آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

دورانتي ديغلي

أشهر أقوال دورانتي ديغلي أليغييري

 الأرواح الحزينة هي أولئك الأشخاص الذين عاشوا حياتهم دون تلقي اللوم أو الثناء. 

العمل هو السر الكامن وراء النجاح في تحقيق الإنجازات.

 أحلك الأماكن في الجحيم مخصصة لأولئك الذين يقفون على الحياد في المسائل الأخلاقية.


دورانتي ديغلي

دانتي أليغييري هو شاعر وفيلسوف إيطالي عاش خلال القرون الوسطى، ويعتبر مؤسس الأدب الإيطالي الحديث.

 

نبذة عن حياته

ولد دانتي في سنة 1265، وقد قال بأنه ولد في برج الجوزاء، مما يشير إلى أنه تاريخ ميلاده يقع بين 21 مايو و21 يونيو. عندما كان رضيعا، عمد اسمه "دورانتي" في فلورنسا،  وقد انعكس هذا الأمر في فصل "الجحيم" الذي ألفه دانتي لاحقًا.

 

توفيت والدته بعد ولادته بسنوات قليلة، وعندما بلغ من العمر 12 عامًا، جرى ترتيب زواجه من جيما دوناتي، ابنة إحدى العائلات الصديقة. وهكذا تزوج الاثنان في سنة 1285 تقريبًا، ولكن دانتي كان هائمًا في غرام امرأة أخرى اسمها بياتريش بورتيناري، والتي ستكون صاحبة تأثير كبير عليه، وستشكل شخصيتها أساس ملحمة الكوميديا الإلهية التي ألفها دانتي.

 

التقى دانتي ببياتريش عندما كان عمرها 9 سنوات، فاختبر حينها شعور الحب من النظرة الأولى. عاش الزوجان معًا لفترة طويلة، وكان حب دانتي لها ساميًا ومخلصًا، ولكن تشاء الظروف أن تتوفى بياتريش سنة 1290، فحزن دانتي حزنًا عظيمًا، وعبر عن مشاعره في كتابه Vita Nuova، الذي نُشر سنة 1295.

 

بعد وفاة بياتريش بفترة قصيرة، بدأ دانتي الانغماس في دراسة الفلسفة والمكائد التي كانت تُحاك في المشهد السياسي لمدينة فلورنسا. كانت الفوضى والاضطرابات تعم أرجاء هذه المدينة، وخاصة مع وجود جماعات متصارعة يمثل كل منها الإمبراطور أو البابا.

 

وفي ذلك الوقت، شغل دانتي عددًا من المناصب الهامة في فلورنسا، غير أنه فقد شعبيته في عام 1312، ونفي إلى خارج المدينة على يد قادة جناح "فرسان غويلف السود"، وهم فصيل سياسي كان مسيطرًا على حكم، ومتحالفًا مع البابا بونيفاس الثامن (سيُذكر هذا البابا إضافة إلى شخصيات سياسية أخرى في فصل الجحيم ضمن كتاب الكوميديا الإلهية).

 

إنجازات دورانتي ديغلي أليغييري

في المنفى، عزف دانتي عن ممارسة أي نشاط سياسي، وباشر تأليف الكتب، وتخيل في ذهنه الملامح الأولى للكوميديا الإلهية. انتقل دانتي إلى مدينة بولونيا سنة 1304، وهناك بدأ بتأليف كتابه اللاتيني De Vulgari Eloquentia، الذي طرح فيه إمكانية إضافة بعض جوانب اللهجات الإيطالية المحكية غير المستخدمة في السياقات الأدبية، إلى الإيطالية العامية المستخدمة في المؤلفات الغرامية، بحيث تغدو الإيطالية لغة أدبية رصينة.

 

ووفقًا لدانتي، ستكون اللغة الجديدة إحدى الوسائل التي يمكن اللجوء إليها لتوحيد الأراضي الإيطالية المنقسمة. وقد كان لهذا الكتاب تأثير عظيم بالرغم من كون دانتي لم ينتهِ من كتابته.

 

في عام 1306، طُرد جميع منفيي فلورنسا من مدينة بولونيا، فنتقل دانتي إلى بادوا، ولكن حياته بعد ذلك بعدة سنوات كانت غامضة ومجهولة، إذ تفيد بعض الأخبار أنه أمضى عامين في باريس من سنة 1307 إلى 1309، ولكن ليس ثمة من دليل مؤكد حول ذلك.

 

في عام 1308، انتخب هنري من سلالة لكسمبرغ إمبراطورًا، وحمل لقب هنري السابع. وقد كان دانتي متفائلًا حيال التحولات التي يكن أن تحدث في إيطاليا جراء هذا الانتخاب، فباشر في تأليف عمله الأدبي الشهير De Monarchia أو الحكم المطلق، والذي ادعى فيه أن سلطة الإمبراطور ليست مستقاة من البابا، وإنما من الله مباشرة.

 

ولكن شعبية هنري السابع تراجعت بسرعة كبيرة، في حين ازداد أعداؤه قوة، وشكلوا تهديدًا على صعوده إلى العرش. وقد اكتشف دانتي أن معظمهم كانوا أعضاء في حكومة فلورنسا، لذلك كتب بيانات لاذعة هاجمهم فيها، فكان مصيرها الإدراج ضمن قائمة المؤلفات المحظورة في المدينة.

 

بحلول عام 1314، انتهى دانتي من كتابة "الجحيم"، الجزء الأول من عمله الملحمي الكوميديا الإلهية. وفي عام 1317، انتقل إلى مدينة رافينا وهناك أنهى كتابة الفصول المتبقية.

 

الكوميديا الإلهية عمل ملحمي شعري يصور الحياة الإنسانية وفقًا للرؤية المسيحية للحياة الآخرة، وقد كانت أشبه بصرخة تحذير تدعو المجتمع الغارق في الفساد إلى سلوك طريق البر والصلاح.

 

يتبع القارئ في هذا العمل رحلة دانتي عبر الحياة الآخرة وفقًا للمفهوم المسيحي، والتي تقسم إلى 3 عوالم هي: الجحيم، والمطهر والفردوس. ويقود الشاعر الروماني فيرجل دانتي في رحلته عبر الجحيم والمطهر، في حين تقوده بياتريش في رحلته عبر الفردوس.

 

وتبدأ هذه الرحلة من الليلة التي تسبق الجمعة العظيمة إلى يوم الأربعاء بعد عيد الفصح في ربيع عام 1300.

 

يسود بنية العوالم الثلاثة في الآخرة نمط مشترك مكون من 9 طبقات (حلقات)، وحلقة عاشرة عظيمة؛ فالجحيم مثلًا مكون من 9 طبقات يليها مكان وجود الشيطان (لوسيفر) في قاع الجحيم، وكذلك يتكون المطهر من 9 طبقات توجد في أعلاها حديقة عدن، أما الفردوس فتوجد فيه 9 طبقات يليها عرش الله.

 

تتألف الكوميديا الإلهية من 100 مقطع أو أنشودة كتبت وفق مقياس معروف باسم ترزا ريما terza rima (يظهر الرقم 3 في كل أجزاء العمل)، وقد أدخل دانتي بعض التعديلات على شكله الشائع، وبالتالي يمكن القول إنه من صياغته وابتكاره.

 

في الجحيم، يقود فيرجل دانتي مع مجموع من الخطاة خلال الرحلة، ويتبادلون الحديث مع بعض الشخصيات. كل حلقة في الجحيم خاصة بأُناس ارتكبوا خطية محددة، ولم يدخر دانتي ما يمتلكه من إبداع فني في وصف مشهد العقاب وصياغته لكل حلقة.

 

وفي المحطة الأخيرة في الجحيم، يقابل دانتي وفيرجيل الشيطان مدفونًا في الجليد حتى خصره، ويرقد إلى جواره كاسيوس ويهوذا وبروتوس، أكبر الخونة في التاريخ.

 

بعد الجحيم، ينتقل دانتي وفيرجيل إلى المطهر، وهو عبارة عن جبل متدرج مكون من 7 طبقات يسودها العذاب والتطهر الروحي (تركز الطبقات إلى الخطايا السبعة).

 

وتمثل الرحلة عبر المطهر الحياة المسيحية، إذ على دانتي أن يرفض مغريات الحياة الدنيا في سبيل الفردوس الذي ينتظره في الآخرة. في الفردوس، تقود بياتريش، التي تمثل النور الإلهي، دانتي خلال تسع سماوات حتى يصلا في نهاية المطاف إلى الفردوس المطلق حيث يوجد عرش الله.

 

وخلال الرحلة، يقابل دانتي بعض الشخصيات التي كانت بارزة في مجالات الثقافة والعدل والمحبة مثل توما الأكويني، والملك سليمان والجد الأكبر لدانتي. وفي نهاية الرحلة، يقابل دانتي الله وجهًا لوجه.

 

محنته و نفيه و وفاته

لم تنشأ الدولة المدنية في أوروبا إلا بعد القضاء علي الدولة الدينية التي كانت ترى أن الملوك يستمدون سلطتهم في الحكم من بابوات الكنيسة، وليس من الله مباشرة، وأن البلاد إذا افتقدت الحاكم أو الرئيس الحازم المستقل امتلأت بالظلمة، وغدا مآلها الخراب والدمار.

 

ويعد دانتي أليغييري (1265 ــ 1321) أحد هؤلاء الأحرار العظام في التاريخ، الذين وضعوا في مطلع عصر النهضة الأوروبية أساس الدولة المدنية الحديثة التي تفصل بين سلطة الكنيسة وسلطة السياسة، ويقوم فيها الحكام بالحكم وفق القانون، دون وساطة رجال الدين وبذلك حمى دانتي كل سلطة من طغيان الأخرى عليها أو قهرها لها. ولولا هذه البداية الجريئة التي قام بها دانتي لمداواة النفوس وإصلاح العالم، لما أمكن بزوغ الدولة القومية، ولا لحركة الإصلاح الديني.

 

وعلى الرغم من أن دانتي لم يتنكر في حياته للدين، أو يقصر في تبجيل الكرسي البابوي، وبعبارة صريحة على الرغم من أن الإيمان كان هو الموجه لحياة دانتي وإنتاجه، فقد غضب عليه البابوات، وحكموا عليه في عام 1302 بالنفي من بلاده، فلورنسا، ودفع غرامة باهظة، فاذا عاد إلى وطنه أعدم.

 

وذنب دانتي الذي جعله في مرمى سهام البابوية لم يكن سوى تقديم مصلحة الوطن علي مصلحة الأحزاب المتصارعة في مجالات السياسة والدين والتعليم، وتأليب الجماهير ضد السلطة، دفاعا عن العدالة والحرية، ولأنه في الخصام بين البابا والإمبراطور، رأيهما يملك حق رعاية البشر، وقف دانتي مع الحق والقانون، لا مع القوة والعدوان. وفي الصراع بين الإقطاع والفقراء انحاز دانتي إلي عامة الشعب. كان دانتي يرى أن الأخلاق هي التي تمنح الإنسان الإرادة الحرة، ولا سبيل إلي هذه الإرادة إلا بالعلم والفن. وعلي الإنسان ألا يثق ثقة عمياء بوجهة نظره، لأن غلال القمح لا تحسب إلا بعد أن ينضج المحصول.



 

دانتي في المنفى.

بقي دانتي في روما والوقت الذي دخل فيه تشارلز دي فالويس (1 نوفمبر 1301) فلورنسا مع الغويلف السود الذي قام في ستة أيام بتدمير كل شيء وقتل معظم أعدائه.

 

ذهب دانتي إلى فيرونا بعد ذلك كضيف لبارتولوميو ديلا سكالا، ثم انتقل إلى سارزانا (ليجوريا)، وبعد ذلك اعتقد بأنه عاش لبعض الوقت في لوكا مع السيدة جينتوكا، التي جعلت اقامته مريحة. وتقول بعض المصادر أيضا بأنه كان في باريس بين عامي 1308 و1310، بينما تقول مصادر أخرى أنه رحل إلى أكسفورد.

 

دعي دانتي من قبل الأمير جيدو نوفيلو بولينتا إلى رافينا في عام 1318، وقبل دانتي بذلك. رحل إلى هناك وأنهى عمله الأخير "الجنة" وتوفي أخيرا في عام 1321 عندما بلغ من العمر 56 عاما بينما هو في طريقه للعودة إلى رافينا من مهمة دبلوماسية في فينيسيا، بعتقد بأن سبب ذلك هو مرض الملاريا. دفن دانتي في كنيسة سان بيير ماجيور. قام القاضي بيرناردو بيمبو من فينيسيا بالعناية ببقاياه منظما قبرا أفضل في عام 1483.

 

لائحة المراجع

معجم سير الشخصيات الإيطالية، دورانتي ديغلي أليغييري

دورانتي ديغلي أليغييري، على موقع واي باك مشين.