آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 4 -5

- ترعرع المسلمون

على تفسير وحيد للقرآن لمدّة 14 قرن

حتى ترسّخت ظاهرة الإنطباع المسبق

في أعماق أفئدتهم

هذه الظاهرة تمنع العقل

من البحث عن تأويل آخر للآيات

- قاعدة مهمّة في القرآن يجب تذكّرها دائما

1- عدم التسرّع في الحكم على آية من القراءة الأولى

2-  إذا كان المعنى مخالفا لأسماء الله الحسنى

فإعلم أنّك لم تتدبّر الآية جيّدا

أو أنّك لم تقرأ الآيات التي قبلها و بعدها 

هذا مثال مهمّ من القرآن

يظهر فيه مدى فعاليّة ونجاعة تأثير عامل الثقة

على عقل الإنسان

بنفضيل فيصل

 

إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا

وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا

فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ

إِلَى مُدَّتِهِمْ

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4)

فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ

فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ

وَخُذُوهُمْ

وَاحْصُرُوهُمْ

وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ

فَإِنْ تَابُوا

وَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ آتَوُا الزَّكَاةَ

فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ

إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)

(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 4 - 5)  

نلاحظ من خلال هذين الآيتين أنّ النبي الحبيب

قد أُمِر باحترام العهد مع المشركين

الذين لا يتسببون في مشاكل

ولا يحترمون التزاماتهم (إلى مدتهم وليس إلى مدته)

ولكن في الوقت نفسه أُمِر أيضا بتوخّي الحيطة والحذر والدفاع عن قومه 

بقتال المشركين والدليل على ذلك هو شرط التوبة

فلا يُعقل أن يتوب الإنسان بدون فعل سيئ

والقتل هنا مقابل خرق العهد وليس بسبب العقيدة

ويربط القرآن إخلاء سبيلهم بالرجوع إلى العهد بالتوبة

زيادة على أنّه

 لا يمكن إخلاء سراح شخص قمت بقتله!

والقتال في هذه الآية يفيد الحصار العسكري والاقتصادي والسياسي

وليس الحرب بالضرورة.

1- 

لزام على النبي أن يحترم العهد مع المشركين

الذين لا يسببون مشاكل  كما يظهر جليّا في الآية 4

لكنّ من الملزم على نبيّنا أن يقاتل المشركين

الّذين نقضوا العهد دفاعا عن نفسه

و الدليل على ذلك التوبة 

 

2-

منطقيّا

لا يمكن إخلاء سراح شخص

تريد قتله لسبب ما !!!!!!!! 

 

 

3-

فَإِنْ تَابُوا

وَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ آتَوُا الزَّكَاةَ

فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ

التوبة تكون بعد فعل سيّء

لهذا السبب يتوجّب على النبيّ أن يدافع عن قومه

بكلّ الطرق من أفعال المشركين السّيّئة

لكن إذا

1-

تراجعوا عن ذلك

2- 

و فعّلوا على أرض الواقع القرآن

الصلة الوحيدة بيننا و بين الله سبحانه و تعالى

3-

و حققوا التطور و التقدّم لأنفسهم و للآخرين

==> توجّب على النّبي إخلاء سراحهم