عواقب الشرك

مقدّمة

1- يتشبّث البعض ممّن يشكّك بعدل الله بهاتين الآيتين

2- من عواقب الشّرك في الدّنيا

3- من عواقب الشّرك في الآخرة

4- تحذير لنبيّنا الكريم في حالة ما إذا أشرك بالله

بإفتراء تشريعات غير تلك الموجودة بالقرآن

مقدّمة

عواقب الشرك وخيمة جدّا

يعتبر المسلمون نفسهم غير معنيين بها

 نظرا لعدم تدبّرهم القرآن

فأهملوه إهمالا بوضع ثقتهم في أشخاص

نصّبوا أنفسهم وكلاء لله في أرضه

1- يتشبّث البعض ممّن يشكّك بعدل الله بهاتين الآيتين

إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ

وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ

وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 48)

الشرك يعتبر من أعظم الأخطاء

التي يمكن أن يرتكب الشخص

ولهذا السبب فإنّ الله لا يغفر هذا الإثم العظيم

إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ

وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ

وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 116)

من أشرك بالله

فقد ترك الطّريق المنير

وإتجه نحو للظلام المهلك

الشرك من وجهة نظري بكلّ بساطة

1- الخوف من الله ومن إلاه آخر

2- إتباع أوامر الله وإلاه آخر

3- حبّ الله مع إلاه آخر

4- دعاء الله وإلاه آخر

5- التقرب من الله بواسطة إلاه آخر

الشرك هو نسيان الله مع اسمائه الحسنى 

نسيان مواعظه و تشريعاته في كتبه 

وإتباع كتب بشريّة تؤدّي إلى الهلاك

عدم إتباع المواعظ الإلاهية و الفطرة السليمة يُعتبر شركا

و يجعل من صاحبه عرضة لذنوب كثيرة

لن يعترف بها مهما حاولت معه

من الطّبيعي أن لا يغفر الله ذنوب هذا الشخص

لأنّ ذلك سيجعل منه إلاها غير عادل

وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ

صِدْقًا وَعَدْلًا

لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ

وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 115)

تمّت كلمة الله (قراره sa decision) بخلق هذا الإختبار 

بالصّدق و العدل 

فلا يستطيع أحد في نهاية المطاف

بعد أن يشاهد تسجيلات حيواته

أن ينتقد ظلما أو تمييزا أو تفضيلا بين كلّ الناس بدون إستثناء

ستقول لي كيف لا يغفر ذنوب المشرك

و يغفر من دونها لمن يشاء؟

أين هو هذا العدل الّذي تتباهى به؟ 

الجواب بسيط جدّا 

هناك قاعدة عامّة في القرآن حول مغفرة الذّنوب 

وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ

1- تَابَ

2- وَآمَنَ

3- وَعَمِلَ صَالِحًا

4- ثُمَّ اهْتَدَى

(سورة : 20 - سورة طه, اية : 82)

من شاء أن يغفر الله له أيّ ذنب دون الشرك

ما عليه إلاّ أن يتّبع هذه الخطوات الأربع

مشكلة المشرك هي تحكّم الأنا به

يقينه بأنّه على صواب يمنعه من إستعمال هذه القاعدة

من العدل أن لا يغفر الله له ضمانا لتساوي الحظوظ بين الكلّ

لكنّ الله في آخر المطاف سيُتمّ القرار الّذي إتخده

بالعدل الكامل و الصّدق 

بدون تمييز و تفضيل 

وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا

لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ

وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 115)

الملحد نوعين

- ملحد يتّبع فطرته السليمة

و هو غير مشرك يُصلح أخطاءه فيغفر الله ذنوبه 

- ملحد إتبع شهواته و هواه بقصد الإفساد و الضرّر 

و هو مشرك (أشرك مع الفطرة السليمة قوانين غير سليمة)

لا يعترف بأخطائه فلا يغفر الله له

هناك معنى آخر لفعل غفر في طور التدبّر

2- من عواقب الشّرك في الدّنيا

قُلْ

سِيرُوا فِي الْأَرْضِ

فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ

كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ

(سورة : 30 - سورة الروم, اية : 42)

A- الإبتعاد عن آيات الله و سبيل الحقّ و نسيان ذكر الله

a-

سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ

1- الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ

2- وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا

3- وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا

4- وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا

5- ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا

وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ

(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 146)

لا يهدي الله من إستكبر

و إتبع الغيّ من أقوال ما أنزل الله بها من سلطان

أقوال بشرية بإسم نبينا و هو بريء منها

فيتخذونها سبيلا

غافلين عن الآيات القرآنية الواضحة

b-

وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا

اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ

فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ

فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ

(سورة : 12 - سورة يوسف, اية : 42)

إعتمد نبيّنا يوسف على صاحبه في السجن

لكي يطلب ربّه ليخرجه بسرعة

لأنّ الشيطان أنساه ذكر الله

و نتيجة لذلك بقي في السجن سنين أخرى

عقوبة على شركه هذا

B- العذاب

فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ

فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ

(سورة : 26 - سورة الشعراء, اية : 213)

C- خيبة الأمل

لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ

فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا

(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 22) 

3- من عواقب الشّرك في الآخرة

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ

وَ قَالَ الْمَسِيحُ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ

إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ

فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ

وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 72)   

سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ

بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا

وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 151)

عقوبة أولائك الناس الّذين إتبعوا تشريعات غير إلاهية ستكون مرعبة 

أولائك الّذين لم يكفهم القرآن و إتبعوا تشريعات لم يذكرها في كتابه

سوف يصيبهم الرّعب من قوّة صدمة المفاجئة الّتي تنتظرهم 

(لن يشفع لهم الرسول - سوف ينكرهم الرسول -

سيكتشفون أن كلّ الأقاويل الّتي كتبت على لسان رسولنا مفتراة إلخ من الصدمات)

النار (الفتنة) مقرّهم المستحقّ لأنّهم ظلموا أنفسهم قبل ظلم الآخرين

أَوْ تَقُولُوا

إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ

أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ

(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 173)

الهلاك للمشركين

أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24)

مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25)

الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ

فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)

(سورة : 50 - سورة ق, اية : 24 - 26)

ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ

وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ

فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا

(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 39)

جهنّم

وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ به 

فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ

إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ

(سورة : 23 - سورة المؤمنون, اية : 117)

سيحاسبه الله

4- تحذير لنبيّنا الكريم في حالة ما إذا أشرك بالله

بإفتراء تشريعات غير تلك الموجودة بالقرآن

وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ

لَئِنْ أَشْرَكْتَ

لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ

(سورة : 39 - سورة الزمر, اية : 65)

يحذّر الله تعالى نبيه من الشرك به

بإفتراء تشريعات غير تلك الموجودة بالقرآن

كلّ أعماله ستذهب سدى فيخسر كلّ شيء