آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

الله فقط

فهرس الموضوع

 

مقدّمة

الله كفيل بحماية دينه و كتبه و رسله و أنبيائه

و لم يوكّل أحدا

و لم يمنح تفويضا لأحد ليقتحم على الآخرين خصوصياتهم

تحت شعار أنّه يحمي الله

فالله لا يحتاج لحماة 

بل لعباد مصلحين منتجين لا يعيشون عالة على الآخرين

عبادا معمّرين في الأرض ناشرين البهجة و السرور و السعادة و الحبّ

الدّكتور خالد منتصر

 

 

1- الآية الّتي ستدقّ آخر مسمار في نعش مهنة رجل الدّين

A- الآيات الّتي تُمهّد المتدبّر لإستقبال أحد أهمّ آيات القرآن

مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ

وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (99)

قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ

وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ

فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ

وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ

عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101)

قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ

ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ (102)

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 99 - 102)

آيات على شكل مقدّمة تُهَيِّء القارئ لإستقبال أحد أهمّ النصائح الإلاهية

آية مصيريّة كانت ستنقذ العالم من كلّ الشّرور و الظّلم و الكوارث

لو تدبّرها الناس بالعقل و إتبعوها

يذكّرنا الله بأنّ

- دور الرّسول هو البلاغ 

- و أنّه يعلم كلّ شيء و لو ظننا أنّه مخفيّ على العامّة

- و  بأن الخبيث يبقى خبيثا و لو كان سائدا (ما هي الأفكار و الآراء الّتي سادت طيلة 15 قرن؟)

و لو أعجبنا بكلامه البارع و حِفْظِهِ و لِباسِه وثِقَتِه بِنفسه

يعظ أولي الألباب الّذين يستمعون الأقوال المتعدّدة (و ليس القول الواحد) و يتبعون أحسنها

بالرّجوع إلى الله و أسمائه الحسنى إذا أرادوا الفلاح في الحياة

يعظنا بعدم السؤال عن اشياء بدون القرآن لأنّها ستسوء لنا

لكنّ إتباع القرآن يُبدي حقيقتها

 

B- الآية العظيمة الّتي تنفي بشكل قاطع وجود مهنة إسمها رجل دين أو صاحب إختصاص

مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ

1- بَحِيرَةٍ

2- وَلَا سَائِبَةٍ

3- وَلَا وَصِيلَةٍ

4- وَلَا حَامٍ

وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا

يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ

وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 103)

1- تفسير البخاري (نصّ الحديث باللون الأزرق)

عَنْ التابعي (الّذي لم يرى نبيّنا الكريم قطُّ) سَعِيدِ بنِ المُسَيِّبِ، قالَ

1- البَحِيرَةُ

الَّتي يُمْنَعُ دَرُّها لِلطَّواغِيتِ، فلا يَحْلُبُها أحَدٌ مِنَ النَّاسِ

 (مقطوعة الأذن) تقطع أذن الناقة أو الغنم فلا يستطيع صاحبها إستغلالها لأنّها مخصّصة للأصنام

2- والسَّائِبَةُ

كانُوا يُسَيِّبُونَها لِآلِهَتِهِمْ لا يُحْمَلُ عليها شيءٌ

قالَ: وقالَ أبو هُرَيْرَةَ: قالَ رَسولُ اللَّهِ

رَأَيْتُ عَمْرَو بنَ عامِرٍ الخُزاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ في النَّارِ، كانَ أوَّلَ مَن سَيَّبَ السَّوائِبَ

إذا حملت 10 أبطن فلا تُركب و لا تذبح و لا يُطعم منها أهل مالكها فتترك و لا يُتعرّض لها

 النَّاقةُ المتروكةُ والمنذورةُ للأصنام (الطّواغيث)

3- والوَصِيلَةُ

النَّاقَةُ البِكْرُ، تُبَكِّرُ في أوَّلِ نِتاجِ الإبِلِ، ثُمَّ تُثَنِّي بَعْدُ بأُنْثَى

وكانُوا يُسَيِّبُونَها لِطَواغِيتِهِمْ، إنْ وصَلَتْ إحْداهُما بالأُخْرَى ليسَ بيْنَهُما ذَكَرٌ

هي التي تتصل ولادتها بأنثى بعد أنثى فتترك للطّواغيت

4- والحامِ

فَحْلُ الإبِلِ يَضْرِبُ الضِّرابَ المَعْدُودَ، فإذا قَضَى ضِرابَهُ ودَعُوهُ لِلطَّواغِيتِ

وأَعْفَوْهُ مِنَ الحَمْلِ، فَلَمْ يُحْمَلْ عليه شيءٌ وسَمَّوْهُ الحامِيَ

الفحل الّذي تحمل منه الأنثى أبطن كثيرة

فيقولون حما الفحل ظهره من الذّبح و الرّكوب عليه 

و دعوه للطّواغيث

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 4623 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : أخرجه البخاري (4623)، ومسلم (2856)

حسب حديث البخاري و أبي هريرة

تصبح الآية كالتالي

مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ

1- بَحِيرَةٍ ==> بهيمة مقطوعة الأذن المخصّصة للأصنام

2- وَلَا سَائِبَةٍ ==> ولا ناقة متروكة ومنذورة للأصنام

3- وَلَا وَصِيلَةٍ ==> ولا ناقة تتصل ولاداتها بأنثى بعد أنثى فتترك للطّواغيت

4- وَلَا حَامٍ ==> ولا جمل فحل يحمي نفسه بتمكّنه من تخصيب الإبل عدّة مرّات (فيُترك للأصنام)

ولكن الكفار نسبوا ذلك إلى الله تعالى افتراء عليه

وأكثر الكافرين لا يميزون الحق من الباطل

===> 

1- لم يجعل الله بهائم الصّحراء مخصّصة للطواغيث و الأصنام

ماذا عن باقي حيوانات الأقوام الأخرى

هل أرسل الله القرآن للناس كافّة أم لقبيلة قريش فقط؟

2- لا جناح و لا إثم على كلّ من عاش في 200 سنة الّتي تلت موت نبيّنا العظيم

إلى أن جاء المفسّر و المنقذ البخاري 

لقد جعلوا هذه الآية مرهونة بظرف محدّد في الزّمان و المكان 

إنّه شيء مؤسف فعلا 

لكنّ الله يخبرنا بأنّ الكافر (المستكبِر و المنكِر لتدبّر القرآن)

هو من يفتري على الله الكذب

 

2- تدبّري المنسجم مع العقل و المنطق

بحيرة ==> من التوسّع و الغزارة 

(سُمّي البحر لأنّه واسع جدّا)

(نقول هذا الشخص تبحّر في العلم)

السائبَةُ ==> من الإهمال

وصيلة ==> صلة الوصل

حام ==> الشخص الّذي يحمي 

تصبح الآية أوضح بعد إستخدام المنجد  

لم يجعل الله 

1- أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه

2- لأنّه لم يهمل فيه شيئا ( كلّ الكتب الإلاهية ليست سائبة) 

3- و لم يجعل صلة وصل بينه (الوكلاء الحصريين - أصحاب الإختصاص) و بين الناس

4- ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين

 

وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا (دراسة كاملة من القرآن حول كلمة كافر)

(إستكبروا و أنكروا تدبّر القرآن بإعتماد تشريعات و روايات بشريّة)

يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ

بخلقهم مهنة رجل الدّين 

وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ

بعدم تدبّرهم للقرآن وبإتباعهم القيل و القال

يخبرنا الله بصريح العبارة أنّه

لا يوجد وسيط بينه و بين الناس

و لا توجد مهنة إسمها رجل دين

هؤلاء الّذين يفترون على الله الكذب كافرون (دراسة كاملة من القرآن حول كلمة كافر)

 

تفسير منطقيّ أكثر و مواكب لتقدّم البشرية

لأنّ القرآن نزل لكلّ الناس و ليس لقبيلة قريش فقط

 

هذا رابط لموضوع مهمّ يعظنا من خلاله الله بعدم تكفير أيّ شخص

مهما كنت تظنّ أنّك على حق؟

 

 

C- الآية الّتي تَلَتْها تُؤكّد للمتدبّر إستحالة وجود مهنة إسمها رجل دين

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا

1- إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ

2- وَإِلَى الرَّسُولِ

قَالُوا

حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا

أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ

لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ!!!!!!!!

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 104)

فعل كان و بعض الأفعال في الماضي لا تدلّ دائما على الماضي

هذا يعني أنّ هذه الآية متّجهة لكلّ الناس

في جميع العصور إبان حياة نبيّا و بعد موته

إذا قيل لهم ==> عندما تقول لهم

تعالوا يا إخوتي نرجع

- إلى القرآن لنتدبّره سويّا

إنّه مليء بالكنوز و التشويق و الإثارة 

- و (واو العطف) إلى رسولنا الكريم الّذي كان قرءانا يمشي على الأرض

أنظر موضوع المعنى الحقيقي لطاعة الرّسول

يُجيبون بإستهزاء و سخريّة

يكفينا سلفنا الصالح رضي الله عنهم

تكفينا ديانتنا العظيمة بفهم سلف الأمّة

يكفينا شيوخنا و علماؤنا و أئمّتنا الأربعة

يكفينا البخاري و مسلم و كلّ كتّاب الحديث 

الّذين عملوا و كدّوا و جاهدوا من أجلنا

لا يمكن أن يُخطئ  شيوخنا و علماؤنا

الّذين حفظوا عن ظهر قلب

و برعوا في زخرف القول

إتباعهم هو إتباع ما وجدنا عليه آباءنا

لكنّ ردُّ الله لهؤلاء الناس واضح جدّا

ماذا لو كان هذا السلف الصالح

لا يفهم شيئا ولا يعقل شيئا؟

آية تؤكّد تأويلي100%

للآية الّتي سبقتها

بأنّه لا وجود لمهنة إسمها رجل دين أو صاحب إختصاص 

و تُلغي تأويل البهيمة و الناقة و الجمل الفحل في صحراء قريش

لكنّ كلّ شخص حرّ في أفكاره بالطّبع

 

كيف سيكون حالكم ؟

خصوصا و أنّ الحساب سيكون فرديا 

و لن يكون لأحد الحقّ بالإستشهاد بهم

 

 

سأعيد لكم تدبّري لهذه الآية العظيمة

مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ

1- بَحِيرَةٍ ==> شخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه

2- وَلَا سَائِبَةٍ ==> لأنّه لم يهمل فيه شيئا ( كلّ الكتب الإلاهية ليست سائبة) 

3- وَلَا وَصِيلَةٍ ==> و لم يجعل صلة وصل بينه (الوكلاء الحصريين - أصحاب الإختصاص) و بين الناس

4- وَلَا حَامٍ ==> ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين

وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا

يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ

وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 103)

 

2- الله هو الوكيل الوحيد

رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ

فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا

(سورة : 73 - سورة المزمل, اية : 9)

دين واحد و إسلام واحد

لا يوجد وكيل غير الله يمكن إتباعه و الإعتماد عليه

 

بنفضيل فيصل