آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

الإستغفار للأموات

مقدّمة

1- وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍۢ

2- إعتمدوا على هذه الآية لتبرير التمييز بين المسلمين و المشركين عند الموت

مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى

مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ

(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 113)

A- إستغفر النبيّ إبراهيم لأبيه لما كان على قيد الحياة متمنّيا أن لا يشقى بهذا العمل

B- آية الموعدة الّتي وعدها إبراهيم لأبيه

 

3- العقل و المنطق لا يتوافقان مع الإستغفار

A- إذا كانت نتيجة الإمتحان سلبية فلا داعي ولا فائدة من التدخّل

B- لا أحد يستطيع ضمان الجنّة لنفسه

فكيف له معرفة مصير شخص آخر؟

C-  فكرة التمييز بين البشر حتى في الدعاء بالرحمة بعد الموت

هي فكرة قائمة على الاعتقاد أن المسلمين أفضل من غيرهم

D- لا يجوز الترحّم على مثلي أو كافر أو ملحد, لكن يجوز الترحّم على البغدادي مثلا لأنّه مسلم 

E- وأخيرا الأمر الطبيعي في الإنسان أنك تسمع بموت أو مأساة ثمّ تتألم وتطلب الرحمة

ولكن الشيوخ علموك انك أن تبحث عن صفة الميّت و دينه و أفكاره كي تشمت فيه أو تطلب الرّحمة له

خاتمة

 

مقدّمة

A- يموت فنان، أو رسام، أو موسيقي أو مطرب، أو راقصة أو حتى عالم أنسجة وخلايا جذعية؛

تتسارع التعليقات المشبعة بميراث من الخرافة فتنصب لهم المحكمة نيابة عن الرب

تفرغ الجموع المسحوقة التي تختصر الأخلاق في مجموعة من الشكلانيات والمظاهر  

جلها تمثيل ونفاق جمعي يدعي فضيلة مصطنعة متكلفة

 تفرغ كل حممها في جسد مُسجى ارتقى إلى حيث الحقيقة

 

هل سمعت عن فنان فجر قنبلة في أبرياء؟

هل سمعت عن موسيقي زرع عبوة ناسفة في ميدان؟

هل سمعت عن راقصة أطلقت صاروخ RPG على قافلة أبرياء؟

هل سمعت عن كاتب سكب مادة كاوية على وجه بنت أو سيدة لأنها لم تؤد فضيلة النايلون والبولي إيستر؟

المتدينون، والمهاوييس، وحراس الرب، ومفتشو السرائر، وقضاة السماء بعضهم فعل كل هذا وأكثر؟

قتلوا باسم الرب وباسم مروياتهم المكذوبة التي يلوكونها كاللبان المر، فجروا باسم موتاهم وصرخوا أن الرب أكبر وليس أرحم!

يموت الشاعر، والرسام، والفنان، والمطرب وحتى الراقصة

يموتون فتسقط عن وجه الحياة ورقة خضراء لم ترف سوى بالسلام والبهجة، والمحبة، والروح المفعمة بالفرح

لم تصدح إلّا لتسعد مواجدًا أشقاها محيطها، لم توجد إلّا لتطبب جرحًا أو تزيل همًا.

منقول عن الباحث Ayman Alsimery مشكورا بتصرّف

 

B- لا يتفنّن الله في التعذيب عند الموت نتيجة أخطاء مهما كانت

لأنّ هذا سيرسم سورة قاسية عن الرّبّ تبعده عن العدالة و الرّحمة

وهناك أمثلة كثيرة في التاريخ لمسلمين قُتلوا بصورة وحشية

لا يجب أن نشمت من أحد أو من موت أحد مهما كان فعله أو قوله 

1) الخليفة الثالث ذو النورين عثمان بن عفّان قُتل بسيوف عربية إسلاميّة

و تمزّق بالطّعنات وقُطِّعت أصابع زوجته ثمّ دفن سرّا 

2) أحرق محمّد بن أبي بكر الصّدّيق و وُضع في جوف حمار في مصر

بعد مطاردته من طرف عمرو بن العاص

3) قٌطّعت رأس الحسين 

4) قطّعت رأس عبد الله بن الزبير 

 

 

يبني البعض حكمهم بعدم الترحّم على الّذين يظنونهم كفارا على آيتين

1- وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍۢ

 كلما ترحمنا على إنسان، أطلوا من تحت عمائمهم، ليقولوا أن هذا حرام

وإذا قلنا لهم، ألم تقرؤوا قوله تعالى

وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍۢ

صاحوا

هل أنتم من أصحاب فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ؟

أكملوا الآية

فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَٰتِنَا يُؤْمِنُونَ

 

والتنويريون يجيبون الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ

اقرؤوا الآية من أولها

وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ

إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ

قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَسَاءُ

وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ

فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ

(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 156)  

فعلى ماذا يعود فعل الكتابة وعلى ماذا تعود الهاء ؟!

لا يوجد تناقض بالقرآن

 لا يمكن أن يخبرنا الله بأنّ رحمته وسعت كلّ شيء ثمّ يُخصص أشخاصا محدّدين

يطلب الناس أن يكتب لهم حسنة في الدّنيا و الآخرة و يحيبهم الله أنّه سيكتبها (الحسنة) للمتّقين و المزكّين و الموقنين

أمّا رحمته فهي شاملة لكلّ شيء بدون إستثناء

لكن مع كامل الأسف لا حياة لم تنادي

منقول بتصرّف من كمال الغازي مشكورا

 

 

 

2- إعتمدوا على هذه الآية لتبرير التمييز بين المسلمين و المشركين عند الموت

لكنّ الآية لم تقترن بالموت أبدا بدليل الآية التي تتبعها

مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى

مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ

(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 113)

سورة التوبة تتحدّث عن الحرب بين الكفّار و المسلمين

هذه الآية تنهى النبيّ و الّذين معه عن الإستغفار للمشركين بعدما تبيّن لهم أنّهم أصحاب الجحيم

من هم أصحاب الجحيم؟

يظهر المعنى في الآية التي تلتها

 

A- إستغفر النبيّ إبراهيم لأبيه لما كان على قيد الحياة متمنّيا أن لا يشقى بهذا العمل

وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ

فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ

إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ

(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 114)

يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ==> مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ

اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ ==> فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّه

نستنتج من الآيتين أنّ

1- أصحاب الجحيم هم أعداء الله مع أسمائه الحسنى

2- كان إستغفار النبيّ إبراهيم لأبيه لمّا كان على قيد الحياة و ليس بعد مماته

3- كان إستغفار النبيّ إبراهيم لأبيه عن موعدة وعدها إياه

حتّى تبيّن له أنّه لافائدة ترجى من ذلك لأنّه مشرك عدوّ الله

 فتبرّأ منه  

 

و منه نستنتج أنّ الله نهى إستغفار النبيّ و الّذين معه

للمشركين أصحاب الجحيم (على قيد الحياة)

أعداء الله مع أسمائه الحسنى 

 

B- آيتي الموعدة الّتي وعدها إبراهيم لأبيه

1-

قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)

وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

وَأَدْعُو رَبِّي

عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا

(سورة : 19 - سورة مريم, اية : 48)

 

 

2-

قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ

إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

كَفَرْنَا بِكُمْ

وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا

حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ

إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ

لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ

رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ

(سورة : 60 - سورة الممتحنة, اية : 4)

 

3- العقل و المنطق لا يتوافقان مع الإستغفار

A- إذا كانت نتيجة الإمتحان سلبية فلا داعي ولا فائدة من التدخّل

اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً

فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ

وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ

(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 80)

لا يمكن أن تطلب من المعلّم مساعدة صديقك في الصّف لكي ينجح في الإختبار فيجتاز السّنة 

الحياة إختبار شخصي لكل الناس بدون إستثناء بما فيهم أهل الذّكر الّذين يظنّون أنفسهم وكلاء الله في الأرض

لا فائدة من الإستغفار لأسباب منطقية و ليس عنصرية 

1- الإستغفار تضييع للوقت و لمجهود المستغفر

2- الله عادل و لا يميّز بين الناس كانوا مسلمين ام كفارا 

فيعطي نفس الحظوظ لكلّ الناس بدون إستثناء 

3- الإستغفار لن يغيّر من حقيقة الشخص المستغفر له شيئا (هل هو سيء أم جيّد)

4- الإستغفار لن يغيّر من نتيجة الإختبار

لا يمكن لشخص سيّء الدّخول للجنّة

لا أحد من الّذين إجتازوا الإختبار بنجاح سيقبل بذلك

لأنّه سيلوّثها كما لوّث الأرض

 

 

B- لا أحد يستطيع ضمان الجنّة لنفسه

فكيف له معرفة مصير شخص آخر؟

 

وَقَالُوا: مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (62)

أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63)

إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ(64)

(سورة : 38 - سورة ص, اية : 62-64)

 هناك أشخاصا يُعدّون من الأشرار سيكونون من أصحاب الجنّة

لا أحد يمتلك مفاتيح النار و الجنّة

من أدراك أنت أنّك لست مشركا؟

أليس حكمك إتّخاذ لموقع الله تعالى في الحكم على الناس؟

هل الّذي لا يترحّم على بعض الناس متحجّجا بكفرهم و ضلالهم 

أعلم من الله الوحيد العالم بالضالّ و المهتدي؟

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 117)

ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 125)

إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ

وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ

(سورة : 28 - سورة القصص, اية : 56)  

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ

(سورة : 68 - سورة القلم, اية : 7)

 

C-  فكرة التمييز بين البشر حتى في الدعاء بالرحمة بعد الموت

هي فكرة قائمة على الاعتقاد أن المسلمين أفضل من غيرهم

وأنهم وحدهم يستحقون الرحمة

وأن الجنة أعدّت حصريا لهم

وأن غيرهم في النار

وهاذ الإحساس بالعلوية والتمييز على البشر هي نفس فكرة داعش في قتل غير المسلمين

 

D- لا يجوز الترحّم على مثلي أو كافر أو ملحد

لكن يجوز الترحّم على البغدادي مثلا لأنّه مسلم 

تفكير ومنطق يجعلك تترحّم على إرهابي ذبح البشر و قتل الأبرياء و ترفض الترحّم على شخص مسالم (غير مسلم حسب إعتقادهم) 

لا يجوز الترحّم أيضا على زوجة المسلم الكتابية الّتي أنجبت له الأولاد و كانت بينهما عشرة و محبّة, فقط لأنّها غير مسلمة 

 

E- وأخيرا الأمر الطبيعي في الإنسان أنك تسمع بموت أو مأساة ثمّ تتألم وتطلب الرحمة

ولكن الشيوخ علموك انك أن تبحث عن صفة الميّت و دينه و أفكاره كي تشمت فيه أو تطلب الرّحمة له

 

 

خاتمة

طلب الرحمة من الله للأشخاص

مسلمين كانوا أم كفّارا

لن يجدي نفعا

لأنّ الله عادل هدفه إعطاء نفس الحظوظ لكلّ الناس و ليس تفضيل شخص على آخر حسب عدد أدعية الإستغفار له