آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

الشيوعية

بغض النظر عن تاريخ الشيوعية ومؤسسيها فهذه نبذة مختصرة عنها:

الفيلسوف "كارل ماركس" كان يرى أن (الدولة والدين والأسرة والجماعة) كل هذه مؤسسات طبقية قائمة على استغلال القوي للضعيف، وأن كل هذه أيدلوجيات خاطئة في الحقيقة صنعت ما يسمى (الوعي الزائف) أي يصبح الضعيف مسخرا لخدمة القوي وهو يعي - وعيا زائفا - أن ذلك صحيح بالنسبة له، لكنه كان خاطئا لتربّح الطرف الأقوى دائما من تلك العلاقة..

قال ماركس أن البرجوازية هي من تصنع هذه الأيدلوجيات الخاطئة وتتسبب في شيوع الوعي الزائف، والبرجوازية تعني أصحاب رأس المال والسلطة الذين يستعبدون الأضعف والأفقر منهم لخدمتهم دون مقابل أو لقاء أجر زهيد..

الحل إذن في القضاء على تلك البرجوازية لتحل المساواه والعدالة بين الناس

رأى أن أولى سمات المجتمع الشيوعي هو تخلصه من سلطات ونفوذ رأس المال، وقتها يعيش المجتمع وينسج علاقاته بدون فوارق طبقية مسببة للظلم، وبالتالي تشيع العدالة بين الناس ويصبح المعيار الأسلم لتقييم الإنسان ليس تدينه أو منصبه أو وضعه الاجتماعي ولكن سلوكه الأخلاقي ووعي الناس الحقيقي بطبيعته..

يعني في السابق عندما كان المواطن يعي وعيا زائفا لا يمكنه وقتها أن يميز بين الظلم والعدل، الآن حين يعي وعيا حقيقيا سيرى الأخلاق والعقل على طبيعتهم دون الحاجة لكهنة رجال دين أو قوانين أو سلطات.

كان ماركس يرى أن الشرط الوحيد لتحقيق المساواه هو "الملكية المشتركة" لوسائل الإنتاج وسحب تفردها واحتكارها من رأس المال، وهو الذي أنتج مفهوم الاشتراكية لاحقا، ولأن ماركس كان ملحدا ارتبطت الشيوعية بالإلحاد..لكن بمفكري الشيوعية الذين خلفوا ماركس رأى بعضهم أنه لا مشكلة حقيقية بين الشيوعي والدين بل جوهر ما كتبه ماركس كان يخص رجال الدين والطبقة الكهنوتية المستفيدة من الدولة بالأساس..

وباختصار: فالطريق الأصوب للإصلاح سيكون عبر الاقتصاد وفرض العلمانية بالقوة، والمساواه التامة بين المواطنين ..وبهذه المبادئ كانت الشيوعية ثورة معرفية وسياسية وقتها ظلت من منتصف القرن 19 حتى نهايات القرن 20

هذه نبذة بسيطة عن المفهوم تختصر آلاف الكتب والمجلدات، وبرغم أنها غير كافية للتوضيح لكنها تصلح كمدخل للفهم..علما بأن الشيوعية تطورت الآن كثيرا وصارت مختلفة في أغلب ثوابتها عن ما كتبه كارل ماركس، أي أن مقولة "إنت شيوعي" لم يعد لها الآن محل من الإعراب فهي كانت تحاكي بوادر نشأة الشيوعية على نحو ما كتبه ماركس والمجتمع اللاديني قبل انتقالها لمجتمع المؤمنين..

منقول عن الباحث سامح عسكر