ضريبة الهلالي
عجبت لمن يرفض حكم الشعب في دولة الدّيموقراطية
ويقبل حكم الفرد في دولة الخلافة
الصرفندي بتصرّف
مقال للباحث سامح عسكر
كان العرب بعد غزوهم لمصر في القرن 7 م يأخذون ضرائب من مصر
وهي (العشور والخراج والجزية) غير الغنائم والفئ والسبايا والعبيد..
بحسبة بسيطة فما مقداره 1/4 هذه الأموال تكفي لعيش العرب كلهم من الخليفة للصعلوك إلى (ملوك وأثرياء)
لكن في العصر العباسي لم يكتفِ الخليفة بهذه السرقات وهذه الأرباح
فقرر بدعة جديدة وهي الضريبة الهلالية
أي التي تُحصّل من المصريين كل أول شهر (طلعة هلال) وتفصيل هذه الضريبة كالتالي
الكلأ الذي ترعاه الماشية والسمك بعد الصيد وملح النطرون والنحاس والبهارات وغيرها
فقير يرعى الغنم يملك بعض التبن عليه أن يدفع ضريبة عنهم
الصياد رزقه الله بقليل من السمك..يدفع ضريبة عنهم..
وملح النطرون الذي كان مشهورا ومحببا عند المصريين من أيام عصر الأسرات ويستخدم في التحنيط..كان عليه أيضا ضريبة..
في الحقيقة الخليفة العباسي بلغ من عدله إنه كان ياخد ضريبة على (البوس والأحضان والجماع)
لكن بعد مشورة وزراءه صرفوا النظر عن هذه الفكرة
وبصوت واحد هتفوا للخليفة في القاعة (ياسلام ع الحِنّية..ياسلام ع الإنسانية)..!!!
وقد انقسمت ضرائب مصر لصالح الخليفة إلى خراجية وهلالية
بحيث جعلت المصري في الأخير يشحت وياكل تراب عشان يقدر يعيش
وقد جمعها المقريزي في كتابه المواعظ والاعتبار
أكثر من 80 نوع ضريبة كان المصري يدفعها لدرجة
لو تنفس من رئته بدون إذن الوالي فعليه الدفع..!!
وهنا يظهر"أحمد بن طولون" كملك عادل ليسقط الهلالية
ثم تعود في أواخر العصر الفاطمي..
ليمنعها صلاح الدين كي يكسب ثقة الشعب بعد انقلابه على الخليفة العاضد
ثم يعيدها العزيز بن صلاح الدين بعد نفاذ خزينته بأثر الحروب
..وهكذا..كان تاريخ مصر،
كلما إحتاج الخليفة للمال فإنّ المصري يدفع
ولا أمامه سوى خيارين لا ثالث لهما (الدفع أو الحبس)
وأحيانا القتل بدعوى الخيانة..
فمن الذي يجرؤ على التهرب من الضريبة وقت الحرب والفتوحات..
وإنه لذنبُ لو تعلمون عظيم..