آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

حروب الردة

إجمالا، ارتبطت خلافة أبي بكر في التاريخ الإسلامي بعمليتين كبيرتين

1- قمع “ردة القبائل” هذه، وفرض الإسلام فرضا نهائيا وبالقوة؛

2- ثم إطلاق عملية “الفتح” (الإستعمار)

ثم إنه، في حين كانت هذه “الردة” ترتدي شكل تمرد على فريضة الزكاة

فإن القبائل كانت، وفق جعيط، مستعدة لمواصلة ممارسة الصلاة.

الذي حدث ببساطة، يقول المفكر العراقي هادي العلوي في كتابه “فصول من تاريخ الإسلام السياسي”،

أن العرب أطاعوا محمد لكونه رسول الله… لا لكونه الحاكم

أبو بكر، بعد نقاش مع عمر بن الخطاب

حاول فيه الأخير أن يثنيه عما يرمي إليه حقنا للدماء ومنعا للحرب،

أصدر حكما بتكفير مانعي الزكاة بل وباجتثاثهم…

كان صلبا في موقفه، مصرا عليه

ذلك أنه بناه على حديث (متفق عليه) قال إنه سُمع عن النبي يقول فيه:

“أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة

فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله”.

في الأخير، لا بد أن نشير إلى أن “حروب الردة”،

مع أنها تحتل مكانة حساسة في التاريخ الإسلامي،

إلا أنها لم تنل حيزها الكافي في الكتابات آنذاك،

ذلك أن “بطولات” خالد بن الوليد، اخطفت الأضواء في هذه الفترة، من أبي بكر نفسه.

ربما يكون هذا سبب اختلاف قراءات ماهية “الردة” وحروبها…

بيد أنه لا يختلف اثنان في أن أبا بكر نجح في ما صبا إليه؛

بل وكان ذلك تمهيدا لغزو ما جاور المسلمين من أمم

بعدما اكتشفوا ضعف تحصين عدد من المواقع.

مرايانا بتصرّف