أبو داوود
أبو داود سليمان
هو أبو داود سليمان بن الأشعث الأزدي المشهور بأبي داود، أحد علماء #الحديث الستة، اشتهر بكتابه "سنن أبي داود"، الذي يشكل أحد مراجع الحديث النبوي.
اسمه ونسبه
هو: سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران الأزدي السجستاني، حسب أغلب أقوال المترجمين، ذكر ذلك أبو بكر بن داسة وأبو عبيد الأجري، وزيادة «ابن عمرو بن عمران» للخطيب البغدادي، بينما اختلف ابن أبي حاتم في نسبه فقال: «سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن عامر»، وقال محمد بن عبد العزيز الهاشمي: «سليمان بن الأشعث بن بشر بن شداد».
النشأة والرحلات
ولد أبو داود سنة 202 هـ الموافق 817م وتوفي سنة 275 هـ الموافق 888م وكان مولده بمنطقة سجستان التي تسمى حاليا سيستان. لكنه تنقل في العديد من بلدان العالم الإسلامي، كما كان شأن علماء ذلك العصر، وهم يبحثون عن العلم والمعرفة، وبهذا فقد زار مصر والشام والعراق وخراسان.
وقد سمع الحديث عن العديد من أهل زمانه بالبصرة و #الكوفة و #دمشق و #بغداد وبلخ وغيرها من المدن، وعلى رأسهم البخاري الذي عاش معاصرا له.
طلبه للعلم والحديث
تلقَّى أبو داود العلم في بلده سجستان، ثم ارتحل لطلب العلم والحديث، فطاف بلاد خرسان وبلادها، فزار الري، وهراة، وزار العراق، فدخل البصرة سنة 220 هـ، فقال: «ودخلت البصرة وهم يقولون: أمس مات عثمان بن الهيثم المؤذن، فسمعت من أبي عمر الضرير مجلسًا واحدًا.»، وقد مات عثمان بن الهيثم في شعبان سنة 220 هـ، ومات أبي عمر الضرير بعده بشهر، ثم وصل إلى الكوفة في 221 هـ، وقدم بغداد عدة مرات، وآخر مرة زارها كانت سنة 271 هـ، كما زار الجزيرة والشام، فأقام بطرطوس عشرين سنة، كما سمع الحديث بدمشق ومصر، وكتب عن علماء هذه البلاد جميعًا، قال الخطيب البغدادي: «وكتب عن العراقيين والخراسانيين والشاميين والمصريين والجزريين». ثم انتقل إلي البصرة بطلب من الأمير أبي أحمد الموفق الذي جاء إلى منزله في بغداد، واستأذن عليه ورجاه أن يتخذ البصرة وطنًا؛ ليرحل إليها طلبة العلم من أقطار الأرض، فتعمر بسببه؛ بعد أن خربت وهُجرت وانقطع الناس عنها لما جرى عليها من فتنة الزنج. قال الذهبي: «سكن البصرة بعد هلاك الخبيث طاغية الزنج، فنشر بها العلم، وكان يتردد إلى بغداد».
فقهه ومذهبه
ذُكر في عدة مصادر أن أبا داود كان حنبلي المذهب، فقد عده أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء من جملة أصحاب أحمد بن حنبل، كما ذكره ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة، وقد أكثر أبو داود النقل عن أحمد بن حنبل، قال ابن أبي يعلى: «ونقل عَنْ إمامنا أشياء.»، ثم أخذ يسرد ما رواه أبو داود عن ابن حنبل، كما ألف كتابًا في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، ورتبه حسب أبواب الفقه، وهو كتاب "مسائل الإمام أحمد". قال الذهبي: «كان أبو داود مع إمامته في الحديث وفنونه من كبار الفقهاء، فكتابه يدل على ذلك، وهو من نجباء أصحاب الإمام أحمد، لازم مجلسه مدة، وسأله عن دقاق المسائل في الفروع والأصول، وكان على مذهب السلف في اتباع السنة والتسليم لها، وترك الخوض في مضائق الكلام.»
كتاب السنن
أنجز الإمام أبو داود كتابه الشهير "السنن"، وقام بعرضه على الإمام أحمد بن حنبل الذي استحسنه.
وفي هذا الكتاب لم يقتصر على الحديث الصحيح، بل شمل الحسن والضعيف والمحتمل وما لم يجمع على تركه، وكانت حصيلته 4800 من الأحاديث التي انتقاها من 500 ألف حديث.
واهتم في كتابه بجمع الأحاديث التي استدل بها الفقهاء، ودارت بينهم وبنيت عليها أحكام العلماء في الأمصار، وهي ما يعرف بأحاديث الأحكام، وقد ذكر أنه اهتم فقط بالأحكام ولم يخرّج أحاديث الزهد والفضائل.
وقد جاء كتاب السنن لأبي داود مرتباً على شكل أبواب وهي 1871 بابا في 35 كتابا، وفيه الأحاديث المرفوعة إلى الرسول والموقوفة على الصحابة والآثار المنسوبة إلى العلماء التابعين.
وقد قال عن كتابه: "ما كان في كتابي هذا من حديث فيه وهن شديد بينته ومالم أذكر فيه شيئا.. فهو صالح".
مؤلفات أخرى
لأبي داود العديد من المؤلفات الأخرى غير السنن، التي أظهرت تنوع علمه وسعته، ومنها: المصاحف، العدد، المراسيل مع الأسانيد، الناسخ والمنسوخ، الدعاء، الزهد، دلائل النبوة، وغيرها.
وفاته
وقد توفي بمدينة البصرة سنة 275هـ بعد حياة حافلة بالعلم والالتزام الذي جعله مضرب مثل في التمسك بالسنة النبوية في العمل، وهو ما سار عليه ابنه أبوبكر من بعده في المنهج ذاته.
لائحة المراجع
ابن حجر العسقلاني. تهذيب التهذيب،
سنن أبي داود
معجم أعلام المورد - البعلبكي
سير أعلام النبلاء ، الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد.