السحر
موضوع في طور التدبّر
مقدّمة
1- تعريف السّحر
2- تدبّر أوّلي لمعنى السّحر
3- المعنى الأقرب إلى المنطق و العقل لآية تعليم السّحر
4- مقتطفات من هنا و هناك
مقدّمة
بقلم جيلالي بن الحاج جلول
في المجتمعات التي يغلب عليها الجهل والتّخلف
يلجأ فيها بعض النَّاس
للاستعانة بالسحر والشعوذة حينما
1- يفشلون في تحقيق أهدافهم بالسبل الطبيعية
2- أو يقعون تحت سيطرة اليأس والإحباط
3- أو يودّون تبرير فشلهم الذّريع في الحياة أمام أنفسهم
متشبّثين بسوء الحظّ
4- أو أنّهم أجبن من أن يواجهوا خصومهم
فيوكلون مهمّة الانتقام لساحر أو مشعوذ
يكفيهم مؤونة التعب والعناء.
وتتعدد أساليبهم من بين تمتمات وطلاسم يتفّوه بها السّاحر
ومن مأكول ومرشوش وحرق وبخور، وحيوانات محنطة
ما يحتار فيه العقل، وترتعب منه النّفس.
وآخرون اختصوا في الاستعانة بالجنّي
وآخرون في رسم دوائر وجداول وحروف غامضة مريبة.
وانتشرت أيضًا تجارة العقاقير في هذه المجتمعات
لوصفات السحرة والمشعوذين.
أمّا الفئة الأدنى و الأحقر
في هذه المنظومة
فهم الرّقاة
الذين يزعمون أنّهم يفكون السّحر
بترديد آيات من كتاب الله.
فهل فعلًا آيات القرآن
تتناول السحر على هذا النّحو
أم أنّ للسّحر دلالة أخرى في القرآن؟؟؟!!!.
الساحر جيمس راندي
توفى الساحر الشهير "جيمس راندي " في اكتوبر 2020 ، عن عمر ناهز 92 عاما.
توفي ولم يفز أي مؤمن بتحدي المليون دولار الذي عرضه على شخص
مقابل اثباته ان الجن والعفاريت و الارواح حقيقية وموجودة.
أكثر من 50 سنة ولم يفز أحد
بدأ جيمس راندي حياته كساحر على المسرح
محققًا مستوى من الشعبية تحت اسم”راندي المذهل”.
اكتسب شهرة عالمية في عالم السحر على المسرح
على عكس العديد من السحرة في ذلك الوقت
راندي لم يدع أبدًا امتلاك أي قوى خارقة
بل أصر على أن السحر على المسرح
ليس إلا حيلًا مدروسة للغاية و متقنة بشكل جيد
وكل الذين يدعون خلاف ذلك هم كاذبون أو واهمون أو مخادعون
1- تعريف السّحر
السّحر هو الخداع
و قلب حقائق الأشياء
بالتلاعب بالعقل
عن طريق الكلام أو الحركات
سَحَرَ manipuler
سِحْرُُ La manipulation
ساحِر Manipulateur
سِحْــــرُ الْكَلامِ :رِقَّةُ الكَلاَمِ وَلَطَافَتُهُ الْمُؤَثِّرَةُ فِي القُلُوبِ
2- تدبّر لمعنى السّحر
A- سحر
1-
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ
لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا
وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ
لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ
(سورة : 11 - سورة هود, اية : 7)
طبعًا هم يقصدون أنّ هذا الوعيد ليس حقيقيًّا
وأنَّه مجرد خداع كلاميّ
ومن الواضح جدًا أنّ هذا السّياق
لا يتلاءم ومعنى السحر المعروف
فكيف يكون القول بوجود حياة بعد الموت سحرا
إلا إن كان المقصود هو الخداع.
2-
وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ
قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ
وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ
(سورة : 43 - سورة الزخرف, اية : 30)
قالوا
هذا القرآن
فيه خدعة و كذب.
و لن يعترفوا به
3-
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ
قَالُوا
مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ
يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ
وَقَالُوا
مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ
إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ
(سورة : 34 - سورة سبأ, اية : 43)
يقول الذين يكفرون بآيات الله
عن الحق المنزل من عند الله
أنه سحر
==> إفك مفترى ==> تأليف بشري
==> كلام يسحر الناس
ويجعلهم يدخلون في دين الله الحق.
4-
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ
قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ
هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ
(سورة : 46 - سورة الأحقاف, اية : 7)
يقول الذين يكفرون بآيات الله
عن الحق المنزل من عند الله
أنه سحر
==> كلام يسحر الناس
ويجعلهم يدخلون في دين الله الحق.
5-
ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12)
وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14)
ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15)
كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16)
سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17)
إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18)
فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19)
ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20)
ثُمَّ نَظَرَ (21)
ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22)
ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23)
فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24)
إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)
(سورة : 74 - سورة المدثر, اية : 11-25)
رجل سمع آيات الله
وكفر بها وكان بها عنيدا
إنه قول البشر ==> سحر يؤثر في الناس
6-
فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا
قَالُوا
لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى
أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ
قَالُوا: سِحْرَانِ تَظَاهَرَا
وَقَالُوا: إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48)
قُلْ
فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا
أَتَّبِعْهُ
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49)
(سورة : 28 - سورة القصص, اية : 48 - 49)
a-
فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا
لَمّا جاء القرآن الحق من عند الله
للأشخاص الذين جاءهم كتاب عيسى
b-
قَالُوا
لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى
قالوا
لِما لا يؤتى محمّد
كتابا يشبه كتاب موسى
c-
جواب إلاهي
أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ
أولم يكفروا بكتاب موسى من قبل
لقد تجاهلوا كتاب موسى
و أختلقوا كتبا أخرى
و تشريعات أخرى
لذلك السبب لم يتعرّفوا على القرآن
فطلبوا كتابا ملبيا لشهواتهم
تماما كالكتب التي بين أيديهم
d-
قَالُوا: سِحْرَانِ تَظَاهَرَا
قالوا
كتاب عيسى الأصلي سحر
و كتاب محمّد الحبيب سحر
تظاهرا ==> يساند بعضهما البعض
القول المتواجد بالكتابين
يَسحِر الناس
ويجعلهم يدخلون في دين جديد.
e-
وَقَالُوا: إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ
فكفروا بكل منهما
فأستكبروا و أنكروا الكتابين
لأنه لا يخدِم مصالحهم و شهواتهم
f-
قُلْ
فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا
أَتَّبِعْهُ
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
يتجه النبي الحبيب محمّد لهم قائلا
إن كنتم صادقين!!!!
أْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
أَتَّبِعْهُ
هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا
==>
هُوَ أَهْدَى
1-من كتاب موسى
و
2-من القرآن الحقّ
يعلم النبيّ الكريم
أنّهم لن يستطيعوا الإتيان
بكتاب كالقرآن و كتاب موسى
لأنّ كتبهم عبارة عن كتب بشرية
مليئة بالتشريعات التي تلبي شهوات تجار الدين
و لا تحتوي على تشريعات تهدي للصراط المستقيم
7-
قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ
وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ
إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ؟؟؟ (88)
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ
قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ؟؟!!! (89)
(سورة : 23 - سورة المؤمنون, اية : 88 - 89)
في سياق محاججة وحوار
حينما تقام حجّة معينة على المحاور كحال هذه الآية
حينما تختم بتساؤل: أنَّى تسحرون؟
لا مجال للحديث عن السّحر كما نعرِّفه
بل يعني هذا التساؤل
أين وجه الخداع هنا؟؟؟؟!!!!!
من خلال تتتبع آيات القرآن التي تناولت موضوع السّحر
واستقراء شامل لدلالة هذا الّلفظ عبر الاستعمالات المختلفة
سنخلص لنتيجة واحدة هي
أنّ السّحر في القرآن
متعلق بالخداع في الكلام.
السحر عبارة عن إستغفال فكري
يلجأ صاحبه
لاستعمال قدرات خاصة
يوهم بها غيره بما لا حقيقة له.
B- ساحر
اتهام الأنبياء بالسِّحر ==> سحرة
1-
كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ
إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ
أَوْ مَجْنُونٌ
(سورة : 51 - سورة الذاريات, اية : 52)
(أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53)
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54)
(سورة : 51 - سورة الذاريات, اية : 53 - 54)
أي قوم كان يأتيهم رسول من عند الله
كانوا يقولون عليه أنه ساحر
حينما كان قوم النّبيّ محمّد يصفونه أنّه ساحر أو كذّاب
فإنَّما كانوا يقصدون من ذلك أنَّه مخادع كاذب
و حاش لرسول الله أن يكون كذلك
وفي هذا نستعرض آية
وردت في سياق لا علاقة له بالسِّحر على النّحو الشائع
في قوله الله سبحانه و تعالى
2-
أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا
أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ
أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ
قَالَ الْكَافِرُونَ
إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ
(سورة : 10 - سورة يونس, اية : 2)
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3)
إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (4)
(سورة : 10 - سورة يونس, اية : 3 - 4)
3-
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2)
كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ
فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3)
وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ
وَقَالَ الْكَافِرُونَ
هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4)
أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا
إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5)
وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ
أَنِ امْشُوا
وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ
إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6)
مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ
إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7)
(سورة : 38 - سورة ص, اية : 1 - 7)
اتهموا النبيّ الكريم بالسحر
لأنّ خطابه بالنسبة لهم
عبارة عن إختلاق
مخالف لما وجدوا عليه آباءهم
لكنه مؤثر على السامعين (يسحرهم)
لدلك السبب طالب الملأ من الكفار
الباقين
بعدم التأثّر
و الصبر على آلهتهم و التشبّث بها
فعل ألقى في القرآن الكريم
يعني في أغلب الحالات
إعطاء و تقديم معلومات - خطاب - حديث
أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا؟
أَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ
فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ
أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ
فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ
ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52)
لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ
فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ
بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ
4- آيات للتدبّر تحتاج تركيزا كبيرا
و تظافرا للجهود بين جميع التويريين عبر العالم
إنها فقط البداية
A-
ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ
بِآيَاتِنَا
فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75)
فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا
قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76)
قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ
أَسِحْرٌ هَذَا ؟!!!
وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77)
قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا
وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ
وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78)
وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79)
فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ
قَالَ لَهُمْ مُوسَى
أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)
فَلَمَّا أَلْقَوْا
قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ
السِّحْرُ
إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ
إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ
عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81)
وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ
وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82)
(سورة : 10 - سورة يونس, اية : 75 - 82)
جاء موسى و هارون لقومهم بآيات (الْحَقُّ)
فقَالُوا على هذا الحقّ بأنّه لَسِحْرٌ مُبِينٌ
كان جواب مُوسَى
أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ
بأنّه سِحْرٌ ؟!!!
وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ
أتقولون على كلام الله خداع؟؟؟
لا يفلح المخادعون
قَالُوا: أَجِئْتَنَا لتُخرِجنا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا
وَلن نتأثّر بتلاعباتك
وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ
متلاعب مخادع بارع
فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ (المتلاعبون المخادعون المهرة)
قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ
من الكلام المعسول المدغدغ للقلوب
فَلَمَّا أَلْقَوْا السحرة المخادعون
أجابهم موسى عليه السلام
إن الله سيبطل هذا الخداع بالكلام
فهو لا يصلح ما يقوم به المفسدون
B-
قَالَ
أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا
بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57)
فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ
فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58)
قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ
وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59)
فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60)
قَالَ لَهُمْ مُوسَى
وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ
وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61)
فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ
وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62)
قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ
يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا
وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63)
فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا
وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64)
قَالُوا يَا مُوسَى
إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ
وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65)
قَالَ بَلْ أَلْقُوا
فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ
يُخَيَّلُ إِلَيْهِ
مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66)
فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67)
قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68)
وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ
تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا
إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ
وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69)
فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا
قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)
قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ
إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ
فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ
وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ
وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71)
قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى
مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ
وَالَّذِي فَطَرَنَا
فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ
إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72)
إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا
لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا
وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ
وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73)
(سورة : 20 - سورة طه, اية : 57 - 73)
قَالَ فرعون
أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا
بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى
أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا
بِكلامك المخادع يَا مُوسَى
فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ
فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِكلام مخادع مِثْلِهِ
قَالَ لَهُمْ مُوسَى
وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
و ليس ويلكم لا تقوموا بأعمال سحرية
غير متوافقة مع العلم
هل السّحر
بتغيير أشكال الحبال والعصي
هو الإفتراء و الكذب على الله
أم أنّ الّذي يقول كلام غير كلام الله
هو من يفتري على الله الكذب ؟
كلّ الآيات التي جاء فيها الإفتراء على الله كذبا
هي أقوال لم يقلها تعالى
وليس ألعاب سحرية !!!!!
قَالَ بَلْ أَلْقُوا
فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ
يُخَيَّلُ إِلَيْهِ
مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66)
فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67)
جاء سحرة فرعون
بالحِبَال وَالعِصِيّ ؟؟؟
بكلام يشابه
ما جاءهم به موسى ممّا أوحى إليه الله
وأتقنوا وتفنّنوا في إلقائه للحضور
حتّى أن موسى خُيّل إليه أنّ ما جاء به السّحرة
يمكن أن يؤثّر على عقولهم
ويضنّوا أن كلام السّحرة هو الحقّ
وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ
تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا
إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ
وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى
اليمين هو عهد الله - الجانب المتمكن منه
ألق بما تعهدت به مع الله
ألق ما أنت متمكن منه
سيُفنّذ أقوال السحرة المخادعين
و في آخر المطاف لا يفلح المخادع
بعد ذلك ألقى موسى آيات الله على الحاضرين
فكانت أقوى بلاغة وتبيانا وحجّة
فتلقّفت ما صنع السّحرة
قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى
مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ
البيّنات هي التي جاءتهم من موسى
وليس ألعاب سحرية
بعض الملاحظات لFaouzi Chekir
C-
ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى
بِآيَاتِنَا
إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ
فَظَلَمُوا بِهَا
فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103)
وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104)
حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ
قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ
فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105)
قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ
فَأْتِ بِهَا
إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106)
فَأَلْقَى عَصَاهُ
فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107)
وَنَزَعَ يَدَهُ
فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (108)
قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ
إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109)
يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110)
قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111)
يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112)
وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ
قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا
إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113)
قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114)
قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ
وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115)
قَالَ أَلْقُوا
فَلَمَّا أَلْقَوْا
سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ
وَاسْتَرْهَبُوهُمْ
وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116)
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى
أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ
فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ
مَا يَأْفِكُونَ (117)
فَوَقَعَ الْحَقُّ
وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118)
فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119)
وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120)
قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121)
رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122)
(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 103 - 122)
D-
وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)
قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11)
قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12)
وَيَضِيقُ صَدْرِي
وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي
فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13)
وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14)
قَالَ كَلَّا
فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا
إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15)
فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ
فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16)
أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17)
قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18)
وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19)
قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20)
فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ
فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا
وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)
وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ
أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22)
قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23)
قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)
قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ
أَلَا تَسْتَمِعُونَ؟؟؟؟!!! (25)
قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26)
قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27)
قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا
إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28)
قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي
لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29)
قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ
بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30)
قَالَ فَأْتِ بِهِ
إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31)
فَأَلْقَى عَصَاهُ
فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32)
وَنَزَعَ يَدَهُ
فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33)
قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ
إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34)
يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ
بِسِحْرِهِ
فَمَاذَا تَأْمُرُونَ؟؟؟؟!!! (35)
قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36)
يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37)
فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38)
وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39)
لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ
إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40)
فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ
قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا
إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41)
قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42)
قَالَ لَهُمْ مُوسَى
أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43)
فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ
وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44)
فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ
فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45)
فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46)
قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47)
رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48)
قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ
إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ
فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ
وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)
قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50)
إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا
أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)
(سورة : 26 - سورة الشعراء, اية : 10 - 51)
E-
وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى؟
قَالَ هِيَ عَصَايَ
أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا
وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي
وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18)
قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19)
فَأَلْقَاهَا
فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20)
(سورة : 20 - سورة طه, اية : 17 - 20)
هش الشيء ==> لان واسترخى
ما هو معنى العصى و الغنم
(حيّة تسعى)
تسعى لإحياء النفس
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ
إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا
يُحْيِيكُمْ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
(سورة : 8 - سورة الأنفال, اية : 24)
3- المعنى الأقرب إلى المنطق و العقل
إنّني لست مجبرا على تبنّي تأويل بشري لهذه الآية
هم بشر إجتهدوا فأصابوا و أخطؤوا
لكنّ إجتهادهم لا يعني بالضرورة
أنّه هو الدّين المقدّس الّذي يجب إتباعه بعمى
إجتهادي و تدبّري و إعتمادي على إكتشافات
باحثين مؤمنين بالكتب الإلاهية حصريا
4- مقتطفات من هنا و هناك
A- مقال منقول عن الباحث جيلالي بن الحاج جلول
السِّحْر في القرآن لا يعني سوى الخداع
باستعمال أساليب توهم بحدوث أشياء لا حقيقة لها
1- في حال السِّحر البصريّ
يتعلق الأمر بشيء يشبه ما يفعله ممارسو الخدع السّحرية في عصرنا
من شد انتباه في حركة معينة وإخفاء أشياء
وذلك كله اعتمادًا على ما يعرفه من ردود الأفعال المشتركة بين البشر.
فسحرة موسى لم يكونوا إلا كذلك.
2- أمّا الخداع الفكريّ الكلاميّ
فنعرفه في عصرنا من خلال استعمال فنون الخطابة والدعاية والسّيطرة الكلاميّة التلبيسيّة التضليليّة.
دائمًا اعتمادًا على معرفة بطريقة تفكير البشر وردات فعلهم ومخاوفهم وآمالهم
مع توظيف معارف علميّة و مغالطات منطقيّة
لإيهام النَّاس بما لا حقيقة له.
هذا تمامًا ما عبر عنه القرآن بالسِّحْر.
الفرق بين السحر والإفك
الإفك هو ترتيب أشياء أو أحداث
على نحو معين مضلّل
وحبكها للوصول لهدف معين.
ولمّا كان السِّحر مجرد خداع
كان لا بد من ربط أشياء ببعضها وحبكها فاحتاج إلى الإفك
وهذا هو علّة استعمال الإفك أحيانًا للدلالة على السِّحر.
لاحظ جيدًا التّطابق بين هاتين الآيتين
قول الله سبحانه و تعالى:
﴿وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ
قَالُوا مَا هَٰذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ
وَقَالُوا مَا هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ مُّفْتَرًى...﴾
(سبأ:43).
وقول الله تعالى
﴿وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ
قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ
هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾
(الأحقاف:7).
فهم يرون أنّ القرآن إفك مفترى
اعتبارًا من اعتقادهم أنَّه من تأليف النّبيّ
مضبوط ومحبوك بشكل يوهم بصحته.
هذا هو اعتقادهم، وهذا ما عبروا عنه بعبارة أخرى
أنّه سِحر مبين أي خداع واضح.
ولم يقتصر هذا الإستعمال على هذا السّياق فحسب
بل تكرر أيضًا فيما يتعلق بالخداع البصريّ في معرض حديث عن سحرة فرعون.
فقد استعمل الإفك أيضًا في قول الله سبحانه و تعالى
﴿فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ
فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ﴾
(الشعراء:45).
وقوله
﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ
فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ﴾
(الأعراف:117).
ومن ثمّ فلم يكن سحر السّحرة سوى إِفكًا وخِداعًا.
ودائمًا في تصور المكذّبين أنّ النّبيّ محمّدًا
كان مجرد مخادع كاذب وحاشاه
يقولون
﴿...إِنْ هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ
وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ...﴾
(الفرقان: 4).
فاستعملوا الإفك هنا بدلًا من السّحر.
B- مقال منقول عن الباحث عبد الله ناصر
السحر هو القدرة على السيطرة على العقل اللاواعي
وشل تفكير الانسان وتخويفه وإرهابه
وممارسة تشويش على أدوات استقباله النفسية
وليست الجسدية (سمع وبصر وقلب النفس )
فيتوقف عن التقاط الإشارات الالهية وفك شفرة الأحداث
فيقع أسيرا فى يد الساحر
فيبث فيه مايشاء من أفكار ويعيد برمجته وفق ما أراد
وأوضح شرح لتلك الفكرة هى قول الله سبحانه وتعالى
( فسحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم )
(فخيل اليه من سحرهم أنها تسعى )
خُيل من الخيال وهو عبارة عن إرسال بث لخيال المتلقّى
ليحول ما خيلته له الى واقع وحقيقة
رغم انه لا وجود لهذا الخيال مطلقا
وسحروا اعين الناس
السحر ادخال وإغراق للنفس فى حالة ظلام دامس
فلا ترى الأشياء على حقيقتها بل لا ترى الحقيقة مطلقا
وأعين الناس أعين حسية مادية وأعين معنوية وهى أعين النفس الواعية
C- موضوع للباحث @sameer Al-silwi
يقول الله تعالى:
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإنس والجن
يُوحِي بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ زُخْرُفَ القول غُرُوراً)
ويقول أيضاً
(وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)
وعند ربط هذه الآيات ببعضها نجد
أن الذين أتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان
هم الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وكفروا بما أنزل الله
وعوضاً عن إتباع كتاب الله إتبعوا ما تتلوه الشياطين
فالشياطين يتلون ويوحون زخرف القول
لكل من يتولونهم وينصرون أفكارهم ويتبعون مبادئهم
وزخرف القول هو القول المحسن المنمق المموه المزين في ظاهره
لكنه في باطنه باطل وفاسد،
وبهذا القول المزخرف المحسن المنمق
يسحرون الناس ويخدعوهم ويجعلونهم يقتنعون بقولهم
وينصرون أفكارهم ومبادئهم.
فالشياطين يوحون لكل من يتولاهم زخرف القول من مبادئ وأفكار ومعتقدات باطلة مزخرفة
ويجعلوهم يصدقوها ويُسحروا بها
ليجادلوا الناس بهذه المعتقدات والمبادئ
ويزرعوها بداخلهم ليوقعوا بينهم العداوة والبغضاء
وهذه العداوة والبغضاء ستؤدي بدورها الى تفرقة الناس فيما بينهم
يقول الله تعالى
(إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء)
كذلك توحي الشياطين لكل إنسان لاهٍِِِِ قلبه عن ذكر الله
ونفسُه تميل للشهوات والمعاصي
وجعل الشياطين أولياء له
وبالتالي سيناجيهم الشيطان بالقول المزخرف والمنمق
والساحر
ليلبس عليهم دينهم
وليبعدهم عن الإيمان والتقوى،
إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ
لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا
وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
(سورة : 58 - سورة المجادلة, اية : 10)
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ
وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ
وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 102)
فكلٌ من السحر والنجوى من عمل الشياطين
والغاية منهما هو إيقاع الضرر بالناس والتفرقة بينهم
ومع ذلك أخبرنا الله أنهم لن يضروا بذلك أحداً إلا بإذن الله.
ونجد في كتاب الله آية قد ربطت بين النجوى والسحر
واللاهية قلوبهم عن ذكر الله
يقول الله تعالى:
لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ
وَأَسَرُّوا النَّجْوَى
الَّذِينَ ظَلَمُوا
هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ
أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ
(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 3)
وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ
وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 102)
ما هو الشيء الذي شروا به أنفسهم؟
يقول الله تعالى
(وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ
وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ
فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ
كَفَرُواْ بِهِ
فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ...
بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ
أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ
بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ
(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 90)
ويقول أيضاً
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ
فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ
وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا
فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ
(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 187)
ما شروا به أنفسهم هو نبذهم وكتمانهم وكفرهم بما أنزل الله
حيث أنهم إتبعوا وآمنوا بما تتلوه عليهم الشياطين من زخرف القول
وهو القول المزخرف المنمق الذي يسحر سامعه
وبذلك إشتروا الضلالة بالهدى
إشتروا بآيات الله وما أنزل الله ثمناً قليلاً
وهو القول المزخرف الذي زينته وزخرفته لهم الشياطين وسحرتهم به
D- موضوع للباحث حسين الخليل
السحر هو عبارة عن حالة
يعيشها الإنسان الذي يتوهم أنه مسحور
فتبقى الأفكار والوساوس والأوهام تلاحقه
حتى تسيطر عليه ويصبح أسيراً لها.
لا يمكن أن يجعل الله لأي إنسان
سلطان وقدرة وقوة خارقة
ليسيطر بها على إنسان آخر
ومن خلالها يستطيع ضره ونفعه!!
لا يمكن أن يحصل هذا
، فهذا ليس من العدالة الإلهية
والله هو العدل.
السحر في وقتنا هذا
هو عبارة عن تجارة مربحة
تقوم على إستغلال الناس البسطاء والسذج
وأخذ أموالهم بغير حق
وإيهامهم بأنهم مسحورين
أو يستطيعون القيام بسحر أي شخص مقابل المال!!
فنجد أيضاً إعلانات عن سحرة لإستخراج الكنز المدفون
أو معرفة مكان آثار لإستخراجها
وما شابه تلك الخرافات
فلو كانوا كذلك
لكان من الأجدر بهم أن يستخرجوا تلك الكنوز لأنفسهم
ويغتنموا منها
لطالما أنهم يعرفون مكانها بدل من الكذب على الناس!!!
وخرجوا علينا أيضاً بمصطلح الرقية_الشرعية
لكي يحكموا سيطرتهم على البسطاء
لسلب أموالهم مقابل رقيتهم من السحر أو تلبّس_الجن!!
ولإقناع المسلمين
إدَّعوا أن رسولالله قد تم سحره!!
لكي يقولوا لنا إذا الرسول إنسحر فكيف تنكر أنت السحر!!
لا أدري كيف إستطاع الكهنوت الديني
إقناع غالبية المسلمين بأن رسول الله تم سحره
مع أن الله يقول
(وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ)
[المائدة 67]
فالسحر ماهو إلّا وهم وإدراك غير الحقيقة
ويستطيع الإنسان حماية نفسه منه بالوعي
والقراءة العميقة لأسرار الكون
والإيمان بأن الخالق لا يظلم الناس شيئاً
ولا يجعل مصيرك في يد إنسان يعبث به كيفما شاء.
فإقتناعك بتأثير السحر هو المؤثر وليس السحر.