الزبيبة أو الدّينار على الجبهة
وزير الأوقاف لدولة مصر يعترف بأنّ الزبيبة أو الدّينار على الجبهة
هو حساسية بالوجه لا علاقة لها بسيماهم على وجوههم
مقال بتوقيع ا.د. يحيى نور الدين طراف.
كثير من الناس يحملون فوق جباههم ما اصطلح العامة علي تسميته " بالزبيبة "
وتعارف الناس علي أنها من أثر المواظبة علي الصلاة وتكرار السجود
حتي أصبحت لدينا دليلاً علي المصلين .
لكن الباعث علي التساؤل هو سبب تفاوت اختلافها وتباينها بين المصلين
حيث الصلاة واحدة والسجود واحد .
فبينما لا تكاد تلحظها عند كثيرين وهم مصلون وعلي صلواتهم يحافظون
تراها ظاهرة بادية عند آخرين لا تخطئها عين
ذات لون داكن مشرب بسواد ، وقد تبرز فوق سطح الجلد بروز السنام فوق ظهر الجمل .
وتوزيعها الجغرافي ومساحتها كذلك ليس واحداً
فبينما هي في منتصف أعلي الجبهة عند قومٍ
تراها في مقدمة الجبهة عند آخرين وأحياناً مزدوجة
وقد تتسع لتغطي معظمها أو يمتد سوادها إلي عرنين الأنف ! .
فهل هناك علاقة علمية بين حجم الزبيبة وحلكة سوادها وأحياناً بروزها ، وبين الصلاة ؟
ولماذا هي عظيمة عند البعض ، غير ملحوظة عند البعض الآخر .
وهل هي المقصودة في قوله تعالي من سورة الفتح " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " (٢٩)
ولو كانت كذلك فلماذا نمت وربت عند البعض دون الآخر
والصلاة كما ذكرت آنفاً واحدة والسجود واحد
ولربما زاد هذا الآخر علي ذلك البعض في صلاته وقيامه وسجوده ؟
ولماذا هي ليست ملحوظة عند السيدات مثل الرجال وفيهن المؤمنات العابدات القانتات الراكعات الساجدات ؟ .
هناك من الناس حولنا وما أكثرهم قد بلغت ضخامة زبيبته مبلغاً يتعين علي المرء ألا يغفل ذكرها إذا أراد أن يصف وجه صاحبها .
أقول هذا متعجباً لأنني قرأت في كثير من كتب السيرة النبوية
أوصافاً لرسول الله تناولت صفاته ومشيته وجسمه ووجهه الشريف بالتفصيل
فلست أذكر أنني قرأت أن جبينه الوضاء الشريف قد علته زبيبة ما
فما بالك بهذه الأحجام مما نري اليوم فوق جباه البعض
ولو كانت لديه واحدة ، ما أغفلت كتب السيرة ذكرها والتنويه عنها في وصفها له
وخلت كذلك كتب السيرة عن ذكر الزبيبة في وجه صحابته المبشرين بالجنة وغيرهم .
كما أنه نام علي الحصير حتي أثر في جنبه ، والجنب من لحم وعضلات
أفما كان أحري بهذا الحصير الخشن أن يؤثر في جلد جبينه وتحته عظم ! .
أم أن هناك بيننا من سجد أكثر من النبي الذي كان يقوم الليل إلا قليلا وعبد ربه حتي تورمت قدماه !
الرد العلمي
مقال للباحث د. بهي الدين مرسي
حقيقة الزبيبة هى اصابة اهتراء (تآكل) جلدي اعقبها تلوث بالفطريات.
تكرار السجود ثلاثين سجدة يوميا على الاقل في نفس النقطة بالجبين لأشهر وسنوات
يؤدي الى تلف خلايا الجلد في هذه النقطة جراء ضغط الرأس على جلد الجبين
وهو المعروف طبيا بتآكل الضغط ( Pressure necrosis )
وهو عبارة عن فقد لحيوية خلايا الجلد الذي يؤدي الى ثلاثة تبعات
1- يستدعي الجسم مساعدة اضافية لحماية البقعة المهترئة
وذلك بتكثيف سمك اضافي من خلايا ميته لا تئن ولا تتألم
وترضى بأقل ارواء دموي ويسميها الاطباء (Hyper-keratosis ).
2- هذه الخلايا المصابة تفقد قدرتها الدفاعية على طرد الدقائق المجهرية من الاتربة او الجراثيم والاصباغ
فتقبل بها وتمتص وتساهم في المزيد من التلف.
3- نظرا لاعتياد البلل في الوجه
ونقل رطوبة الوضوء لسجادة الصلاة تنشط بعض انواع الفطريات وتنتعش في نقطة تكرار السجود
فتصاب الجبهة بمزرعة فطرية تتكاثر وتمتص داخليا وتفرز الوانا وتحدث البقعة المعروفة.
اجابة لبعض الاستفسارات
1- هل تزول الزبيبة بعد تخصيص نقطة سجود جافة ناعمة تتعقم كل حين؟
بالتاكيد نعم، مع استخدام مرهم ضد الفطريات في بداية العلاج.
2- ما الحكمة في تغير الاشكال من بقعة مستديرة او ثنائية او ثلاثية؟
يحددها نمط الضغط ووجود نتوءات بعظم الجبهة (مكون تشريحي لدي البشر).
3- لماذا هي نادرة او معدومة بين السيدات وبعض الرجال؟
دماغ الرجل اكبر وزنا من دماغ المراة ومن ثم، قوة الهرس اقل عند المرأة
كما ان المرأة عادة لا تكمل سلسلة التصبغ الجبهي بالفطريات
وهى اشد ما يمكن في سجاد وموكيت المساجد.
4- هل السجو الوارد بالاية هو سجود الصلاة؟
في الاصل، السجود عبادة، ولا يقصد بالسجود انحناءة العابد وملامسة الجبين للارض
بل انكسار النفس للعلي القدير
والدليل ان السجود يؤتيه كل ما في السموات والارض
فهل سجود الطير بالانحناءة؟
وماذا عن المريض الذي يصلي رقيدا على كرسي بعجل او نائما على فراشه؟
5- هل الزبيبة هي المقصود بأنها سمة تعريف الوجوه كما وردت بالقران الكريم؟
لا ... لان لفظ "السمة" ورد 16 مرة في القران الكريم بمعان مختلفة
وهناك فرق في اللغة بين فهم (السمة) اي الخصائص وبين "العلامات" للاستدلال
وساكتفي بعرض ست آيات من الذكر الحكيم لتفهم ان "تعرفهم بسيماههم" جاءت في وصف الطيبين والمجرمين
1- سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ﴿٢٩ الفتح﴾
2- تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ﴿٢٧٣ البقرة﴾
3- وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ﴿٤٦ الأعراف﴾
4- وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ ﴿٤٨ الأعراف﴾
5- وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ ﴿٣٠ محمد﴾
6- يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ ﴿٤١ الرحمن﴾
