آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

الأدب الجنسي او الايروتيكي او التابوهات عند المسلمين

الطرح الجنسي الايروتيكي ليس جديداً على ثقافتنا العربية والاسلامية

وهنا لسنا في صدد المقياس الأخلاقي بمعنى الرفض او القبول

بل في صدد المقياس الرصدي الموضوعي

اي كشف الظاهرة وعرضها..

فكتب التراث نقلت لنا اشنع مما نقرأه اليوم في اشعار ونثر المعاصرين

وخاصة في باب الرواية novel..

اذن كانت هناك حالة انسجام وتعاطي للطرح الجنسي

في زاوية من زوايا الكتابة والتأليف والابداع في حضارتنا

واقرأوا كتاب الاغاني للاصفهاني بغض النظر عن بعض الاكاذيب والاختلاقات

لكنها مكتوبة ومنقولة سواء في الشعر الاباحي او النكت والطرائف الجنسية

بل حتى الشتائم الجنسية مسجلة وبتشكيلة متنوعة..

بل حتى في الشعر الجاهلي هناك قصص الخيانة الزوجية

وحكايا العشاق والتخالع والتماجن

واقرأوا ان اردتم اشعار امرئ القيس الشاعر الجاهلي

فهو يقص علينا مغامراته الجنسية وشهواته المنفلتة اناء الليل واطراف النهار

وتفاصيل حالة المجون مع عشيقاته

بل حتى واقعة عشيقته الحامل والمرضع

وحالة الانتزاع بين شهوة الامومة وشهوة الفرج

بكل فنية وحرفية ادبية منقطعة النظير

وانا امتنع عن ذكر الامثلة لدفع الحرج..

ربما الأمر انقطع في الادب الاسلامي اي صدر الاسلامي والعصرالاموي بشكل كبير

وسادت فيها روح العفة والطهارة وما يُعرف عند النقاد بالشعر العذري

و لكن ظهر جلياً في الأدب العباسي

لذلك سجلت لنا الكتب حالات الشذوذ والمثلية سواء "اللواط او السحاق"

بشكل مباشر وصريح

واقرأوا ان شئتم اشعار ابي نواس ..

بل ختى الفقهاء سجّلوا لنا مسائل الفراش وقضاء الشهوة وناقشوها فقهياً

وليس صحيحا ان ما نسمعه اليوم من تساؤلات جنسية هي وافدة علينا

بل اكثرها مطروح ومذكور ومدون في كتب التراث

واقرأوا ان شئتم

كتاب (المغني) لابن قدامة

و(الانصاف) للمردواي

وربما اشهرها هي قضية الاستمناء او جلد عميرة

او ما يسمى اليوم بالعادة السرية masturbation

واشهر من ناقشها ابن حزم الاندلسي في كتابه (المحلى) وانتصر لها واجازها ..

بل الفقهاء ناقشوا قضايا الخيال الجنسي واثرها سواء على الصيام

واقرأوا ان شئتم كتاب (المجموع) للامام النووي باب الصيام

بل حتى اثناء العلاقة الزوجية بين الزوجين

واقرأوا ان شئتم كتاب (الاداب الشرعية) لابن مفلح الحنبلي.. .

بل حتى وصل الأمر لتأليف كتب متخصصة في فن العلاقة الجنسية

من مقدمات الفراش والاوضاع الجنسية ودقائق الجماع التفصيلية

كما في فعل السيوطي في اكثر من كتاب

بل بعناوين فاضحة وخادشة للحياء بمقياسنا المعاصر

وفي مكتبات الجامعات الاردنية مصنة انها كتب خاصة لا تُتاح الا بإذن رسمي

لغايات البحث العلمي

وحصل معي شخصيا في جامعة اليرموك ..

بل ايضا حتى قضايا الادوات الجنسية sex tools

والاشباع الذاتي

وقد ذكرها الامام ابن القيم في كتابه (بديع الفوائد)

وذكر قول بعض الحنابلة بجوازها..

طبعا عدا عن شعر الالحاد والكفريات فهذا ليس بموضوعنا

لكن اقرأوا إن شئتم شعر المعري والراوندي لان هذا يدخل في التابوهات عموما ..

فليس صحيحا ان ما نجده اليوم في كتب الأدب والفكر هو دخيل علينا في عصرنا

وان هذا وافد من الحضارة الغربية والثقافة الاروبية

وقد يكون صحيحا من جهة اذكائه والتمادي قيه

لكن ليس صحيحاً من ناحية وجوده وطرحه..

لا اريد التفصيل اكثر والدخول في متاهة العرض والتمثيل والتحليل

لكن نكتفي بالاشارة..

والا فهكذا موضوع بحاجة لاقتباس بعض النصوص ومعالجتها والتدليل عليها

لرصد هذه الحالة وبيانها للمهتمين بالادب والثقافة والعلوم الاجتماعية ..

باختصار لا ننكر الأثر السلبي للثقافة الاروبية في هذه المواضيع

لكن حالة الوجود والمخاطبة للقضايا الجنسية والشذوذ

والتطرق للتابوهات ليست جديدة ولا دخيلة على ثقافتنا المعاصرة

بل الحضارة الاسلامية والموروث التاريخي لحضارتنا ليس استثناء

فلكل حضارة تابوهاتها التي كتبت فيها ودونتها للاجيال القادمة ..

مقال للباحث Mustapha Hasnaoui