آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

الكبت و الحرمان

 

وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ

قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ

فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 127)

الفتوى في النساء من إختصاص الله حصريا

و لا يجوز لأحد التقوّل بإسم الله أو بإسم نبيّنا الكريم محمّد

في هذا الموضوع

 

فهرس الموضوع

 

مقدّمة

لماذا يقنعوننا
بان رب المتحرش غفور رحيم
بينما رب المتبرجة شديد العقاب؟؟؟؟؟؟!!!!!!!

Osama Elrawy

 

نحن نرى الغرب بعيوننا الّتي لا ترى سوى الأفخاد العارية

لأننا بين الأفخاد نركّز عيوننا

و يكون العيب في عيوننا لا في الأفخاد

من روائع سيّد القمني

 

 

لم تكن المرأة يوما ناقصة عقل

بل كانت دوما ناقصة حقوق

ناقصة تعليم

ناقصة حرية...
Khadija Cherqui

 

المرأة لها شهوة اتجاه الرجل

فهل يجب أن يتحجب الرجل لعدم إثارة شهوة المرأة؟

أم أن المرأة أقوى من الرجل

قادرة على التحكم برغباتها الجنسية؟!

نوال السعداوي

 

 

التحرش يبقى تحرشا

حتى يقوم به الرجل المناسب

فيصبح تغزلا

Askrif Lahcen

 

تبا لمجتمع لا تهمّه المرأة إلاّ إذا كانت عارية

 

كيف تجرؤ على هذا القول و أنت تعلم علم اليقين

بأن نسبة التحرّش هي الأكبر في الدّول الإسلامية

 

أتكونون أقوياء أمام المرأة

و ضعفاء أمام شعرها و جسدها؟

 

 

وطئ يطؤ وطأ

وطء الأرض إذا وضع رجله عليها

ووطء الفرس إذا اعتلاها.

و في معنى آخر وطأ تعني داس برجله

ووطء زوجته إذا جامعها

وإنما سمي بالوطء لأن الجماع فيه استعلاء. (مصطلح فقهي)

وجب إعادة النظر في استخدام هذه الكلمة

ففيها كم كبير من التسلط و الذكورية و التمييز و الفظاظة

إضافة أنها لم ترد في كتاب الله ولا مرة بل اخترعها فقهاء السلف

لا توطأ حامل حتّى تضع ==> سنن أبي داوود

و رجل كانت عنده أمة يطؤها فأدّبها فأحسن تهديبها ==> البخاري

 

 

1- لا يرتدع الصّحابة أصحاب القلوب المريضة

من مكانة نساء النبيّ فيتحرّشون بهم

يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ

فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ

فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ

وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا

(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 32)

1- ماذ سمّى الله ذلك الشخص الّذي يطمع في المرأة الّتي تخضع بالقول

لقد سمّى الله هذا النّوع من الأشخاص

بالّذي في قلبه مرض

2- ماذا نسمّي من يطمع في المرأة و يستخدم القول لإخضاعها؟

العاقلون يسمّونه متحرّشا 

لكنّ هناك من يسمّونه بالشخص العادي

الّذي يعامل المرأة بناء على ملابسها الخفيفة المثيرة

3- ماذا سمّى الله المتحرّش 

لقد سمّى الله المتحرّش

بالشخص الّذي في قلبه مرض

4- هل لو كنّ محاطين برجال عدول كان هذا التنبيه سيقع؟

 لا لن يقع بالطّبع لأنّهم عدول ملائكة.

5- هل يطمع ذو القلب السليم بالنساء اللواتي تخضعن بالقول؟

- لن يطمع بالطّبع 

6- هل ارتدع من بقلبه مرض من مكانة و هيبة و هيئة نساء النبي؟

- لا تهمّهم مكانة النبيّ في شيء و لا تردعهم 

فيتظرون الفرصة للإنقضاض عل الفريسة

اذن فالله يعلم أن من بقلبه مرض لا يردعه سن ولا جنس ولا ملبس ولا مكانة..

مثله مثل قوم لوط حين طمعوا في ضيوفه

و أرادوا إجبارهم على اتباع ملتهم / مثليتهم.. و لم يردعهم شيء..

 

ما الذي غرسه التيار المحافظ في عقول الرجال؟

ان من يطمع في المرأة بوجه العموم

سواء خضعت بالقول ام لا.. يعرفها ام لا..

لمجرد خروجها عن مازورة قياس و معيار والدته

هو رجل بحق بل وسيد الرجال

و انها هي التي استفزت ذكورته..

و أصبح الّذي في قلبه مرض

هو المثل الأعلى للشباب

 

و تقولون انكم رجال دين

و تدَّعون اننا نحن من نتبع هوانا!!!!

نحن من نرى المرأة مواطنا و انسانا مثلنا..

و لا يثيرنا لا قولها ولا شعرها

و لا نرى ملبسها الا كتعبير عن شخصيتها و رضاها عن نفسها..

أ نحن من نتبع هوانا!!!! ؟؟؟

مقال للباحث حورس الشمسي بتصرّف 

 

2- النبيّ يوسف و موسى

لم تقرؤوا  قصة امرأة بالقرآن غلقت الأبواب 

وقالت لشاب اسمه يوسف (هيت لك)

فرد عليها قائلا( معاذ الله).

إنه النموذج القرآني لما يجب أن يكون عليه المسلم.

بل إن كل نساء مصر راودن ذات الشاب عن نفسه فأبى

فتلك هي الرجولة والفحولة المفقودة عند الأكثرية

الّتي تنهار أمام شعر جميل أو لبس جميل بدون حجاب.

وكثير من قصص القرآن حملت ذات التعفف وتلك الشهامة والرجولة مع الفتيات والنساء

مثل قصة نبي الله موسى مع الفتاتين.

 

3- ملاحظات منطقية حول ظاهرة التّحرّش

A- تحلمون بعزل المرأة نهائيا و لن يكفيكم هذا

ماذا لو ارتدت كل النساء نقابا

ولم تترك أي جزء في جسدها مكشوفا

ثم تعرضت للتحرش؟

قالوا: إذا فالسبب هو خروجها من البيت..

في هذه الحالة لا يرضون بنقاب وحجاب المرأة فقط

بل يطلبون عزلها وألا تختلط بالرجال أبدا.

 

B- الممنوع مرغوب

مجتمعات جبانة منافقة تدّعي التّقوى المظهرية لكنّها

- مهووسة بالجنس سرّا

- متحرّشة بالنساء سرّا و علنا 

 

إرغام الناس على لباس معيّن و على عبادة معيّنة و على مظاهر معيّنة

يساهم في إنتشار النفاق الإجتماعي

 

الحرمان من الإختلاط ومن الصّداقة

و إقناع الناس بأنّ المرأة عورة و أنّها سلعة جنسية لا يمكن الحصول عليها

تؤدي بالذّكور إلى الكبت و إلى زيادة مفرطة في إمتلاك ذلك الجسد الممنوع

يمكن تشبيه هذه الظاهرة بالأكل في رمضان

فحرمان الناس من الأكل يؤدّي بهم إلى إستهلاك الموادّ الغذائية أكثر مما هو عليه خارج شهر رمضان

أُسمي ذلك بالكبت الغذائي الناتج عن الحرمان 

 

الحرمان من الوجه الجميل والشعر الجميل واللبس الجميل والعطر الجميل

يؤدي الى الكبت الجنسي والهوس الجنسي

فيصبح الذّكر حيوانا لا يستطيع إشباع شهواته بطريقة متحضرة

لهاذا نجد في بعض العقول العربية

وفي عقول تجار الدين (الأثرياء) الذين يبدلون النساء كالأحذية

ان المرأة بالنسبة لديهم

- اداة جنسية يجب ان تغطى 

- عورة وجسد شيطاني يشبع الشهوة (لكن شهوتها هي : ثانوية)

- والمرأة فتنة ولا تعتبر إنسانا لها مشاعر واحاسيس

- أداة تفريخ و زيادة النسل

 

C- أنتم مكبوتون !!!! الحقيقة الّتي لا تستطيعون الإعتراف بها

1- تعريف التبرير

تفسير المرء لسلوكه بأسباب تبدو معقولة و مقبولة و مقنعة

لكنّها في الحقيقة غير صحيحة

تبرّرون التحرّش بلباس المرأة الجذّاب

و ليس بالإعتراف بأنّ المتحرّش حيوان تتحكّم فيه غريزته

 

2- التحرّش مرض

a- إذا كان اغتصاب الاطفال و التحرش بهم ليس بسبب لباسهم

بل هو مرض خطير ..

فكذلك الأمر بالنسبة للتحرش بالنساء او محاولة اغتصباهن

ليس له علاقة بلِباسهن..

بل بالكبت الّذي يتملّككم نتيجة الحرمان

لذلك كفوا عن اتهام المرأة

والدفاع عن المرضى !!

 

b- ظاهرة التّحرّش تزداد سوءا و تفاقما يوما بعد يوم

في دول شمال إفريقيا و الشرق الأوسط

وتنسبون ذلك

للباس النساء الغير المحتشم حسب وصفكم و الّذي يثير شهواتكم الجامحة

أريد أن أسألكم ما سبب كلّ هذه الظّواهر

a- هل تفشي الإعتداء الجنسي على الأطفال هو عراء الأطفال أم الشهوة؟

b- هل يتحرّش المتزوّج لحرمانه من جسد المرأة أم نتيجة كبته؟

c- هل تفشي ظاهرة الإعتداء الجنسي على الخادمات المنزلية هو عراء الخادمات أم كبت الرّجال؟

d- هل انخفاض نسبة التحرش في أوروبا الغربية وشمال أمريكا

هو إنعدام الرّجولة عند ذكورهم أم إحترامهم للمرأة ككائن في نفس المستوى؟

طبيعة الإنسان الّذي لا يثق بنفسه

هي إلقاء اللّوم على الآخر

وعدم الإعتراف بضعفه و جهله و كبته

 

3- التحرّش جريمة و اللباس حرّية

- لبس المجوهرات حرّيّة و سرقة المجوهرات جريمة

- نزول المرأة مع أولادها للشارع حرّيّة و سرقة أحد أولادها جريمة

- لا يمكن ان ننسب مسؤولية السرقة للرجل الغني بل ننسبها للسارق

- لا يمكن ان ننسب مسؤلية القتل للقتيل بل ننسبها للقاتل

- لا يمكن ان ننسب مسؤولية فتنة امرأة برجل جميل وجذاب لهاذا الرجل

بل ننسبها للمرأة التي أعجبت بجمال هاذا الرجل

لا تعترفون بأنّ عقلكم مكبوت و مقهور و بأنّكم ضعفاء

فتنسبون الخطأ للأنثى

الضعيف لا يعترف أبدا بضعفه

لكنه يؤمن بالمؤامرة و بأنّ الآخر هو سبب مشاكله

يحتال على عقله حتّى يرتاح بالُه فيستطيع العيش

المسؤولية على الرجل

في غض بصره والتحكم في غرائزه 

 

D- العقلية الباتريارخية ملكت عقولكم

- إذا مارس هو الجنس فهو رجل فحل

أمّا إذا مارست هي الجنس فهي عاهرة

في المجتمعات المتديّنة المرأة تزني

و الرّجل يمارس حقّا من حقوقه

 

- جسده ملكه

أمّا جسدها فهو ملك العائلة و الجيران و الحيّ و القبيلة و المجتمع و الدولة

 

E- تناقضات عجيبة و غريبة في عقولكم

إذا كنت أيّها الذّكر لا تتحمّل فتنة المرأة

فيمكنك و بكلّ بساطة أن تغضّ بصرك عنها

تماما كما تفعل مع

النّساء الفقيرات و المفسدين السياسيين و الظلم الإجتماعي

و الرشوة و الفقر و التشرّد  و تجّار الموت و الحرب

 

F- تخافون و لا تستحيون

4- إن حدث وسافَرْتَ لإحدى الدول الاوروبية التي تقر بحرية اللباس.

a- هل ستتحرش بهن في كل مكان بسبب لباسهن؟
b- أم ستفرض عليهن أن يلبسن كما تحب أنت ؟
c- أم أنك ستكون خلوقا، وستغض بصرك، ولا تتدخل في حريتهن؟؟؟!

ستكون خلوقا خوفا من القبض عليك

لأنّ قوانينهم صارمة تدافع على حقوق المرأة

 

إذا كانت هناك كلاب سعرانة في الشارع

فإنّ مجلس المدينة يتدخّل

بمعالجتهم

أو بتصفيتهم و تنظيف المنطقة منهم

لكن لا يطلبون من الناس البقاء في بيوتهم و عدم النّزول إلى الشارع

باسم يوسف بتصرّف كبير

 

 لست مع تغليف المرأة 

أنا مع وضع قانون زجري لتأديبك كمتحرّش بأشدّ العقوبة

 

 

4- بعض الأسماء المحزنة لأبواب البخاري

1- باب: من ملك من العرب رقيقا فوهب وباع و جامع و فدى وسبي الذّرّيّة 

2- باب تزويج الأب أولاده الصغار قبل الحيض : حديث زواج عائشة 

3- باب الحيلة في النكاح

4- باب النوم مع الحائض و هي في ثيابها 

5- باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح

6- باب عرض الإنسان بنته أو أخته على أهل الخير

7- باب تزويج البنت من الإمام 

5-6-7 وضعت لتجّار الدين و النبلاء

لمصّ دماء الضعفاء و إغتصاب بناتهم 

 

5- إنّكم تهينون الرّجولة قبل الأنوثة

مقال للأستاذ ثروت يوسف الغلبان

أوضَح دليل على تَحَضُّر وارتقاء المُجتمعات والأفراد هو موقفها من النساء والفتيات

لأنّهُن أضعَف عَضلياً من الرجال.

فالبدائيون لا يَفهمون ولا يَحترمون غير قانون القوة البدنية في علاقاتهم بغيرهم

ولا يفهمون القِيَم الإنسانية والحضارية حتى لو تكلّموا عنها

والثابت معرفياً أن الإحتكام للقوة البدنية وحدها يَجعل بعض الحيوانات أفضل من البشر لأنها أقوى

ويجب ألاّ تخضع علاقات البشر لمعايير القوة

بل لمعايير المعرفة والقِيَم.

نحن في القرن الواحد والعشرين

ومن يَتخيل أن بيننا من يُمارس سَبي المرأة في الحروب وامتلاكها وبيعها وشرائها

ونُعاقبها لعدم الإنجاب او لإنجاب إناث فقط

ونُجبرها على حياة زوجية ضد إرادتها

ونُزوّجها لمُغتصبها بالقانون

ونتحرش بها في كُل مكان

وغير ذلك من أشكال التمييز ضدها وهي كثيرة.

إنّنا، في كُل هذا، إنما نُؤكدُ تَخَلُّفنا وبدائيتنا كَرِجال، ونُهِين الرّجُولة قَبل الأُنوثة.

 

خاتمة

التحرش جريمة شئنا أم أبينا

إذا لم يعاقب القانون عليها

فإنّ المجرمين سيتكاثرون بالضّرورة !! 

 

بدل أن نربّي و نوعّي الناشئة

على إعطاء  قيمة للمرأة في المجتمع بناءا على عقلها و مردوديتها 

بدل أن نردع المتحرّشين جنسيا بها بقوّة القانون

نفرض عليها هي الكائن الضعيف تغطية شعرها و جسدها كاملا

لأنّ بعض المهووسين جنسيا

يفسد وضوؤهم بمجرّد رؤيتها

 

مقال صغير باللهجة المصرية للباحث John Edward

سنة 2012 في الهند حصلت حادثة إغتصاب لمعالجه نفسيه وهي راجعه من السينما مع صديق ليها. بسبب بشاعة الحادثه قررت طالبة ماجيستير متخصصه في السايكولوجي إسمها Madhumita Pandey إنها تعمل مقابلات مع المسجونين بتهم الإغتصاب عشان تقدر توصل لدوافِع الأشخاص دي وسمات شخصياتهم وتاريخهم عشان تحلل وتحدد ده بيحصل ليه. في مارس 2013 قدرت تاخد إذن بالدخول للسجون عشان تعمل ال interviews وقابلت بالفعل 122 مسجون بتهم إغتصاب. اللي إستخلصته من المقابلات دي كان حاجتين مُشتركين بين كل المُغتصبين: (1) إجماع تام بينهم على دونية المرأه، (2) إنعدام الشعور بالندم بعد الإغتصاب (بإستثناء المسجون رقم 49 اللي قال إنه ندم - بس مش أوي).

ليه الكلام ده مُهم؟

الكلام ده مُهم عشان نفهم إن دوافِع الإغتصاب مش بتبدأ من وجود موقف بيسمح للضحيه بالتواجد مع المُجرم في نفس الإطار الجغرافي. الجريمه بتبدأ من لما بيتم تدعيم التصورات الذكوريه ودعم دونية المرأه. بمجرد ما المُجتمع بيدعم التصوُّر ده بيقل شعور الفئه المدعومه مُجتمعياً بالندم تجاه مُعاناة الفئه الأدنى إجتماعياً. ده يفسرلك ليه 121 واحد من 122 محسوش بندم تجاه جريمه بشعه إرتكبوها تجاه 122 ضحيه منهم أطفال.

الملحوظه التانيه المهمه وهي ظروف الدراسه، إحنا -مصر- مُشابهين في أوضاعنا جداً للهند. مستويات تعليم متدنيه، تديُّن غير عقلاني كتير، طبقات مطحونه إقتصادياً، وإنعدام للتوعيه. ف لما تقرا حاجه زي كده متقولش مش مهم أصله مش عندنا .. لأ ده في أكثر المُجتمعات تشابُهاً مع مُجتمعك.

نرجع تاني لمُشكلة الخطاب الدوني تجاه المرأه. اللغه مش مُجرَّد أداة وَصف، اللغه خلّاقه، يعني عندها القدره على إضفاء القيمه على الأشياء والأشخاص. ف لما بتوصف شئ بإنه ذو قيمه أو بلا قيمه، اللغه هنا بتضفي القيمه أو بتنزع القيمه عن الشئ أو الشخص والناس بتبتدي تتصرَّف من المُنطلق ده. وبالتالي لما يكون في خطاب جماهيري -مش شرط يكون حكومي لكن ممكن يكون من خلال سُلطة ما بيمارسها شخص على السوشال ميديا- بيوجِّه الناس عن عمد تجاه موقف بيحلل العُنف حتى ولو في أطُر مُعيَّنه وخاصَّه، ده في حد ذاته رُخصه لغير الأسوياء بممارسة العُنف في خارج الإطار ده لإن بمُجرَّد ما أصبح العُنف مشروع لأي سبب فقد الشخص اللي بيتمارس العُنف ضدُّه حقُّه في كونه مُساوي في الكرامه.

بمجرد ما حطيت طرف من الطرفين في مكانة المُسيطر والآخر في المكانة الأدنى وقولت للطرف الاول انت تقدر ومن حقك تضرب أو تهين الطرف التاني -بس بشروط- ف إنت فتحت باب لإستمرار كُل المُمارسات اللي بتأصَّل الدّونية والعُنف تجاه الفئه دي. والحُجَّه دي صحيحه تجاه المرأه وتجاه الأقليات وتجاه الأطفال وتجاه المُخالفين، و بشكل عام تجاه كل من هو مش "انت" ويحلّ العُنف تجاهه حتى ولو بشروط.

في كتاب Men on Rape للكاتب Tim Beneke في جُزء بيعرض وجهة نظر المُغتصب أو المُتحرِّش وأعتقد إنه relevant جداً لفهم الظاهره في مصر. ال quote اللي بتكلم عليها في ال comments وهنا هاتلاقي تعليقي عليها. الإقتباس ده بيقول إن الشخص ده بيشوف بنت جميله وهو بيحس برغبه في الإقتراب من الجمال ده، وبيحملها هي مسئولية إنها أظهرت جمالها لإنها مدركه إنها جميله فعلاً، ولإنه مدرك إنه لو حاول يقرب منها هي هاترفض ف هو بيحس بإنها بتخدعه .. من ناحيه بتظهر جمالها عن إدراك ومن ناحيه بترفض إن الشخص ده يقرب منها. هو بيصنّف التصرّف ده كخدعه وبالتّالي بيشوف إن البنت بتمارس عليه قوّه وبتهينه، وبالتالي هو بيحاول يمارس عليها قوّه بطريقته ف بيهاجمها.

الوصف ده لعقلية المُتحرِّش هو الوصف اللي المجتمع عندنا بيتبناه بإعتباره التصوُّر الأخلاقي، ومن هنا بتظهر تعبيرات زي الحلوى المكشوفه والعربيه اللي مش متغطيه -زي ما قالت حنان ترك. الحاجه اللي بيتجاهلها اللي بينادي بالتصوُّر ده هي إن مُشكلة المُتحرِّش مش الآخر بيعمل إيه لكن ال femininity. في الإقتباس اللي بتكلم عليه في عباره بتقول "I feel they have power over me just by their presence"! المتحرِّش بيحس إنّه الطرف الأضعف اللي وجوده متهدِّد لمجرد إن في شخص تُدرك إنها جميله. وجودها في حد ذاته خطر عليه ومصدر قلق مُستمر بالنسباله.

نفس العقليَّه دي هاتحس بالتّهديد لو كانت في وجود شخص ذو وجاهه إجتماعيه أو سمعه حسنه أو أخلاق مشهود بيها أو تجاره ناجحه. الشخص ده مُشكلته جواه وهايحس إنه بيُهان كل ما يُدرك إنه ميقدرش ياخد من اللي حواليهم اللي عندهم أو على الأقل يشاركهم فيه.

مُشكلة التحرُّش لا تختلف عن مُشكلة السرقه أو تشويه السُمعه. في كل الأحوال دي المُذنب الوحيد هو الشخص اللي وجود الآخر حواليه دايماً مخليه حاسس إنه قليل وناقص ومرفوض. المُتحرّش عايز يمارس قوّه لإنه مُدرك نفسه كشخص ضعيف. مهما حاولت تخبي عن المُتحرِّش الحاجه اللي بتحسسه بضعفه مُشكلته مش هاتتحل. الحل هو إنه يُدرك إن مالوش عُذر، وإن مفيش حد هايبررله، وإن مفيش حد هايلوم الضحايا.