آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

المعنى الحقيقي للجهل و الجاهلية

 

الجهل ليس عدم معرفة الشيء

المعنى الصحيح لكلمة جهل هو معرفة الشيء على غير حقيقته . 

 

وفي الجاهلية قبل بعثة رسول الله محمد كانت معرفة المشركين للدين الذي ورثوه عن نبي الله إبراهيم

هي معرفة مشوهة على غير حقيقة الدين .

لذا كان عصرهم يسمى عصر الجاهلية .

....

وبعد أن اكتمل دين الإسلام بقول الله (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)

صار المسلمون على علم بالحقائق البينة لدين الإسلام ، وبذلك انتفت عنهم صفة الجاهلية .

وفيما بعد اعتنق اكثر المسلمين معتقدات من خارج الكتاب الذي نزله الله على رسوله مبين فيه كل شيء يخص الدين

(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ)

وبذلك صار علمهم بالدين لا يتطابق مع حقيقته .

وهكذا عادت الجاهلية مرة اخرى .

....

فالجاهلية ليست فترة زمنية محددة ، ولكنها كل وقت تكون فيه معرفة الناس لدينهم

هي معرفة مشوهة على غير حقيقة الدين الذي بين الله كل ما يخصه من شيء في كتابه

(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) .

....

وكما قضى كتاب الله هذا على الجاهلية السابقة علينا اليوم التمسك بهذا الكتاب دون غيره

(وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) .

وبذلك يمكننا القضاء على الجاهلية القائمة اليوم ، والتي تتشابه في كثير من الأمور مع الجاهلية الأولى .

 

منقول بتصرّف عن محمّد أبو زيد