ماكسميليان روبسبيار
ماكسميليان روبسبيار
محامي وزعيم سياسي فرنسي، أصبح أحد أهم الشخصيات المؤثرة في الثورة الفرنسية، و أشهر السفاحين على مر التاريخ
إذ أمر بإعدام ما يقارب 17 ألف مواطن فرنسي.
نشأته
ولد ماكسيمليان دي روبسبيير في أراس في المقاطعة الفرنسية القديمة أرتوا. يعود تاريخ أسرته إلى القرن الخامس عشر في فاودريكورت باد كاليه؛ عمِل واحد من أجداده، وهو روبيرت دي روبسبيير، كاتبَ عدل في كارفين أواسط القرن السابع عشر. أسس جده من جهة الأب، واسمه أيضًا ماكسيمليان دي روبسبيير، لنفسه عملًا في أراس كمحامٍ. كان والده، فرانسوا ماكسيمليان بارتيليمي دي روبسبيير، محاميًا في مجلس أرتوا، والذي تزوج من الحامل جاكلين مارغريت كارو، ابنة صانع كحول. كان ماكسيمليان الابن الأكبر، ووُلد خارج نطاق الزوجية. كان أشقاء روبسبيير تشارلوت (1760-1834)، وهنريت (1761-1780)، وأوغسطين (1763-1794).
في مطلع يوليو عام 1764، وضعت مادام دي روبسبيير مولودةً ميتةً، وتوفيت بعد اثني عشر يومًا عن عمر يناهز 29 عامًا. تحطم فرانسوا دي روبسبيير إثر وفاة زوجته، فرحل عن أراس عام 1767 تقريبًا وسافر في أنحاء أوروبا. تولت عماته من جهة أبيه تربية ابنتيه، وآوى جداه، من جهة أمه، ابنيه. وكونه قد تلقى تعليمه مسبقًا في سن الثامنة، التحق روبسبيير بجامعة أراس (المدرسة الإعدادية). في أكتوبر عام 1769، وبناء على توصية رئيس الأساقفة هيلير دو كونزي، حصل على منحة في مدرسة لويس الكبير الثانوية. كان من بين زملائه التلاميذ كامي ديمولان وستانيسلاس فريرون. في المدرسة، بدأ إعجابه بالجمهورية الرومانية المثالية، وبلاغة شيشرون، وكاتو الأصغر، ولوشيوس جونيوس بروتوس. درس أيضًا أعمال الفيلسوف الجينيفي جان جاك روسو وانجذب إلى عدة أفكار طُرحت في مؤلفه «العقد الاجتماعي». أثارت فكرة «الذات الفاضلة» اهتمام روبسبيير، إنسان يقف وحيدًا برفقة ضميره فقط. دفعته دراسته للكلاسيكيات إلى التطلع إلى الفضائل الرومانية، غير أنه سعى إلى محاكاة روسو على وجه التحديد. جاء تصور روبسبيير للفضيلة الثورية وبرنامجه لبناء سلطة سياسية من ديمقراطية مباشرة من روسو ومونتيسكيو ومابلي
ما بين عامي 1789 و1799، عاش الفرنسيون على وقع ثورتهم التي شهدت خلال سنواتها الأولى العديد من الأحداث المتسارعة، كسقوط الباستيل (Bastille) والزحف على فرساي والهروب نحو فارين واجتياح التويلري وإعدام لويس السادس عشر.
وخلال تلك الفترة، لعب العديد من الشخصيات الفرنسية، من أمثال جورج دانتون وماكسيمليان روبسبيار وميرابو وجان بول مارات وجاك بيار بريسو وجان سيلفان بايي دورا هاما في إنجاح الثورة، قبل أن تهوي المقصلة على رؤوسهم خلال عهد الرعب، الملقب أيضا بعهد الإرهاب، ما بين عامي 1793 و1794.
انتخب روبسبير نائبا لرئيس مجلس الطبقات، الذي اجتمع عام 1789 م عشية اندلاع الثورة الفرنسية، ثم التحق بالجمعية التأسيسية الوطنية (المكونة من ممثلي الشعب)، حيث لمع نجمه ولفتت خطبه وأحاديثه البارعة الأنظار إليه؛ وذلك بسبب ما عرف عنه من التزامه بالقيم الأخلاقية المنضبطة، كما أنه لقب بالرجل "طاهر اليد" وذلك لعدم قبوله أي رشاوي.
في عام 1790 انتخب رئيسا لنادي اليعاقبة، وازدادت شعبيته كعدو للملكية ونصير للإصلاحات الديمقراطية. وعقب سقوط الملكية في فرنسا عام 1792 انتخب روبسبير أول مندوب لباريس للمؤتمر القومي الذي ألح فيه على مطلب إعدام الملك لويس السادس عشر وعائلته وهو ما تحقق عام 1793. وسرعان ما انتخب روبسبير عضوا في الهيئة التنفيذية العليا ولجنة السلامة العامة.
في غياب أي مقاومة له، أصبح هو المسيطر على الحكومة الفرنسية، حيث كانت فرنسا وقتذاك تعاني من الإضرابات السياسية والاجتماعية. وبهدف استعادة النظام في البلاد وتقليل خطر الغزو الخارجي، بدأ روبسبير في القضاء على كل من اعتبرهم "أعداء الثورة" فأعدم معظم زعماء الثورة الفرنسية، وهو ما عرف بعهد الإرهاب. وكان لا يزال يتمتع بتأييد المجتمع الباريسي، ولذلك انتخب رئيسا للمؤتمر الوطني.
إعدام روبسبير
في غضون ذلك ازدادت الإعدامات، حتى وصل عدد المعدومين إلى ستة آلاف شخص في ستة أسابيع، وأدت خطب روبسبير النارية إلى خوف عدد من كبار أعضاء المؤتمر الوطني على سلامتهم الشخصية، ولذلك دبرت مؤامرة ضد روبسبير وأعوانه، واتفق كل من (باراس - دتاليان) متزعمي المؤامرة وهما من رجال الثورة الذين كانا خائفين من ما يفعله روبسبير ومن معه، لذلك عزما على التخلص منه، وجهزا قوة عسكرية واقتحما بها دار البلدية التي تمترس بها روبسبيير، ونجحت إحدى الرصاصات التي أطلقت عليه في أن تصيب فكه، ومن ثم قيدوه وأخذوه إلى المقصلة مع مائة من أتباعه وأعدموهم جميعهم، ما أنهى عهد الإرهاب.
لائحة المراجع
ماكسميليان روبسبيار، موسوعة بريتانيكا على الإنترنت
Encyclopædia Britannica
Maximilien, François, Marie, Isidore, Joseph De Robespierre
المحرر: الجمعية الوطنية الفرنسية