالات متعدّدة

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ

قُلْ: فِيهِمَا

1- إِثْمٌ كَبِيرٌ

2- وَ مَنَافِعُ لِلنَّاسِ

وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا

وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ

كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 219)

في الخمر 

a- إثم كبير 

+

b- و منافع للناس (يتجاهل هذه المعلومة جلّ الناس)

(ليس منفعة واحدة فقط بل منافع)

يمكن أن يكون في الخمر إثم كبير

كما يمكن أن يكون فيه منافع للناس أيضا

لكنّ إثم الخمر أكبر من نفعه

أكرّر

إثم الخمر أكبر من نفعه

بالنسبة لي

في الخمر إثم كبير

 إذا تمادى الإنسان في الشرب

تساؤل

ماهي منافع الخمر للناس؟

 

B- الآية التالية تخبرنا أنّ الله حرّم الإثم بصفة عامّة

قُلْ: إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ

1- الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ

2- وَالْإِثْمَ

3- وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ

4- وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا

5- وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ

(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 33)

حسب الآية الأولى

 في الخمر 

a- إثم كبير 

+

b- منافع للناس

حسب الآية الثانية 

حرّم الله الإثم الناتج عن الخمر فقط

و لكنه لم يُحرّم

الخمر الذي فيه منافع للناس

التحريم يخصّ الإثم

الناتج عن الخمر

فقط - حصريا

 

C- هذه الآية الثالثة

هي المهمة و هي التي ستوضّح لنا

بأن تحريم الخمر فيه مصلحة لنا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ

رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ

فَاجْتَنِبُوهُ

 لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  (90)

إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ

1- يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ

a- فِي الْخَمْرِ

b- وَالْمَيْسِرِ

2- وَيَصُدَّكُمْ

a- عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ

b- وَعَنِ الصَّلَاةِ

فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ؟؟؟؟!!!!! (91)

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 90-91)

نزلت في السنة 9 للهجرة (و الله أعلم)

1-

الْخَمْرُ 

رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ

فَاجْتَنِبُوهُ

 لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

يأمرنا الله (موعظة للمصلحة)

بإجتناب الخمر

إذا أردنا الفلاح

لأنّه رجس من عمل الشيطان

2-

إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ

1- يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ

فِي الْخَمْرِ

2- وَيَصُدَّكُمْ

عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ

وَعَنِ الصَّلَاةِ

فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ؟؟؟؟!!!!!

عواقب عدم الامتثال لأمر الله (موعظته)

بإجتناب الخمر

a-

قطع الصلة التي تربطنا بالله سبحانه و تعالى.

b-

وقوع العداوة و البغضاء بين الناس

==>

يتسبّب الخمر في أضرار جسيمة و كارثية

على الأشخاص و المجتمعات.

تحريم الخمر 

إنما هو في الحقيقة

نهي و موعظة بإجتناب الخمر

و يكبّ في مصلحة البشر

لعلّه يفلح في إجتياز الإختبار

بأقلّ الأضرار

فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ؟؟؟؟!!!!!

 

للتذكير

إنّ هذا الإجتهاد الذي شاركت معكم

يعبّر عن رأيي فقط !!!

أنا لا أحلل و لا أحرّم !!!

تماما كرأي المحللين الاقتصاديين النزيهين

في أداء الأسهم بالبورصة !!!

يعبرون

عن أفكارهم

و في آخر التعليق

يقولون

هذه ليست نصيحة

لشراء أو بيع الأسهم !!!

أكرّر

الإجتهاد الذي شاركت معكم

يخصني وحدي

و ليس نصيحة !!!

 

7- الله غنيّ عنّا

فلا يفرض و لا يطلب أمرا

و لا يَنْضَرُّ بعدم الإمثتال لأوامره

 

8- يريد الله أن تكون حياتنا سهلة و ليست صعبة

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ

فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ

وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ

يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ

وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ

وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 185) 

 

9- الله أرحم الرّاحمين

وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ

وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ

(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 83)

الرّحمة الإلاهية لا تتوافق مع الإجبار بفرض الأعمال للحصول على جائزة 

وكلّ من يقاسي أكثر يحصل على جائزة أكبر