آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

ماركوس توليوس شيشرون

أشهر أقواله 

- لا أعتقد أن القدر يصيب الرجال إذا فعلوا، لكني أعتقد أنه يصيبهم إذا لم يفعلوا.

- لست آسفاً إلا لأنني لا أملك إلا حياة واحدة أضحي بها فى سبيل الوطن.

- التاريخ شاهد الأزمنة، نور الحقيقة، حياة الذاكرة، معلم الحياة، رسول القدم.


 

ماركوس توليوس شيشرون

يعتبر ماركوس توليوس شيشرون (106-43 قبل الميلاد) أعظم خطيب وكاتب شعر في روما، لكنه كان أيضا رجل دولة مؤثر ومحاميا وفيلسوفا ناجحا. وقد أثر بشكل كبير على الفكر والفلسفة الغربية. ومع ذلك، بفضل شيشرون Cicero، تمكن الفلاسفة الغربيون من الوصول إلى العديد من الأعمال الفلسفية القديمة الهامة التي كان من الممكن أن تضيع إلى الأبد.


حياته المبكرة

كان شيشرون طالباً شديد النباهة طبقاً لبلوتارش، وقد جذب تعليمه انتباه روما كلها وقد سنحت له الفرصة لدراسة القانون الروماني تحت يد كوينتس موسياس سكافولا. بعد عدة أعوام، وبنفس الطريقة، قام شيشرون بتعليم الشاب ماركوس سالياس روفوس والعديد من المحامون الشبان الآخرين؛ وكان يعتبر هذا الاتحاد إتحادا مشرفاً بالنسبة للمدرس والتلميذ. حصل شيشرون على دعم رعاة العائلة، ماركوس إيميلوس سكاروس ولوسياس ليسينياس كراسس. كان الأخير نموذجاً للخطيب ورجل الدولة بالنسبة لشيشرون.

 

نبذة عن مسيرته

ولد شيشرون في عام 106 قبل الميلاد. يقال إن شيشرون كان طالبا موهوبا الشيء الذي مكنه من دراسة القانون في إطار قانون كوينتوس موسيوس سكيفولا، أحد أعظم السلطات في القانون الروماني. حوالي 83 قبل الميلاد، بدأ ممارسة القانون وفاز بأول قضية رئيسية له خلال دكتاتورية سولا.

في 79 قبل الميلاد، ذهب شيشرون إلى اليونان للدراسة، وربما أيضا لتجنب تدابير سولا المضادة لاتهاماته في المحكمة. عاد إلى روما في 76 قبل الميلاد، تزوج. بعد عام واحد، وأصبح quaestor وبالتالي حصل له على كرسي في مجلس الشيوخ. وبحلول 63 قبل الميلاد، شغل منصب القنصل الذي كان أعلى منصب سياسي يمكن أن يحتفظ به قانوني في عصره. ومع ذلك، فإن مسيرته السياسية سرعان ما جلبت له المتاعب. كشف مؤامرة كاتيلينا التي تنبأت باغتياله والإطاحة بالجمهورية الرومانية. حصل على شرف باتير باتريا لكنه خشي من المحاكمة أو النفي بسبب قتل المتآمرين دون محاكمة.

في 60 قبل الميلاد، دعى شيشرون من قبل يوليوس قيصر للانضمام إليه، لكنه رفض عرض قيصر وتحدث علنا ​​ضده. مما أدى إلى نفيه في مقدونيا ولكن تم استدعاؤه إلى روما بعد 16 شهرا. بعد عودته إلى روما، حاول العودة إلى السياسة لكنه فشل. لم يتدخل في الحرب بين بومبي وقيصر، ولم يحاول العودة إلى السياسة بعد وفاة بومبي. بدلا من ذلك، اهتم بكتابة الخطابة والفلسفة.

على الرغم من أن شيشرون لم تعجبه دكتاتورية قيصر وأقر مؤامرة ضده، إلا أنه لم يشارك في اغتياله. وبعد موت قيصر، حاول التوفيق بين قاتليه ومارك أنطوني، لكنه سرعان ما توصل إلى أن الأخير يشكل تهديدا للجمهورية. بدأ التحدث علنا ​​ضد مارك أنتوني نيابة عن أوكتافيان (في وقت لاحق أغسطس). ومع ذلك، قبل أن يبدأ الاثنان حربا للحكم على روما، توصلوا إلى اتفاق وأنشأ مع Lepidus ديكتاتورية من ثلاثة رجال. بدأ كل من أوكتافيان ومارك أنتوني القضاء على أعداءهم كأعداء للدولة وفي 43 قبل الميلاد، اغتيل شيشرون بناء على أمر مارك أنتوني

 

أعماله

الكتب

كتاب هورتا نسيون الذي بحث في الحقيقة والسعادة اللتين هما الفلسفة كتاب الجمهورية والقوانين


الخطب القانونية

إن أعظم ما أسهم به شيشرون في الفكر السياسي هو شرحه وتحليله لنظرية الرواقيين في القانون الطبيعي وعنه انتقلت هذه الأفكار إلى الغرب التي كانت مرجعه الأساسي حتى القرن التاسع عشر ميلادي. وقد انتقلت منه أول الأمر على رجال القانون الرومان ثم إلى آباء الكنيسة فكان شرحه هذا يستشهد به خلال القرون الوسطى دائما. يقول شيشرون يوجد قانون طبيعي عام ينبثق من واقع حكم العناية الإلهية للعالم كله، كما ينبثق من الطبيعة العقلية والاجتماعية للبشر وهذا البشر هو أدنى ما يكون إلى الله، هذه نظرته لفكرة دستور دولة العالم، أي دستور واحد صالح لكل زمان ومكان لا يتغير ولا يتبدل، وهو ملزم لجميع الناس والأمم، وأي تشريع مخالف لأحكام الدستور هذا لا يستحق أن يسمى قانونا، لأنه من غير الممكن جعل الصواب خطأ، ويرى شيشرون كذلك أن القانون الطبيعي لا يجوز تعطيل أحكامه بتشريعات من صنع البشر، كما لا يجوز الحد من نطاق أحكامه أو إلغاء نفاذ أحكامه، بل حتى المؤسسات السياسية مثل مجلس الشيوخ والنواب والشعب يحملون على التنحي عن واجبنا في إطاعة هذا القانون الذي هو من عند الله الحاكم والسيد المشروع لهذا القانون وراعيه وبالتالي فالناس سواسية في ضوء هذا القانون وحتى إذا سلمنا بأن الناس ليسوا سواء في المعرفة والعلم لا يطلب من الدولة أن تسوي بين الناس في الملكية، ومع ذلك فهي مطالبة بالتسوية بينهم في الملكات والملكات العقلية وفي مقومات شخصياتهم النفسية، ويرى من جهة أخرى أن الناس جميعا مهما كان جنسهم لهم نفس القدرة على اكتساب الخيرات التي يكتسبها غيرهم وأنهم جميعا متساوون في القدرة على التمييز بين ما هو صواب وما هو خطأ.

 

الخطب السياسية

يرى شيشرون أن الدولة إذا أرادت البقاء باستمرار فيجب عليها بل يلزمها الاعتراف بالحقوق التي تربط مواطنيها بعضهم ببعض وبينهم وبين هذه الدولة، والدولة بذلك هي جماعة معنوية من الأشخاص يملكون الدولة ويسميه مصلحة الناس المشتركة، وهذا التعريف يعادل في معناه التعريف الإنجليزي القديم لكلمة كومنولث، وهنا تظهر أفكار شيشرون معارضة للأبيقوريين حيث هاجمهم بشدة كما هاجم الشكاكين - أنصار المدرسة الشكية - في دعواهم بأن العدالة هي الخير الذاتي، فالدولة إذا لم تكن قوامها الروابط المعنوية التي تجمع بين الناس بعضهم ببعض فلم تكن إلاكما قال أوغسطين عصابة مسلحة من قطاع الطرق تسلب الناس أموالهم على أكبر نطاق ممكن، وإذا خرجت الدولة على قواعد الأخلاق فتكون بذلك مستبدة وتحكم رعاياها بالقوة، فتفقد بذلك طابعها الحقيقي كدولة.

 

الدولة وقانونها ملك الناس مجتمعين فإن سلطتها تنبثق من قوة الأفراد مجتمعين.

استخدام القوة سياسيا أي الاستخدام السليم القانوني هو في الحقيقة استخدام لقوة الناس مجتمعين، والموظف العام الذي يمارس استخدامها إنما يعتمد في ذلك على ما لديه من السلطة بحكم وظيفته المسنده في ذلك القانون لأنه من طبيعة هذا القانون.

الدولة تخضع دائما لقانون الله أو القانون الأخلاقي أو القانون الطبيعي، ذلك القانون الأعلى الذي يسمو ويعلو على التصرفات البشرية والمنظمات الدنيوية.

ومن جهة أخرى فقد تجسدت أفكار شيشرون عندما وضع خطة توفيقية وهي ترتدي ثلاثة أشكال وهي الملكية الفردية والأرستقراطية والديمقراطية وتتميز هذه الأشكال بحسنات مختلفة منها

الملكية الفردية الإخلاص والوفاء لشخصية نافذة جدا.

الأرستقراطية تستفيد من موهبة توفيقية أي النخبة

الديمقراطية تضمن جدية كل فرد

 

وهكذا نادى شيشرون بالدستور المختلط الذي يدمج محاسن الدساتير الثلاثة السابقة وهو في الواقع الدستور الروماني.

 

رسائله

ينتمي الي أسرة من طبقه الفرسان وتاثر باراء افلاطون وأرسطو وحاول اتباع افلاطون في تخيله للمدينة الفاضلة يسود بها نظام الملكية الجمعية العامة ولكن لم يضع تصميم لهذه المدينة وكان يميل نحو آراءأرسطو القائل ان المجتمع يرجع الي غريزه الإنسان الاجتماعية أكثر من ميله للرأي الذي قال ان قيام المجتمعات يقوم بسبب شعور الإنسان بالضعف إذا عاش في عزله عن اقرانه من البشر وقد عرف المجتمع بانه جمع من الناس اتحدت مصالحهم ووافقو ان يعيشو سويا تحت قانون اجتماعي واحد واعتنق أيضا فكرة أن حرفة الزراعة اسمي الحرف واكثرها ربحا وإنتاجا ويتمتع القائم بها بلذه حرية لا نظير لها في اي حرفه اخرى وادان نظام الربا ووصفه بانه نظام ظالم.

 

وفاته  

خلال حكم تريومفيراتوس الثاني أو الثلاثية الثانية Second Triumvirate -وهو التحالف السياسي الرسمي من إثر اغتيال يوليوس قيصر- أصبح شيشرون عدواً للدولة وتم أغتياله في 7 ديسمبر 43 ق.م.


المراجع

المؤلف : توماس روبرت شانون بروفتون — العنوان : The Magistrates of the Roman Republic 


شيشرون، ماركوس توليوس - الموسوعة العربية الميسرة، 1965


Cicero 106—43 B.C.E

internet encyclopedia of philosophy - a peer-reviewed academic resource