آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

الآية الّتي يستغلّها البعض لإثبات عداوة اليهود و النّصارى للمسلمين

وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى

حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ

قُلْ: إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى

وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ

مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 120)

تدبّر أوّلي

لَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى

حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ

فملّتهم تقول بأنّهم الوحيدون الّذين سيدخلون الجنّة

 

وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ

إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى

تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ

قُلْ: هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ

إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ !!!!!!!! (111)

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 111)

لكنّ الكلمة الأخيرة لله الّذي سيحكم

بين اليهود و النصارى و كلّ الناس بما في ذلك المسلمون

 

ملاحظات

أوّلا: الآية موجّهة لنبيّنا تحذّره من اليهود و النصارى في زمنه هو مهما كان إسمهم

الّذين يحاولون جاهدين إقناعه بالتّخلي عن القرآن و إتباع ملّتهم  

 

ثانيا: حسب التفاسير الّتي تعتمد عليها الفرق الإسلامية

1- في تفسير مقاتل بن سليمان قال " ولن ترضى عنك اليهود من أهل المدينة ولا النصارى من أهل نجران" (1/135)

2- في تفسير بحر العلوم للسمرقندي قال " قوله تعالى: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى، يعني أهل المدينة ونصارى أهل نجران حتى تتبع ملتهم" (1/89)

3- وفي تفسير الثعلبي قال " أن يهود المدينة ونصارى نجران كانوا يرجون أن يصلي النبي إلى قبلتهم فلما صرف الله القبلة إلى الكعبة شق ذلك عليهم وأيسوا منه أن يوافقهم على دينهم فأنزل الله: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع دينهم وقبلتهم" (1/ 266)

4- ويقول الواحدي في تفسير الوجيز " الآية نزلت في تحويل القبلة وذلك أن اليهود والنصارى كانوا يرجون أن محمدا يرجع إلى دينهم فلما صرف الله تعالى القبلة إلى الكعبة شق عليهم وأيسوا منه أن يوافقهم على دينهم" (129) ومعنى كلام الواحدي أن يهود المدينة ونصارى نجران هم من نزلت فيهم الآية كونهم من جادلوا النبي في تحويل القبلة.

5- وما قاله الواحدي قاله ابن عطية الأندلسي في تفسيره (المحرر الوجيز 1/ 204)

6- ويقول البغوي في تفسيره " قال ابن عباس رضي الله عنهما: هذا في القبلة، وذلك أن يهود المدينة ونصارى نجران كانوا يرجون النبي حين كان يصلي إلى قبلتهم، فلما صرف الله القبلة إلى الكعبة أيسوا منه أن يوافقهم على دينهم" (1/ 161)

 

أكتفي بذلك ومن يشأ مراجعة التفاسير القديمة فليعد إليها لأن

معنى الآية مختلف عن فهم الأغلبية

الذين نزعوا منها قيود الزمان والمكان

وجعلوها مطلقة ليبرروا كراهيتهم لكل مسيحي ويهودي كأصل

 

منقول عن الباحث سامح عسكر