10 رواة و شيوخ للبخاري
10 رواة وشيوخ للبخاري
رغم أن العدد أكبر من ذلك بكثير
ولكن سنكتفي بعشرة فقط للإيجاز والمثال
ومن أراد البحث عن غيرهم سيرى نفس أحوال العشرة.
الراوي الأول هو .."عبدالله بن الزبير الحميدي"..توفي عام 219هـ
هو من أعظم وأجل الرواة عند البخاري، وكان يقول عنه.."إمام الحديث"..، بل أن البخاري قد افتتح كتابه ب.."حدثنا الحميدي"..هكذا دون مقدمة أو خطبة تمهيدية كسائر الكُتب..روى له البخاري في الصحيح 85 حديث، كلهم من رواية الحميدي حصرياً..كان الرجل متطرفاً تكفيرياً..كتب كتاب.."الرد على النعمان"..كفر فيه أبي حنيفة، وروي عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء شدة موقفه من الأحناف قائلاً:" والله لأن أغزو هؤلاء الذين يردون حديث رسول الله أحب إلي من أن أغزو عدتهم من الأتراك"... يقصد الأحناف...وقال:" ما دمت بالحجاز، وأحمد بن حنبل بالعراق، وإسحاق بخراسان، لا يغلبنا أحد"(10/619).
باختصار كان الحميدي حنبلياً يرد على الأحناف، وفي عصره اشتد الخلاف والعداء بين أهل الحديث وأهل الرأي، هذا هو حال أعظم راوي عند البخاري كان تكفيرياً مقلداً ، بل كان يعتبر مدرسة أهل الرأي هي مدرسة خارجة عن الملة.
الراوي الثاني هو.."أبو بكر عبدالله ابن أبي شيبة"..توفي عام 235هـ
وهو صاحب كتاب.."المصنف في الأحاديث والآثار"..أو بما يُعرف في الأوساط العلمية بمصنف أبي شيبة.....كتب عبدالله باباً كاملاً في الرد على أبي حنيفة وافتتحه بقوله.." كتاب الرد على أبي حنيفة هذا ما خالف به أبو حنيفة الأثر الذي جاء عن رسول الله"..ثم افتتحه بالأخبار عن رجم الزاني والزانية..وهذا دليل على أن الأحناف كانوا لا يقولون بصحة رجم الزاني في عهد ابن أبي شيبة..
الراوي الثالث هو.."نعيم ابن حماد"..توفي عام 229هـ
وهو من يُعرف.."بشيخ البخاري"..كان ملازماً له ،ورغم ذلك روى له البخاري أحاديث قليلة لكثرة طعن الأئمة فيه...وهو صاحب كتاب.."الفتن والملاحم"..الذي يُحتمل أن تأثر به البخاري ووضع أحاديث في كتابه عن الفتن بأسانيد ابن حماد..نعيم ابن حماد كان عدواً لأبي حنيفة ، وقال عنه الذهبي وابن عدي كان يضع الحكايات في مثالب أبي حنيفة..حتى أن ابن عدي قال عنه أنه متهم في رأيه بسبب موقفه من الأحناف..وقال عنه المزي في تهذيب الكمال(29/70) والذهبي في سير أعلام النبلاء(10/519) أنه وضع كُتباً في الرد على أبي حنيفة..
الراوي الرابع.."إسحاق ابن راهويه"..توفى عام238هـ
وكان شيخاً للبخاري..كما أجمع المؤرخون أن البخاري كان تلميذا لابن راهويه..ولكن!!..ابن راهويه كان تكفيرياً كذاباً، حكى إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة، وهو مذهب السلفيين وغلاة الحنابلة هذا الزمان، غير ذلك فالجمهور أفتى بكفر من أنكر فرضيتها وليس تاركها خلافاً لمذهب ابن راهويه..نفهم بذلك لماذا يحب السلفيين والحنابلة بالعموم هذا الرجل، بل يضعون في مناقبه أشياء لا تجتمع سوى للأنبياء..!
ابن راهويه كان عدوا هو الآخر لأبي حنيفة، وكان شديد التحامل عليه، ويُحكى أنه كان حنفياً ثم تحنبل وصار متعصباً للحنابلة وأهل الحديث كما حكى ذلك المروذي في كتاب.."الورع".. ص 122ومعنى القصة أن الرجل كان مقلدا لشيخه"عبدالرحمن بن مهدي"وبعد أن طعن بن مهدي في أبي حنيفة تحول إسحاق إلى الحنابلة هكذا دون نظر، وهي قصة عجيبة تعكس ضعف عقول هؤلاء وأنهم كانوا مجرد مجموعات من الجهلة والمتعصبين، أخذ عنهم أشباههم بعد ذلك وجعلوهم سلفاً صالحاً يحرم الخروج عن رأيهم
لراوي الخامس.."محمد بن عرعرة"..توفى عام213هـ
وكان أستاذاً للبخاري ، روى عنه 20 حديثاً دونها في صحيح الجامع، فيها ما يرد على مدرسة أهل الرأي ويسمونها في المتون "بالمرجئة" وهي التهمة التي نالت أبي حنيفة من قِبَل هؤلاء.ابن عرعرة هو سليل عائلة معادية بالكامل في البصرة لأبي حنيفة ، فأبيهم عرعرة ابن البرند وإخوته سليمان وإسماعيل بن عرعرة، وأبنائه إبراهيم وإسحاق..كانوا جميعاً يمتهنون الحديث في البصرة ، وما بينهم وبين مدرسة الكوفة"أهل الرأي"ما صنع الحداد.
يكفي أن نعلم أن والد محمد .."عرعرة بن البرند".. كان شيخاً لنعيم بن حماد عدو الأحناف الأكبر والأشهر في العراق، وأن أخيه إسماعيل كان صديقاً وشيخاً للبخاري، وكان يضع له روايات للطعن في أبي حنيفة دونها البخاري في كتابه "التاريخ الصغير"(2/41).يعني عائلة بالكامل كانت تكره أبي حنيفة جعلها البخاري مصدراً موثوقاً فيه للأخبار
ثم نسأل لماذا كانت الروايات تخدم بعضها وكان الرواة يُعظّمون أنفسهم حتى بالغوا في وصفها بأوصاف لا تحق إلا للآلهة..!
الراوي السادس."أيوب السختياني"..توفى عام131هـ
روى له البخاري 7 أحاديث ،وكان معاصراً لأبي حنيفة وممن يُكفرونه ويشتمونه، روى عبدالله ابن أحمد في.."السنة"..(1/()(سورة : 223 - , اية : 224) ) أن السختياني كفّر أبي حنيفة قائلاً." لقد ترك أبو حنيفة هذا الدين " وفي مشهد آخر رأى أبو حنيفة السختياني في الحرم المكي فأقدم عليه ولكن السختياني رفض ذلك وقال لأصحابه.."قوموا لا يعدنا بجربه، قوموا لا يعدنا بجربه"..هو لا يقصد أن أبي حنيفة أجرب، ولكن كان يشتمه عن كراهية.
الراوي السابع.."سفيان الثوري"..توفى عام 161هـ
روى له البخاري 5 أحاديث ،وهو من أئمة مذهب السنة ويُقال أن له مذهباً خاصاً..سفيان كان معاصراً لأبي حنيفة وشأنه كشأن أيوب السختياني ..كان ممن يُكفرون الإمام وزعموا استتابته وطالب بطرده من الكوفة، وقد روى ذلك عبدالله ابن أحمد ابن حنبل في كتاب.."السنة"..ب15 طريق عن سفيان..وروى شتم سفيان لأبي حنيفة ابن عدي في الكامل(7/5)
الراوي الثامن.."حماد ابن سلمة البصري "..توفى عام 167هـ
روى له البخاري 6 أحاديث معلقة ، ومعنى التعليق أن له سند ومتابعة على الحديث ليس هو السند الأصيل،ولكنه في النهاية سند مقطوع لسقوط بعض الرواة، والمعلق يعني استشهاد بالرأي كمن يقول حدث كذا وكذا والدليل أن فلان قال وصدق عليه، ومضمون التعليق يكشف ثقة البخاري في حماد ابن سلمة وأن رأيه في غاية الأهمية سواء في النقل أو الجرح والتعديل.
حماد كان تكفيرياً متعصباً للحديث..وقال في شأن أبي حنيفة.."كان أبو حنيفة شيطاناً"..وقد وثق ذلك ابن عدي في الكامل(7/8)
الراوي التاسع.."عبدالرحمن بن عمرو الأوزاعي"..توفى عام 157هـ
روى له البخاري 70 حديث فيهم بعض المعلقات، وشأنه كشأن سفيان الثوري، هو إمام من أئمة السنة ويُقال أن لديه مذهب خالف به مالك وأبي حنيفة، ولكنه كان شديداً على أبي حنيفة من سفيان .كان الأوزاعي ممن يُكفّرون أبي حنيفة في أكثر من موضع وقد اشتهر ذلك لدى المؤرخين وأصحاب الطبقات، وهناك أربع كتب ذكرت تكفير الأوزاعي لأبي حنيفة هي:1-السنة لعبدالله ابن حنبل2-المجروحون لابن حبان3-تاريخ بغداد للخطيب 4-الكامل لابن عدي.
الراوي العاشر والأخير.."شعبة بن الحجاج"..توفى عام160هـ
وهو من أكثر الرواة الذين اعتمد عليهم البخاري في تأليف صحيحه، روى له البخاري مئات الأحاديث، وهو بذلك يقترب مما رواه ابن شهاب الزهري الذي فاق الألف حديث وأكثر مما رواه عكرمة 200 حديث..!..تخيلوا..!!..راوي واحد يروى مئات الأحاديث وكلها صحيحة مدونة دون لبس، هكذا كان البخاري يضع رواته في منازل الأنبياء لا يُخطئون وتوثيق كلامهم عن النبي دون نظر..
شعبة ابن الحجاج كان عدوا لأبي حنيفة النعمان فقد روى العقيلي في الضعفاء(8/491) ما نصه مروياً عن أبي سلمة الخزاعي.." سمعت حماد بن سلمة ، وسمعت شعبة يلعنان أبا حنيفة"..وقد تقدم الكلام على حماد وكراهيته للأحناف، وهاهو شعبة من أعظم رواة البخاري على نفس المنهج..فكيف يكون الرواة بهذا التعصب المذهبي إلا وكان دليلاً على امتهانهم الكذب في حق الله وفي حق النبي، بل ويحاربون ويكفرون ويقتلون من يدعوهم للنظر ولتحكيم ضمائرهم وعقولهم.
10 من رواة وشيوخ البخاري يكرهون أبا حنيفة بل هناك من يُكفّره