آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

إبن الرّومي

حكم ابن الرومي

وليس عتاب المرء للمرء نافعا .. إذا لم يكن للمرء عقل يعاتبه.

بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي .. فجودا فقد أودى نظيركما عندي ، سأسقيك ماء العين ما أسعدت به .. وإن كانت السقيا من الدمع لا تجدي.

 

ألا طال ما حملت قلبي ظالما*** تكاليف من إعظام من ليس معظما***فقد حطها عني الإله بمحنة*** أراني بها رشدي، ومازال منعما

 

وما الحسب الموروث لا در دره بمحتسب إلا بآخر مكتسب اذا العود لم يثمر – وإن كان شعبة من المثمرات-اعتده الناس في الحطب وللمجد قوم ساوروه بأنفس كرام ولم يرضوا بام ولا بأب فلا تتكل إلا على ما فعلته ولا تحسبن المجد يورث بالنسب فليس يسود المرء غلا بنفسه وإن عد آباء كراما ذوي حسب

 

أصبحت الدنيا تروق من نظر بمنظر فيه جلاء للبصر تبرجت بعد حياء وخفر تبرج الأنثى تصدت للذكر

 

ووجوه قد رملتها دماء***بأبي تلكم الوجوه الدوامي***خاشعات، كأنها باكيات***باديات الثغور، لا لابتسام

 

يوم يبكينا وأونة يوم يبكينا عليه غده نبكي على زمن ومن زمن فبكاؤنا موصولة مدده وترى مكارمنا مخلدة، والعمر يذهب فانيا عدده أفلا سبيل إلى تبحبحنا في سرمد لا ينقضي أبده

 

إذا طاب لي عيش تنغص طيبه***يصدق يقيني أن سيذهب كالحلم***ومن كان في فيش يراعي أوله***فذلك في بؤس وإن كان في نعم

 

والناس يلحون الطبيب وغنما خطأ الطبيب إصابة الأقدار

 

لم أر شيئا حاضرا نفعه***للمرء كالدرهم والسيف***يثضي له الدرهم حاجاته***والسيف يسحميه من الحيف

 

بلد صحبت به الشبيبة والصبا***ولبست ثوب العيش وهو جديد***فإذا تمثل في الفوائد رأيته***وعليه أغصان الشباب تميد

 

يا أيها الرجل المسود شيبه***كيما يعد به من الشبان***أقصر، فلو سودت كل حمامة***بيضاء ما عدت من الغربان

 

وكم أبٍ علا بابنٍ ذرى شرفٍ … كما علتْ برسولِ اللّه عدنانُ

 

لا خير في عيش تخوننا أوقاته و تغولنا مدده

 

كالشمس في كبد السماء محلها***وشعاعها في سائر الآفاق

 

رقدت ولم ترث للساهر***وليل المحب بلا آخر

 

إذا المرء أعيته المروءة ناشئا***فمطلبها كهلا عليه شديد

 

من مدح رجلا بما ليس فيه فقد بالغ في هجائه

 

وإن جرت الألفاظ منا بمدحة***لغيرك إنسانا فأنت الذي نعني


 

 

الشاعر ابن الرومي 

الشاعر ابن الروميّ هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، والمعروف بابن الروميّ. وُلد في شهر رجب من عام 221هـ في مدينة بغداد، وهو ذو أصل روميّ من جهة الأب، وأصل فارسيّ من جهة الأم، واشتُهر بأنه من أشهر الشعراء المولّدين في القرن الثالث الهجريّ في العصر العباسيّ، ويمتاز شعره بالسلاسة، والعذوبة، والإطناب، وقد تميّز معظم شعره بأنّه هجاء بصورة كاريكاتورية.

نبذة عن ابن الرومي

تتلمذ ابن الروميّ على يد محمد بن حبيب، فقد كان يرجع إليه في بعض مفرداته اللغوية، وقد رُزق بثلاثة أبناء، وهم: هبة الله، ومحمد، وثالث لم يُذكر اسمه، وقد توفوا جميعاً في طفولتهم، كما كتب العديد من الكتابات النثريّة، ومنها رسالته إلى القاسم بن عبيد الله،

ويتّصف ابن الرومي بعدة صفات، من أهمّها: دقة الحس، وحدّة المزاج، وسرعة الرضا، وصدق المودة، وحبّه لأولاده وأهله، وعطفه على الفقراء والمساكين.

معلومات عن ابن الرومي

يتصف ابن الرومي بأنه كان مولعاً بالعلم، فقد انصرف لمتابعة تعليمه في مجالس العلماء، والفقهاء، والأدباء، والرواة منذ صغره، وقد تتلمذ على يد العديد من المعلمين، ومن ضمنهم أبي العباس ثعلب الذي تتلمذ عن حماد بن المبارك، وقد اهتمّ بتعلّم الفلسفة، بالإضافة إلى أنّه اتجه لتعلّم الثقافة المعاصرة، والشعر، ورواية القديم والحديث.

وفاة ابن الرومي

توفي الشاعر ابن الروميّ في تاريخ الثامن والعشرين من شهر جمادى الأولى من عام 283 هجري، الموافق للثالث عشر من شهر تموز من عام 896 ميلادي، وقد عُرف بقدرته الكبيرة على الوصف والشعر، وتوليد المعاني المبتكرة، بالإضافة إلى أنه اشتُهر بديوانه الذي يعدّ من أكبر الدواوين الشعريّة،

وقد قيل بأنّه مات مسموماً بسبب هجائه للوزير القاسم بن عبيد الله، وقد عرف ابن الروميّ بأنّه ما مدح رئيساً أو مرؤوساً إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر، وهذا ما كان سبباً في وفاته.